ميسي يعتلي هرم المجد بالكرة الذهبية الثالثة

فيرغسون يعتبره الأعظم عبر التاريخ.. وبلاتيني يدعو لعدم مقارنته بالأساطير

TT

ربما يرى البعض أنه من الصعب مقارنة المهاجم الأرجنتيني ليونيل ميسي نجم برشلونة الإسباني بباقي العمالقة الذين سبقوه إلى سجل الشرف والإنجازات على المستطيل الأخضر، لكن الواقع والأرقام تؤكد أن ميسي قد يتفوق على الجميع ويصبح الأفضل في التاريخ على مدار السنوات القليلة المقبلة.

وقال الفرنسي ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) إن مقارنة ميسي بعمالقة الكرة السابقين يشبه مقارنة نجمة الغناء الفرنسية إديث بياف مع فرقة الروك الغنائية البريطانية «بيتلز» أو فرقة الروك الآيرلندية «يو2».

وأكد بلاتيني أنه لا يمكن مقارنة ميسي بالنجوم السابقين أمثال ألفريدو دي ستيفانو، مشيرا إلى أن ميسي الذي حقق إنجازا رائعا أول من أمس بالحصول على جائزة أفضل لاعب في العالم للعام الثالث على التوالي، يجب أن يثبت نجوميته أيضا مع المنتخب الأرجنتيني كي يصبح أسطورة بالفعل. وقال بلاتيني: «مقارنة الأجيال تأتي فقط في كرة القدم. فالناس لا يقارنون فرقة (بيتلز) أو (يو2) مع إديث بياف، ولكنهم في كرة القدم يقارنون بين اللاعبين.. الناس كانوا يقولون إن دي ستيفانو هو أبرز لاعب على الإطلاق. ولكن بيليه جاء وأصبح أبرز النجوم، وتلاه آخرون. والآن يقولون إن ميسي أصبح الأبرز»، وأضاف بلاتيني: «إنه (ميسي) أفضل لاعب في هذا الجيل، مثلما كان هناك عمالقة في كل جيل».

ويعتقد بلاتيني أن الشيء الوحيد الذي لا يزال ميسي بحاجة إلى تحقيقه هو الفوز مع المنتخب الأرجنتيني بلقب كأس العالم. وقال بلاتيني: «جرى اعتبار نجوم مثل بيليه ومارادونا، الأفضل لأنهم فازوا بكأس العالم.. نتذكر لمارادونا فوزه بكأس العالم (مع المنتخب الأرجنتيني) عام 1986، وليس ما أنجزه مع نابولي الإيطالي. كأس العالم تعد إنجازا من نوع خاص».

من جانبه، قال السير أليكس فيرغسون المدير الفني الأسكوتلندي لفريق مانشستر يونايتد الإنجليزي إن ميسي نجم وأحد أعظم اللاعبين في تاريخ اللعبة. وقال فيرغسون: «هناك لاعبون مثل بيليه ومارادونا وألفريدو دي ستيفانو، الذين كان كل منهم هو الأفضل في الفترة التي لعب بها، وميسي من هذه الفئة بالتأكيد».

ولم يكن فوز ميسي بجائزة الكرة الذهبية مفاجأة بعد عام رائع مع فريق برشلونة، بينما كان فوزه بالجائزة نفسها في عام 2010 مفاجأة كبيرة في ظل اتجاه معظم الترشيحات لكل من منافسيه على الجائزة في ذلك العام وهما تشافي هيرنانديز وأندريس إنييستا زميلاه في برشلونة واللذان قادا المنتخب الإسباني للفوز بلقب كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا.

وسبق لميسي، البالغ من العمر 24 عاما، أن دخل التاريخ عندما أحرز جائزة الكرة الذهبية في عام 2009 وأصبح أول لاعب أرجنتيني يفوز بها. ولكنه قد يعزز موقعه في سجلات التاريخ خلال السنوات القليلة المقبلة بأن يصبح الأبرز في تاريخ هذه الجائزة من خلال الفوز بها مجددا مثلما توقع أسطورة كرة القدم الهولندي يوهان كرويف قبل حفل أول من أمس بأن ميسي سيفوز بهذه الجائزة نحو ست مرات.

ولعب ميسي دورا بارزا مع فريقه برشلونة في الفوز بخمسة من ستة ألقاب أتيحت أمام الفريق في ذلك العام وهي ألقاب بطولات: الدوري الإسباني، ودوري أبطال أوروبا، وكأسي السوبر الإسباني والأوروبي، وكأس العالم للأندية. وتمثل حياة ميسي قصة نموذجية لحياة اللاعبين البارزين القادمين من أميركا الجنوبية والذين ينتقلون من حياة الفقر المدقع والثياب الرثة إلى حياة الثراء الرغدة عبر طريق الساحرة المستديرة.

وولد ميسي في 24 يونيو (حزيران) 1987 بمدينة روساريو الأرجنتينية التي تتسم بالنزعة الصناعية. وكان والده خورخي ميسي عاملا بأحد المصانع ووالدته سيليا عاملة نظافة. وبدأ ميسي صاحب الجسم الصغير مسيرته مع اللعبة وهو في الخامسة من عمره من خلال نادي جراندولي في مدينة روساريو حيث كان والده مدربا لهذا الفريق. وجذب ميسي الأنظار إليه من خلال مراوغاته الرائعة بالكرة والتسديدات القوية بقدمه اليسرى.

وعندما بلغ ميسي الثامنة من عمره، وقع هذا الصبي الصغير في ذلك الوقت عقدا مع نادي نيولز أولد بويز صاحب الشهرة الكبيرة في الأرجنتين. وبعد ثلاث سنوات أخرى، أكد الأطباء أن جسم ميسي يعاني من نقص في هرمون النمو مما أسفر عن تراجع نادي ريفر بليت العريق عن فكرة التعاقد معه نظرا للتكلفة الباهظة التي يحتاجها علاج اللاعب. وهنا، قفز برشلونة إلى الصورة واتخذ قرارا لم يندم عليه إطلاقا في السنوات التالية حيث عرض كارلس ريكساتش مدير الكرة بالنادي الكتالوني علاج اللاعب على نفقة برشلونة وأصبح المهاجم الصغير المتألق هو حديث العاصمة الكتالونية.

وفي عام 2004، شارك ميسي في أول مباراة له مع الفريق الأول لبرشلونة وهو لا يزال في السابعة عشرة من عمره، ثم أصبح بعدها عنصرا منتظما في التشكيل الأساسي للفريق كما أصبح النجم الجديد الذي تعشقه الجماهير وتلتف حوله.

ولم يمض وقت طويل حتى افتتح ميسي سجله التهديفي مع الفريق الأول لبرشلونة وذلك في عام 2005 ليصبح أصغر لاعب يسجل هدفا للفريق على مدار تاريخ النادي قبل أن يحطم بويان كركيتش هذا الرقم في وقت لاحق.

وعلى مدار السنوات التي شارك فيها ميسي مع برشلونة، قاد النجم الأرجنتيني فريقه للفوز بخمسة ألقاب في الدوري الإسباني وثلاثة ألقاب في دوري أبطال أوروبا ولقبين في كأس العالم للأندية وعدة ألقاب أخرى محلية وأوروبية.

وتعرض ميسي كثيرا للانتقادات والاتهامات بأنه يفتقد الحماس في مبارياته مع منتخب الأرجنتيني. ولكنه قال أول من أمس إنه يسعد بالترحاب الذي يجده في كل مكان بالأرجنتين، وأضاف: «بلدي سيفتخر بي الآن وهو شيء خاص بالنسبة لي».

وأعرب ميسي عن أمله في أن يحقق فريقه النجاح في بطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل.