بواتينغ يغيب شهرا عن الميلان.. وميركل يعود على سبيل الإعارة

أليغري يخوض أمام نوفارا المباراة رقم 300 في مسيرته التدريبية

TT

لم يلبث أليغري، المدير الفني للميلان، أن يهنأ بعودة أليكساندر ميركل، فتاه المدلل، إلى صفوف الفريق، حتى فقد خط الوسط لاعبا آخر، علاوة على كونه قطعة ثمينة، وهو كيفن برينس بواتينغ، الذي تعرض للإصابة في الدقائق الأخيرة لمباراة الديربي الأخيرة، يوم الأحد الماضي، لكن الحماس كان أقوى من التمزق في عضلة الفخذ اليسرى الضامة. أنهى اللاعب الغاني المباراة، لكن في اليوم التالي في ميلانيللو كان يعرج بشكل ملحوظ. وقد أكدت الفحوصات الإصابة، وسيبتعد برينس عن الملاعب شهرا ما لم تحدث تعقيدات. عند هذه النقطة، هناك خطر ألا يكون قدوم ميركل، الذي يعود على سبيل الإعارة من جنوا، كافيا. وكان قد تم اللجوء إلى اللاعب بسبب طوارئ سببتها إصابة أكويلاني، وتتواصل الطوارئ. كان الميلان قد استغنى عن لاعب الوسط الألماني بالملكية المشتركة لصالح جنوا في إطار صفقة بواتينغ، لكن أليغري كان قد عشقه كرويا وفعل كل ما بوسعه كي يكون لديه مجددا. وعلق غالياني، نائب رئيس النادي، على انضمام ميركل قائلا: «أشكر الرئيس بريتسيوزي على إحساسه». لقد وضع غالياني أمام رئيس جنوا الموقف الصعب لخط وسط الميلان، وسمح بريتسيوزي بعودة اللاعب إلى فريقه السابق على سبيل الإعارة حتى نهاية الموسم.

ثقة: ونفى غالياني عزمه على القيام بصفقة أخرى لتعويض توقف بواتينغ، وإن كان الموقف حساسا. يقدر أليغري ميركل كثيرا، لكن المشكلات في خط الوسط لم يتم حلها بعودته إلى قاعدته. وما زال أمام غاتوزو شهر ونصف الشهر كي يعود (الوقت لم يتحدد بعد)، وكان فلاميني قد تعرض لإصابة في بداية الموسم ولن يكون متاحا قبل مارس (آذار) المقبل، لكن المشكلة الكبرى هي الغياب المتزامن لأكويلاني وبواتينغ، مما يحد كثيرا من خطورة الميلان. كما تم انتقاد اختيار إيمانويلسون كصانع ألعاب في لقاء الديربي بشدة، لكن أليغري كان في مواجهة موقف صعب مستمر، فأفكاره في اللعب تتعارض مع توظيف لاعب وسط تقليدي مثل بواتينغ، الذي تعرض هو الآخر أول من أمس لنزلة برد شديدة مجددا، بعدما عانى منها في نهاية الأسبوع الماضي. وتثير مباراة نوفارا في الدوري، المقرر لها يوم الأحد المقبل، قلقا أكبر من مباراة الكأس، حيث يريد أليغري الوصول للنقطة رقم 40، وبالتالي لا بد من الفوز، وللقيام بذلك لا بد من ضبط الأمور بين وسط المعلب وأمام منطقة جزاء الخصم. وسيعود أكويلاني خلال الأسبوع الجاري إلى أمستردام لدى فان دييك، وهو البروفسور الذي أجرى له جراحة في الكاحل الأيمن ونصحه الآن بالسير على العلاج من أجل الكاحل الأيسر، والطبيب نفسه سيرى يبيس، الذي من المفترض أن يكون في الملعب في مارس. ويفقد الميلان لمدة أسبوع خدمات أبياتي، لكن المشكلات كلها هناك، من الجهة اليمنى وما بعدها. وسيغيب بواتينغ أيضا عن لقاء ميلان - آرسنال في ثمن نهائي دوري الأبطال، وهذه مشكلة لا يمكن للسعادة بقدوم ميركل أن تمحوها.

إلى ذلك، كانت مباراة الأحد الماضي أمام الإنتر هي الخامسة والسبعين لأليغري مع الميلان، وبذلك يصير أكثر فريق تولى تدريبه طوال مسيرته. وأمام نوفارا، يصل المدير الفني للميلان لهدف آخر وهو المباراة رقم 300 منذ أن بدأ مسيرته التدريبية. وهذا هو الموسم التاسع له كمدرب، والمحصلة إيجابية بكل تأكيد. إنها مغامرة قصيرة لكنها كثيفة، حيث تسجل إقالتين من تدريب غروسيتو، وتجربة في ليتشي أجهضت قبل أن تولد، إلا أنه يعيش على السعادة خاصة. مثل الموسم الذي قضاه مع فريق ساسوولو، الذي قاده من القسم الثاني لدوري الدرجة الثالثة إلى الدرجة الثانية، علاوة على جلبه لكأس سوبر الدرجة الثالثة. ثم خاض موسمين مع كالياري، وهي التجربة التي ظهرت طريقة لعب قادرة على إغراء برلسكوني وغالياني، لدرجة أنه غيّر من فلسفة إدارة الميلان، العاشقة تاريخيا لمدربين من أبناء النادي، وهو ليس كذلك.

في الأعوام الأربعة الأخيرة، فاز أليغري بثلاث جوائز، وأعلاها قيمة الفوز مرتين بجائزة «المقعد الذهبي» كأفضل مدرب في البطولة، إحداها في دوري الدرجة الثالثة لموسمه مع ساسوولو وأخرى في الدرجة الأولى لموسمه الأول مع كالياري. وسمح له الميلان بعدها بزيادة رصيده، وفاز معه بدرع الدوري من الضربة الأولى، ومن بعده كأس السوبر الإيطالي، ما أهله للفوز بجائزة «جنتلمان سان سيرو»، والاثنين المقبل من المؤكد تقريبا أن يتم تقليد المدرب المنحدر من ليفورنو كأفضل مدرب لعام 2011. يذكر أن أليغري قد وقع لتوه تجديد عقده مع الميلان مما يسمح للمشروع بالاستمرار، وأهدافه قريبة الأجل هي تكرار إنجاز الدوري، وتحسين وضع الفريق أوروبيا.

يأمل المدير الفني للميلان في التعافي من آثار خسارة الديربي والانطلاق مجددا قبل شهر فبراير (شباط) الصعب جدا، والذي يواجه فيه فريقه أندية لاتسيو، نابولي، أودينيزي، آرسنال ويوفنتوس. ويقول أليغري: «تجاوزنا الهزيمة، وكأس إيطاليا تسمح لنا بالعودة سريعا، سنواصل استهداف ثلاث بطولات. لقاء الديربي لا يغير من قيمة الفريق ولست نادما على اختيارات قمت بها، والفريق لا يخرج ضئيلا من هذه الخسارة».

هدف الأربعين نقطة: إنها تصريحات استفاض فيها المدرب عقب مباراة الأحد، وهي مفاهيم يؤمن بها ونقلها إلى الفريق فعليا، ويكرر المدير الفني: «في بطولة الدوري الهدف هو تجاوز حاجز الأربعين نقطة، في العام الماضي كنا مضطرين للفوز بالموجهات المباشرة مع منافسين على اللقب لأننا خسرنا نقاطا مع الفرق الصغيرة، والعكس هذا العام، لكننا لا نخشى المنافسين المباشرين لنا». ويختتم أليغري تصريحاته بنداء غير معتاد إلى حد ما: «علينا أن نظل هادئين حتى النهاية، حينما سنكون على قمة الترتيب».