فضيحة الأنصار «الصفرية» في دوري زين تدفع صحيفة دنماركية للتقصي حول أسبابها

النادي السعودي تجاوز هندوستان الهندي.. والإدارة تواجه عاصفة المطالبة بالتغيير

TT

«الأنصار يغرق بعد هزيمته الـ16 على التوالي.. وبذلك تبدو مسألة الهبوط مقرونة بالوقت فقط».. هذا العنوان لم يتصدر صفحات جريدة محلية بل كان موضوعا تحتويه صفحات جريدة «إكسترا بلاديت» الدنماركية، التي هالها ما يحدث لفريق الأنصار الكروي الأول، والذي تفصله عنها مسافة تربو على 4600 كيلومتر، لكن غرابة الوضع الذي يمر به الفريق جعلت الدنماركيين يتجاوزون حاجز هذه المسافة البعيدة، ويبحثون باستغراب الأسباب التي أدت بهذا الفريق الذي وجد 5 مواسم متفرقة من قبل في الدوري السعودي الممتاز بين عامي (98-2005) إلى هذا السقوط.

16 جولة وما زال الأنصار يبحث عن النقطة الأولى، ليكون الفريق الوحيد في آسيا الذي يخوض هذا العدد من المباريات ويخرج منها دون أي علامة، ويتبعه بذلك الفريق الهندي هندوستان للملاحة الجوية الذي خاض 13 مباراة، وخرج منها بنقطتين فقط وهي الجزئية التي أثارت الدنماركيين، الذين أكدوا أن الفريق ربما يهبط برصيد صفري من النقاط خصوصا إذا ما استمر على وضعه الحالي.

ولأن المصائب لا تأتي فرادى، يعتبر الأنصار هو الفريق الوحيد الذي لم يسجل على أرضية ميدانه (ملعب الأمير محمد بن عبد العزيز) أي هدف، بينما سجل خارج أرضه 8 أهداف منها ضربة جزاء وحيدة سجلها لاعبه أيمن راجح أمام الرائد في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

ولم يتوقع أكثر المتشائمين أن يظهر النادي بهذا الشكل الهزيل، وذلك قياسا على مستوى الاستعداد الذي سبق الموسم الحالي، حيث أمضى الفريق معسكرا إعداديا في ضواحي إسطنبول التركية لمدة 3 أسابيع، واستعان بالمدرب البوسني بلازا سلسكوفيتش الذي قاد الفريق لـ6 مباريات هزم خلالها لتقيله الإدارة، لكن المشكلة لم تكن تدريبية بحتة، بدليل أن الفريق أضاف 10 هزائم أخرى إلى رصيده بعد رحيل سلسكوفيتش، ولم يكن التغيير على صعيد المدرب فقط، بل رافقه الصربيان فيتشكو وأنجاك والبرازيلي تاتا والأردني منير مدربهم في رحلة إلغاء التعاقد، وحل بديلا عنهم المدرب التونسي جلال القادري والمحترفين رضوان بن وناس وصديق آدامز ومحمد الأمين دياكيتي، لكن هذا الرباعي لم يستطع امتلاك العصا السحرية وانتشال الفريق من الحالة الفنية المتردية التي يعاني منها.

حاليا لا يستطيع الإعلاميون التواصل مع الإدارة التي فضلت الابتعاد عن الحوارات بفعل النتائج السيئة، التي تحيط بالفريق وربما يعني هذا فقدان الأمل بالفريق خصوصا أن كل المحاولات التي بذلت لتجهيز الفريق قبل بداية الموسم وفي منتصف الموسم قد استنفدت ولم تتغير الأوضاع، وهو ما قد يمهد لجماهير الأنصار حقيقة أن الفريق بدأ في الانزلاق تجاه دوري الدرجة الأولى بعد موسم وحيد قضاه في دوري زين للمحترفين.

جماهير فريق الأنصار الذي ينتمي إلى المدينة المنورة كانت أكثر ألما وهي ترى فريقها بهذه الحال.. ولم يكن أمامها إلا أن عبرت عن استيائها بطريقتها عبر لوحات وقصاصات في نهاية مواجهة الفريق لضيفه فريق هجر في الجولة الـ16 لمنافسات دوري زين السعودي للمحترفين التي جمعتهم على مدينة الأمير محمد بن عبد العزيز في المدينة المنورة مساء أول من أمس (الأربعاء) وانتهت بفوز هجر 2-0، في سيناريو لا جديد حيث الخسارة رقم 16 برقم قياسي غير مسبوق أصاب الجمهور الأنصاري بالإحباط وجاء رد الفعل مباشرة مع صفارة النهاية حيث كتب على إحدى اللوحات: «رياضة المدينة ليس هذا حالها فارحموها يا من وليتم عليها»، وأخرى تخاطب رئيس الأنصار «يا محمد بهاء إن كنت تحب المدينة الرجاء الرحيل من نادي الأنصار»، كرد فعل إزاء الإدارة التي لم تستطع أن تنجح في أي من الحلول التي اتخذتها، وعلقت بعض الجماهير على أن العلة فنية مستشهدة بوجود ثلاثة من أبرز لاعبي الفريق على دكة البدلاء وهم أيمن راجح، ورائد المرواني، ومختار الشنقيطي، وعدم الزج بهم منذ مطلع المباراة، ولا سيما أن الفريق بحاجة ماسة إلى نقطة وحيدة ليس ثلاث نقاط، كما أبدوا دهشتهم من تواضع المحترف التونسي محمد رضوان، وجددوا نداءهم لإدارة النادي أمام البوابة أثناء خروج أعضائها من الملعب برفقة حافلة اللاعبين، ولعل في حديث لاعب الفريق فهد المرواني ما يعبر عن الحرقة والألم حينما قال بعد مباراة فريقه الأخيرة: «لا أستطيع القول غير أن الخسارة الـ16 مؤلمة بحق الأنصار وجماهيره، ولها الحق أن تزعل، لكن اللاعبين بذلوا الجهد لتحقيق التعادل على الأقل، وللأسف لا نعرف سرا لهذه الخسائر، وخاصة أن أهداف هجر لم تكن صعبة بل سهلة، وعموما لم يقدم الأنصار المستوى الجيد».