بعد أن بات توتنهام هوتسبير محورا لأحاديث بشأن المنافسة على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز، بعد أن تقدم خطوة الأسبوع الماضي ليتقاسم المركز الثاني مع مانشستر يونايتد، وابتعد بفارق ثلاث نقاط فقط خلف مانشستر سيتي المتصدر، خابت مؤقتا آمال الفريق اللندني الساعي إلى البقاء بين المنافسين على اللقب بتعادله مع ضيفه ولفرهامبتون 1/1، وبقي على بعد نقطتين من المتصدرين. وقبل اللقاء وبعده ظل المدرب هاري ريدناب متمسكا برؤيته الواقعية للموقف.
وقال ريدناب «قلت في مؤتمر صحافي قبل مباراة ولفرهامبتون إننا لن نغتر بهذه الأحاديث عن الفوز باللقب، وهو أمر أكدت عليه وأؤكد عليه كثيرا. كما قلت في بداية الموسم فإننا نحاول العودة لدوري أبطال أوروبا هذا العام. الحديث عن الفوز باللقب كان وما زال سابقا لأوانه، والمهمة صعبة للغاية». وأضاف «سيكون الأمر صعبا لأن الفرق الستة الأولى هي فرق جيدة جميعا. تحسن مستواها جميعا وسيكون الصراع متقاربا للغاية. ما زلت أرى الأمور على هذا النحو. إلا أننا نحتل موقعا جيدا في الوقت الحالي».
وكان الفوز على ولفرهامبتون سيكون التاسع خلال آخر عشر مباريات يخوضها توتنهام على أرضه في الدوري منذ الخسارة 5/1 أمام سيتي في ثانية جولات الموسم، وسيؤدي إلى وضع توتنهام على قدم المساواة مع الفريق الذي يدربه روبرتو مانشيني والذي سيحل ضيفا على ويغان غدا.
ويمثل توتنهام أفضل الفرق من حيث المستوى، حيث فاز في 14 من بين آخر 19 مباراة في الدوري الإنجليزي الممتاز، بعد أن مني بهزيمة ساحقة على يد يونايتد الذي فاز عليه 3/صفر في أولد ترافورد، وأمام سيتي في الأسبوع الثاني من الموسم، إلا أن ريدناب يبدو حذرا بشأن فرص الفريق في المنافسة على اللقب. وقال مدرب توتنهام «سيكون الأمر صعبا للغاية. لسنا المرشحين لنيل اللقب بكل تأكيد. سيكون حلما شديد التطرف أن ننهي الموسم ونحن نتفوق على مانشستر يونايتد. لا أعتقد أنني فكرت في هذا الأمر. سيكون الأمر صعبا، لكن دعونا نر كيف ستسير الأمور».
وشدد ريدناب على تمسكه بعدم الاستغناء عن أي لاعب في الفترة الحالية، كما استبعد ريدناب ضم أي لاعبين إلى النادي في فترة الانتقالات الشتوية في يناير (كانون الثاني) الحالي بسبب تكاليف مثل هذا الصفقات. وأضاف «لا يمكننا شراء هؤلاء اللاعبين. لسنا في وضع يدفعنا لشراء لاعب بمبلغ 40 مليون جنيه إسترليني (60 مليون دولار) ليحصل على 200 ألف جنيه إسترليني أسبوعيا - كراتب». وتابع «رئيس النادي (دانيال ليفي) لا يديره بهذه الطريقة، وهو محق في هذا. يتابعنا 36 ألف متفرج (في المدرجات)، وتكتظ مدرجاتنا في كل مباراة، إلا أننا لسنا في وضع يسمح بالقيام بذلك». واستطرد ريدناب قائلا «هذا هو وضعنا وأنا محظوظ للغاية. أنا أكثر حظا من أغلب المدربين في الدوري».
وقال ريدناب «يوجد مدربون يعملون في ظل ميزانية صغيرة، إلا أنهم يقدمون أقصى ما لديهم. أنا واحد من هؤلاء المحظوظين حقا لأنني أفتقد للأموال التي تحصل عليها الفرق الثلاثة أو الأربعة الكبيرة». ويبدو أن ريدناب يعارض السماح لأي لاعب بالرحيل رغم أن أسماء بعينها باتت محورا لتكهنات بشأن صفقات انتقال، مثل اللاعب الدولي الجنوب أفريقي ستيفن بينار الذي تلقى عرضا من كوينز بارك رينغرز وفقا لما ذكرته وسائل إعلام بريطانية. وأضاف «لا أريده أن يرحل (بينار) لأنه لاعب جيد. لا أحتاج حقا لإضعاف تشكيلتي».
وعن رحيل اللاعبين، أخبر وكيل أعمال جيرمان ديفو توتنهام أن لاعب الهجوم يريد الانتقال في موسم الانتقالات الشتوية الحالي لأنه ليس في حسابات الفريق الأول لهاري ريدناب. وكشف المدير الفني ريدناب أن دانيال ليفي، رئيس النادي، اتصل بوكيل ديفو لمناقشة مستقبل اللاعب الإنجليزي الدولي الذي يريد اللعب بانتظام قبل بداية بطولة أوروبا خلال الصيف الحالي.
وقال ريدناب «لقد تحدث دانيال إلى وكيل أعمال اللاعب الذي قال إنه غير راض لرغبته في اللعب بصورة مستمرة وإن ديفو أمامه عروض من بعض النوادي. أنا على يقين بأن لديه عروضا من بضعة نوادي، لكننا لن نبيعه. إنه يقول إن هذا النادي يريده وذاك النادي يريده، فهذه هي الطريقة التي يجنون بها المال. إنه لن ينتقل إلى أي مكان، فهو مرتبط بعقد معنا ولاعب أساسي في الفريق».
أما بالنسبة إلى احتمال اختيار فابيو كابيللو مدرب المنتخب الإنجليزي ديفو للعب في كأس الأمم الأوروبية، وارتباط ذلك بكونه ضمن لاعبي توتنهام الأساسيين، فقال ريدناب «يريد جيرمان ديفو اللعب في كأس الأمم الأوروبية وكذلك رافاييل فان دير فارت الذي يريد أن يلعب في المنتخب الهولندي، لذا يشعر بأن عليه اللعب بصفة مستمرة مع توتنهام، ولكني لن أفكر في إعارته». وأشار ريدناب إلى احتمال أن يكون هذا الموسم أعظم فرصة لنادي «توتنهام» للفوز باللقب بعد اعترافه بصعوبة الاحتفاظ بلاعبيه الأساسيين إلى ما بعد فصل الصيف. وقال إنه إذا كان أمام لوكا مودريتش أو أي لاعب أساسي من أفضل لاعبيه عرض مغر، فإنهم سيغادرون النادي. وكشف المدير الفني أن النادي استعار إيمانويل أديبايور، الذي يحصل على 225 ألف جنيه إسترليني في الأسبوع، من نادي «مانشستر سيتي»، وأنه يجب أن يعود إلى سيتي في الصيف المقبل. وقال ريدناب «عندما يتقدم أحد ويعرض على أحد اللاعبين عقدا مغريا فإن الأمر بالفعل يكون صعبا. بالطبع لن يقولوا إنهم ولدوا في كرواتيا مثل مودريتش، بل سيرددون المقولة السائدة بأنهم أرادوا دوما الاستمرار واللعب مع توتنهام». وأضاف ريدناب «إذا عرض أحدهم على اللاعبين زيادة أجرهم بمقدار ثلاثة أمثال، ستكون هذه مشكلة، فنحن لا نستطيع دفع 40 مليون جنيه إسترليني قيمة لعقد أو 200 ألف جنيه إسترليني كراتب في الأسبوع».
أما فيما يتعلق بأديبايور، الذي أحرز تسعة أهداف في 18 مباراة، فقد قال ريدناب «لقد كان رائعا، فهو يتقاضى مبلغا كبيرا. الأسبوع الماضي، قال له أحد زملائه بعد رفضه دفع غرامة قدرها 50 جنيه إسترليني لأنه كان أسوأ لاعب في التدريب صباح يوم الجمعة الماضي: (يا إلهي، إنك تتقاضى 200 ألف جنيه إسترليني أسبوعيا ولا يمكنك دفع الغرامة)، فأجابه قائلا: (لا تهينني، فأنا أتقاضى 225 ألف جنيه إسترليني)». وعندما سُئل ريدناب عما إذا كان اللاعب التوغولي سوف يظل في الفريق عند انتهاء فترة استعارته، أجاب «سيكون لدينا أديبايور حتى نهاية العام الحالي وسنرى كيف ستسير الأمور». وقال ريدناب قبل رفض فريق توتنهام عرضا من نادي «كوينز بارك رينغرز» لإعارة ستيفن بينار، إنه لم يرغب في عرضه للبيع حاليا، حيث أوضح قائلا «لا أود أن أدعه يرحل فلا يوجد في النادي من أريد أن أراه يرحل».
يشار إلى أن فيل نيفيل، لاعب نادي إيفرتون، أشار بداية الأسبوع الحالي إلى أن اختبار قوة توتنهام سيكون في مارس (آذار) المقبل عندما يصل الموسم إلى المرحلة الحاسمة. وردا على ذلك، أقر ريدناب بصعوبة الجزء الأخير من البطولة، حيث قال «يعتمد الأمر على جدول المواعيد. لدينا مباريات صعبة، فعلينا أن نواجه فريق مانشستر سيتي بعد ثمانية أيام، وفريق ليفربول في شهر فبراير (شباط)، وفريق آرسنال في نهاية شهر فبراير، وفريق تشيلسي في مارس»، إضافة إلى ذلك، على توتنهام مواجهة فريق «مانشستر يونايتد» في مارس أيضا.
ولا شك أن تعادل توتنهام مع ولفرهامبتون واندررز أمس أفقده الفرصة لمشاركة مانشستر سيتي قمة الدوري، حيث إن سيتي لن يلعب أي مباريات حتى غد. ورفض ريدناب التفكير على هذا النحو، حيث قال «أنا أفكر في الخطوة القادمة فقط». وأضاف ريدناب أنه يأمل في تعافي سكوت باركر من إصابته في الركبة.