فينغر يغامر بمستقبله ويقرر عدم الاستعانة بنجوم جدد

هل قرار المدرب يعجل برحيله عن آرسنال؟

TT

مرة أخرى، سوف يتسبب المدير الفني الفرنسي لنادي آرسنال الإنجليزي أرسين فينغر في غضب عشاق النادي بسبب عدم ضم نجوم جدد رغم الفترة العصيبة التي يمر بها النادي. ولن يثني المدير الفني عن قراره سوى التعرض لهزيمة منكرة وكارثية أمام مانشستر يونايتد على ملعب الإمارات يوم الأحد المقبل.

يذكر أن آرسنال قد تعرض للهزيمة في 3 مباريات من المباريات الست الأخيرة في الدوري الإنجليزي الممتاز، وصب عشاق النادي جام غضبهم على لاعبي الفريق ودخلوا في مشادات مع النجم الفرنسي المخضرم تيري هنري عقب الهزيمة يوم الأحد الماضي أمام سوانزي سيتي. ورغم كل هذا، سوف يغامر فينغر ويقرر الاكتفاء بلاعبي الفريق الحاليين. وقد ضربت الإصابة جميع لاعبي الخط الخلفي للفريق الذي يحتل المركز الخامس في جدول الترتيب. وبدلا من الاستعانة بلاعبين جدد لسد هذا الفراغ، ما زال فينغر لديه أمل كبير في أن يعود سانتوس وكيران جيبس لصفوف الفريق سريعا بعد تعافيهما من الإصابة.

وربما يكون الوقت قد حان للإطاحة بفينغر من قمة الإدارة الفنية للفريق. وحتى النجم الأسطوري للمدفعجية، تيري هنري، قد شهد سقوط آرسنال ودخل في مشادة مع أحد عشاق النادي الذي لم يكن سوى صوت واحد يعكس ما يشعر به أنصار الفريق.

وكان اللاعب الفرنسي الكبير قد عاد لصفوف آرسنال ونجح في تسجيل هدف لفريقه أمام ليدز يونايتد فيما يشبه الحلم، ولكنه سرعان ما اكتشف حجم المأساة التي يعاني منها المدفعجية والتي تتضح جليا في حصول الفريق على 7 نقاط فقط من أصل 18 نقطة ليترك المركز الرابع لنادي تشيلسي ويتراجع للمركز الخامس بفارق 4 نقاط.

وفي خلال 6 أيام فقط، استيقظ هنري من حلمه الجميل ليصطدم بأرض الواقع ويرى الحقيقة المرة وهي أن الفريق سيناضل بكل ما أوتي من قوة، ليس للبقاء ضمن الأربعة الكبار، ولكن للبقاء ضمن أول 6 مراكز في جدول الترتيب، وعندئذ سيفشل الفريق في الاشتراك في دوري أبطال أوروبا، وهو ما يجعله غير قادر على التعاقد مع أي لاعب من العيار الثقيل، علاوة على أن ذلك قد يدفع النجم الهولندي روبن فان بيرسي لترك النادي والانضمام لناد آخر يناسب طموحاته.

والسؤال الآن هو: ماذا ينتظر هذا النادي الكبير الذي لم يتخل عن المركز الأول أو الثاني خلال الفترة بين عامي 1997 و2005 والذي أصبح الآن مهددا بأن يصل لأقل مركز له منذ موسم 1994 - 1995 عندما حل في المركز الثاني عشر تحت قيادة المدير الفني الأسكوتلندي جورج جراهام؟

وفي وقت من الأوقات، كان من الصعب تخيل فريق آرسنال من دون المدير الفني الكبير أرسين فينغر الذي كان شخصية مذهلة داخل وخارج المستطيل الأخضر وكان يتم مقارنته بأسطورة كرة القدم الإنجليزية هربرت تشابمان، ولكن الوضع لم يعد كذلك في الوقت الحالي، حيث بدأ الحديث يدور عن المدير الفني القادم لآرسنال خلفا لفينغر، مثل بريندان رودجرز الذي سيبعث الحماس والنشاط والأفكار الجديدة في صفوف الفريق، مع الاستمرار في اتباع نفس الفلسفة التي يتبعها فينغر.

ويبلغ رودجرز من العمر 38 عاما ولديه خبرة ومعرفة قوية بالدوري الإنجليزي الممتاز، وحصل على إشادة كبيرة من جوزيه مورينهو عندما كان ضمن الطاقم الفني له في تشيلسي.

وهناك أيضا بول لامبرت، الذي حقق ما يشبه المعجزات الكروية مع نادي نوريتش سيتي، بالإضافة إلى نيغل أدكينز المدير الفني لنادي ساوثهامبتون الذي يمكنه أن يبني فريقا رائعا من الناحية الدفاعية والهجومية على حد سواء. وهذه الأسماء الثلاثة لديها الشجاعة الكافية لقيادة الفريق كما ينبغي.

ويواجه آرسنال الكثير من المشاكل، لعل أبرزها هو أن فينغر يستأثر بالعمل بمفرده داخل الطاقم الفني للفريق، وكأنه لا يثق في أي شخص آخر، وهو ما جعل مساعده بات رايس يرغب في التقاعد والرحيل إلى فلوريدا، كما أن بورو بريموراك، مدرب الفريق والتابع المخلص لفينغر، لا يخبره بأي خبر لا يريد سماعه. وهناك أيضا ستيف بولد، المدير الفني لفريق الشباب والرديف بنادي آرسنال والذي يجب أن يكون واعيا بالخلل الموجود في الخط الدفاعي للفريق.

في الواقع، يحتاج الجهاز الفني للفريق بالكامل إلى ضخ دماء جديدة، بنفس الطريقة التي يتبعها السير أليكس فيرغسون في مانشستر يونايتد لتجديد شباب الفريق من وقت لآخر. ففي الوقت الذي لا يزال فيه فينغر يحتفظ بجهاز فني عاجز عن العمل والاستمرار، قام فيرغسون بالاعتماد على الكثير من المدربين والمساعدين، مرورا بأركي نوكس وبريان كيد وستيف ماكلارين وجيم ريان ومايك فيلان، ووصولا إلى كارلوس كويروز (مرتين) ووالتر سميث، والآن فيلان والهولندي رين مولينستين.

ونتيجة لهذا الجمود، تدهور المستوى الفني للفريق، ولم يجد فينغر حجة لتبرير ذلك سوى الظلم التحكيمي الذي ينال من الفريق والذي يعد السبب الأول والأخير في الهزائم والمشاكل التي يعاني منها النادي، فكان طرد يوهان دجورو هو سبب تلقي الفريق لهدفين في الوقت القاتل في مباراته أمام فولهام، رغم أن فولهام كان بإمكانه تسجيل 5 أهداف في شوط المباراة الثاني لأنه كان يلعب أمام دفاع مهلهل ومستعد لاستقبال أهداف خارج ملعبه بشكل يفوق أي فريق آخر من فرق المقدمة. وتم اختصار مباراة الفريق بالكامل أمام سوانزي سيتي في ركلة الجزاء المشكوك في صحتها التي جاء منها هدف التعادل لسوانزي، رغم أن هدف الفوز الذي أحرزه سوانزي قد جاء بعد 43 ثانية فقط من إحراز آرسنال لهدف التعادل الثاني – في الوقت الذي كان ما زال فيه خط وسط ودفاع آرسنال يحتفلان بالهدف.

في الحقيقة، ثمة فارق جوهري بين التشكيلة الحالية لآرسنال وأي تشكيلة أخرى في الماضي، وهي أن الفريق الحالي يقوم بتشتيت الكرة بشكل غريب، بعدما كان الفريق يتميز في الماضي بقدرته الفائقة على امتلاك الكرة، وهو ما كان يميزه عن كافة الفرق الإنجليزية الأخرى. والشيء الغريب الآن هو أن النادي يعد واحدا من أغنى الأندية في العالم، ويمكنه دفع مبالغ مالية كبيرة لاستقدام نجوم بارزين، ولكن يبدو أن المشكلة تكمن في رفض فينغر لذلك أو عدم معرفته لكيفية القيام بذلك أو أنه لم يعد يثق في قدرته على اختيار اللاعبين المناسبين للنادي والقادرين على إقناع اللاعبين الكبار بالبقاء من أمثال أشلي كول وإيمانويل أديبايور وسيسك فابريغاس وسمير نصري وغايل كليتشي. ولكن من يمكنه أن يلوم هؤلاء النجوم – أو أن يلوم فان بيرسي – بسبب رغبتهم في الرحيل إلى ناد كبير يحقق طموحاتهم بعدما لم يستطيعوا اللعب بجانب لاعبين متواضعين كثيرا من ناحية المستوى من أمثال دجورو وبير ميرتيساكر وسبيستيان سكويلاتشي وأندريه أرشافين ومروان الشماخ وتوماس ورزيسكي.

وأعتقد أن لاعب مثل ميرتيساكر يصاب بالذعر نتيجة اللعب في ناد كبير مثل آرسنال، ولذا يجب التخلص من اللاعبين المتواضعين في فصل الصيف أو حتى قبل ذلك حتى يستعيد الفريق عافيته ويعود إلى سابق عهده. نعلم جميعا أن آرسنال يعاني من إصابات، (ولكن متى كان هذا شيئا جديدا على الفريق؟) بما في ذلك هذا المأزق الغريب الذي يعاني منه الفريق نتيجة لغياب أربعة مدافعين دفعة واحدة بسبب الإصابة. وغالبا ما تربط التقارير الصحافية بين آرسنال والكثير من اللاعبين البارزين في الأندية الأخرى، ولكن لا يحدث شيء في نهاية المطاف، حيث فشل الفريق في ضم غاري كاهيل وكريس سامبا وليتون بينز حتى الآن، في الوقت الذي انضم فيه لويس انريكي لليفربول وشاي غيفين لأستون فيلا.

وبالطبع كان يمكن للفريق أن يضم ريتشارد دون من أستون فيلا أو جون ارن ريسا من ليفربول أو جون أوشيه من مانشستر يونايتد، ولكن فينغر تأخر كثيرا ولم يتعاقد مع أي منهم. ومع ذلك، يمكن أن يعود باكاري ساغنا وجاك ويلشير للمشاركة مع الفريق في دوري أبطال أوروبا. وعلاوة على ذلك، سوف يستعيد الفريق جهود كل من توماس فيرمالين وميكيل ارتيتا، وهما أفضل صفقتين لفينغر في الفترة الأخيرة، في مباراة الفريق أمام مانشستر يونايتد يوم الأحد المقبل على ملعب الإمارات، والتي يريد فيها الفريق الثأر من هزيمته المنكرة أمام مانشستر يونايتد بثمانية أهداف مقابل هدفين.

والمشكلة تكمن الآن في أننا نكرر نفس الكلام منذ 6 سنوات، ولكن لم يحدث أي شيء، ولكني أعتقد أن التعرض لهزيمة ثقيلة أمام مانشستر يونايتد بفريقه الحالي، والذي يعد واحدا من أقل الفرق تحت قيادة فيرغسون، ربما تدفع إدارة آرسنال للبحث عن خليفة لفينغر.