أرجع الأوزبكي سيرفر جيباروف، لاعب فريق الشباب المحترف، سبب عدم ظهوره بمستوى فني كبير كما هو متوقع منذ قدومه للعب في الدوري السعودي إلى لعبه في مركز خلاف مركزه الأساسي مع فريقه، مؤكدا أنه لم يسع إلى الحديث مع مدرب فريقه البلجيكي ميشال برودوم بهذا الخصوص، وذلك لأن الأخير يملك الحرية الكاملة كونه المدرب وصاحب الرأي الفني الأول في وضع اللاعبين في المركز الذي يريده.
وأوضح المحترف الأوزبكي أن الدوري الكوري الجنوبي أقوى وأفضل فنيا من الدوري السعودي من جميع الجوانب، مشيرا إلى أن تجربته في كلا الدوريين أكدت له هذا الأمر، فالدوري الكوري الجنوبي على حد قوله يتفوق على نظيره الدوري السعودي في عدد من العوامل، كما أن الأندية هناك أكثر تنظيما من الأندية السعودية، مشددا في الوقت نفسه على أنه لم يندم على تركه اللعب في الدوري الكوري والقدوم للسعودية، بل إنه سعيد بكل لحظة يقضيها مع فريقه في الرياض.
الكثير من الجوانب التي تطرق لها جيباروف عن حصوله على جائزة أفضل لاعب في آسيا للمرة الثانية، وعن حماسه ورغبته في اللعب في ملعب مكتظ بالجماهير عكس ما هو حاصل في أغلب مباريات الدوري السعودي، تجدونه في هذا الحوار الخاص لـ«الشرق الأوسط».
* بعد مضي نصف مباريات الدوري تقريبا، لا يزال الكل يسوق التساؤلات حيال مستواك الفني، خصوصا أنك خلال 15 مباراة لم تسجل أي هدف ولم تصنع سوى هدف وحيد.. ما هي الأسباب التي أدت إلى عدم ظهورك بمستوى جيد مع الشباب حتى الآن؟
- هناك أسباب كثيرة أسهمت بشكل مباشر في عدم ظهوري بمستواي الحقيقي، أبرزها أنني لم أتأقلم بعد مع الفريق، وكذلك لمشاركتي دائما في مركز الجناح الأيسر، وهذا ليس مركزي الأساسي، فأنا ألعب في منتصف الملعب كما يعلم الكثيرون، لذلك هذا المركز الجديد لم يمنحني فرصة الظهور بمستواي المعهود.
* هل حاولت مناقشة مدرب الفريق ميشال برودوم حول هذا الأمر؟
- لم ولن أتحدث مع المدرب بهذا الخصوص، فالمدرب مهمته وضع الخطة والتكتيك المناسبين للفريق، ومن ثم يختار العناصر التي تدعمه، وأنا كلاعب علي الاستماع لتوجيهات المدرب وتطبيقها على أرض الملعب فقط، مهما كان المركز الذي وضعني فيه.
* لكن ألا تخشى أن يسبب لك صمتك إحراجا مع الجماهير والمتابعين كونك لا تستطيع تقديم ما يوازي مستواك في مركزك الحقيقي؟
- نعم هذا صحيح، فمركز الجناح الأيسر غير مريح بالنسبة لي.
* ماذا يعني لك حصولك على جائزة أفضل لاعب آسيوي عام 2011، خصوصا أنك الوحيد بجانب الياباني هيدوتوشي ناكاتا الذي حصل عليها مرتين منذ إطلاقها؟
- هذا أمر يسعدني جدا كل يوم، ومن ناحية أخرى تثبت هذه الجائزة أنني اجتهدت كثيرا خلال الأعوام الفائتة، فالحصول عليها ثمرة ذلك الجهد الذي بذلته، وبالتأكيد هذا يلزمني بأن أعمل بشكل أكبر ولا أتوقف عند هذه الجائزة أو غيرها، كما أنه من الجيد توافر مثل هذه الجائزة على المستوى الآسيوي، وهذا يثبت أن مسؤولي الاتحاد يهتمون باللاعبين ويقدرون العمل المقدم منهم.
* ألا تجد أن هذه الجائزة قد وضعت عليك ضغطا نفسيا لتقديم مستوى فني يوازي ما قدمه أسلافك؟
- إطلاقا لا، أنا استطعت أن أحقق هذه الجائزة مرتين، وفي كلتيهما كنت ألعب في مركز غير مركزي الأساسي، فأنا استطعت تحقيق كل ما أريد، لكنني سأعمل جاهدا لكي أقدم مستوى جيدا هذا العام، الجميع يعرف أن هناك العديد من المواسم التي تمر على لاعب كرة القدم يكون فيها غير مقتنع بما قدمه، وهذا أمر طبيعي.
* إذن، هل أنت راض عما قدمت خلال العام الفائت؟
- نعم، فأنا قدمت مباريات جيدة مع منتخب بلادي خلال العام الماضي سواء في مباريات كأس أمم آسيا، أو حتى في التصفيات المؤهلة لكأس العالم، إلى جانب ظهوري بشكل ممتاز مع فريقي السابق في كوريا الجنوبية، وبالتأكيد أن المسؤولين في الاتحاد الآسيوي أعجبوا بما قدمته وإلا لما حصلت على جائزة أفضل لاعب في القارة.
* هل تفقد حماستك عندما تلعب وسط عدد مشجعين قليل مثلما هو الحاصل حاليا، خصوصا أنك سبق أن تحدثت حول حبك للعب في ملعب مكتظ بالجماهير، لكن في المقابل تشهد الملاعب السعودية عزوفا جماهيريا ملحوظا هذا الموسم؟
- بكل تأكيد، فبالنسبة لي أنا أفضل اللعب في ملعب مكتظ بالجماهير، كون الجو يصبح مملوءا بالإثارة والحماس، ووقتها أستطيع الاستعراض بمهاراتي، وسيكون الحافز مضاعفا إذا كانت الجماهير تساند فريقي.
* ماذا عن المباريات التي خضتها مع الشباب وكانت الغلبة من الناحية الجماهيرية للفريق المنافس، هل شعرت بتلك الحماسة؟
- نعم، لأنني وقتها أفكر في فعل ما في وسعي لكي أستميل تلك الجماهير لكي تشجع الشباب (قالها ضاحكا).
* بعدما انتقلت من فريق سيول الكوري الجنوبي إلى صفوف الشباب شنت عليك الصحافتان الأوزبكية والكورية هجوما لاذعا كونك تركت الدوري الكوري القوي على مستوى القارة وذهبت إلى دوري أقل–حسب تعبيرهما.. بحكم وجودك في كلتا المسابقتين، هل الدوري السعودي فعلا أضعف فنيا من مستوى الدوري الكوري الجنوبي؟
- بالنسبة للانتقادات فهذا أمر طبيعي يحدث في أي مكان بالعالم، هناك من يريد الانتقاد لمجرد الانتقاد فقط، مثلما هناك من يكتب بشكل إيجابي، لذلك لا أبدي أي اهتمام تجاه هذا الأمر، أما إذا أردنا المقارنة بشكل عام بين الدوريين، فأجد أن الدوري الكوري أقوى وأفضل فنيا من الدوري السعودي وكذلك التنظيم داخل الأندية أفضل بكثير في كوريا، وهذا ما يجعل الكرة الكورية متقدمة على نظيرتها السعودية.
* هل شعرت يوما ما بالندم كونك تركت سيول وحضرت إلى الشباب؟
- لا أبدا، سيرفر جيباروف لا يندم على أي قرار اتخذه، وأنا سعيد هنا.
* هل ترى أن اللاعب السعودي يمتلك الإمكانات الفنية الجيدة مثل نظيره الكوري الجنوبي؟
- نعم، اللاعب السعودي ممتاز جدا، وبإمكانه اللعب في أي دوري أجنبي متقدم، لكن هذا يعتمد على اللاعب نفسه ورغبته في خوض التجربة الاحترافية في الخارج ومواجهة التغيير الذي يحتمه عليه الاحتراف والعيش في بلد أجنبي.
* هل أنت مطمئن تجاه وضع الشباب في الدوري خصوصا أنه خلال 15 جولة ماضية لم يظهر الشباب بمستوى فني يعكس مستوى لاعبيه الحقيقي؟
- نعم أنا مطمئن، أما من ناحية المستوى الفني فأنا أعترف بأننا لا نفوز بنتائج كبيرة على المنافسين، لكننا لم نهزم إطلاقا، فنحن نلعب كرة قدم جماعية ولدينا خطوط جيدة، وبشكل عام الفريق مستقر فنيا وهذا هو الأمر الجيد.
* إذن أنت تخشى من المنافسين الذين يحاولون تعطيل الشباب وإلحاق الهزيمة الأولى به هذا الموسم؟
- أنا لا أخشى على الشباب من أي منافس!