خط هجوم اليوفي يعاني ندرة تهديفية

فوتسينيتش قال إنهم بحاجة للمزيد من الشراسة

TT

اضغط.. اضغط، فكرة القدم لعبة سهلة. يتعين عليك تسجيل الأهداف؛ فالمرمى كبير بما فيه الكفاية مما لا يجعل المغامرة مستحيلة.. ينبغي عليك تسجيل الأهداف. ولتحقيق هذا الهدف بإمكانك العمل على الجانب الخططي وكذلك البدني، وباستطاعتك تحسين الجانب الفني ودراسة طرق اللعب. لكن في النهاية عليك أن تسجل الهدف. وإذا لم تفعل ذلك، يصبح كل شيء بلا جدوى.

أهداف ثقيلة: وكرة القدم لعبة جماعية، بإمكان الجميع في الفريق أن يحرز الأهداف، بما في ذلك حارس المرمى، لكن هناك لحظات ومباريات ومواقف تحتاج فيها إلى مهاجمين كبار، هؤلاء الذين لا يفرقون بين هدف جميل وآخر سيئ، بالكعب أو بالرأس؛ هؤلاء الذين لا يمكنهم العيش دون إحراز الأهداف لأنهم يعانون اعتمادا تاما على تلك الأهداف. وفي المواسم العشرة الأخيرة كان فريق يوفنتوس يمتلك اثنين استثنائيين من ممثلي تلك الفئة: فيليبو إنزاغي وتريزيغيه. والآن يضم اليوفي مهاجمين رائعين، أكثر من جيدين خارج منطقة الجزاء، غير أنهم أقل شراسة بالقرب من المرمى. لاعبون يحملون في أقدامهم 15 - 20 هدفا، لكن ما زال يتعين عليهم إثبات قدرتهم على التهديف عندما يصبح الموقف أصعب وعندما يكون ذلك مهما وعندما تصبح هناك حاجة إلى صنع الفارق.

الأرقام: الأرقام لا تكذب أبدا؛ فخلال 18 مباراة خاضها اليوفي حتى الآن في الدوري الإيطالي سجل خط هجوم الفريق (ماتري وفوتسينيتش وكوالياريلا وديل بييرو وبوريللو) 11 هدفا فحسب (بواقع 7 أهداف لماتري و3 أهداف لفوتسينيتش وهدف واحد لكوالياريلا) ولم يحدث مطلقا أن سجل اثنان من مهاجمي السيدة العجوز في مباراة واحدة. فتدخلات مدافعي اليوفي وأهداف لاعبي خط وسطه ذات قيمة كبيرة وتظهر نضج مشروع النادي وجماعية المناورة والتنظيم، لكن ليس هناك فريق بإمكانه التفكير في الاستغناء عن الأهداف الثقيلة التي يحرزها المهاجمون.

التحليل: ويحاول ميركو فوتسينيتش تحليل هذا الموقف عقب مباراة فريقه أمام كالياري، التي انتهت بالتعادل الإيجابي 1 - 1 قائلا: «لقد خلقنا الكثير من الفرص، غير أننا لم نكن بارعين في إنهائها». وتلك هي المشكلة، لكن ميركو ليس لديه الحل: «لو عرفنا كيف نتحسن سوف نسجل المزيد من الأهداف.. تقولون إننا في حاجة إلى مزيد من البرودة، لكني أعتقد أننا في حاجة إلى مزيد من الحظ. فريق كالياري لم يسدد سوى كرة واحدة وجاء منها هدف، بينما نحن كنا أكثر خطورة. لا أعتقد أننا تراجعنا للوراء خطوة بهذا التعادل أو حتى أننا في مشكلة من الناحية البدنية؛ نظرا لأن الفوز ضاع منا في الدقيقة 95 من المباراة». وحاول أندريا بارزالي، مدافع اليوفي، تعميق هذا التحليل قائلا: «لقد غابت هنا التمريرة الأخيرة نحو المهاجمين، وفي النهاية بدلا من توسيع اللعب صممنا على الاختراق من القلب».

الأخطاء: إن الفرص التي يتحدث عنها ميركو فوتسينيتش في مباراة كالياري عددها 3 فرص سهلة، كرة ثابتة رفعها بيرلو وتلقاها ديل بييرو برأسه وتصدى لها أغاتسي، حارس مرمى كالياري، ربما بشكل عفوي. إنها تأكيد على اللحظة السلبية التي يمر بها قائد اليوفي. والفرصة الثانية كانت هائلة: تمريرة حريرية من بوريللو للصربي ميلوس كرازيتش الذي ركل الكرة، للأسف، بقدمه اليسرى ليؤكد أن كونتي لا يخطئ عندما لا يضعه مطلقا في عين اعتباراته. وأخيرا رأسية التشيلي أرتورو فيدال إثر كرة عرضية لعبها دي تشيلي وكان بإمكانه التسجيل، غير أن الخطأ ليس فضيحة. الخلاصة هي أن مهاجمي اليوفي، بغض النظر عن هدف فوتسينيتش، لم يستهدفوا مرمى كالياري سوى عن طريق رأسية ديل بييرو.

كان بإمكان مباراة كالياري أن تحمل للسيدة العجوز أول تحليق عالٍ هذا الموسم، غير أن اليوفي تعادل على ملعبه، لكنه أيضا بفضل خسارة الميلان أمام الإنتر انفرد بقمة الترتيب بأفضل دفاع في الدوري حتى الآن وبرقم قياسي في عدد النتائج الإيجابية على التوالي منذ انطلاقة الموسم: 18 مباراة بلا هزيمة، وهو ما يعني أن فريق السيدة العجوز يسير بخطوات مهمة وكبيرة ويوجد دائما على قمة الدوري. وقد صرح أنطونيو كونتي عقب تعادل فريقه أمام كالياري يوم الأحد الفائت قائلا: «ما أثبته هذا اللقاء هو وجود شيء ما يتم تسطيره. من الواضح أنه تروق لي الأشياء الواقعية، البطولات الحقيقية». إنه فخر أكثر من مبرر بفضل العمل الاستثنائي الذي قدمه كونتي مع اليوفي، إذا وضعنا في الاعتبار المكانة التي انطلق منها الفريق في الصيف الماضي. ويتابع أنطونيو: «لكن هناك خيبة أمل من النتيجة. أنتم لم تشاهدوني مطلقا أحتفل بالتعادل؛ فأنا دائما أود الفوز، تلك هي عقليتي وينبغي أن تكون أيضا عقلية الفريق. لكن لا يمكنني، على أي حال، سوى أن أكون سعيدا بالتزام اللاعبين الذين قدموا كل ما لديهم هنا». ويتابع مدرب يوفنتوس: «الفريق كان مجهدا أيضا أمام ليتشي في الجولة الماضية.. حسنا، لكن هل مجرد تصادف أن يفوز ليتشي على فيورنتينا اليوم؟ إن فريق كالياري هذا هو ذاته الذي تمكن من الفوز على جنوا الأسبوع الماضي. إننا نتحدث عن فرق بحالة جيدة، لكنهم، على أي حال، لم يركضوا أكثر منا داخل الملعب. ثم عليكم أن تطمئنوا فسوف أقوم مع لاعبي فريقي بتحليل أدائنا بكل تركيز. أذكر الجميع أنه أمامنا طريق واحد للبقاء على القمة: بذل 130% من مجهودنا؛ لأن 100% لن تكفي».

كرازيتش وسوق الانتقالات: لقد أغضبتني الفرصة التي أضاعها الصربي كرازيتش، أيضا أندريا أنيللي، رئيس نادي اليوفي. لكن كونتي حاول، عندما سئل إذا كانت مشكلة اللاعب في التواصل، تقييم المسألة بشيء من الفلسفة، وأوضح قائلا: «أنا من يتعين عليَّ إخراج أفضل ما عند كرازيتش». بالفعل، لكن مشكلة اللاعب الصربي تبدو واضحة وربما بلا حل. على الأقل في تورينو.