أليغري يجدد عقده مع الميلان.. والأرقام تساند مدرب الإنتر في أول ديربي له

كلاوديو رانييري أكد أنه يرغب في الخروج من ملعب سان سيرو اليوم حيا

TT

خمسة أشهر حتى يتمكن الطرفان من إيجاد تفاهم بينهما؛ فنادي الميلان ومدربه أليغري سيرتبطان بعقد حتى عام 2014 مقابل 2.5 مليون يورو سنويا. إنها مزيد من الحوافز المتنوعة. فقد وصل الطرفان إلى حل وسط نظرا لأن مدرب الفريق كان يتوقف عند المطالبة بثلاثة ملايين يورو سنويا بينما كان غالياني، نائب الرئيس يضغط من أجل إتمام العملية مقابل مليوني يورو. وجاء الإعلان عن تجديد عقد أليغري بعد مرور 24 ساعة تماما من فشل صفقة الانتقال «المدوية» المزدوجة: البرازيلي باتو إلى باريس سان جيرمان والأرجنتيني تيفيز إلى الميلان. بالتأكيد أن عملية رحيل باتو غير الناجحة كانت قد وسعت من رقعة الحزب الذي كان يعتقد خطورة موقف المدرب الذي اعتبره البعض وراء تلك الصفقة. ولكن على العكس، هذه الخطوة تميل إلى إثبات أن نادي الميلان يركز على حالة التعايش السعيدة بين اللاعب والمدرب، وليس أحدهما فحسب.

وإذا نظرنا إلى ما وراء باب نادي الميلان، نرى أن تجديد عقد أليغري ينطوي على اعتبار هام. فقد عادل أليغري، بالحصول على 2.5 مليون يورو سنويا، راتب ماتزاري، مدرب نابولي وبات المدرب الأعلى أجرا في دوري الدرجة الأولى الإيطالي. بالتأكيد أن المدربين الإيطاليين خارج إيطاليا يتقاضون أكثر من ذلك الرقم بكثير.

يذكر أن قصة هذا التوقيع بدأت في 31 أغسطس (آب) الفائت، ليلة عيد ميلاد المدرب المنحدر من ليفورنو. فعقب العودة من بكين بعد الفوز على الإنتر (وهو الانتصار الثالث له في اللقاءات التي جمعت فريقه بغريمه التقليدي) في مباراة كأس السوبر الإيطالية تقدم غالياني، في لحظة النخب، بوعد ضخم إلى مدرب الميلان: عقد لمدة موسمين كمكافأة على أول 13 شهرا لامعة ومبهرة قدمها أليغري مع الفريق. ولكن المفاوضات بدت على الفور صعبة. وفي منتصف شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المنصرم قام نائب رئيس النادي بمنح أليغري زيادة في راتبه بشكل فوري، حيث أضيف إلى راتبه الأولي والمقدر بنحو 1.5 مليون يورو علاوة تتعلق بالموسم الجاري جعلته يصل إلى سقف المليوني يورو. ولكن مدرب الفريق ضغط أيضا من أجل إنهاء المباراة الخاصة بالموسمين القادمين سريعا. وهنا بدأت الأحاديث تتعرقل. فالميلان يمتلك روح تخفيض جبل الرواتب ويرغب في ألا يسير تجديد عقد أليغري على النقيض من ذلك. وهو ما أدى إلى وجود عمليات شد وجذاب بين الطرفين تميزت ببعض الدخان الأسود.

ودخل أليغري أول من أمس إلى مقر إدارة النادي فور انتهاء وقت الغداء عن طريق باب جانبي متحاشيا الصحافيين المنتشرين في حي توراتي. ولتوقيع العقد استخدم نفس الخدعة وتجنب الجميع، ولكنه لم يستطع فعل ذلك مع قناة الميلان: «أنا سعيد بالفرصة التي أتيحت لي للعمل موسمين آخرين مع هذا النادي. أشكر برلسكوني وغالياني على تلك الثقة. اعتقد أن هناك كل الافتراضات للاستمرار في تقديم نفس العمل الذي بدأناه منذ عام ونصف العام».

وتطرق أليغري إلى لقاء الديربي أمام الإنتر قائلا: «الديربي دائما مباراة شائكة، وأعتقد أن اللقاء سيكون مهما بشكل خاص وأرى أنه يحظى بنفس قيمة ديربي العودة في الموسم المنصرم. هدفنا من اللقاء هو تقديم مباراة جيدة والوصول بعيدا هذا الموسم محاولين الفوز بالدوري المحلي وتقديم أشياء رائعة في بطولة دوري أبطال أوروبا والتقدم أيضا نحو كأس إيطاليا».

مدرب الإنتر: كان كلاوديو رانييري، مدرب الإنتر الحالي، هو صاحب الفضل في آخر خسارة تعرض لها الميلان على ملعب سان سيرو في الدوري الإيطالي. حدث ذلك يوم 18 ديسمبر (كانون الأول) 2010 عندما تمكن فريق روما بقيادة مدربه رانييري آنذاك من الفوز على الميلان المتصدر وقتها بهدف لمهاجم الفريق السابق بوريللو. وحيث إن مباراة اليوم ستكون على أرض الميلان، فربما يكون بإمكان رانييري الاستمتاع بالإحصائيات التي تجعله يتقدم على أليغري في المواجهات المباشرة: كالياري - يوفنتوس (0-1) وكالياري - يوفنتوس (2-3) في عام 2009.

ويدرك رانييري جيدا أيضا أنه ليس هناك مدرب للإنتر استطاع منذ 16 عاما أن يفوز بأول لقاء ديربي له. وكان آخر من نجح في ذلك هو هودغسون في عام 1996 بهدف لماركو برانكا. ولكن لقاءات الديربي هي الموطن الطبيعي للمدرب رانييري الذي لم يخسر في إيطاليا مطلقا تلك التحديات الخاصة. جدير بالذكر أن المدرب المنحدر من روما خاض أربع مباريات ديربي في تورينو وثلاثا في العاصمة الإيطالية. وحتى في الاستاد الأولمبي في تورينو ودائما ما حقق رانييري الفوز في اللقاءات التي كان يحل فيها ضيفا (تورينو - اليوفي 0/0 في 30 سبتمبر /أيلول 2007 وتورينو - اليوفي 0/1 في 7 مارس /آذار 2009)، بإجمالي ثلاثة انتصارات وتعادل واحد. أما في العاصمة الإيطالية، على العكس، حقق فوزين أمام لاتسيو (2-1 في 18 أبريل /نيسان 2010 و2-0 في السابع من نوفمبر /تشرين الثاني 2010). يذكر أيضا أن نتائج رانييري في لقاءات الديربي خارج إيطاليا كانت متوازنة، ففي إسبانيا، على سبيل المثال، يحمل آخر فوز لأتلتيكو مدريد أمام الريال توقيع رانييري: 3-1 في 30 أكتوبر 1999. وتبدو انتصاراته بديربي لندن أكثر توازنا، حيث يتم في الواقع لعب ديربي كل أسبوع. فقد فاز رانييري مع تشيلسي، الذي تولى تدريبه في الفترة من 2001 - حتى 2004، باللقاء الديربي 11 مرة وتعادل في سبع مباريات وخسر 10.

ويصف رانييري مباراة الديربي قائلا: «إنه تحدٍ ينطوي على مباريات صغيرة كثيرة. ساعة تقود أنت اللقاء وساعة الفريق المنافس. ينبغي على المدرب معرفة قراءة المباراة وأن يتخذ قراراته، حتى وإن كانت غير مألوفة». تماما مثلما حدث عندما قرر رانييري تغيير توتي ودي روسي وفريق روما متأخر في إحدى مباريات الديربي أمام لاتسيو: «في تلك الليلة لو لم نكن حققنا الفوز، لما خرجت حيا من الاستاد الأولمبي!». هكذا تحدث رانييري الذي يرغب اليوم في الخروج حيا أيضا من سان سيرو.