الأهلي والهلال يشعلان «العروس» بقمة جماهيرية عنوانها «الثأر والصدارة»

الاتفاق في منعطف هجر.. الفيصلي يصطدم بنجران.. والتعاون والقادسية يبحثان عن «الدفء»

TT

ينتظر الفريق الكروي الأول بالنادي الأهلي مساء اليوم امتحانا صعبا على أرضه وبين جماهيره حينما يواجه ضيفه الهلال في لقاء يجري ضمن منافسات الجولة الـ17 من دوري زين السعودي للمحترفين، ويطمح الأهلي إلى ضرب عصفورين بحجر؛ الأول الثأر ورد الاعتبار من «الأزرق» الذي اكتسحه بأربعة أهداف في ذهاب الدوري بالرياض، والثاني الانفراد بصدارة البطولة الكبرى باعتبار أن الهلال منافس قوي على اللقب.

ويلتقي الفريقان وسط ظروف مماثلة للقائهما في الدور الأول الذي أسقط فيه الهلال منافسه الأهلي بـ4 أهداف نظيفة من المركز الأول في لائحة الترتيب إلى الرابع، عقب اعتلاء الأخير صدارة الدوري في الجولة التي تسبق مواجهتهما فقط، ليصارع الأهلي بعدها حتى خطف الصدارة مجددا في الجولة الماضية قبل نزال الهلال اليوم. وفي توقيت مماثل، يحل الاتفاق ضيفا ثقيلا على هجر في ملعب الأمير عبد الله بن جلوي بالأحساء، وذلك ضمن مواجهات الجولة ذاتها التي تجمع الفيصلي بنجران عصر اليوم على ملعب الأمير سلمان بن عبد العزيز في المجمعة، كما يستضيف خلالها التعاون صاحب المركز الذي يفوقه مباشرة فريق القادسية.

الخبير الفني علي كميخ، وضح مكامن القوة والضعف، ومدى فاعلية كل فريق في الجوانب الهجومية والدفاعية، كاشفا عن صاحب الفرص الأوفر في كل مباراة بناء على نظرته الفنية لـ«الشرق الأوسط».

* الأهلي x الهلال

* المباراة ستكون مثالية من الطرفين، فالمستضيف في هذه المباراة غير من أدائه الفني، لذا ستكون مباراته أمام حامل اللقب قمة كروية، ولدى الأهلي أدوات النجاح التكتيكية والفردية، بيد أن الفريق يتفوق في الجانب الفردي بوجود الثلاثي المتميز هجوميا وهم البرازيلي كماتشو ومواطنه فيكتور سيموس والعماني عماد الحوسني، ويعد الأول العقل المفكر للفريق الأخضر، والملاحظ أن المسير الفني للأهلي التشيكي كارل غاروليم استطاع توظيف لاعبيه لأداء مهامهم داخل الملعب بإتقان خصوصا المتعلقة بالهجوم، ويعنيه كثيرا وجود البديل الجيد الذي يساعده على استمرارية الانضباط داخل الملعب تكتيكيا، وتنفيذ نهجه الثابت في الضغط على حامل الكرة بـ3 لاعبين في ملعب الخصم، ويميز الأهلي تكامل خطوطه الثلاثة، فضلا عن امتياز عناصره بالروح المعنوية العالية.

في المقابل، فإن الهلال لم يظهر بالمستوى المعهود عنه خلال السنوات القريبة الماضية، ويتسبب في ذلك غياب الأجانب عن تقديم الأدوار الفاعلة التي بذلها أسلافهم في الفريق، في ظل ثبات مستوى العنصر المحلي الحاضر بقوة مع فريقه، وعليه يتضح أن التناغم لم يصل ذروته بعد بين الأجانب والمحليين والمدرب، إلا أن اللاعبين يملكون الخبرة والنضج علاوة على ثقافة الانتصار، ولكن يهدد تلك الامتيازات عدم الثبات على قائمة أساسية واحدة.

وما دامت المباريات الكروية عودتنا عدم الوفاء للفريق الأجهز فنيا، فإن التكامل الأهلاوي الذي تعززه الرغبة في استغلال ظروف الهلال، وقبلها الثأر للخسارة، قد لا تنتصر للمستضيف، ولكن ذلك لا يتعارض مع امتلاك الأهلي للاعبين قادرين على تقديم أفضل ما لديهم في هذا اللقاء لما يملكونه من قيمة فنية عالية.

* هجرx الاتفاق

* مع اختلاف مركز الفريقين في قائمة الترتيب، أجد التكافؤ على صعيد البذل داخل الملعب، فهجر قدم نفسه بشكل جيد حتى الآن بما يتواءم مع إمكاناته، كما أن الاتفاق يتطور على مستوى الأداء الجماعي الذي يتغلب على الفرديات، ويصل التعاون أقصى درجاته بين اللاعبين يحيى الشهري وعبده حكمي وسياف البيشي وفهد السبيعي، إضافة إلى الأجانب الذين انصهروا في تكتيك الفريق، ولعل أبرزهم البرازيلي برونو لازروني والأرجنتيني سيباستيان تيجالي «الغائب عن المباراة للإيقاف».

أما هجر هذا الموسم لم يكن جيدا نقطيا، ولكنه على أرض الملعب يقدم مستوى لا بأس به، فالفريق لعب أكثر من مباراة جيدة لا سيما في المواجهات الكبيرة، ولكن أجانب الفريق لم يكونوا على قدر المسؤولية لتقديم إضافة برفقة اللاعبين المحليين كخالد الرجيب ومحمد الخميس وجهاد الزويد ومنصور الموينع، وسلاح هجر في مباراة اليوم الروح القتالية الوافرة والمخزون اللياقي الجيد. لذا، فإنه من المحتمل أن تؤول نتيجة اللقاء للتعادل وإن كان المرجح أن يظفر الاتفاق بنقاطها كاملة.

الفيصلي x نجران استمر الفيصلي الموسم الحالي في تقديم الكرة الشاملة، التي تدعمها المهارات الفردية، وهي التي يتفوق بها السوري وائل عيان، وزميله باسل الفهد، ويمتاز صاحب الأرض أيضا بترابط الخطوط بشكل جيد، والفريق بشكل عام متماسك من حارسه تيسير آل نتيف وحتى هجومه، ولديه مفاتيح لعب تشكل خطورة على الفرق المنافسة كبدر الخراشي ووصل الذويبي.

أما نجران، فهو يشابه مستضيفه من حيث القوة، ويملك لاعبين مميزين جدا كالمهاجم دوسان، وبندر المساعد، وفهد عداوي أحمد مفلح، واتضح حجم جهود لاعب الفريق السابق ديبا الذي فقدوه هذا الموسم، وتكمن معاناة الفريق في حراسة المرمى، وأرى أن الفيصلي هو الأقرب للفوز.

* التعاون x القادسية

* ظروف الفريقين متشابهة في المحصلة النهائية من المباريات وفي الأسلوب الفردي والمهاري، وقد يكون لانخفاض مستوى محترفي التعاون عقال وميميلي تأثير في فقدان فريقهما لنقاط جمة كانت في متناول اليد، وقد يعود ذلك لنهج مدربهم السابق، ومن الواضح أن خلفه الكرواتي ستريشكو بدأ ينظم الفريق دفاعيا وقد يعود توهجهم عناصريا.

في الجانب الآخر، لم يظهر القادسية أيضا بالصورة المطلوبة رغم امتلاكه للاعبين مميزين كفهد السبيعي وفهد الدوسري وياسر الشهراني وماجد عسيري، وهم من يشكلون نقطة التفوق، لكن بوقاش هو الرقم الصعب في الشق الهجومي، والأقرب أن ينتهي اللقاء بالتعادل.