تجديد عقد دي روسي مع روما يتأرجح بين عاملي الحب والنقود

ريال مدريد ومانشستر يترقبان من بعيد في ظل وجود شرط جزائي

TT

لا يحب دي روسي، لاعب وسط روما، أن يضع أحد حدودا لمستقبله بتفسير كلماته، لكن يمكننا إدراك أن ضغط الرأي العام يختلف بشأنه على مستوى لعب كرة القدم (الأكثر حيوية) وعلى المستوى الاقتصادي (الأكثر قسوة)، لكن يبدو أن هذا هو العالم الذي يروق للجميع فعلينا احترامه.

وقبل التعمق في تفاصيل التفاوض حول تجديد عقد دي روسي، علينا توضيح أمر ما؛ فعلى الرغم من البطاقة الصفراء التي حصل عليها اللاعب في المباراة الماضية التي تأجلت أمام كاتانيا بسبب سوء الأحوال الجوية، والتي لن يتمكن دي روسي من خوضها، فإنه إذا استمر في حصوله على إنذار سيتم إيقافه عن اللعب. وبشأن تجديد عقده، سنبدأ من الشائعات التي تدور في نادي روما، والتي تشير إلى وجود اتصال بين بالديني، مدير عام النادي، وبيرتي، وكيل أعمال اللاعب، في نهاية هذا الأسبوع. وعلى أي حال، صرح المدير العام لنادي روما في مدينة كاتانيا، قائلا: «إن أمر وجود مفاوضات يعكس وجود شيء ما بالفعل»، وهو ما يشير إلى أن الاختيار الأول للاعب هو البقاء في فريق روما حتى إن لم يوصد الأبواب أمام العروض التي قد تطرق بابه في المستقبل.

وعند هذه النقطة، على العكس، يبدو أن هناك 4 عوامل على الطاولة تتمثل في الوقت والمشاعر والتطلعات المستقبلية والنقود؛ حيث يظهر العامل الأول في أن إدارة روما واللاعب لا يريدان أن تستغرق المفاوضات وقتا طويلا.

كما صرح دانييلي، قائلا: «لقد أصبح الأمر طويلا كالمسلسلات التلفزيونية، وهذا لا يعجبني»، والأمر ذاته بالنسبة لإدارة النادي التي تأكدت (تقريبا) من أنها لن تفقد اللاعب من دون مقابل. ويظهر الأمر الثاني في بقاء دي روسي، الذي يمثل راية فريق روما، بحالة جيدة في مدينة روما، مسقط رأسه، فإذا كان اللاعب قد نشأ في بولزانو أو في باليرمو، كان من المحتمل أن تتم الموافقة بسهولة على رحيله على الرغم من مشاعره الجيدة تجاه المدينة أيضا. ويرتبط العامل الثالث باختلاف دي روسي عن الجميع؛ حيث أوضح اللاعب طموحه في المستقبل في فريق روما، قائلا بوضوح: «إن حلمي هو البقاء في صفوف الفريق وتحقيق الفوز بقميص روما، وهذا يمثل عاملا رئيسيا في أمر تجديد عقدي»، في إشارة واضحة لارتباطه بالفريق.

وبعيدا عن النقود، لا يمكن للاعب منتخب الآزوري إنهاء مسيرته الكروية دون الفوز ببطولات مهمة. فلم يكن على سبيل المصادفة حينما أوضح سباليتي، مدرب روما السابق، بقاء دي روسي في حالة وجود مشروع خططي ناجح؛ حيث أكد دانييلي هذا الأمر، قائلا: «لا يوجد مدرب آخر يعرفني جيدا أفضل منه»، ووفقا لما سبق، فإن خطة بالوتا، الشريك المالك في نادي روما، تعتبر مقنعة بالنسبة لطموحات اللاعب؛ حيث قال: «نرغب في القتال من أجل الدرع والمشاركة دائما في دوري الأبطال»، لكن لا يوجد أمر مؤكد حتى الآن. إذن، حينما يغيب الأمر اليقيني، يتمثل الحل الوحيد في وضع شرط جزائي (أيضا في عقد قصير الأمد للاعب يبلغ من العمر 29 عاما) لضمان عدم طرق بابه أي عروض أخرى في أي لحظة. ويتعلق الأمر الرابع والأخير بالجانب المادي؛ فمن الواضح أنه على الرغم من عدم استطاعة نادي روما دفع راتب 8 أو 9 ملايين يورو، الذي يعرضه ناديا مانشستر سيتي أو ريال مدريد، فقد أبدت إدارة روما استعدادا «مؤكدا» لأن يتجاوز راتبه 6 ملايين يورو (بالإضافة إلى المكافآت المزعومة)، وتتضح العقدة الحقيقية في قيمة الشرط الجزائي، فكلما قلت قيمته قبل دي روسي بالتخفيض. وقد تتبدل الأوضاع بناء على رغبة أصحاب شركة «لوميان»؛ حيث يتقاسم بطاقة اللاعب وكيل أعماله مناصفة مع باقي عائلة دي روسي، وقد يكون والده ألبرتو مسؤولا عن إنعاش صفقة مانشستر سيتي أو ريال مدريد، لكن يبقى الانضمام إلى صفوف مانشستر أبعد احتمالا من الانضمام إلى صفوف مورينهو، ليمضي أولا التفاوض من أجل تجديد العقد مع نادي روما وصيغته التي ستحدد إذا ما كان دي روسي سيستمر في الارتباط الدائم بفريق روما أم سيرحل عنه.