دهس بالوتيللي لرأس باركر يثير غضب توتنهام والإعلام البريطاني

المهاجم الإيطالي يواصل هوايته المفضلة في إثارة الجدل

TT

عندما أحرز الإيطالي ماريو بالوتيللي، مهاجم نادي مانشستر سيتي، هدفين في مرمى مانشستر يونايتد، في المباراة التاريخية التي انتهت بفوز فريقه التاريخي بستة أهداف مقابل هدف وحيد، احتفل بالوتيللي بطريقة غريبة، حيث كتب على قميصه الداخلي عبارة تقول «لماذا دائما أنا؟»، في إشارة إلى غضبه من انتقادات الصحافة البريطانية له.

وسبق أن اتهم الإعلام بالوتيللي بالتورط في أعمال تخريبية في منزله، تسببت في اندلاع حريق وإتلافه بالكامل. وجاءت الإجابة عن هذا السؤال في المباراة بين مانشستر سيتي وتوتنهام، التي انتهت بفوز الأول بنتيجة ثلاثة أهداف مقابل هدفين، حيث دهس المهاجم الإيطالي رأس لاعب توتنهام، سكوت باركر، وهو ساقط على الأرض، وهو ما دفع المدير الفني لتوتنهام هاري ريدناب للمطالبة بطرده من الملعب.

واشتهر المهاجم الإيطالي بإثارته الدائمة للجدل، حيث تشير تقارير صحافية إلى أن منزله قد احترق بالكامل، بعدما ألقى بعض الألعاب النارية من النافذة، وأنه كان يعطي مبالغ مالية للغرباء في مركز مدينة مانشستر.

لكن في مباراة فريقه أمام توتنهام بدا وكأن بالوتيللي تعثر هو وباركر وسقطا على الأرض، قبل أن يقف الإيطالي وقدمه تدهس وجه باركر، وهو ساقط على الأرض، وهو ما يعكس شخصية المهاجم بالوتيللي المليئة بالعبوس والمراوغة والعبث والخداع والحقد والخبث.

وذكرت صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية، أمس، أن المهاجم الإيطالي بالطبع سيقوم بتقديم الحجج، وسيدافع عما فعله في مباراة الأحد الماضي، ولكن يتعين على الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم اتخاذ موقف صارم تجاه هذا اللاعب، ولا سيما أن الأمر يتعلق بسوء سلوك، ومحاولة دهس رأس لاعب منافس بطريقة غير رياضية.

وتساءل هاري ريدناب مدرب توتنهام عن السبب الذي دفع بالوتيللي لدهس رأس سكوت وهو ملقى على الأرض، وقال: «مثل هذه الأفعال لا تمت بصلة لكرة القدم». وبعينين صارمتين وردود مقتضبة وشعور بالاشمئزاز، أضاف ريدناب: «هذه ليست المرة الأولى التي يقوم فيها بمثل هذه التصرفات، وأنا متأكد من أنها لن تكون الأخيرة».

وكان ريدناب يشعر بغضب شديد أيضا بسبب النتيجة التي آلت إليها المباراة، حيث انتهت بهزيمة فريقه بثلاثة أهداف مقابل هدفين، في مباراة مجنونة تقدم فيها مانشستر سيتي بهدفين خلال ثلاث دقائق فقط في الشوط الثاني، لكن توتنهام قلص الفارق بهدف جيرمين ديفو مستفيدا من خطأ المدافع ستيفان سافيتش، قبل أن يسجل غاريث بال هدف التعادل بتسديدة قوية بعد ذلك بأربع دقائق فقط. وكانت هذه هي المثابرة والعزيمة التي يريد أن يراها جمهور توتنهام من لاعبي الفريق في وقت الشدائد، ولكن الفريق قد خسر المباراة في نهاية المطاف بركلة جزاء لصالح بالوتيللي الذي كان يفترض طرده.

وقد دخل المهاجم الإيطالي بالوتيللي إلى أرض الملعب بديلا لإيدن دزيكو في الدقيقة الخامسة والستين من عمر اللقاء، وبعد الحادثة المشتركة مع باركر، بدا بالوتيللي وكأنه ملاك لم يفعل أي مخالفة. وفي مثل هذه الحالات، دائما ما يتظاهر اللاعبون بحرصهم على سلامة الخصم، وبأنهم لم يرتكبوا أي مخالفة. وهذه المرة، كان بالوتيللي محظوظا لأنه لم يكن هناك اعتراض من لاعبي توتنهام، وهو ما جعل ديفيد بلات، مساعد المدير الفني الإيطالي لمانشستر سيتي روبرتو مانشيني، يقول إن بالوتيللي لم يفعل شيئا، وخير مثال على ذلك هو عدم اعتراض لاعبي توتنهام على ما حدث.

ولم يحرك حكم المباراة، هاورد ويب، ساكنا، ولم يبدو عليه في أي لحظة من اللحظات أنه سيتخذ موقفا ويشهر البطاقة الحمراء - أو حتى البطاقة الصفراء الثانية - في وجه المهاجم الإيطالي المثير للجدل. ولم يعترض باركر على تدخل بالوتيللي العنيف معه، واكتفى بالإمساك برأسه، ولذا لم يعترض لاعبو الفريق الذين لم يكونوا يعلموا أن بالوتيللي سيقلب الطاولة على الجميع في نهاية المباراة، ويحرز هدف الفوز الذي سيكون له تأثير كبير على سباق المنافسة على الدوري الإنجليزي الممتاز.

وأحرز بالوتيللي الهدف القاتل لفريقه في الوقت المحتسب بدل الضائع من ركلة جزاء، بعد تعرضه للإعاقة من ليدلي كينج.

وعادة ما يعبر أي لاعب عن فرحة كبيرة عندما يحرز هدف الفوز لفريقه في الوقت المحتسب بدل من الضائع، ولكن المهاجم الإيطالي المثير للجدل اكتفى بالوقوف وبسط ذراعيه جانبا، وكأنه أراد أن يقول: «أنا لم أقم بأي شيء خطأ، والآن أثبت أنني أتمتع بهدوء شديد».

هو لم يفعل شيئا في هذه اللعبة بالطبع، ولكن وجوده في الملعب كان قمة الظلم لفريق توتنهام. إن ركلة الجزاء التي حصل عليها (وإن كانت صحيحة) كانت عبارة عن مكافأة للاعب عنيف لا يتمتع بالأخلاق الرياضية.

وبغض النظر عن القرار الذي سيتخذه الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم في هذا الشأن، يمكن لبالوتيللي أن يتنبأ لنفسه بمكان دائم في معرض فريق مانشستر سيتي للاعبين المشاغبين، ويحظى بنفس العداء الذي يحظى به ستيفن هانت، عندما يواجه عشاق نادي تشيلسي الذين لا يزالون يتذكرون أنه هو من قام بالدخول بركبته في وجه الحارس العملاق بيتر تشيك، وأجبره على ارتداء واقي الرأس خوفا من انتهاء حياته أو مسيرته الكروية حتى الآن.

وستكون مهمة ريدناب تذكير لاعبيه بقدرتهم على العودة إلى المباراة وإصرارهم وعزيمتهم، بالإضافة إلى محاولة إخراجهم من الحالة النفسية السيئة، بعد الهزيمة في هذه المباراة المهمة. وفي الوقت نفسه، يواصل الدوري الإنجليزي الممتاز متعته وإثارته التي تتخطى كل الحدود، فاليوم نتحدث عما قام به بالوتيللي، وغدا قد نتحدث عن هدف رائع لبال أو التحدي الذي يتعين على مانشستر سيتي اجتيازه حتى يتمكن من الحصول على اللقب.

وهناك إحساس واضح بأن المهاجم الإيطالي بالوتيللي يحاول أن يبرز موهبته من خلال الأفعال الأنانية التي يقوم بها، ويثبت بها يوما بعد يوم أنه لاعب من الصعب تطوير أدائه حتى يصب في مصلحة الفريق ككل، ويكون لديه قدر من المسؤولية تجاه الفريق الذي يلعب له. وقد أثبت بالوتيللي، من خلال ما قام به مع باركر، أنه يعيش في عالم منفصل، وأنه لا يستحق الدعم الذي يقدمه له المدير الفني الإيطالي، روبرتو مانشيني.