الاتفاق «المتكامل» يهدد بزيادة جراح الاتحاد.. والشباب يصطدم بحيوية القادسية

النصر ينشد التعويض بالفيصلي.. والرائد يستضيف الفتح في الجولة 16 من دوري زين

TT

تتواصل مساء اليوم الخميس لقاءات الجولة الـ16 من منافسات دوري زين السعودي للمحترفين بإقامة 4 مواجهات، حيث يستضيف الاتحاد نظيره الاتفاق على ملعب الأمير عبد الله الفيصل في جدة، في مواجهة ثأرية بعد خسارة الأول في مباراة الذهاب في الدمام بهدف دون رد، بينما ستكون الفرصة سانحة في اللقاء الثاني أمام القادسية ليقتص من خسارته من الشباب في الدور الأول حين يستضيفه على ملعب الأمير سعود بن جلوي في الخبر، وفي المباراة الثالثة سيكون النصر المتجدد في مهمة تصفية الحسابات أمام الفيصلي في اللقاء الذي سيجمعهما عصرا على ملعب الملك فهد الدولي، وأخيرا يستضيف الرائد في التوقيت ذاته نظيره الفتح على ملعب مدينة الملك عبد الله بن عبد العزيز الرياضية في بريدة.

الخبير الفني السعودي خليل المصري كشف في رؤيته الفنية الخاصة لـ«الشرق الأوسط» عن مواطن الخلل في كل فريق ومدى قدرة المنافس على الاستفادة من تلك الثغرات، مرجحا أحد الفريقين للكسب في كل مباراة، مبينا في ذات الوقت العوامل الفنية المساعدة والمثبطة لكل فريق.

* الاتحاد × الاتفاق

* أكد خليل المصري أن الاتحاد يعيش في المرحلة الحالية أسوأ مستوياته الفنية منذ فترة طويلة، وذلك عائد لشخصيته الحالية التي يعيبها اللعب دون تركيز وغياب هوية الفريق، إضافة إلى افتقاد الفريق للعناصر البارزة، وبالتالي فإن مشاركة اللاعبين الشبان في مباراة الرائد الماضية جاءت تحت ضغط واضح سببه هبوط مستوى لاعبي الخبرة بشكل عام، إلى جانب حداثة عهد المدرب السلوفيني بالفريق، فضلا عن المطالبات الجماهيرية التي تسببت في تردي بعض النتائج، لذلك فالمباراة صعبة للغاية على الاتحاد، وزد على ذلك أنها ستجري في جدة، مما يعني أن الضغوط ستكون أكبر على لاعبي الاتحاد، وبنظري أن اللاعب الشاب الاتحادي المشارك مع الفريق في هذه المرحلة مظلوم، وعليه فإن المدرب مطالب بإشراك اللاعب الأكثر جاهزية، مع منح فرصة للصغار تدريجيا، وبالنسبة لخطوط الاتحاد فهي تشكو ضعفا واضحا، بيد أن الخط الخلفي هو الأسوأ رغم بروز أسامة المولد في الفترة الأخيرة، لكن الأخطاء البدائية والكوارثية التي تحدث في كل مباراة من مدافعين من الطراز الكبير تبين حجم الخلل في دفاع الاتحاد.

في المقابل، فإن الاتفاق يبلي حسنا أمام الفرق الكبيرة ويقدم مستويات جبارة، وهي صورة مختلفة عن مبارياته أمام الفرق المتوسطة التي يهدر فيها النقاط، وذلك عائد على الأغلب للتهاون مثلما حصل أمام نجران الذي تعادل مع الاتفاق بعد تأخره بـ3 أهداف نظيفة، وكاد فريق القادسية أن يكرر نفس السيناريو، لذا فإن الخوف على الاتفاق ليس من المستوى الفني ولكنه التهاون من اللاعبين، الأمر الذي يسبب رهبة لجهازه الفني.

بشكل عام، الاتفاق أثبت أنه فريق منظم يملك مدربا جيدا وفريقا رائعا يقوده اللاعب الشاب يحيى الشهري في الوسط، والأرجنتيني سباستيان تيغالي في المقدمة، وأتوقع أن يظهر بمستوى كبير في لقاء اليوم.

* القادسية × الشباب

* في مباراة الذهاب، خسر القادسية من كرة ثابتة، وكانت النتيجة عطفا على الأداء خسارة غير مستحقة للقادسية، وكان بإمكانه على الأقل الخروج من اللقاء متعادلا، فالفريق الشرقي يمتاز بلعب الكرة الجماعية كما يصل بسهولة لمرمى المنافس، ولديهم هداف جيد هو الجزائري الحاج بوقاش، ووسط الفريق منظم، أما الخلل فمكمنه المنطقة الخلفية، لكنه قد يعالج المشكلة اللاعب الملتحق مؤخرا بالفريق قادما من النصر عبد الله القرني إن شارك، إضافة إلى ان الجهة اليسرى في القادسية هي منطلق ألعاب الفريق ومتى ما أدت أدوارها بإتقان فإنها ذات تأثير على الأداء.

أما الفريق الشبابي المنافس على الصدارة، فهو يلعب كرة جميلة داخل الملعب، وأشد خطوطه من حيث الخطورة في الجهة اليمنى التي يشغرها الظهير المتألق حسن معاذ، ورغم غياب الظهير الآخر الأسطا، إلا أن بديله زيد المولد يقوم بأدوار جيدة تساعده فيها خبرته العريضة في الملاعب، أما الجندي المجهول للفريق هو البرازيلي فرناندو مينغازو الذي يشكل ثلاثيا متناسقا مع أحمد عطيف والأوزبكي جيباروف، وفي ما يتعلق بخط الهجوم فهو على مستوى عال بوجود ناصر الشمراني لاعب الحسم، وأتوقع أن تكون المباراة قوية بين الطرفين، لكن التفوق الفني أعتقد أنه سيكون للشباب نظير تكامل خطوطه ووجود أجانب على مستوى عال ضمن صفوفه.

* النصر × الفيصلي

* في المباراة الدورية السابقة بين الفريقين في الدور الأول، كان النصر هو الأفضل فنيا، لكنه خسر بالتعادل في اللحظات الأخيرة من المباراة، قبل أن يمر بعدها بتراجع كبير في أدائه، مما ساهم في تلقيه عددا من الخسائر، لكن الفريق الأصفر استطاع أن يرفع من مستواه الفني مؤخرا بعد تعاقد الإدارة مع المدرب الكولومبي ماتورانا، لكنه بأمانة يفتقد الشخصية القيادية داخل الملعب رغم وجود عبد الغني، فالفريق يحتاج إلى قائد محنك يمتص حماس زملائه، ولكن الجيد هو عودة المهاجم محمد السهلاوي إلى مستواه، كما أن لدى الفريق محور الارتكاز الأول في الدوري وهو إبراهيم غالب الذي يمتاز بقطع الكرة من المنافس وتنظيم اللعب، كما يجيد زميله في الظهير الأيمن خالد الغامدي توقيت الانطلاق للهجوم والعودة للدفاع، لكن الفريق سيفتقد اليوم لخدمات محترفه الكولومبي بينو بعد إصابته في لقاء فريقه الماضي أمام الأهلي، أما على الطرف الآخر فإن الفيصلي فريق جيد ومنظم، ولكن هجومه أقل خطوطه فعالية، رغم وجود بدر الخراشي (7 أهداف)، لكنه في العموم فريق قادر على إعثار وتعطيل أي فريق، وأكبر دليل على ذلك خروجه متعادلا أمام المتصدر في الجولة الـ14 الشباب على الرغم من أن اللقاء كان على أرض الأخير، حيث ساهم ذلك في منح الصدارة للهلال.

* الرائد × الفتح

* المستوى الكبير الذي قدمه الرائد في مباراته الأخيرة أمام الاتحاد كان محل إعجاب الجميع، لأنه كان الأفضل طوال الموسم لكنه لم يستثمر الفرص التي أتيحت أمامه بالشكل المطلوب، مما ساهم في خروجه متعادلا، فهو فريق يملك لاعبين ذوي مستوى عال كحكمي وأحمد الخير والكعبي والحضرمي وديبا ووليد الجيزاني وإبراهيم شراحيلي، والأمر الغريب هو إخفاقاته المتكررة، وأدرك تماما مدى تأثير الضغوط الجماهيرية على اللاعبين، وأكبر دليل خسارتهم داخل أرضهم وكسبهم للنقاط خارج بريدة.

أما الفتح، فهو أفضل فريق سعودي من حيث التكتيك الواضح للفنيين وللجماهير، فهو يمتاز بإغلاق المناطق ولعب كرة جماعية، إذ إن مدربه التونسي الجبال يعرف اللاعبين جميعا على حد سواء بعد استمراره معهم لما يزيد على 5 أعوام، وفي رأيي أعتقد أن الفتح سيتفوق فنيا بالجماعية على الرائد.