الهلال والنصر يسخنان شتاء الرياض بقمة نارية في الطريق إلى نصف نهائي كأس ولي العهد

أمين دابو منح حراسة ووسط الهلال الأفضلية .. ووصف هجوم الأصفر بالأخطر

TT

تتجدد الإثارة والمتعة في كرة القدم السعودية، حيث تترقب اليوم الاثنين الجماهير الرياضية بمختلف ميولها أقوى مواجهات الدور الربع النهائي في مسابقة كأس ولي العهد، حينما يتواجه الهلال والنصر على ملعب الأمير فيصل بن فهد بالعاصمة الرياض، في حين يلتقي في لقاء آخر في جدة، وعلى ملعب الأمير عبد الله الفيصل بجدة، فريقا الاتحاد والفيصلي، علما بأن كل الترشيحات تتجه للأول نظير خبراته وإمكانات لاعبيه، وإن كان هناك تطور ملحوظ للفريق الفيصلي الذي سيحاول تقديم نفسه بشكل جيد في محاولة منه لبلوغ نصف نهائي كأس ولي العهد للمرة الأولى في تاريخه.

الخبير الفني الكروي السعودي، أمين دابو، تحدث بأدق التفاصيل في رؤيته الفنية عن خطوط الفريقين، وأبرز السلبيات والإيجابيات، وعناصر التفوق في كل فريق، والأقرب للتأهل للدور النصف النهائي.

وقال دابو في معرض تحليله لـ«الشرق الأوسط»: «بلا شك ننتظر مباراة مثيرة في أحداثها، ومن وجهة نظري فإن مباريات الهلال والنصر لها طابع خاص من حيث الحضور الجماهيري والتغطية الإعلامية التي ستدفع باللاعبين لتقديم كل ما لديهم من إمكانيات فنية ومعنوية، وسيكون خط وسط الفريقين هو العامل الرئيسي في ترجيح كفة فريق على آخر عموما، ونأمل أن نشاهد مباراة تليق بسمعة الفريقين ويستمتع بها الجمهور الرياضي».

لو تحدثنا عن خطوط الفريقين فسنجد في الحراسة هناك تفوق واضح لحارس مرمى الهلال، حسن العتيبي، على حارس النصر، خالد راضي، بالخبرة واليقظة والهدوء، وشاهدنا له آخر مباراة أمام فريق الأهلي حيث قدم مستوى جيدا، في المقابل حارس المرمى خالد راضي في حالة مشاركته في صفوف النصر فهو من الحراس الجيدين، ولكن يعاب عليه أن أخطاءه كبيرة في بعض المباريات، وبالتالي يحتاج إلى تركيز، خصوصا أن الفريق الهلالي يتميز لاعبوه بالسرعة داخل منطقة الـ18.

أما على صعيد الدفاع، فأشير إلى أن الهلال اعتمد في مبارياته الأخيرة على الرباعي: سلطان البيشي وأسامة هوساوي وماجد المرشدي وعبد الله الزوري، ويتميز الدفاع بخبرة ممتازة، خاصة الثنائي أسامة هوساوي وماجد المرشدي «الأخير قد لا يشارك بسبب الإصابة»، ولكن من خلال متابعتي في الفترات الأخيرة نجد أن هناك ثغرة في العمق الدفاعي، إضافة إلى عدم وجود انسجام وتفاهم بين أسامة والمرشدي، والدليل على ذلك هدف فريق الأهلي الذي جاء نتيجة للأخطاء الدفاعية وسوء التغطية، وكذلك وجود بعض الأخطاء التي تأتي من خط الوسط ويكون لها تأثير على كشف قلبي دفاع الهلال.

واعتبر أمين دابو الظهير الهلالي عبد الله الزوري في الوقت الحالي الأكثر فائدة في المساندة الدفاعية والهجومية، وبالنسبة للاعب الشاب سلطان البيشي فإنه ما زال يحتاج إلى اكتساب الخبرة ويلعب وفق إمكانياته، ومساندته الهجومية ليست بقوة الظهير محمد نامي أو اللاعب الكوري لي بيونغ الذي تم إنهاء عقده، وبالتالي نجد أن الهلال يعتمد على الظهير عبد الله الزوري في مساندته الهجومية في معظم فترات اللعب، ويمكن القول إن دفاع الهلال نوعا ما جيد بعكس دفاع النصر الذي لا يوجد فيه أي تفاهم، من خلال وجود خالد الغامدي وعبده برناوي وعمر هوساوي واللاعب البديل الذي سيحل مكان اللاعب الجزائري، عنتر يحيى، الذي من المرجح أن يكون محمد عيد، حيث لا بد أن يكونوا في أفضل حالاتهم، ونلاحظ كذلك أن النزعة الهجومية لظهيري الجنب في النصر معدومة باستثناء محاولات خالد الغامدي وبعض المحاولات من عبده برناوي، ولكن المشكلة تكمن في عدم خلق مساحات يستفيد منها خط الهجوم، ونجد في قلب الدفاع اللاعب عمر هوساوي الذي يلعب باجتهاد أكثر ولكن لا توجد لديه الخبرة الكافية في مثل هذه المباريات، وكان التفاهم بينه وبين عنتر يحيى قبل إنهاء عقده ضعيفا تماما على الرغم من أن الأخير قدم مستوى أكثر من رائع في مباراة الأهلي، وأعتقد أن خط دفاع الهلال يتفوق بالكامل على دفاع النصر.

أما منطقة الوسط الخاصة بالفريقين فأشير إلى أن مركز الوسط الهلالي يمتلك نخبة من النجوم بوجود محمد الشلهوب وعبد العزيز الدوسري ونواف العابد، الذي يشارك أحيانا بصفة أساسية، وعبد اللطيف الغنام الذي أعتبره من أفضل لاعبي مباراة الهلال والأهلي، ويعتمد الهلال في طريقة لعبه على خط وسطه، خصوصا نواف العابد الذي عليه أن يهتم بلعب كرة القدم بعيدا عن الانفعالات غير المبررة، في الوقت الذي يعتبر فيه الشلهوب علامة فارقة نظير إجادته لصناعة اللعب، ولديه ميزة في تمريراته وتسديداته على المرمى، إضافة إلى عبد العزيز الدوسري الذي أعتبره لاعبا مهما وممتازا، ولكن للأسف لم يأخذ فرصته بالكامل في المباريات الماضية، وأيضا ظهور اللاعب سالم الدوسري الذي قدم مستويات جيدة، وبإمكانه تقديم مستوى أفضل مما يقدمه لو أخذ الفرصة الكافية.

وفي ما يخص وسط النصر فيوجد فيه لاعب الخبرة حسين عبد الغني في حال لعب برناوي في مركز الظهير، وبجانبه إبراهيم غالب والكولومبي بينو والموهبة عبد العزيز فلاته، الذي تنقصه الخبرة، ولو تحدثنا على الورق فسنجد أن وسط الهلال يتفوق على وسط النصر الذي يحتاج إلى إجادة الضغط على حامل الكرة والرقابة الشديدة على لاعبي الوسط الذين ستكون لديهم مفاتيح اللعب والعنصر الرئيسي لتحقيق الفوز.

وبخصوص خط الهجوم للفريقين قال دابو: «أرى من وجهة نظري أن النصر يتفوق على الهلال لعدة أسباب، حيث شاهدنا في مباراة الهلال والأهلي الأخيرة أن الأزرق لعب برأس حربة واحد، وهو عيسى المحياني الذي لم يكن محظوظا في ترجمة الفرص إلى أهداف، وحتى البديل الكوري بيونغ سو عندما شارك في الشوط الثاني، أما هجوم النصر فيتميز بوجود محمد السهلاوي الذي يساعده أحيانا خالد الزيلعي يعتبر جيدا، وأنا هنا أتحدث عن التفوق الهجومي من جانب النصر كأسماء، ونحن هنا لا نتحدث عن المباراة بمعنى أنه يتفوق بعض الشيء على الجانب الهلالي في حال لم تكن هناك مساعدات للمحياني أو أي لاعب يلعب في خط الهجوم الأزرق الذي يحتاج إلى دعم قوي، ومثلما تابعنا في مباراة الهلال الأخيرة أمام الأهلي أثناء بداية الشوط الثاني لاحظنا الدعم والمساعدات تأتي من الجانبين، وفي عمق الملعب حتى استطاعوا امتلاك الملعب والسيطرة على معظم فترات هذا الشوط».

وأضاف: «خسارة الهلال الأخيرة لن تؤثر على أداء اللاعبين نفسيا في مباراة اليوم، وكما ذكرت لك أن الأزرق قدم مستوى أكثر من رائع في الشوط الثاني، وكان الأهلي محظوظا نتيجة للأهداف التي ضاعت على الهلال، وأعتقد أن لاعبيهم يريدون إثبات وجودهم في مباراة النصر ويؤكدون لجماهيرهم أن فريقهم يمتلك المستوى والأداء، وأن المجهود الذي بذلوه في مباراة الأهلي سيتم تعويضه اليوم، ولو تتحدث مع أي لاعب هلالي تجد أنه سعيد بالمستوى الذي قدمه فريقه في مباراة الأهلي، على الرغم من أن الهزيمة أفقدت الفريق 3 نقاط، وبالتالي لن نشاهد أي تهور أو عدم تركيز من لاعبي الهلال.

والعناصر التي ستصنع الفارق في الفريق الهلالي هي عبد العزيز الدوسري ومحمد الشلهوب وأسامة هوساوي وعبد الله الزوري، وبالنسبة للنصر فإن أبرز اللاعبين هم حسين عبد الغني وإبراهيم غالب ومحمد السهلاوي، وأرشح ورقيا فوز الهلال نتيجة للإمكانيات التي يمتلكها الفريق عناصريا داخل الملعب، ولكن كما هو معروف في ديربيات العالم لا يمكن التكهن بنتيجة مثل هذه المباريات، ومن الصعب التوقع أن يكسب المباراة، وما يهمنا هو مشاهدة لقاء تستمتع به الجماهير الرياضية».