كابيللو يطالب الفيفا بقانون يمنع الأندية من «سرقة» المواهب الشابة

أشار إلى الانعكاسات بعيدة المدى التي تؤثر على صفقات انتقال اللاعبين والأضرار التي تلحق بالمنتخبات

TT

طالب المدير الفني للمنتخب الإنجليزي فابيو كابيللو بوضع تدابير أكثر صرامة لمنع الأندية الكبرى من «سرقة» اللاعبين الصغار من جميع أنحاء العالم، وهو ما يكون له انعكاسات بعيدة المدى على صفقات انتقال اللاعبين في المستقبل.

وكان قد تم اتهام أندية إنجليزية مثل آرسنال ومانشستر يونايتد وتشيلسي - والتي تعاقدت مع سيسك فابريغاس وجيرارد بيكيه وغايل كاكوتا على التوالي - بما سماه كابيللو شكلا من أشكال سرقة المواهب والتي يتم استغلالها في جميع أنحاء أوروبا.

ويتعامل كابيللو بحماس بالغ مع هذه القضية، حيث يرى أنها ستعود بالنفع على المنتخب الإنجليزي في حال اتخاذ قواعد جديدة في هذا الإطار. وخلال توليه منصب المدير الفني للمنتخب الإنجليزي، أعرب كابيللو عن إحباطه من ندرة اللاعبين الشباب اللذين يحملون الجنسية الإنجليزية. وقد انتقد المدير الفني حقيقة أن نحو ثلث اللاعبين الذين يلعبون في الدوري الإنجليزي الممتاز فقط هم من يحق لهم الانضمام لصفوف المنتخب الإنجليزي بينما النسبة تصل إلى 60 في المائة في إيطاليا، وأعرب عن إحباطه لأن العديد من اللاعبين الإنجليز لا يحصلون على فرصة مناسبة للعب بسبب استقدام الأندية للعديد من اللاعبين من الجنسيات الأخرى.

ومن المفهوم أيضا أنه كابيللو كان يشعر بالضيق الشديد بسبب اعتماد ألمانيا على لاعبين من أصول بولندية وتركية - ميروسلاف كلوزه ومسعود أوزيل - عندما واجه الألمان المنتخب الإنجليزي خلال نهائيات كأس العالم العام الماضي، لأنها قد حرمت بلدان هؤلاء اللاعبين من المواهب.

وقد وصف كابيللو قيام الأندية الكبرى بسرقة اللاعبين بأنها مسألة أخلاقية لا بد من التعامل معها. وخلال عمله في إسبانيا كمدير فني لنادي ريال مدريد، كان كابيللو يعرف حجم المرارة التي كان يشعر بها نادي برشلونة بسبب خسارته لسيسك فابريغاس الذي ترك العملاق الكتالوني في عام 2003 وانتقل لصفوف آرسنال الإنجليزي وهو في السادسة عشرة من عمره، ووقتها اشتكى برشلونة من سرقة لاعبه من أكاديمية الناشئين. وقد عاد فابريغاس إلى ملعب كامب نو خلال العام الجاري مقابل 24 مليون جنيه استرليني، وهو مبلغ أكبر بكثير مما دفعه آرسنال في الأساس للتعاقد مع اللاعب.

وعلاوة على ذلك، هناك اتهامات لبرشلونة نفسه بسرقة اللاعبين الشباب، حيث تعاقد مع أندريه إنييستا وهو لم يتعد العاشرة من عمره. وتقول الأندية إنها مضطرة للتحرك مبكرا للتعاقد مع اللاعبين صغار السن وإلا فستخاطر بدفع مبالغ خرافية لهم في وقت لاحق.

وقد طالب كابيللو الاتحاد الدولي لكرة القدم بالتدخل، قائلا إن العديد من الأندية في البلدان الأوروبية الكبرى، مثل إنجلترا وإيطاليا على سبيل المثال، كانت تتعاقد مع لاعبين في سن مبكرة للغاية. وقال المدير الفني الإيطالي خلال مؤتمر عن كرة القدم في دبي: «يجب أن يكون هناك خط فاصل. تقوم الأندية بالبحث عن المواهب في جميع أنحاء العالم، وتسرق اللاعبين الشباب عن طريق الدخول في مزايدات ولا تفكر في عواقب ذلك على هذه الدول. في الواقع، يجب على الفيفا سن قوانين جديدة تحكم هذه العملية، وقد تحدثت بالفعل مع ميشيل بلاتيني (رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم)، وسيتم منع الأندية في المستقبل من سرقة اللاعبين عندما يكونون في سن صغيرة للغاية».

وقد اقترح بلاتيني تشريعات جديدة لمنع الأندية الأوروبية الأكثر ثراء من سرقة اللاعبين الصغار من الأكاديميات الأجنبية. وقال بلاتيني إنه يجب أن يقوم اللاعبون بالتوقيع على أول عقود للأندية التي تولت تدريبهم، على الرغم من وجود بعض الشكوك حول قيامه بتقديم تلك القواعد الجديدة.

وبالإضافة إلى كابيللو، يحظى بلاتيني بدعم كارل هاينز رومينيغه، وهو رئيس رابطة الأندية الأوروبية، التي حلت محل مجموعة الـ14 التي كانت تضم صفوة أندية القارة الأوروبية.

وقد وصف الاتحاد الأوروبي لكرة القدم انتقال اللاعبين الصغار بأنه «اتجار بالشباب». وسيتم تحويل القواعد الجديدة التي تنظم هذه العملية إلى المفوضية الأوروبية، وسوف تتعدى إطار كرة القدم، في حال تطبيقها.

يذكر أن المادة التاسعة عشرة من لائحة الاتحاد الدولي لكرة القدم تحظر انتقال اللاعبين تحت 18 عاما من دولة لأخرى، ولكنها تسمح بانتقال اللاعب في حالة موافقة والديه على الانتقال إلى هذه الدولة لأسباب لا علاقة لها بكرة القدم.

وعلاوة على ذلك، ثمة مادة في الاتحاد الأوروبي تحظر انتقال اللاعبين تحت 16 عاما، ولكن غالبا ما يتم انتهاكها من خلال استثناءات أخرى.

وكان بلاتيني قد خص آرسنال بالنقد، وهو ما جعل المدير الفني للفريق آرسين فينغر يوبخه بعنف ويدعي أن خططه من شأنها أن تشجع الاتجار في اللاعبين الشباب لا أن تمنعه، لأن ذلك سوف يشجع الوكلاء وأطرافا ثالثة على الدخول في هذه العملية.

وهناك أمثلة أخرى كثيرة بعيدا عن فابريغاس، وقال كابيللو إن الإغراءات التي تقدمها الأندية للاعبين الشباب للتوقيع معهم تكون كبيرة بدرجة لا يمكن رفضها، وأضاف: «تقدم هذه الأندية الكثير من الدعم المالي للاعبين وعائلتهم، والذين يرحبون بالانتقال للعيش في دولة أخرى، ولا سيما إذا كانت ظروفهم المادية سيئة».

يذكر أن كابيللو، 65 عاما، لديه خبرة كبيرة في معرفة مدى تأثير نظام الانتقال على اللاعبين صغار السن، وذلك بفضل عمله في كل من ريال مدريد وميلان وروما ويوفنتوس قبل أن يتولى تدريب المنتخب الإنجليزي في عام 2008. وسوف يترك كابيللو منصبه الحالي بعد بطولة كأس الأمم الأوروبية التي ستقام العام المقبل.

وقد أدلى كابيللو بهذه التصريحات في مؤتمر دبي الرياضي الدولي، وهو تجمع يقام تحت رعاية الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي الذي يشغل منصب رئيس النادي الأهلي لكرة القدم، وغيره من المصالح الرياضية الأخرى.

وقد شهد المؤتمر، الذي عقد على مدار يومين، حضور رئيس نادي برشلونة الإسباني ساندرو روسيل، ورئيس نادي بورتو البرتغالي بينتو دا كوستا، ورئيس التسويق التجاري بنادي آرسنال الإنجليزي، توم فوكس، والذين كانوا مهتمين للغاية بتصريحات المدير الفني الإيطالي الشهير.