الأمطار توقف مباراة كاتانيا وروما بعد 65 دقيقة من انطلاقتها

الحكم آثر سلامة اللاعبين والجماهير وإرجاء المواجهة إلى أجل غير مسمى

TT

يبدو أن قدر لقاءات روما وكاتانيا هو الانتهاء غالبا بمشهد استثنائي. ففي عام 2006 كانت هناك تلك السباعية النظيفة التي هز بها فريق روما شباك خصمه، وفي عام 2008 انتهى اللقاء بينهما في استاد ماسيمينو بالتعادل 1 - 1 ليبتعد روما عن الدرع المحلية التي كان قريبا منها. وفي الموسم الفائت فقد روما أيضا في كاتانيا آخر قطار لبطولة دوري أبطال أوروبا (بالخسارة1 - 2). وهذه المرة، على العكس، فاز ببساطة عامل جديد، إنها الأمطار الغزيرة التي انهمرت في الشوط الثاني من المباراة وقضت على أية محاولة لاستمرار اللعب وأجبرت حكم المباراة تاليافينتو على إيقاف اللقاء فيما كانت النتيجة هي التعادل 1 - 1، والذي تحقق خلال الـ45 دقيقة الأولى من المباراة بفضل هدفي ليغروتالي، لاعب كاتانيا، في الدقيقة 24، ودي روسي في الدقيقة 28. وقد قرر تاليافينتو إنهاء المباراة في الدقيقة 20 من الشوط الثاني بعد ثلاث دقائق من اختبار أرضية الملعب. وحتى الآن لم يتم تحديد موعدة إقامة المباراة (يقال إنها ستعاد خلال الفترة من 8 إلى 15 فبراير (شباط) المقبل)، فالأمر سيتوقف على مباريات كأس إيطاليا. يذكر أن فريق روما دخل إلى هذا اللقاء وهو في المركز السابع برصيد 27 نقطة، فيما يأتي كاتانيا في المركز الثامن برصيد 22 نقطة.

كاتانيا بحالة جيدة: وخلال الـ55 دقيقة التي تم لعبها أول من أمس (السبت)، على أية حال، كان فريق كاتانيا هو الأفضل، حيث تجاوز مشكلات الانطلاق على الجانب الأيسر. وكان من الواضح كيف أن فريق المدرب مونتيلا اختار ترك الكرة لضيفه روما على أن ينتظره في الثلث الأخير من الملعب، وحينها يخطف كاتانيا الكرة ويحولها إلى هجمة خطيرة. وقد شهد الشوط الأول إهدار الكثير من الفرص بدءا من التمريرة الحاسمة السهلة التي أهداها الميرون إلى بيرجيسيو، لاعب كاتانيا، بعد مرور سبع دقائق فحسب من اللقاء وأنقذها كيير، لاعب روما، من على خط المرمى حتى الهجمات الثلاث المرتدة للضيوف، التي تصدى لها بارينتوس (مدافع كاتانيا في الدقيقة 41 و43) ثم غوميز في الدقيقة الأخيرة من الشوط. وعليه، يبدو متناقضا، تقريبا، إحراز هدف كاتانيا من كرة ثابتة في الدقيقة 24 كان فيها ليغروتالي بارعا في سبق خوان. وأقل تناقضا، نظرا للصعوبة في تحريك الكرة، أن يأتي هدف التعادل لفريق روما من خلال كرة ثابتة أيضا: ضربة ركنية رفعها القائد فرانشيسكو توتي ليحولها دانييلي دي روسي في شباك كاتانيا.

ولكن كيف يمكن النظر إلى هذا السبت الذي ضاع دون نتيجة حاسمة؟ هل ننظر إليه وفقا لفلسفة فرانشيسكو توتي، الذي رسم كعادته الابتسامة على وجهه وهو يعبر إلى داخل غرفة خلع الملابس عقب اللقاء، وصرح قائلا «غدا لا يمكننا إعادة المباراة، حيث يتعين علي الذهاب إلى السينما..». إلى السينما، ثم أضاف قائد فريق روما لرسم مزحة أخرى: «بل إلى السيرك». جدير بالذكر أن تحديد الموعد القادم لإقامة المباراة سيتوقف على سير فريق روما في بطولة كأس إيطاليا، ولكن خدمات توتي ودي روسي لن تكون متاحة أمام لويس إنريكي نظرا لاستبدالهما من لقاء أول من أمس قبل إيقاف المباراة ببضع دقائق: «منذ متى لم تهطل أمطار كهذه في كاتانيا؟»، هكذا تساءل فرانشيسكو توتي.

مسافات: فيما صرح دانييلي دي روسي عقب إيقاف المباراة قائلا «لم يكن ملعبا ملائما، لا بالنسبة إلينا ولا حتى لفريق كاتانيا». ثم تطرق لاعب وسط روما إلى الحديث بشأن مسألة تجديد عقده مع النادي: «لم نتوصل بعد إلى اتفاق، لا أعلم كم يلزم من الوقت لإتمام ذلك، ولكن أتمنى أن تكون فترة قصيرة. لا يروق لي أن يصبح الأمر مثل المسلسلات التلفزيونية، فالكلمة النهائية سنضعها عندما يتم إعلان نتيجة التفاوض بيننا. حينها سأوضح كل شيء إلى الجماهير». والانطباع السائد عند سماع كلمات دي روسي هو أن الفتى على قناعة بتجديد عقده مع النادي غير أن الأطراف المعنية ما زالت مختلفة بشأن قيمة الشرط الجزائي الذي سيتضمنه العقد.

توضيحات: وقد فسر لويس إنريكي، مدرب روما، استبدال توتي ودي روسي من لقاء أول من أمس قائلا «كانا يواجهان خطر التعرض للإصابة، فرانشيسكو كان يخوض المباراة الثالثة له في فترة قصيرة. ودانييلي كان يعاني من بعض المشكلات في المقربة». ثم تطرق المدرب إلى تحليل أداء فريقه خلال الشوط الأول قائلا «لقد حالفنا الحظ في ذلك الشوط، وقد صرحت إلى لاعبي فريقي خلال الشوطين أنه لو استمررنا في اللعب هكذا لن نحقق الفوز مطلقا. إيقاف المباراة كان قرارا صائبا من أجلنا وأجل الجماهير أيضا. سنلعب اللقاء في المرة المقبلة على قدم المساواة».

ندم: وعلى الجانب الآخر، كان هناك قليل مما يدعو للضحك أيضا بالنسبة لرئيس نادي كاتانيا، بولفيرينتي، ضحية استاد ناديه: «ماسيمينو مرفق غير مناسب لإقامة المباريات، وقد أوضحت ذلك منذ فترة. وهذه الليلة أظهرت للجميع الحاجة إلى استاد جديد، فالجماهير تتعرض للبرد والأمطار وأرضية الملعب سيئة للغاية. نادي كاتانيا لا يستحق استادا مثل هذا، أنا أجدد النداء إلى المؤسسات المعنية لإيجاد حل، إنه أمر مؤسف؛ فقد كانت لنا السيطرة على اللقاء». فيما أضاف مونتيلا، مدرب الفريق: «قرار إيقاف المباراة كان صحيحا، فلم يعد هناك عرض كروي جيد. وحتى تلك اللحظة كنا قد خلقنا الكثير من الفرص. لم نظهر أمام روما بأفضل أداء لفريق كاتانيا هذا الموسم غير أننا كنا رائعين في الضغط عليهم وترك مساحات ضيقة أمامهم للانطلاق». ولكن كل ذلك، بلا جدوى فالمباراة ستعاد.