مورينهو مستاء ويفكر في الرحيل عن ريال مدريد

رغم صموده أمام برشلونة فإن الصحف الإسبانية شبهته بالقبطان الإيطالي الذي هرب وترك سفينته تغرق

TT

رغم الصمود وتحويل التأخر بهدفين إلى تعادل 2 - 2 في مباراة الإياب من الدور ربع النهائي بكأس إسبانيا على ملعب نوكامب، فإن المدير الفني البرتغالي جوزيه مورينهو لم يجد حتى الآن الطريقة التي يستطيع من خلالها قيادة ريال مدريد لإنهاء هيمنة برشلونة على كرة القدم الإسبانية والأوروبية رغم أن فريقه يتفوق بخمس نقاط في صدارة دوري الدرجة الأولى الإسباني مع انتصاف الموسم الحالي.

ووجه برشلونة ضربة أخرى لريال مدريد بإقصائه من ربع نهائي كأس إسبانيا وتجريده اللقب بفضل تفوقه 4 - 3 في مجموع المباراتين ذهابا وإيابا بعد فوزه 2 - 1 في مباراة الذهاب بمدريد.

وكان الريال يتمتع بالأفضلية في الشوط الأول في لقاء الإياب لكن ليونيل ميسي مرر كرة سهلة إلى البديل بيدرو الذي افتتح التسجيل في الدقيقة 43 أمام مائة ألف متفرج في استاد نوكامب. وأضاف دانييل الفيس الهدف الثاني في الوقت المحتسب بدل الضائع للشوط الأول. وبدا أن برشلونة أحكم قبضته على المباراة لكن ريال انتفض في الشوط الثاني بفضل تغييرات مورينهو وزجه بالنجم الفرنسي كريم بنزيمه الذي تقمص دور البطل مع كريستيانو رونالدو فسجل الأخير هدف تقليص الفارق قبل أن يسجل بنزيمه الهدف الثاني وكعادلة النتيجة بعدها بأربع دقائق.

وقال مورينهو: «قام اللاعبون بعمل جيد». وأضاف مورينهو أن ريال لعب بطريقة جيدة في الشوط الأول ولم يكن يستحق أن يخرج منه متأخرا بهدفين وأنه أبلغ لاعبيه بأنهم بحاجة لفعل نفس الشيء في الشوط الثاني. وقال «قبل المباراة حضرنا إلى هنا ولدينا الأمل والدافع من أجل الفوز. لو أردتم فسأحيي برشلونة على الفوز الأسبوع الماضي لأنهم كانوا يستحقون الفوز».

وكانت هزيمة الذهاب الأسبوع الماضي قد خلفت انتقادات عنيفة ضد مورينهو وأسلوبه وتشكيله الدفاعي الزائد كما جددت موجة الشائعات والجدل بشأن رغبة المدير الفني البرتغالي أو اعتزامه الرحيل من تدريب الريال في نهاية الموسم. ولم يلطف من هذا الوضع الفوز الكبير 4-1 الذي حققه ريال مدريد على أتلتيك بلباو ضمن فعاليات الدوري الإسباني حيث حافظ بهذا الفوز على فارق النقاط الخمس التي يتفوق بها على برشلونة في صدارة جدول المسابقة، لكن التعادل أول من أمس على استاد نو كامب والخروج من الكأس الإسبانية زاد الأمور تعقيدا.

وكشفت الصحف الإسبانية في وقت سابق أن مورينهو ضاق ذرعا بالخسائر المتكررة أمام برشلونة وبالعلاقات السيئة داخل غرف الملابس وبالتالي سيرحل في نهاية الموسم الحالي. وأوردت صحيفة «آس» الرياضية الإسبانية أن مورينهو «أفصح إلى المقربين إليه بأنه يود الرحيل في 30 يونيو المقبل». وتابعت متهكمة «الشخص الذي لا يمكن الاستغناء عنه أصبح الشخص الغامض».

وأشارت الصحيفة إلى أن مورينهو اجتمع إثر فوز فريقه على اتلتيك بلباو برئيس النادي فلورنتينو بيريز والمدير الرياضي خوسيه أنخل سانشيز وأضافت «أوعز مورينهو إلى المقربين منه بأنه سيترك منصبه في نهاية الموسم الحالي مهما حصل».

وأوضحت أن مورينهو ضاق ذرعا بصفارات الاستهجان التي يطلقها أنصار ريال مدريد باتجاهه ومن الصراعات داخل غرف الملابس وكيفية تعامل الصحافة الإسبانية معه وادعاءات بوجود انقسام وخلافات حادة بين اللاعبين الإسبان والبرتغاليين في صفوف الفريق.

في المقابل اعتبرت صحيفة «موندو ديبورتيفو» أن «الخبر الذي صدر عن مقربين من مورينهو عن إمكانية رحيله في نهاية الموسم لن يكون آخر تهديداته»، مشيرة إلى أن مورينهو استعمل هذا الأسلوب الموسم الماضي لكي يقنع رئيس النادي بالتعاقد مع مهاجم إضافي. ونقلت صحيفة «ماركا» الإسبانية الرياضية عن سيرخيو راموس مدافع الريال قوله إن الفريق لا يشهد أي انقسامات أو خلافات مشيرا إلى أن الفريق يضم مجموعة متميزة من اللاعبين ويتمتع بتماسك رائع واتحاد بين أعضاء الفريق. ورغم ذلك، أظهر استطلاع للرأي أجرته «آس» على موقعها بالإنترنت أن 61 في المائة من قراء الصحيفة يرون أن مورينهو سيترك الفريق في يونيو.

ووصف ألفريدو ريلانو محرر «آس» المدرب البرتغالي بأنه مثل القبطان فرانشيسكو شيتينو ربان السفينة الإيطالية كوستا كونكورديا المتهم حاليا من قبل السلطات الإيطالي بالقتل الخطأ لترك السفينة دون إيجاد سبل إنقاذ مناسبة للمسافرين على متنها بعد غرق السفينة قبل أيام. ونقلت «آس» أيضا عن لويس سواريز، صانع ألعاب المنتخب الإسباني السابق والذي عمل مع مورينهو عندما كان المدرب البرتغالي مديرا فنيا لإنترميلان الإيطالي من 2008 إلى 2010، قوله «أعتقد أن مورينهو يستعد للرحيل».

وعلى مدار تسع مباريات «كلاسيكو» خاضها مورينهو أمام برشلونة منذ توليه تدريب الريال، حقق المدرب البرتغالي الشهير فوزا وحيدا وكان ذلك في نهائي كأس ملك إسبانيا الموسم الماضي.