منتخب السعودية للبراعم.. برنامج وطني ضخم للتنقيب عن نجوم لمونديال 2022

لاعبون تحت سن الـ10 يتدربون في «الملز» بإشراف طاقم تدريبي محلي

TT

منتخب 2022.. حلم ينتظره السعوديون ليكون حاضرا في كأس العالم المقررة في قطر لعام 2022، ويبدو أن المسؤولين في الاتحاد السعودي لكرة القدم حريصون تماما على تأكيد هذا الحلم وتحويله إلى واقع، من خلال العمل من الآن لتكوين هذا المنتخب الذي شرعوا فيه بوضع اللبنة الأساسية لإعداد منتخب للبراعم تحت 10 أعوام، ليكون أولى الخطوات التحضيرية لصنع منتخب «الحلم » السعودي.

«الشرق الأوسط» حرصت على الوجود في الأيام الأولى من انطلاقة أول معسكر لمنتخب سعودي تحت سن 10 أعوام، ويقام حاليا على ملعب الأمير فيصل بن فهد في العاصمة الرياض بمشاركة 34 لاعبا، يشرف على تدريبهم جهاز فني سعودي 100 في المائة، وذلك للاطلاع على البرامج والخطط التي ينوي القائمون على إدارة المنتخبات السعودية لكرة القدم تطبيقها، إذ ينتظر أن يكون هذا المنتخب النواة الأساسية للمنتخب الأول بالإضافة إلى منتخبي تحت 12 و14 عاما، وإليكم التفاصيل:

البداية كانت مع المشرف العام على المنتخبات السعودية للبراعم خميس الزهراني الذي بارك للأمير نواف بن فيصل انطلاق أول معسكر لمنتخب البراعم تحت 10 أعوام في تاريخ الكرة السعودية، قائلا إن هذا المنتخب يعتبر الأساس واللبنة الأولى لصنع منتخب لمونديال 2022، فـ«نحن سنعمل لإعداد هذا المنتخب على مدى 10 أعوام مقبلة بطريقة احترافية وأكاديمية ليكون قادرا على تحقيق الطموحات، فأنا أحب أن أؤكد أننا وضعنا خطة إعداد من قبل الجهازين الفني والإداري لمتابعة هذا المنتخب من خلال التواصل مع اللاعبين والحفاظ عليهم بالإضافة للتواصل مع أهاليهم ومدارسهم، وهدفنا الرئيسي منذ الآن هو إعداد هذا الجيل بالشكل المطلوب، فهنالك خطة علمية تم وضعها من قبل الجهاز الفني للتعامل مع هذه السن والتوافق مع خصائص نموهم والتوافق مع إمكاناتهم الفنية، وأيضا التعرف على مستويات اللاعبين، ووضع اللبنة الأولى للكرة السعودية، لذلك تم اختيار هؤلاء اللاعبين من خلال الزيارات المتعددة للأكاديميات والأندية الرياضية، والحمد لله، وفقنا في هذا العام بزيارة أكثر من 55 ناديا وأكاديمية على مستوى السعودية، أيضا حضور المهرجانات ومراكز التربية والتعليم بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم والتعرف على مجموعة من اللاعبين لاختيار النخبة منهم.

وبسؤاله عن المعوقات التي تواجههم، رد قائلا: «من أصعب المشكلات التي تواجهنا قضية متابعة اللاعبين بعد انتهاء هذا المعسكر، خاصة أن بعضهم لا ينتمون للأندية التي ربما لا تعمل بالشكل الصحيح، وبالتالي من الضرورة وضع خطة مبرمجة يقوم بها كل من الأجهزة الفنية والإدارية والطبية، من خلال زيارة اللاعبين في منازلهم ومدارسهم حتى نستطيع معرفة كل صغيرة وكبيرة عن هذا اللاعب للمحافظة عليه، فنحن سنبذل جهدنا لمتابعتهم حتى تسهل جميع الجوانب في حال اختيارهم للمعسكر المقبل».

وعن أبرز المشاركات التي تنتظر هذا المنتخب، ذكر الزهراني أنه لا توجد مشاركة محددة لهذا السن، ولكن سيكون هناك معسكرات خارجية في فترة الصيف، ونحن في طور الإعداد والبحث مع المستشار الفني لمنتخبات البراعم الإسباني ريكاردو، فهنالك بطولات في إسبانيا عن طريق أندية برشلونة وفياريال، وقد نشارك فيها في المستقبل.

وشدد خميس الزهراني في حديثه لـ«الشرق الأوسط» على الإيجابيات التي حققوها، كتقبل أولياء الأمور وموافقتهم على مشاركة أبنائهم، حيث رفعنا استمارة 34 لاعبا والجميع وافق، وهذا بلا شك دليل على تقبل أولياء الأمور واهتمامهم خاصة في الجوانب التي تخص تمثيل الوطن، وهناك توجيه من مدير المنتخبات محمد المسحل بالسماح لأولياء الأمور بالحضور ومتابعة أبنائهم باستمرار حتى وقت النوم، ولله الحمد أن هناك ثقة كبيرة بالكادرين الفني والإداري الموجودين، فهم على قدر كاف من الأمانة.

وعن المواقف التي واجهتهم خلال فترة المعسكر، واصل: «أبرز المواقف هو أن أحد اللاعبين طلب وجود والده قبل فترة النوم بقليل، حيث أحس بالاشتياق له، وقام بالبكاء، وهذا شيء متوقع، لكن تعامل الكادرين الفني والإداري معه كان جيدا، كونهم أشخاص يتفهمون ذلك على الصعيد التربوي، كما أن هناك لاعبا تم استدعاء خاله من القصيم، فهذه أمور متوقع حدوثها كون اللاعبين تحت سن العاشرة».

وعن التعامل مع اللاعبين في حالة إصابتهم (لا قدر الله)، أردف: «هناك جهاز طبي متكامل يرافق المنتخب دائما، كما تم الانتهاء مؤخرا من العيادة الطبية الخاصة باللاعبين، فالأطباء الموجودون لديهم الخبرة الطبية الكاملة للتعامل مع أي إصابة كانت، ولله الحمد، لا توجد لدينا إصابات في المعسكر الحالي، فالجميع يتمتع بالصحة والعافية».

من جهته، قال المستشار الفني لمنتخبات البراعم في الاتحاد السعودي لكرة القدم الإسباني ريكاردو، الذي كان يتابع تدريبات منتخب البراعم تحت 10 أعوام، التي أقيمت في ملعب الأمير فيصل بن فهد، إن «فكرة الاتحاد السعودي لكرة القدم بتكوين منتخب بهذا العمر تعتبر فكرة جيدة، خاصة أن هؤلاء اللاعبين الذين تم اختيارهم سيشكلون دعامة قوية للمنتخب الأول في عام 2022؛ موعد نهائيات كأس العالم في قطر، حيث سنشاهد أعمارا متفاوتة حينها ما بين 28 و26 و24 عاما، وهذه الأعمار تعتبر مناسبة لظهور اللاعب بشكل قوي على كل المستويات، ومن خلال الاهتمام والمتابعة لهؤلاء اللاعبين من قبل الاتحاد السعودي لكرة القدم، نأمل أن نحقق الأهداف التي تم التخطيط لها، في ظل الإمكانات التي يمتلكها اللاعب السعودي الذي يملك الكثير من المواهب التي تحتاج فقط للصقل، وأتمنى في الحقيقة أن أشاهد هؤلاء اللاعبين مع مرور الوقت وهم في أوج مستوياتهم الفنية من أجل خدمة الكرة السعودية».

من جانبه، أوضح مدير المنتخب السعودي للبراعم تحت 10 أعوام، عبد الله المسند، أن هذا المنتخب وضع له برنامج ضخم باهتمام ومتابعة من قبل اتحاد الكرة، استعدادا لنهائيات كأس العالم المزمع إقامتها عام 2022 في قطر، مبينا أن الفكرة من هذا المعسكر هو التعرف على إمكانات اللاعبين وصناعتهم في هذه السن المبكرة، وأضاف قائلا: «ولا أخفي على الجميع أننا واجهنا صعوبة في بداية المهرجانات في إيجاد لاعبين في هذه السن تحت 10 أعوام، باعتبار أن هناك لاعبين قلة تجدهم في الأندية، لذلك توقعنا مع بداية هذا المعسكر وجود صعوبة في تقبل أولياء الأمور واللاعبين أنفسهم خوض المعسكر، ولكن كان العكس تماما، حيث وجدنا الاهتمام والمتابعة والحماس من اللاعبين أنفسهم، بالإضافة إلى تعاون أولياء أمورهم، حيث لم نجد تغيبا من أي لاعب من اللاعبين الـ34 الذين تم اختيارهم، وهذا بفضل من الله ثم الإمكانات المتاحة في ملعب الأمير فيصل بن فهد، الذي وفر جميع متطلباتنا، وهذا بلا شك يساعدنا على إتمام عملنا بالشكل المطلوب.

وعن الصعوبات التي تواجههم، وكيفية التعامل مع هذه السن أثناء النوم والأكل، قال المسند: «هؤلاء اللاعبون لأول مرة في حياتهم يدخلون معسكرا بعيدا عن أهاليهم، وبطبيعة الحال سيتغير على اللاعب الوضع بالنظر للظروف الأسرية، لكن نحن يهمنا في المقام الأول التنظيم في هذا المعسكر، من خلال المحافظة على النوم والأكل وتطبيق البرنامج اليومي، ولا يمكن أن ننكر أننا واجهنا صعوبة في بداية الأمر، لكن بكل صدق وأمانة جميع اللاعبين تأقلموا مع الوضع الجديد خلال 24 ساعة، فنحن نوجد على مدار الساعة داخل المعسكر، حيث يوجد 12 مشرفا من الكادرين الفني والإداري للوقوف على جميع متطلبات اللاعبين، إذ إننا نحاول التأكيد لهم على أننا بمثابة أولياء أمورهم».

وعلى صعيد اللاعبين البراعم، قال اللاعب ضاري الشمري إنه سعيد بانضمامه للمنتخب وارتداء شعار الوطن، الذي يعتبر أمنية كل لاعب، متمنيا أن يصل لتمثيل المنتخب السعودي الأول في نهائيات كأس العالم عام 2022 في قطر، وأضاف: «أنا لا أعاني من أي مشكلة خلال المعسكر الإعدادي الحالي، إذ إن جميع المتطلبات والإمكانات موفرة لنا، والجهازان الفني والإداري حريصان على متابعتنا يوميا ولا ينقصنا أي شيء».

وأكد اللاعب محمد المقيطيب أنه تعلم الكثير من البرنامج الذي وضع لهم كلاعبين في هذا المعسكر، قائلا إنه وفر فيه كل شيء حتى إنه شعر بوجوده بين أهله وأقاربه، مشيرا إلى أنهم لا يواجهون أي مشكلات، حيث إنهم يتواصلون مع أهاليهم بشكل مستمر، كما أنهم يطبقون برامج متخصصة في التدريبات والنوم والتغذية، «بفضل المتابعة والاهتمام الذي نلاقيه من الجهازين الفني والإداري، وأتمنى أن يحالفني التوفيق في الاستمرار مع المنتخبات السعودية حتى المنتخب الأول». من جهته، بيّن اللاعب ياسر الأحمدي أنه في قمة سعادته بعد اختياره ضمن تشكيلة منتخب البراعم، وتابع: «هذا الاختيار سيدفعني للتألق مع زملائي اللاعبين من خلال اكتساب الخبرة والتعرف على أجواء المعسكرات، وبمشيئة الله يتحقق الحلم ونشارك في نهائيات كأس العالم 2022 بالدوحة»، كما أشار زميله عبد العزيز العاشور إلى أنه يملك الطموح ليكون ضمن تشكيلة المنتخب السعودي الأول في نهائيات كأس العالم 2022، مبينا أنه سيتذكر هذا الحديث حتى يحقق طموحه باللعب في كأس العالم.