اجتماع لجنة الحكام يحسم الجدل: مطرف حرم الهلال من جزائية صريحة أمام التعاون

عمر المهنا: أخطاء بعض الحكام كارثية.. لكن المتعصبين وحدهم هم من يهاجمونهم

TT

أكد رئيس لجنة الحكام بالاتحاد السعودي لكرة القدم، عمر المهنا، أن الاجتماع الشهري للحكام لم يأتِ عبثا، بل من أجل تصحيح كل الأخطاء التي يقع فيها حكم الساحة أو الحكام المساعدون، مشيرا إلى أنه والعاملين معه يملكون الجرأة للإعلان عن فشل ذلك الاجتماع في حال لم يحقق الأهداف المرجوة منه، وذلك دفعه إلى مطالبة الحكام بالتصويت إما باستمراره أو إلغائه، وقال خلال الاجتماع الذي جرى يوم أمس في صالة الاجتماعات بمجمع الأمير فيصل بن فهد الأولمبي: هناك أخطاء تكررت على الرغم من أننا نبهنا الحكام حولها في هذا الاجتماع، وللأسف لاحظت عدم وجود اهتمام مع بعضهم، فعلى سبيل المثال هناك من يتغاضى عن أدوات اللاعبين وألوانها سواء في دوري «زين» السعودي أو الدرجة الأولى وكذلك الفئات السنية، ولا أود تحديد مواجهات بعينها، وما أرجوه هو أن تصل المعلومة للجميع من أجل عدم التهاون في تلك الأمور التي تخالف القانون، وعلى سبيل المثال في مباراة النصر والاتحاد في مسابقة كأس الأمير فيصل بن فهد جميع الحكام، بمن فيهم المقيم، لم ينتبهوا لمعدات اللاعبين على الرغم من المخالفات التي وقعوا بها، فبعض اللاعبين يرتدون جوارب بيضاء، ويقومون بتغطيتها بربطة خضراء وهذا يجعلني استغرب كيف تمر مثل هذه الحالات على حكام دوليين ولهم خبرتهم في الملاعب، كما أن هناك أخطاء لها دور كبير في التأثير على نتيجة المباراة، ونرى أنه تصرف غير مقبول، حيث إنه على الحكم أن يستفيد من الأخطاء التي ارتكبها في الماضي.

وحول الاستعانة بالحكام الأجانب، قال المهنا: القرار أتى من أعلى سلطة رياضية، وعلينا أن نحترمه، ولكن ما يحز في النفس أن بعض مسؤولي الأندية لا تعني لهم أخطاء الحكم الأجنبي شيئا، وتمر مرور الكرام، وعندما يخطئ الحكم السعودي تجد الاتهامات تنطلق من جميع الاتجاهات وتدخل فيها مسألة التعصب والميول ويصبح شغلهم الشاغل هذا الحكم، ويجب علينا أن نفهم ونعي أن الأخطاء التحكيمية جزء من كرة القدم، وبالتالي نتمنى من مسؤولي الأندية أن يكون انتقادهم من أجل مصلحة الرياضة السعودية، ولا أحد ينكر أن لجنة الحكام تجد دعما غير محدود من قبل الأمير نواف بن فيصل.

وتوقف المهنا فجأة عن الحديث بعد وصول حكام متأخرين عن موعد الاجتماع بأكثر من نصف ساعة، حيث استغرب تصرفهم الذي وصفه بـ«غير المقبول»، خاصة أن بعضهم من الحكام الدوليين الذين يشاركون في قيادة مباريات في دوري «زين» السعودي، وحذر جميع الحكام من عدم تكرار هذا التأخر، موضحا أن اللجنة لا ترى أي مشكلة في حال تقدم أي حكم بالاعتذار عن قيادة إحدى المباريات، متى ما أحس بأنه غير قادر على قيادتها، أو لديه ظروف أو موقف تجاه ناد معين، أو مع جمهور النادي الفلاني، ونحن كلجنة لا نجبر أي حكم، ولكن نعرف كيفية اختيار الحكم المناسب في المباراة المناسبة، وعليكم كحكام أن تهتموا بأنفسكم وتحرصوا على التهيئة النفسية واللياقية قبل أي مباراة، وهناك حكام لم يستمروا في سلك التحكيم، وكذلك ربما اللجنة لن تستمر، فالأهم كما ذكرت كيف أستطيع تطوير مستواي وأحافظ على أدائي ولياقتي ومتابعة القانون أولا بأول.

وطالب المهنا الحكام بالسرية فيما يتعلق بأمور التكاليف الخاصة بالمباريات: «حيث إنه للأسف شاهدنا أخبارا تنشر قبل أن تعرض في الموقع الرسمي التابع للجنة، وهذا يؤكد عدم المصداقية ويفترض على جميع الحكام أن يحافظوا على سمعتهم وتطوير أدائهم».

وتحدث المهنا عن الحالات التحكيمية وكانت البداية مع دور الـ16 ودور الـ8 من مسابقة كأس ولي العهد، ابتداء من مواجهة الطائي والفيصلي التي قادها الحكم الدولي مرعي العواجي، حيث عاتب المهنا الحكم على «نسيان البطاقات الملونة عندما أراد إخراج البطاقة الصفراء لأحد اللاعبين، ولم يجدها، مما اضطره للذهاب إلى زميله والاستعانة ببطاقاته، وأعتقد أن هذا الأمر غير مقبول ويجب التأكد من جميع الأدوات الخاصة بالحكم قبل الدخول إلى أرضية الملعب، أما مباراة الشعلة والهلال فعند الدقيقة الـ72 من عمر المباراة احتسب الحكم مخالفة ضد الشعلة ولا يوجد أي خطأ، وتم تسجيل هدف منها»، مشيرا إلى أنهم ينظرون إلى أداء الحكم وليس الشارة التي يحملها، وربما يكون حكم الدرجة الثانية أفضل من الحكم الدولي، وبالتالي لا بد أن يكون لكل حكم طموح يسعى إلى تحقيقه.

وطالب المهنا جميع الحكام بالتركيز بنسبة 100 في المائة عندما يقرر ركلة جزاء أو طرد لاعب، وفي مباراة الفتح والنصر في كأس ولي العهد التي قادها الحكم عبد الرحمن الأحمري، لم يتعامل مع تهور خالد الغامدي في دخوله بإحدى الألعاب، وكان يفترض أن يمنحه بطاقة صفراء، وتطرق إلى مواجهة الاتحاد والرائد التي احتسب فيها الحكم محمد الهويش ركلتي جزاء للاتحاد، وكان الحكم موفقا في احتسابهما، وفي مباراة الشباب والقادسية التي قادها الحكم عبد العزيز الفنيطل تغاضى الحكم عن طرد لاعب الشباب، حسن معاذ، بعد دخوله المتهور على لاعب القادسية، وكان على مساعد الحكم أن ينبه حكم الساحة في هذه الحالة ويتحمل الاثنان هذا الخطأ، وعند الدقيقة 90 كان على الحكم أن يحتسب خطأ ضد الشباب، إلا أنه طالب باستمرار اللعب، الذي نتج عنه احتساب ضربة جزاء على القادسية بعد لمس الكرة ليد اللاعب.

وفي مباراة التعاون ونجران، كان هناك تألق لحكم المساعد درجة ثانية، خلف زيد، عندما تجرأ على إخبار حكم الساحة عبد الرحمن الأحمري بوجود ضربة جزاء عند الدقيقة 26، وكذلك هدف ملغى للتعاون بحجة التسلل، وكان القرار صحيحا وهذه الشجاعة تحسب للحكم المساعد، وعند الدقيقة 25 تغاضى حكم الساحة عن ضربة جزاء صحيحة للتعاون عندما قام الحارس هاني العويض بالدخول غير الشرعي على أحد مهاجمي التعاون، أما لقاء الاتفاق ونجران فكان الحكم الدولي مرعي العواجي شجاعا عندما غير قراره بمنح اللاعب سلطان البرقان بطاقة صفراء بدلا من اللاعب البرازيلي سبستيان، الذي كاد يتوقف عن مباراة فريقه أمام الأهلي لو احتسبت البطاقة عليه، وفي مباراة الاتحاد والفيصلي كانت قرارات الحكم محمد الهويش صحيحة باحتساب ركلة جزاء عند الدقيقة 59، ولكن كان لا بد من إعادة تنفيذها بعد أن تحرك الحارس.

وفي مباراة الفيصلي والأهلي، الحكم الرابع فهد العمري احتسب وقت ضائع 3 دقائق، ولكن حكم الساحة فهد العريني لم يكملها، وقد اعترف الحكم بذلك، وفي لقاء نجران والقادسية كان قرار الحكم صحيحا في طرد اللاعب حاج بوقاش عند الدقيقة 35 وفي الدقيقة 62 كان هناك ركلة جزاء لمصلحة القادسية لم تحتسب، وفي مواجهة الهلال وهجر تغاضى الحكم شكري الخنفوش عن طرد اللاعب الكوري يونج إثر اشتراكه العنيف مع الحارس، وفي مباراة الرائد والنصر هناك تسلل غير صحيح على فريق الرائد، أما لقاء نجران والفتح فعند الدقيقة 47 لم يحتسب الحكم سعد الكثيري ضربة جزاء لفريق نجران، في حين شهدت مواجهة التعاون والاتحاد إغفال الحكم فهد العريني احتساب بطاقتين صفراوين لصالح الصقري وحمد المنتشري، أما لقاء الفتح والاتحاد، فإن قرار الحكم عباس إبراهيم في احتساب هدف للاتحاد صحيح بعد أن تخطت الكرة بكامل محيطها خط المرمى، لكن تغاضى الحكم عن طرد اللاعب أسامه المولد بدخوله العنيف على أحد اللاعبين، وفي مباراة النصر والأهلي تحدث المهنا كثيرا عن هذه المواجهة التي كثر عنها الحديث، وأن هناك أخطاء متعددة، ولكن جميع القرارات التي اتخذت فيها صحيحة، فالأهداف التي احتسبها الحكم فهد المرداسي سواء للنصر والأهلي في محلها بما فيها ضربة الجزاء التي احتسبت للسهلاوي، وفي مواجهة الهلال والتعاون المثيرة للجدل، قال المهنا إن اللقاء لم يكن فيه سوى ركلة الجزاء التي لم يحتسبها مطرف القحطاني، والتي تعتبر واضحة، وكان يفترض على الحكم الرابع والحكم المساعد التدخل في مثل هذه الحالات واتخاذ القرار، وهناك تعليمات من اللجنة أن الحكم المساعد والحكم الرابع عليهما أن يتدخلا في مثل هذه الحالات، فلو كان الحكم جبانا يفترض على الحكم المساعد التدخل واحتساب الحالة وربما يكون الحكم شارد الذهن، وعند الدقيقة 81 طرد القحطاني لاعب الهلال سلمان الفرج، وهو قرار صائب، بعد اعتراضه وحصوله على بطاقة صفراء ثانية، كما أن هناك خطأ آخر عندما احتسب الحكم 3 دقائق ورفع الحكم الرابع 4 دقائق، كما أنه كان من المفترض أن يشهر البطاقة الحمراء على الحارس الهلالي حسن العتيبي عندما رمى الكرة على الحكم، ولكن لو كانت الكرة متجهة إلى أحد اللاعبين فإن البطاقة الصفراء تكون صحيحة.

أما مباراة النصر والفيصلي، التي قادها سامي النمري قال المهنا: إننا جميعا متفقون على أن كلمة غير متعمد لا توجد في قاموس الحكام، ولكن حركة ريان بلال عندما سجل الهدف بيده تعتبر غير مقبولة، ومن المفترض أن لا تمر على حكم ساحة وحكم مساعد، ولا بد من التركيز على مثل هذه الحالات، وفي مواجهة الشباب والقادسية التي قادها سعد الكثيري هناك ضربة جزاء لم تحتسب للقادسية عند الدقيقة 15، وكان على الحكم طرد اللاعب الشبابي حسن معاذ عند الدقيقة 25.

وأشار المهنا إلى أن الحكام قادوا أكثر من 110 مباريات جاءت 104 من هذه المباريات بمستوى جيد، باستثناء 6 مباريات كانت فيها أخطاء لها دور كبير ومؤثر، وعلى الحكم أن يجلس مع نفسه ويركز على أخطائه، ولا يستعجل في القرارات.

من جانبه، رفض الحكم مطرف القحطاني التعليق حول ضربة الجزاء الهلالية التي لم يحتسبها أمام التعاون، وقال: «أكتفي برأي اللجنة ورئيس اللجنة عمر المهنا، وهو الرأي الصحيح، ولكن لا يوجد لدي ما أقوله حول ذلك الأمر، والحكم مهما كانت قراراته صحيحة لا بد أن يقع في الخطأ الذي يعتبر جزءا من كرة القدم، وأنا ولله الحمد لدي الثقة الكبيرة في تجاوز ما حدث، ومستعد لقيادة أي مباراة تكلفني بها اللجنة والحكم دائما يستفيد من أخطائه».