نادال وفيدرر يسعيان لكسر شوكة الصربي ديوكوفيتش في بطولة أستراليا المفتوحة

الإنجليزي موراي استبدل مدربه لتحقيق أولى البطولات الكبرى عام 2012

TT

يبدو الإسباني رافايل نادال والسويسري روجيه فيدرر (المصنفان ثانيا وثالثا على التوالي) مصممين على إعادة الصربي نوفاك ديوكوفيتش (الأول عالميا) إلى بيت الطاعة، وتقليص نفوذه، بعد السيطرة شبه المطلقة على الموسم الماضي، وذلك بدءا من بطولة أستراليا المفتوحة، أولى البطولات الأربع الكبرى لكرة المضرب، التي تنطلق اليوم (الاثنين) على ملاعب ملبورن.

وإذا كانت المنافسة محصورة تقريبا بين اللاعبين الثلاثة على التتويج باللقب، فإن الباب مفتوح على مصراعيه لدى السيدات، على غرار الموسم الماضي، حيث توجت 4 لاعبات مختلفات بالبطولات الأربع الكبرى، ولم تستطع إحداهن أن توصد هذا الباب أمام الأخريات كما فعل ديوكوفيتش في فئة الرجال.

ومل نادال وفيدرر العام الماضي من كثرة النسيان الذي لازمهما بوجود ديوكوفيتش، وحصل الأول على 5 ألقاب بينها استعادته لبطولة رولان غاروس الفرنسية، وثاني بطولات الغراند سلام، والثاني حقق 4 ألقاب متأخرة آخرها في بطولة الماسترز.

وبين عام 2005 الذي شهد انطلاقة نادال الفعلية، و2010، تقاسم الإسباني والسويسري 22 لقبا من أصل 24 في البطولات الكبرى ولم يسمحا لأحد غيرهما بالتربع على صدارة التصنيف العالمي، قبل أن يطل ديوكوفيتش ويحرمهما من امتيازات كثيرة تعودا عليها في السابق وباتت حكرا عليهما.

وكان ديوكوفيتش عبر عن نفسه سابقا، وفي بطولة أستراليا بالذات، حين توج باللقب عام 2008، قبل أن يؤول إلى نادال في العام التالي، ثم إلى فيدرر (2010)، خاطفا منهما اللقب الأول، في حين ذهب اللقب الثاني «المفقود» إلى الأرجنتيني خوان مارتن دل بوترو، الذي توج في فلاشينغ ميدوز الأميركية (2010)، آخر البطولات الأربع الكبرى.

ويعتقد نادال وفيدرر بأن العودة إلى الرشد من جانب ديوكوفيتش باتت مطلوبة، خصوصا أنه قبض الموسم الماضي على ثلاثة ألقاب كبيرة، فصار رصيده منها أربعة، فضلا عن الكثير من دورات الماسترز ذات القيمة المالية العالية والرصيد العالي من النقاط (1000 نقطة) التي جعلته مجتمعة يغرد منفردا في صدارة التصنيف العالمي بفارق ما يزيد على 4 آلاف نقطة عن الإسباني و5500 نقطة عن السويسري.

وكان الموسم الماضي عام ديوكوفيتش بالفعل بدأه بتحقيق 41 انتصارا متتاليا قبل أن تلحق به أول هزيمة على يد فيدرر في نصف نهائي رولان غاروس، وأحرز خلاله 3 ألقاب كبيرة و5 في دورات الماسترز (من أصل 9) والمركز الأول عالميا، لكنه عانى في نهايته من إصابات في الكتف والظهر أثرت كثيرا على أدائه.

ويبدو من الصعب على الصربي (24 عاما) الاحتفاظ باللقب الذي كان فيدرر آخر من قام بهذا الإنجاز، حين احتفظ به عام 2007، وعليه أن يضع جميع الحسابات في ذهنه بعد أن خدمت القرعة الإسباني والسويسري اللذين اعتادا المواجهة وجها لوجه في نصف النهائي، لأنهما لن يلتقيا إلا في النهائي هذه المرة، مما يفرض عليه أن يكون هو نفسه في مواجهة خصمين معا لا أحدهما منفردا.

لكن المهمة في كل الأحوال لن تكون مستحيلة بالنسبة إلى الصربي الذي أخذ في نهاية الموسم الماضي فترة لا بأس بها من الراحة بهدف لجم الإصابة وتعويض الإرهاق، ليصبح خامس لاعب يحقق 3 ألقاب كبيرة متتالية دون انقطاع بينها (ويمبلدون وفلاشينغ ميدوز وملبورن) منذ اعتماد نظام البطولات المفتوحة بعد الأسترالي رود لايفر والأميركي بيت سامبراس ونادال وفيدرر.

وسيحاول فيدرر، صاحب الرقم القياسي في عدد الألقاب الكبيرة (16 لقبا)، اعتلاء منصة التتويج مرة خامسة في ملبورن بعد عام 2004 و2006 و2007 و2010، وإحراز اللقب الأول الكبير منذ تتويجه في أستراليا بالذات، حيث لم يحقق في عام 2011 أي لقب من العيار الثقيل، وذلك لأول مرة منذ 2003.

ويملك فيدرر (30 عاما) الذي عانى الأسبوع الماضي من آلام في الظهر أدت إلى انسحابه من نصف نهائي دورة الدوحة وفقدانه بالتالي اللقب، وتبدو المعنويات المرتفعة كافية لبلوغ هدف طال انتظاره، خصوصا بعد أن حقق 20 فوزا متتاليا في نهاية الموسم الماضي وبداية الحالي، قبل انسحابه في الدوحة، حصد خلالها 3 ألقاب (بال السويسري وباريس وبطولة الماسترز).

ويبقى وضع نادال الذي قدم عروضا تفاوت مستواها بين المتواضع والممتاز جدا في دورة قطر قبل أن يسقط أمام الفرنسي غايل مونفيس في نصف النهائي، مقلقا جراء الإصابة التي يشكو منها منذ فترة في الكتف، والتي حالت دون استمرار تدريباته بشكل منتظم في الفترة الانتقالية بين الموسمين.

لكن نادال (25 عاما) نفسه يؤكد، على الرغم من اعترافه بقدرة ديوكوفيتش ووصفه له بأنه الأفضل في العالم، أنه «متحمس جدا» لخوض البطولة وتكرار إنجاز 2009، وقال: وصلت إلى أستراليا باندفاع وشغف كبيرين، وتدربت هذا الأسبوع بشكل ممتاز، وأستفيد من كل لحظة هنا وسأحاول أن أكون جاهزا لبدء المنافسات، وأنا بصحة جيدة، وهذا هو أهم شيء، لأن من دونها لا يمكننا التفكير بأي شيء، واستطيع القول إنني جاهز للعمل بقوة، وتقديم أفضل ما لدي».

وكان نادال الذي يشرف على تدريبه عمه طوني نادال وبعض مساعديه، قرر أن يزيد رأس مضربه ثقلا بمعدل 3 غرامات من أجل تسريع الكرات، لكن التجربة في بدايتها ولا يمكن الحكم على جدواها من عدمها قبل نحو 6 أشهر، على حد قول النجم الإسباني.

وقد تسمح البطولة ببروز بعض اللاعبين من أصحاب الخبرة، ومنهم الفرنسيان جو ويلفريد تسونغا وغايل مونفيس، اللذان يسعيان وراء هذه الخبرة، مثل الأسترالي برنارد توميتش والكندي ميلوش راونيتش، وقد يبتسم الحظ هذه المرة للبريطاني اندي موراي الرابع ووصيف البطل في العامين الماضيين، خصوصا بعد أن استنجد بالمدرب واللاعب الشهير إيفان ليندل لانتشاله وقيادته إلى معانقة الألقاب الكبيرة التي يتوق إليها بشغف لا يعادله شيء آخر.

وموراي (24 عاما) هو اللاعب الوحيد بين الأربعة الأوائل الذي لم يسبق أن توج في بطولة كبرى على الرغم من بلوغه النهائي 3 مرات في فلاشينغ ميدو الأميركية، حيث خسر من فيدرر عام 2008 و2010، ومن ديوكوفيتش عام 2011. ومن أجل تحقيق غاياته في أن يكون أول بريطاني يتوج في بطولة كبرى بعد فريد بيري عام 1936، جرب موراي عدة مدربين في الفترة الأخيرة، فانفصل عن مواطنه مايلز ماكلاغان في يوليو (تموز) 2010، وعن الإسباني أليكس كوريتخا في مارس (آذار) 2011، وأكمل الموسم مع الأسترالي دارن كاهيل الذي لم يكن يرافقه إلى البطولات الكبرى، قبل أن يتحول أواخر ديسمبر (كانون الأول) إلى الأميركي من أصل تشيكي ليندل (51 عاما).

وعلى صعيد السيدات، لا تبدو الصورة سوداوية بالنسبة إلى المشاركات، وبإمكان الصغيرة والكبيرة منهن في التصنيف أو السن أن تحلم باللقب، لكن الرغبة الجامحة هي بالتأكيد لدى الدنماركية كارولين فوزنياكي، التي يؤخذ عليها أنها تعتلي صدارة التصنيف دون أن تحرز أي لقب كبير. وشهد جدول المباريات تبديلات كبيرة في مراكز المصنفات بين العام الماضي والحالي، فانتقلت التشيكية بترا كفيتوفا بطلة ويمبلدون من المركز الرابع والثلاثين عالميا إلى الثاني، وتراجعت البلجيكية كيم كلايسترز حاملة اللقب من الثالث إلى الحادي عشر، والروسية فيرا زفوناريفا من الثاني إلى السابع.

وخرجت لاعبات من أصحاب الصولات والجولات اعتلين الصدارة سابقا من هذا الجدول بداعي الإصابة أو الاعتزال، وفي المقدمة منهن الأميركية فينوس وليامس (صاحبة 7 ألقاب كبيرة)، التي عجزت عن اعتلاء منصة التتويج في ملبورن، بعد أن خسرت النهائي عام 2003 أمام شقيقتها الصغرى سيرينا، والبلجيكية جوستين هينان، والروسية دينارا سافينا. وتبقى حظوظ سيرينا بطلة 2003 و2005 و2007 و2009 2010 قائمة بلقب سادس، وهي تقول إنها مستعدة لذلك على الرغم من ابتعادها عن الملاعب معظم فترات الموسم الماضي بداعي الإصابة، على غرار كلايسترز التي تؤكد بدورها استعدادها. كما لا يمكن استبعاد أسماء كثيرة أخرى، منها البيلاروسية فيكتوريا ازارنكا الثالثة، والروسية ماريا شارابوفا الرابعة، أو حتى الأسترالية سامنتا ستوسور بطلة فلاشينغ ميدوز عام2011، والصينية نالي بطلة رولان غاروس.