القائد ديل بييرو: هذا القميص يجعلني استثنائيا

احتفل بهدفه الأول في الملعب الجديد.. وبلاتيني قال إنه راية اليوفي

TT

إن بعض الأهداف تتمتع بسحر خاص يحررها من الارتباط بزمان معين ويجعلها تشع نورها الخاص وتجذبك دائما لمشاهدتها مرارا وتكرارا حتى وإن مر عليها الكثير من الأعوام، وتعجبك هذه الأهداف بغض النظر عن أهمية المباراة التي تألقت فيها وبغض النظر عن اسم الخصم. وفي معرض أليساندرو ديل بييرو، يوجد الكثير من الأهداف المتألقة مثل اللوحات الفنية البديعة. ومن المستحيل أن ننجح في انتقاء أجملها، ويصبح من الأفضل أن نقوم برحلة بين كل تلك اللآلئ الجميلة ابتداء من السحر الذي صنعه أمام فريق فيورنتينا (يوم 4- 12- 1994) إلى الهدف البرّاق الذي سجله في مرمى روما (24- 1- 2012) في إطار دور ربع نهائي كأس إيطاليا، حيث مر 6260 يوما بين الهدفين الرائعين. وإذا قمتم اليوم على العكس باستخدام موقع «يوتيوب» الإلكتروني لمشاهدة الهدف الذي سجله ديل بييرو بسرعة خاطفة في مرمى فيورنتينا فستنسون تماما عامل الوقت الذي مضى وأهمية هذا الهدف (حينها فاز اليوفي بصحوة لاعبيه وانطلق نحو الدرع مسرعا) وستركزون فقط على الإمتاع الفني المميز للحركة التكتيكية. وبعد الـ6260 يوما، وفي 18 مارس (آذار) 2008 يمكننا إعادة رؤية هذا الهدف الخطير الذي سجله في المباراة الماضية في بطولة كأس إيطاليا ولن يخطر ببالنا أنه أحد آخر أفضل الأهداف التي سجلها ديل بييرو بقميص السيدة العجوز ولكننا سنقدّر جيدا الختام الحاسم لمسيرته الكروية وروعة أدائه الفني.

بطل: لقد سجل ديل بييرو في مرمى كافة الفرق وفي كل الملاعب، وحقق الفوز في كل بطولة واستمتع بتصفيق الجماهير الحاد وهم واقفون على أقدامهم في استادي بيرنابيو وأولد ترافورد، ولا يمكن إيجاد أكثر من ذلك يستحق المشاهدة في الملعب لأنه بالفعل أسطورة في عالم كرة القدم، وسيكون دائما اللاعب الذي يرمز إلى فريق اليوفي المتصدر الآن لدوري الدرجة الأولى الإيطالي. وعلى الرغم من ذلك فإن ديل بييرو يكافح ويقاتل ليقنع المدرب كونتي أن يمنحه ربع ساعة إضافية في الملعب. ولا يخشى إظهار مشاعره وخوفه الإنساني الطبيعي من أن يكون استاد اليوفي المذهل الجديد أعدت فيه تعويذه سيئة تمنعه من التسجيل. وقد كان أليساندرو إنسانا طبيعيا دائما لذلك كان قريبا من الجمهور الذي أيده ودعمه بالفرح معه في الأيام السعيدة والمعاناة من أجله في الأيام التعيسة، حيث لم تكن على سبيل المصادفة أن تأتي التغريدات على موقع «تويتر» لتأييده أو الرسائل الهاتفية القصيرة من جانب زملائه في كرة القدم، ولم يكن اعتباطيا أيضا أن يذكره توتي ومالديني بكلمات عذبة في الأيام الماضية. وكان ذلك الهدف الأخير الذي سجله في مرمى روما طريقة لكي يشكرهم على دعمهم له وكانت ديناميكية أدائه علامة تعجب. كلماته: أفصح أليساندرو ديل بييرو عن مشاعره على الموقع الإلكتروني الخاص بالفريق، قائلا: «لو كنتم سألتموني أن أتخيل هدفي الأول في استادنا الجديد لكنت تخيلته بالضبط هكذا في مباراة مهمة في تاريخ اليوفي أمام خصم قوي يستحق التقدير أكثر من الهزيمة، ومعانقة قائد فريق كبير قبل انطلاق صافرة بدء المباراة والاستاد الممتلئ بالمشجعين والتسجيل في وضع دائري وتسديد الكرة في نقطة التقاء القائم بالعارضة في ظل صوت تشجيع الجماهير ووجود عائلتي وأصدقائي في المدرجات والركض نحو المشجعين في نهاية المباراة بإهداء مميز في يوم بالنسبة لكافة عناصر السيدة العجوز ولمن أحب الرئيس الراحل جاني أنيللي لا يمكن أن يكون كباقي الأيام. ولا يمكنني تصديق ذلك مثل كل ما يحدث لي عند ارتدائي هذا القميص عندها أنجح في أن أفاجئ نفسي وأصبح استثنائيا. وقد كانت مباراة رائعة حيث تجاوزنا تلك الجولة وتأهلنا لنصف نهائي كأس إيطاليا، ونركض الآن للفوز بكأس إيطاليا العاشرة وبلقب دوري الدرجة الأولى الإيطالي. وبعد تسجيل هدفي الأول في هذا الموسم يمكنني القول إنها بداية جيدة..».. وحينما يكون اللاعب في عامه الـ37 بعد تسجيل 315 هدفا في مسيرته الكروية ويتحدث عن أنها «بداية جيدة»، فهو فائز بالفعل.

وعلى صعيد آخر، لم يشاهد الفرنسي ميشال بلاتيني، رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، مباراة اليوفي الماضية أمام فريق روما ضمن بطولة كأس إيطاليا في التلفاز ولا يشاهدها منذ زمن، ولكنه لا يعتبر على هذا النحو على غير علم بنتائج فريقه القديم، حيث صرح الرئيس في ميكروفونات شبكة «سكاي» قبل أن يترك مقر الرئاسة ويذهب في إجازة لعدة أيام، قائلا: «لقد سمعت في السنوات السبع الأخيرة أن من فاز باللقب في الشتاء كان بطلا أيضا في الصيف، إذن تهانينا وبالتوفيق دائما»، دون أن يغفل ذكر ديل بييرو، حيث أكد أنه: «راية اليوفي».