الميلان يحول تأخره أمام لاتسيو إلى فوز ويصعد لمواجهة اليوفي

سيدورف والشعراوي يثبتان جدارتيهما في ربع نهائي كأس إيطاليا

TT

تأهل الميلان إلى نصف نهائي كأس إيطاليا لكرة القدم، بعد فوزه، مساء أول من أمس (الخميس) على فريق لاتسيو، بنتيجة 3/ 1 في المباراة التي أقيمت بينهما على ملعب سان سيرو، في ختام دور ربع النهائي. وكان لاتسيو البادئ بالتسجيل عن طريق لاعبه سيسيه في الدقيقة الخامسة من الشوط الأول، لكن البرازيلي روبينهو أدرك التعادل للميلان في الدقيقة 15 ثم سجل الهولندي سيدورف هدفا ثانيا للميلان في الدقيقة 18، وعزز إبراهيموفيتش تفوق الميلان بهدف ثالث في الدقيقة 84. وبهذه النتيجة تأهل الميلان لمواجهة اليوفي في الدور قبل النهائي في مباراة ينتظرها عشاق الكرة الإيطالية بشغف كبير، لا سيما أن الفريقين يتنافسان بقوة كبيرة على لقب الدوري الإيطالي هذا الموسم.

وكان أبرز ما في المباراة هو تألق اللاعب الهولندي سيدورف الذي غاب عن المشاركة المؤثرة لفترة طويلة. لكنه ظهر بمستوى طيب للغاية، بالإضافة إلى تألق اللاعب الشاب الشعراوي الذي أثبت أنه مشروع نجم جديد يمتلك مستقبلا واعدا في عالم كرة القدم. وأظهرت هذه المباراة أن الميلان يمتلك جيلين مختلفين من اللاعبين القادرين على العطاء وتحقيق الإنجازات. ويتمثل الجيل الأول في إبراهيموفيتش وسيدورف بينما يعتبر الشعراوي رمزا لجيل الشباب في الوقت الحالي، فرغم فارق السن الكبير بين سيدورف والشعراوي (16 عاما) كان لهما الفضل الأول في قيادة الميلان نحو الفوز والتأهل للدور قبل النهائي. وأكد سيدورف أن المدرب أليغري أخطأ بشدة عندما لم يمنحه دورا أكثر أهمية وقوة مع الفريق خلال الفترة الماضية. فقد أدى الهولندي بشكل مميز وسجل الهدف الثاني لفريقه. وأسهم كل من ميركيل والشعراوي أيضا في سيطرة الميلان على مجريات الأداء وهو ما دفع أليغري لأن يصرح قائلا عقب المباراة: «إنهما لاعبان واعدان للغاية». وعلق ستيفان الشعراوي على نتيجة المباراة قائلا: «إننا سعداء للغاية بالتأهل. وقد تقدم المنافس بهدف، لكننا كنا بارعين في تعديل النتيجة سريعا، وفي الشوط الثاني تحكمنا في المباراة».

ومع أدائه الرائع في المباراة، انتظرت جماهير الميلان القليلة التي تابعت المباراة في الاستاد (نحو سبعة آلاف متفرج فقط) أن يسجل النجم الشاب هدفا، مثلما فعل أمام نوفارا، لكن الحظ لم يحالفه في ذلك. لكن اللاعب بدا غير متأثر من ذلك وظهرت عليه الثقة والسعادة بعد أن صنع الكرة التي جاء منها هدف سيدورف، وبعد إشادة مدربه أليغري بأدائه واستمتاع الجماهير بما فعله طوال اللقاء. وعلق اللاعب على ذلك بقوله: «لقد حاولت وأنا راض عما قدمته في المباراة. إن الأهداف سوف تأتي وأنا سعيد لحصولي على فرصة المشاركة وسعيد بالثقة التي يمنحني إياها المدرب أليغري». ويحلم الشعراوي بعد هذا التألق بأن يحجز لنفسه مكانا في قائمة الميلان في دوري أبطال أوروبا. ولعل ثقة أليغري في اللاعب الشاب ستستمر ليدفع به في مباراة اليوفي القوية المرتقبة في الدور قبل النهائي. وهي المباراة التي تحدث عنها الشعراوي، قائلا: «ستكون مباراة قوية للغاية، لكننا سنحاول أن نفرض أداءنا من أجل التأهل لنهائي الكأس».

وعقب المباراة أبدى أليغري مدرب الميلان سعادته بالتأهل. وحاول من خلال تصريحاته أن يخرِج مباراة اليوفي المقبلة من إطار كونها مباراة ثأرية: «بغض النظر عن هوية المنافس الذي سنواجهه الآن، فإن هدفنا كان هو التأهل وقد نجحنا في تحقيقه. وتنتظرنا على أي حال مباريات مهمة قبل مباراة اليوفي». ولا شك أن الميلان يحتاج إلى إعداد نفسي جيد لمواجهة اليوفي، سواء في الدوري أو في الكأس. ونجح أليغري بهذا الفوز في التأهل للمرة الثانية على التوالي للدور قبل النهائي لكأس إيطاليا. وأضاف أليغري بشأن المباراة: «لقد سنحت لنا الكثير من الفرص في الشوط الأول على الرغم من أننا لم ننجح في البداية في اللعب بخطوط متقاربة. وبعد ذلك أعدنا تنظيم الفريق ولم نتعرض لأي تهديد في الشوط الثاني». وقد زف أليغري بشرى طيبة لجماهير الميلان عندما أوضح أنه قد يدفع قريبا بثلاثة مهاجمين: «نعم، سيمكننا مشاهدة المهاجمين الثلاثة معا من أول دقيقة. لكن هذا الأمر يحتاج إلى مشاركة كبيرة من خط الدفاع». وكان أليغري يشير بذلك إلى اللعب بطريقة 4/ 3/ 1/ 2 التي تتحول بعد ذلك إلى طريقة 4/ 3/ 3 غير معتادة بمشاركة إبراهيموفيتش والشعراوي وروبينهو معا.

وعلى الجانب الآخر، فشل فريق لاتسيو في الحفاظ على الهدف المبكر الذي أحرزه مهاجمه الفرنسي جبريل سيسيه، وترك زمام المباراة في يد الميلان لا سيما في الشوط الثاني. والغريب في الأمر أن هدف سيسيه الأخير، الذي لم يسجل أي أهداف مع لاتسيو منذ ما يزيد على أربعة أشهر، كان على نفس الملعب وفي مرمى الميلان أيضا. ولم ينتقد رييا مدرب لاتسيو لاعبي فريقه عقب المباراة، على الرغم من الهزيمة بل اكتفى بأن صرح قائلا: «لعبنا بشكل جيد وللأسف لم نستغل الفرص الكثيرة التي أتيحت لنا لتحقيق التعادل 2/ 2. ويبدو لي أن هدف إبراهيموفيتش الثالث جاء من تسلل». وأضاف رييا بشأن سيسيه وعودته للتهديف: «يمكن لهذا الهدف أن يساعده كثيرا، فقد كان يحتاج له بشدة. وقد أدى سيسيه بشكل جيد في هذه المباراة على الرغم من شعوره ببعض الإرهاق في النهاية».