تونس تضع قدما في دور الثمانية.. والمغرب تودع نهائيات كأس الأمم الأفريقية

الطرابلسي يؤكد أنه حقق الأهم رغم الفوز الصعب.. وغيريتس يعرب عن خيبة أمله

TT

أعرب مدرب المنتخب المغربي لكرة القدم البلجيكي، إريك غيريتس، عن خيبة أمله الكبيرة عقب خروج فريقه من الدور الأول للنسخة الثامنة والعشرين من نهائيات كأس الأمم الأفريقية. وقال غيريتس عقب المباراة التي خسرها فريقه أمام الغابون المضيفة 2-3: «للأسف المنتخب (الضعيف) (الغابون) خلق المفاجأة وبلغ الدور ربع النهائي، والمنتخب (المرشح للقب) (المغرب) خرج من الدور الأول».

وأضاف: «عشت لحظات كثيرة في حياتي لكن ما عشته اليوم مختلف تماما، قدمنا شوطا أول رائعا، لكن الشوط الثاني كان كارثيا ولا يشرف كرة القدم المغربية».

وتابع: «ضغطت الغابون بقوة وامتلكت وسط الملعب. حاولت تصحيح الوضع بتعزيز خط الوسط والاعتماد على خطة 4-3-3 وتمرير الكرات بسرعة والاحتفاظ بها جيدا واستغلال الكرات المرتدة، ولكننا لم نلعب أبدا كرة قدم، كنا نخوض معركة ليس لها أي علاقة بالخطة التكتيكية، لم نكن قادرين على لعب الكرة. بصراحة، الشوط الثاني كان مفاجأة بالنسبة لي».

وأردف قائلا: «حتى بعد التعادل 2 - 2، سنحت لنا هجمة مرتدة وفرصة تسجيل الهدف الثالث، كنا 3 لاعبين ضد لاعب واحد لكننا لم نفلح في مسعانا، وقادت الغابون هجمة مرتدة وحصلت على ركلة حرة مباشرة وبقليل من التوفيق سجلت منها هدف الفوز». وأوضح: «يجب عدم الاختفاء، يتعين علينا مواجهة الحقيقة، إنها كرة القدم، نفوز جميعا ونخسر جميعا. أنا أتحمل المسؤولية. يجب أن نهضم هذه الخسارة ونتعلم الكثير من الأمور التي ستفيدنا في المستقبل». وأعرب غيريتس عن أمله في أن يواصل مشواره مع المنتخب المغربي، وقال: «بدأت عملا رائعا مع الفريق وأرغب في إنهائه. صحيح أننا منينا بفشل ذريع في نصف المشوار لكنني أرغب في مواصلة عملي. إذا طلب (الاتحاد المغربي) مني البقاء فسأبقى، وإذا كانوا غير راضين عن عملي فسيقولون لي ذلك. عموما منذ 15 شهرا وأنا على رأس المنتخب ولم يقل لي أي أحد بأنني كنت مدربا سيئا. لكن في كرة القدم، أنت اليوم ملك، وغدا لا شيء». وختم: «لا يسعني في الأخير إلا أن أهنئ الغابون على فوزها، سيكون هناك احتفال كبير هذا المساء في الغابون، كنت أمني النفس بأن يكون هناك حفل أكبر في المغرب».

أما القائد حسين خرجة، فقال: «خيبة أمل وحزن كبيران خصوصا أننا قدمنا شوطا أول رائعا وسجلنا هدفا، كانت المباراة في أيدينا لكننا تلقينا الهدف الأول ثم الضربة القاضية بالهدف الثاني، نجحنا في إدراك التعادل لكننا تلقينا الهدف الثالث الذي أسقطنا من القمة وأخرجنا من البطولة».

أما مدرب الغابون الألماني، غيرنوت روهر، فقال: «كانت لدي ثقة كبيرة في لاعبي فريقي، عشنا أوقاتا عصيبة في الشوط الأول وعانينا وكان المغرب قويا تكتيكيا وفنيا، لكننا كنا الأفضل في الشوط الثاني ونجحنا في إدراك التعادل والتقدم».

وتابع: «كنت أعرف أن لدينا فريقا قويا معنويا من خلال المباريات الإعدادية التي خضناها، ولم يخب ظني. النتيجة التي حققناها تعود إلى جهود اللاعبين لأنه لم يكن من السهل العودة في النتيجة».

وأضاف: «نرغب في إنهاء الدور الأول في الصدارة لأننا نريد البقاء في الغابون واللعب في هذا الملعب الرائع (ليبرفيل). سنخوض مباراتنا الثالثة أمام تونس بجدية حتى نبقى في الصدارة. التعادل يكفينا ولكن لن نلعب من أجله».

وأشاد روهر بالجماهير الحاشدة التي ساندت الفريق خلال الفوز العصيب على المغرب. وقال روهر: «أعتقد أن نقطة التحول في المباراة جاءت عندما سجلنا هدف التعادل، يمكنك الشعور بطاقة دبت في الجماهير وشعر بها اللاعبون أيضا». وأضاف: «بعد ذلك دفعنا المشجعون إلى الأمام، لقد كانوا فعلا اللاعب الـ12 بالنسبة لنا».

أما عن أحداث المباراة فقد نجح المنتخب الغابوني في تحويل تأخره بهدف نظيف في الشوط الثاني إلى فوز رائع ومستحق في الشوط الثاني ليلحق مع نظيره التونسي بمنتخبي غينيا الاستوائية وكوت ديفوار في دور الثمانية. وتقدم المنتخب المغربي بهدف مبكر سجله حسين خرجة في الدقيقة 25 ثم رد المنتخب الغابوني بهدفين متتاليين سجلهما بيير أوباميانغ والبديل دانيال كوزين في الدقيقتين 77 و79.

وبينما استعد الفريق صاحب الأرض للاحتفال بالفوز، احتسب الحكم ضربة جزاء للمنتخب المغربي إثر لمسة يد وتقدم خرجة لتسديدها معلنا عن هدف التعادل في الدقيقة 90، ولكن المنتخب الغابوني لم ييأس وواصل هجومه المكثف ليسجل برونو مبانانجوي زيتا هدف الفوز من ضربة حرة في الدقيقة السابعة من الوقت بدل الضائع.

* تونس - النيجر

* أفلت المنتخب التونسي لكرة القدم من كمين ومفاجآت منتخب النيجر وحقق عليه فوزا ثمينا 2-1 في الجولة الثانية من مباريات المجموعة الثالثة بالدور الأول لبطولة كأس الأمم الأفريقية الثامنة والعشرين المقامة حاليا بغينيا الاستوائية والغابون.

وأفلتت نسور قرطاج بثلاث نقاط ثمينة عبر هدف في الوقت القاتل، بينما أضاعت نقطة تاريخية من منتخب النيجر الذي استعاد ذاكرة التصفيات المؤهلة للبطولة الحالية، وكاد يفجر مفاجأة حقيقية وظل متعادلا 1-1 حتى الدقيقة الأخيرة من المباراة التي شهدت الكثير من الفرص الضائعة، والتي كان أخطرها لمنتخب النيجر الذي يشارك في البطولة للمرة الأولى في تاريخه. ورفع المنتخب التونسي رصيده إلى ست نقاط لينفرد بصدارة المجموعة ويضع قدما في دور الثمانية انتظارا للمباراة الثانية بالمجموعة بين المنتخبين الغابوني (ثلاث نقاط) والمغربي (بلا نقاط).

وأكد مدرب تونس، سامي الطرابلسي، أن منتخب بلاده حقق الأهم على الرغم من أنه لم يكن في يومه أمام النيجر. وقال الطرابلسي عقب المباراة: «حققنا الأهم على الرغم من أننا لم نكن في يومنا. لكن منتخبا مثل تونس حتى لو لم يكن في يومه فإنه يعرف كيف يقود المباراة إلى بر الأمان»، مضيفا: «لعبنا أمام منافس منظم جيدا وأبان عن إمكانياته الحقيقية التي كنا نعرفها جيدا، وخصوصا أنه لم يكن أمامه خيار سوى الفوز لإنعاش آماله وهو ما صعب مهمتنا». وتابع: «بعد تسجيلنا للهدف الأول مررنا بفترة فراغ كبيرة، كنا بعيدين عن مستوانا. حاولنا تدارك الموقف في الشوط الثاني دون أن ننجح في تحسين مستوانا كثيرا، لكن لحسن حظنا أننا سجلنا هدفا غاليا في الدقيقة الأخيرة سيعزز من حظوظنا في بلوغ ربع النهائي وهو الأهم في هذه البطولة» وأردف قائلا: «المباراة لم تكن في مستوى تطلعاتنا. صحيح أننا فزنا ولكن هناك الكثير من النقائص يجب علينا تصحيحها. اللاعبون آمنوا بالفوز حتى الدقيقة الأخيرة». من جهته، أكد القائد كريم حقي أن منتخب بلاده «لم يسرق الفوز من النيجر، لأنه كما سنحت للنيجر فرص حقيقية للتسجيل، سنحت لتونس أيضا والفارق أننا ترجمنا فرصتين وانتصرنا».

أما مدرب النيجر الفرنسي رولان كوربيس فقال: «ليس هناك أي جديد في هذا المساء، للمرة الأولى في مسيرتي هنأت الجميع: تونس على فوزها ولاعبي النيجر على المباراة الرائعة التي قدموها». وأضاف: «بطولة أمم أفريقيا صعبة جدا، لأنه من الصعب أن تلعب في هذه الظروف مباراة كل 3 أيام. وخسارتنا اليوم بدأت منذ الخسارة أمام الغابون حيث خسرنا لاعبين مهمين بسبب الإصابة، وآخر للطرد، ما دفع اللاعبين إلى بذل جهود مضاعفة في الدقائق الـ25 الأخيرة من المباراة الأولى وقد بدا تأثيرها واضحا على اللاعبين اليوم».

وتابع: «كان بإمكاننا تحقيق نتيجة أفضل اليوم، لكن تونس عرفت كيف تفوز علينا».

وختم: «أعتقد أن منتخب النيجر قدم مباراة رائعة وسجل هدفا خارج قواعده للمرة الأولى، وكان خطيرا خارج عاصمته نيامي وبلاده النيجر خلافا للتصفيات. لا يسعني أن أقول سوى أنني مرتاح للعرض، ويجب أن نواصل في هذا الاتجاه».

أما القائد موسى مازو، فقال: «إنها خسارة مؤلمة، وللأسف انهزمنا على الرغم من أننا سيطرنا»، مضيفا: «لن ننام هذه الليلة لأننا سنتحسر كثيرا على خسارة هذه المباراة».