لا عقد ولا اتصالات، فقد تحدث ماسيمليانو أليغري مدرب فريق الميلان وأدريانو غالياني نائب رئيس النادي أول من أمس لدقائق معدودة ولم يتعرضا لمسألة انتهاء عقد المدير الفني بنهاية العام. ربما يود أليغري حل مشكلة التجديد في أقرب وقت ممكن، وربما قبل مباراة الديربي التي ستقام يوم الأحد المقبل أمام الإنتر، لكن يبدو من الصعب إلى حد ما حدوث هذا. في الوقت الحالي، غالياني منشغل بمحاولة ضم المهاجم الأرجنتيني تيفيز ولدى مدرب الميلان مباراة غاية في الأهمية ينبغي عليه الإعداد لها، كما أن كلا الطرفين يظل على موقفه، ولا نية لنائب رئيس النادي ولا للمدير الفني للتنازل بشأن المسألة المادية.
يريد أليغري ثلاثة ملايين يورو، وغالياني مستعد للوصول إلى مليونين ونصف المليون يورو، وإنما فقط من خلال مكافأة الأداء، لكن راتب المدير الفني للميلان سيكون مليوني يورو، والنصف مليون الإضافي قد يأتي في حالة إنهاء الموسم بين الثلاثة الأوائل في الدوري، ومع التأهل إلى الدور التالي في دوري الأبطال. ويعتزم مسؤول النادي الكبير عدم المطالبة بأي شيء غريب، لأنه ليس غريبا توقع المركز الثالث على الأقل بالنسبة لمن يعمل مع فريق الميلان هذا، لكن المدرب لديه حساسية من حيث المبدأ بشكل العقد المرتبط بالنتائج. وهي الصيغة التي لم تقنع في حينها كابيللو وزاكيروني أيضا. تلقى كابيللو عرض ريال مدريد وانتقل لتدريب فريق آخر، ولو صارت المفاوضات مرهقة عصبيا فقد يدخل أليغري في مرمى بعض الأندية الأخرى.
طموحات: لكن الأولوية لكلا الطرفين هي الوصول لاتفاق، فغالياني لا يريد تغيير المدرب وأليغري يود البقاء في الميلان لعامين آخرين على الأقل. إذن، هناك إرادة مليئة بالطاقة للتوقيع على عقد جديد، لكن في واقع الأمر لا أحد يريد التراجع عن موقفه. إضافة إلى ذلك، هناك بعض المشكلات التي تثير قلق المدرب، فاتصالات بعض اللاعبين ببرلسكوني لم ترق لأليغري، مثلما لم تعجبه تصريحات باتو الشهيرة حول التواصل القليل مع المدير الفني. في بعض المواقف، ظلت إدارة النادي متفرجة، بينما أليغري ربما كان ليفضل دعما مباشرا وبما لا يدع مجالا للقيل والقال. لكن غالياني، المشغول منذ فترة في مفاوضات مع تيفيز، يترك لأليغري فعل ما يحلو له في المسائل الفنية وما يوازيها، حتى وإن تحدث الاثنان أقل دائما بشأن العقد وأكثر دائما بشأن المسائل اليومية واختيارات المستقبل.
حمى الديربي: إنه مؤشر يدل على وجود أليغري في المستقبل القريب، ومع ذلك فإن غالياني غير مستعد لرفع راتبه كثيرا، لأنه لا بد أن يقلص من تكلفة العمل الإجمالي، كما أن المدير الفني يتحدث قليلا، وينفي كونه عصبيا بسبب مسألة العقد ويكرس نفسه لمباراة الديربي والذي يأتي في لحظة ساخنة. ويقول المدير الفني: «هل الميلان قد يدخل في الصراع على درع الدوري؟ أعتقد أنه سيكون موجودا حتى النهاية، فلديه فريق قادر على المنافسة». كما أن الميلان لديه القدر الكافي من التنافسية، ويتابع أليغري: «إننا أقوياء بالقدر الذي يجعلنا ننافس، وكان هدفنا البدء مجددا بأفضل الطرق وقد فعلنا».
إلى ذلك، ربما يروق لغاتوزو، بعد مرور الخوف الأكبر ومرور أول نزول إلى الملعب على نحو جيد، جدول مباريات مختلف، مثلا ماذا لو كانت مباراة الديربي في الربيع المقبل، كي يصل إليها في أفضل حالاته، بالتأكيد، وليس كمريض في مرحلة تعاف قبل يومين أكمل رينو (34 عاما)، وقد تعقدت الشهور الأخيرة من حياته وقلبت له ترتيب القيم قليلا. لكن كرة القدم تظل حياته، وبالتالي لا بد من النظر إلى الأمام، أو بالأحرى إلى الملعب. «لا أزال أريد اللعب»، هكذا صرح غاتوزو لشبكة «سكاي». لا شكوك لديه. ويعد مناخ الديربي بالنسبة للاعب وسط الميلان أكثر برودة مقارنة بالأعوام الماضية بسبب الظروف الحالية، أيضا بسبب نزلة البرد التي أجلسته على الفراش ومنعته من الجلوس على مقعد البدلاء في بيرغامو، أمام أتلانتا. وبالتالي فإن تحليله جاء دبلوماسيا جدا، وقال: «لا يوجد فريق فرصة أكبر في الفوز لأن مباراة الديربي تمنحك حماسا وشحنة معنوية إضافية، وهذا بالنسبة لنا وبالنسبة للإنتر، وهذا لأنها مباراة بقيمة ثلاثة مباريات. رانييري مدرب ذو خبرة كبيرة جدا، وهو ماكر قديم، والإنتر فريق كبير». ويتابع: «في هذه اللحظة، لدينا لاعبان مدمران، أحدهما هو إبراهيموفيتش والآخر تياغو سيلفا، فهما لا يصدقان، أراهما كل الأيام في المران، وهما أعلى من الآخرين درجة». لكن بالنسبة لباتو يبدو الطويل طويلا، فهو فتى يبلغ من العمر 22 عاما ومنذ شهر يجري الحديث عنه بشكل يومي. من الناحية الذهنية ليس سهلا، فباتو يلعب منذ سنوات كثيرة إلا أن لديه خبرة قليلة جدا. الجميع ينتظر دائما أشياء عظيمة، وهو في هذه اللحظة غير هادئ لأنه يريد إظهار قيمته».
سوف ينبغي أن نفهم هل في الميلان أم فريق آخر يريد إظهار قيمته، كما أن مستقبل دي روسي لم يتقرر بعد. ويقول عنه رينو: «قد يروق لي وجوده معي كزميل في الفريق». كما أن رأيه محدد بشأن تيفيز. ويضيف: «وفقا لما أعرفه فإنه يريد الميلان، بالنظر لما قاله وللطريقة التي تصرف بها، ومن الصعب أن يرتدي قميص الإنتر». وأخيرا يتحدث غاتوزو عن علاقته بالمدرب أليغري: «نقضي ساعتين في التمرينات البدنية، وأعتقد أن هذا كان أحد أسرار هذا الفريق، ومعه لا توجد أماكن مضمونة، كما أنه يحترم من صنع التاريخ للميلان، لكن أي لاعب لا بد أن يعطي أقصى ما لديه. مسألة تجديد العقد؟ جميعنا ينتهي تعاقده هذا الموسم، ويريد غالياني إدارة مسألة التجديدات مثل العام الماضي، لكنها ليست مشكلة بالنظر لعلاقتنا بالنادي».