تمرد تيفيز في سيتي يفقده أكثر من 9 ملايين جنيه إسترليني

مسلسل العقوبات المستمر جعل اللاعب يفكر في مقاضاة النادي

TT

خسر مهاجم مانشستر سيتي كارلوس تيفيز 9.3 مليون جنيه إسترليني بسبب مشكلاته مع النادي الإنجليزي منذ رفضه عملية الإحماء أمام بايرن ميونخ الألماني في دوري أبطال أوروبا خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، مرورا بسفره إلى الأرجنتين منذ شهرين دون الحصول على إذن من إدارة النادي، ووصولا إلى إيقاف راتبه الأسبوعي.

يذكر أن المهاجم الأرجنتيني، والغائب عن صفوف مانشستر سيتي منذ شهر سبتمبر الماضي، قد تعرض لغرامة مالية قدرها 1.2 مليون جنيه إسترليني - مرتب ستة أسابيع - في الثاني والعشرين من شهر ديسمبر (كانون الأول) بسبب سفره إلى العاصمة الأرجنتينية بيونس آيرس في السابع من نوفمبر (تشرين الثاني). ولم يحصل اللاعب الدولي في صفوف التانغو الأرجنتيني على راتبه الأسبوعي والمقدر بنحو 198، 000 جنيه إسترليني منذ نهاية شهر نوفمبر، بعدما رفض اللاعب صاحب الـ 27 ربيعا المشاركة مع فريقه كبديل أمام العملاق البافاري في دوري الأبطال الأوروبي.

وقد أعلن مانشستر سيتي عن اتخاذ إجراءات تأديبية بحق المهاجم الأرجنتيني نتيجة سوء سلوكه في شهر نوفمبر - وهي العقوبة التي يمكن لتيفيز تقديم استئناف ضدها من خلال الدوري الإنجليزي - وهو ما يؤكد على انهيار العلاقة بين النادي وتيفيز الذي كان النجم الأبرز للفريق حتى وقت قريب.

وقد أصدر متصدر الدوري الإنجليزي بيانا قال فيه: «يؤكد النادي أن الجلسة التأديبية التي عقدت في الحادي والعشرين من شهر ديسمبر قد أثبتت أن كارلوس تيفيز مدان بسوء السلوك وانتهاك شروط العقد المبرم مع النادي، ولذا تم فرض غرامة مالية على اللاعب توازي مرتب ستة أسابيع. ويحق لتيفيز تقديم استئناف ضد العقوبة، التي تم رفضها من قبل لجنة الاستئناف المؤلفة من مديري الأندية. وينتهي آخر موعد لتقديم الاستئناف في الثلاثين من شهر يناير (كانون الثاني) الحالي».

وعلى الرغم من الجهود الحثيثة لانتقال اللاعب لنادٍ آخر قبل انتهاء فترة الانتقالات الحالية يوم الثلاثاء القادم، حذر رئيس مانشستر سيتي الشيخ خلدون المبارك اللاعب ومستشاريه من أن النادي لن يوافق على بيع اللاعب بأقل من 28 مليون جنيه إسترليني. ويصر نادي مانشستر سيتي على اتخاذ موقف قوي من اللاعب وعدم التفريط فيه في فترة الانتقالات الشتوية الحالية إذا لم يتلق عرضا مناسبا.

ويملك النجم الأرجنتيني الملقب بالأباتشي الكثير من العروض، بما في ذلك إيه سي ميلان وإنتر ميلان الإيطاليين، علاوة على باريس سان جيرمان الفرنسي، ولكن خلدون آل مبارك حذر إيه سي ميلان تحديدا من أنه يتعين عليه إعادة النظر في استراتيجيته للحصول على خدمات تيفيز إذا كان يرغب حقا في إتمام الصفقة. وقال المبارك: «لا يزال كارلوس لاعبا في صفوف مانشستر سيتي لمدة عامين ونصف العام بموجب عقد بين الطرفين. وما لم نحصل على عرض مناسب، فسيتم تطبيق شروط التعاقد. دخل ناديا إنتر ميلان وباريس سان جيرمان في مفاوضات معنا في هذا الشأن وأظهرا حسن النية، ودائما ما يكون شيئا إيجابيا أن تتعامل مع أناس يتبعون نهجا احترافيا».

ووجه المبارك إنذارا شديد اللهجة للروسونيري قائلا: «في حال بقيت الأمور كما هي الآن، لن يكون ميلان خيارا للحصول على خدمات تيفيز. غالياني (نائب رئيس نادي ميلان) ومستشاروه لديهم ثقة في غير محلها بسبب مفاوضتهم السابقة مع اللاعب ومستشاريه. إن كانوا يريدون المنافسة على التعاقد مع اللاعب في فترة الانتقالات الحالية، يتعين عليهم القيام بعمل أفضل والتوقف عن تهنئة بعضهم بعضا ودراسة كيفية الوفاء بشروطنا».

وقد أعرب مانشستر سيتي عن غضبه من النادي الإيطالي بعد نشر صور لتيفيز في البرازيل بصحبة وكيل أعماله وغالياني، قبل أن يتم التوصل إلى اتفاق لانتقال اللاعب إلى الدوري الإيطالي.

وكانت العلاقة بين مانشستر سيتي وميلان قد تحسنت بعدما شهدت بعض التوترات في عام 2009، عندما أعلن المدير التنفيذي لمانشستر سيتي غاري كوك أن النادي الإيطالي قد «أعاق» صفقة انتقال النجم البرازيلي كاكا إلى صفوف مانشستر سيتي في صفقة خيالية بلغت قيمتها 90 مليون جنيه إسترليني. ولكن الأزمة الحالية بسبب تيفيز قد أدت إلى توتر العلاقة بين الناديين من جديد.

وعلى الرغم من صعوبة بقاء تيفيز في مانشستر سيتي حتى انتهاء عقده مع النادي بعد عامين ونصف العام، فإن مالك النادي الإنجليزي الشيخ منصور بن زايد آل نهيان قد أكد أن النادي لن يستغني عن مهاجم مانشستر يونايتد السابق بأقل من 28 مليون جنيه إسترليني، ولا سيما أن مانشستر سيتي كان قد اتفق مع نادي كورينتيانس البرازيلي في شهر يوليو (تموز) السابق على انتقال تيفيز إليه مقابل 44 مليون يورو، قبل أن تتوقف الصفقة بسبب فشل النادي البرازيلي في توفير الضمانات البنكية لقيمة الصفقة.

وكان تيفيز قد أصدر بيانين قال خلالهما إنه مصمم على الرحيل من النادي منذ شهر ديسمبر 2010، وهو ما جعل مانشستر سيتي يخبر اللاعب، قبل أسبوع واحد من مباراة الفريق أمام بايرن ميونخ، أنه سيواجه غرامة بقيمة 6 ملايين جنيه إسترليني بسبب تصريحاته وأفعاله. ونتيجة لذلك يعتقد النادي أن رفض تيفيز المشاركة في مباراة بايرن ميونخ كبديل كان شيئا متعمدا كرد على الغرامة المفروضة عليه. ومع ذلك ينفى ممثلو اللاعب هذه التهمة، ويواصلون محاولتهم الجادة لانتقال اللاعب إلى نادٍ آخر قبل انتهاء فترة الانتقالات الحالية يوم الثلاثاء.

وكانت المفاوضات مع ميلان، وهو الخيار المفضل لتيفيز، قد تعثرت خلال وقت سابق من الشهر الحالي بسبب رفض النادي الإيطالي الخضوع لشروط مانشستر سيتي، التي تتعلق بانتقال اللاعب بصورة نهائية. وكان ميلان يعول كثيرا على بيع مهاجمه البرازيلي ألكسندر باتو إلى باريس سان جيرمان الفرنسي مقابل 22 مليون جنيه إسترليني، ولكن رفض اللاعب البرازيلي للصفقة جعل ميلان عاجزا عن تدبير قيمة صفقة انتقال تيفيز بشكل دائم، وهو ما دفع ناديي إنتر ميلان وباريس سان جيرمان للدخول في السباق المحموم على المهاجم الأرجنتيني.

ولم يتمكن إنتر ميلان أو باريس سان جيرمان من إقناع اللاعب بالرحيل إلى أي منهما، مع العلم بأن تيفيز قد أخبر النادي الفرنسي بأنه غير مهتم بالانتقال إلى الدوري الفرنسي من الأساس. ومن المتوقع أن يبذل ميلان جهودا حثيثة خلال الأيام السبعة القادمة لكي يحيي آماله في التعاقد مع تيفيز، على الرغم من أن بعض المصادر الإيطالية قد أكدت أن نادي ميلان لا يملك الأموال الكافية للحصول على خدمات المهاجم الأرجنتيني مقابل المبلغ الذي حدده مانشستر سيتي، الذي يبلغ 28 مليون جنيه إسترليني.