رونالدو يأمل في مصالحة البرنابيو.. وميسي لتدعيم خصومته

جماهير النادي الملكي أعربت عن غضبها من النجمين

TT

في الوقت الذي يتواجه فيه عملاقا الكرة الإسبانية اليوم، تتجه أنظار عشاق الساحرة المستديرة إلى مواجهة أخرى بين نجم برشلونة ليونيل ميسي أفضل لاعب في العالم في الأعوام الثلاثة الماضية ونجم آخر في ريال مدريد هو كريستيانو رونالدو الفائز بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم عام 2008.

ووسط حالة من الترقب للنسخة الجديدة من مباريات القمة «الكلاسيكو» بين ريال مدريد وبرشلونة الإسبانيين، تبدو الفرصة سانحة مجددا أمام البرتغالي كريستيانو رونالدو مهاجم ريال مدريد ليقدم المستوى الذي يرتقي لمباريات الكلاسيكو العالمية.

ويحتاج رونالدو إلى الظهور بأفضل مستوياته في مباراة اليوم حتى يستعيد مكانته كنجم بارز وهي المكانة التي أصبحت مهددة بالفعل حتى لدى مشجعي ريال مدريد أنفسهم. ويرى البعض أن رونالدو لا يؤدي بشكل جيد في المباريات الكبيرة والحاسمة وخاصة في مباريات الكلاسيكو أمام برشلونة القوي.

وقال رونالدو، في مقابلة صحافية نشرت قبل أيام: «أريد فقط تحقيق الفوز في كل مباراة. وأرغب دائما في تقديم عروض جيدة. هذا هو ما أحاول أن أفعله، أن أفوز وألعب بشكل جيد. حافزي ينطلق من هذه الرغبة بغض النظر عن هوية الفريق المنافس». ولكن الحقيقة أن آخر مباراة سابقة بين الفريقين العملاقين شهدت حدثا غير مسبوق في مسيرة رونالدو الكروية سواء مع ريال مدريد أو قبل انتقاله للنادي الملكي حيث تعرض رونالدو لهتافات وصفارات الاستهجان من المشجعين ومن بينهم بعض مشجعي الريال في المباراة التي انتهت بهزيمة الريال 1-3 على ملعبه في مواجهة برشلونة بالدوري الإسباني الشهر الماضي.

وسمع رونالدو في هذه المباراة الإشارة الأولى لاعتراض المشجعين عليه وعلى مستواه في مثل هذه المباريات العصيبة والحاسمة والتي لا يظهر فيها بنفس مستواه المعهود. ورغم مرور أكثر من 5 أسابيع على هذه المباراة التي أقيمت في العاشر من ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ما زالت الانتقادات الجماهيرية تجاه رونالدو. ولذلك، لم يحتفل رونالدو بالهدف الذي سجله في مرمى غرناطة في المباراة التي انتهت بفوز الريال 5-1 في آخر مباراة خاضها على ملعبه بالدوري الإسباني. وأثار ذلك دهشة الكثيرين وشغل مساحات شاسعة من صفحات الصحف الإسبانية كما أثار جدلا هائلا في وسائل الإعلام مثل أي سلوك آخر يصدر عن هذا النجم الكبير. وكشفت صفارات الاستهجان والهتافات العدائية تجاه رونالدو خاصية غريبة وفريدة لمشجعي ريال مدريد والمتطلبات التي يحتاجها أنصار النادي الملكي من لاعبي فريقهم. والحقيقة أنه من الصعب في أي فريق آخر أن تجد مثل هذا السلوك من جماهير ضد لاعب له سجل مثل رونالدو الذي أحرز 26 هدفا في 27 مباراة خاضها هذا الموسم في مختلف البطولات. ولكن هذه الإحصائيات تتحول إلى نقيض مزعج عندما ينحصر الحديث عن مباريات رونالدو أمام برشلونة.

وإذا كان استاد سانتياغو برنابيو شهد صفارات الاستهجان والهتافات العدائية تجاه رونالدو من قبل مشجعيه، فإن ميسي في الجانب الآخر يحظى بنفس الاستقبال في الملعب نفسه إن لم يكن أشد عدائية وأكثر استفزازا. كان جيرارد بيكيه قد تحول خلال فترة إلى هدف أمام جماهير ريال مدريد في كل زيارة لبرشلونة إلى استاد سانتياغو برنابيو، لكن الأمور لم تعد كما كانت عليه، فالقدر الأكبر من العداء بات موجها منذ عدة أشهر صوب ليونيل ميسي. وقال خوان أنطونيو جيريرو (53 عاما) لوكالة الأنباء الألمانية: «ذلك السيد يأكل لأننا ندفع له ماله»، والحديث لأحد مشجعي ريال مدريد الذين كانوا في 16 أبريل (نيسان) عام 2011 في طريق الكرة الصاروخية التي سددها ميسي في وجه جماهير البرنابيو.

كان الوقت يشير إلى الدقيقة الأولى من 4 احتسبت كوقت بدل ضائع من مباراة انتهت بالتعادل 1-1، كانت الأولى من 4 مباريات جمعت الفريقين الملكي والكتالوني خلال شهري أبريل مايو (أيار) من العام الماضي، في الدوري الإسباني والدور قبل النهائي لبطولة دوري أبطال أوروبا، ونهائي كأس ملك إسبانيا.

ركض ميسي خلف كرة في جانب الملعب، لم يتمكن من السيطرة عليها، وبغضب سددها باتجاه الجماهير. من يدافعون عنه يقولون إنه سدد في لوحة الإعلانات التي تحيط بالملعب، لكنه أخطأ هدفه. أما منتقدوه فرأوا الأمر من وجهة نظر مختلفة.

وكتب موقع «ريال مدريد ويب» غير الرسمي بعد ساعات من الواقعة: «ليو ميسي اللاعب الذي تناول هرمونات نمو، يعاني لحظة من الهذيان العقلي ويعتدي ويستهين بجماهير سانتياغو برنابيو. نعتقد أن الحادثة خطيرة بحق، ولا بد من معاقبته. قلب دفاعنا بيبي عاتبه على تصرفه المقزز».

قبل كثير من تلك الكرة، كانت هناك صيحة في تلك الليلة تتكرر في الصفوف العليا للبرنابيو. كانت موجهة بشكل مباشر إلى أفضل لاعبي العالم: «أيها القزم ذو الهرمونات»، وأخرى أقصر لجوارديولا «مدمن المخدرات». وفي الأسفل، على عشب الملعب، كان هناك إيكر كاسياس حارس ريال مدريد، وأحد أكثر من يعانون من موهبة ميسي. وبقميص برشلونة، أحرز اللاعب الأرجنتيني 13 هدفا في مرمى قائد ريال مدريد خلال 16 مباراة، بل إن ميسي أحرز في مرمى كاسياس أهدافا في البرنابيو أكثر مما فعل في كامب نو، رغم أنه لم يفعل ذلك في آخر زيارة لبرشلونة إلى العاصمة الإسبانية، عندما فاز الضيوف أيضا 3-1 في الدوري يوم 11 ديسمبر الماضي.