تأهل فريق الإنتر لدور الـ8 لكأس إيطاليا لكرة القدم بعد فوزه مساء أول من أمس على جنوا 2-1 في مباراة دور الـ16 التي أقيمت على ملعب سان سيرو. وتقدم الإنتر بهدف مبكر في الدقيقة الثامنة عن طريق مايكون ثم عزز بولي النتيجة بهدف ثان في الدقيقة 50. بينما سجل بيرسا هدف جنوا الوحيد في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع، وبهذا الفوز يواجه الإنتر فريق نابولي في دور الـ8. ولم يعكر صفو المباراة سوى وقوع مشاجرة بين أحد مشجعي نادي جنوا وأحد رجال الأمن في مدخل الملعب وهو ما أدى إلى اصطدام رأس المشجع بأحد الأبواب الحديدية للاستاد ونقل على أثرها إلى قسم الرعاية المركزة بمستشفى بوليكلينينكو في ميلانو. وقد وردت تقارير طبية في ساعة متأخرة من الليل لتوضح أن المشجع قد بدأ يتجاوز مرحلة الخطر لكنه يحتاج إلى البقاء تحت الملاحظة لفترة من الوقت.
لقد أثبتت هذه المباراة أن الإنتر يسير على الطريق الصحيح. وبعد فوزه على الميلان في الدوري أكد الفريق تألقه وحقق الفوز السابع على التوالي. وظهر واضحا للجميع أن رانييري مدرب الإنتر يولي اهتماما كبيرا لبطولة الكأس ويسعى إلى المنافسة على اللقب الذي سيمثل دون شك دفعة معنوية كبيرة في سبيل تحقيق الانتفاضة والسعي نحو الفوز بالدوري. وشهد اللقاء مشاركة فعالة من النجم الهولندي شنايدر الذي غاب لفترة طويلة للإصابة. وظهر شنايدر بمستوى جيد للغاية. وتسيد الفريق معظم فترات المباراة وكان المتحكم في الأداء طوال الوقت. وساهم الهدف المبكر في لعب الفريق بثقة واطمئنان من بداية المباراة. وتنتظر جماهير الإنتر بشغف كبير رؤية فريقها يوم الأربعاء القادم أمام نابولي في دور الـ8.
وعقب اللقاء أبدى رانييري رضاه التام عن أداء الفريق وسعادته باستمرار النتائج الجيدة. وقال: «أشعر بالسعادة للتأهل ولأنني حصلت على ردود فعل جيدة من بعض اللاعبين الذين شاركوا لفترات قصيرة في الفترة الأخيرة. والسر في ذلك هو اللاعبون الجيدون الذين يفخرون بأنفسهم كثيرا. لقد كان كل شيء سهلا. وفيما يتعلق بزانيتي وكامبياسو اللذين قادا زملاءهما وكأنهما مدربان داخل الملعب أقول إنه كلما ازداد عدد اللاعبين من هذا الطراز كان الأمر أفضل. لكن الآن يجب أن نفكر في مباراة فريق لاتسيو الذي يؤدي بشكل جيد للغاية وحقق عددا أكبر من النقاط خارج ملعبه مقارنة بما حققه على ملعبه. إننا نلعب مباراة كل 3 أيام وينبغي أن نستمر في طريقنا دون تذمر. هل يستطيع الإنتر الفوز بدرع الدوري؟ لست أدري، إننا نفكر حاليا في كل مباراة على حدة. لكن أمامنا أيضا الكثير من العمل واللاعبون لديهم المزيد ليقدموه. وتأمل جماهير الإنتر أن يحافظ رانييري على تألقه المعتاد مع جميع الفرق التي دربها في بطولة الكأس. فقد نجح في التأهل للمباراة النهائية لكأس إيطاليا 6 مرات في آخر 7 سنوات.
ولا شك أن مشاركة شنايدر كأساسي أمام جنوا بعد غياب دام شهرين ونصفا كان شيئا لافتا لانتباه واهتمام الجميع، لكن هناك لاعبا آخر نجح بأدائه الرائع في حصد الاهتمام والإعجاب. إنه مايكون الذي أبهر الجميع بمستواه وحماسه الشديد. وجاء تسجيل مايكون لهدف الإنتر الأول ليثبت أنه يتمتع بحالة بدنية طيبة وليخرس – وهو الشيء الأهم – جميع الشائعات التي انتشرت مؤخرا حول قرب تركه للإنتر من أجل الانتقال لنادي باريس سان جيرمان الفرنسي. والمثير للدهشة حقا هو أن هذه الشائعات قد زادت في الفترة الأخيرة بينما يقوم كاليندا وكيل أعمال مايكون بإجراء مفاوضات مع نادي الإنتر من أجل تمديد عقد اللاعب الحالي، الذي ينتهي في يونيو (حزيران) 2013، لمدة عامين آخرين. وقد تحدث مايكون بلهجة تحمل بعض السخرية والمزاح عقب المباراة قائلا: «لقد كانت مباراة صعبة للغاية. هل الإنتر الآن هو أقوى فريق في إيطاليا؟ بدأ البعض يفكرون في ذلك ويسعدنا هذا الأمر كثيرا». ولا يمكن أن يتجاهل أحد أن فريق الإنتر لم يعرف طعم التعادل أو الهزيمة منذ عاد مايكون من الإصابة التي تعرض لها، وارتبطت انتصارات الفريق بعودته منذ مباراة فيورنتينا يوم 10 ديسمبر (كانون الأول) الماضي.