تونس تواجه الغابون اليوم لحسم صدارة المجموعة الثالثة

المغرب لحفظ ماء الوجه أمام النيجر في لقاء تحصيل حاصل بعد خروجهما من بطولة أمم أفريقيا

TT

يلتقي المنتخبان التونسي والغابوني، اليوم، في فرانسفيل في قمة ملتهبة على صدارة المجموعة الثالثة من نهائيات كأس الأمم الأفريقية الثامنة والعشرين المقامة حاليا في الغابون وغينيا الاستوائية حتى 12 فبراير (شباط) المقبل، بينما يبحث المغرب عن حفظ ماء الوجه بمواجهة النيجر في ليبرفيل في مباراة هامشية.

وضمن المنتخبان التونسي والغابوني تأهلهما إلى الدور ربع النهائي؛ الأول للمرة العاشرة في تاريخه والثاني للمرة الثانية، بفوزهما على المغرب والنيجر وبالتالي يحتلان الصدارة برصيد 6 نقاط مع أفضلية فارق الأهداف لأصحاب الأرض، وقمتهما اليوم ستكون على المركز الأول للبقاء في الغابون حتى الدور نصف النهائي على أقل تقدير.

وإذا كان المنتخب الغابوني تألق نسبيا في مباراتيه أمام النيجر (2-0) والمغرب (3-2)، فإن المنتخب التونسي الساعي إلى اللقب الثاني في تاريخه بعد الأول قبل 8 أعوام على أرضه، عانى الأمرين وحقق فوزين صعبين وبنتيجة واحدة (2-1)، ولم يظهر نجومه حتى الآن بالمستوى المعهود.

واعترف مدرب تونس، سامي الطرابلسي، أن منتخب بلاده لم يكن في يومه خصوصا أمام النيجر، وقال: «لم نكن في يومنا، لكن منتخبا مثل تونس حتى لو لم يكن في يومه فإنه يعرف كيف يقود المباراة إلى بر الأمان»، مضيفا: «إن المباراة لم تكن في مستوى تطلعاتنا. صحيح أننا فزنا ولكن هناك العديد من النقائص ويجب علينا تصحيحها إذا أردنا الذهاب بعيدا في البطولة».

لكن الطرابلسي شدد على أن «منتخب بلاده يسير في الطريق الصحيح بعدما حقق العلامة الكاملة في المباراتين الأوليين. إنها بطولة، وإذا أردت تحقيق نتيجة إيجابية فلا يهم الأداء الفني أو الطريقة التي تحقق بها الفوز بل الأهم هو كسب النقاط الـ3 وتخطي الدور الأول».

واستدل الطرابلسي بالمنتخبين السنغالي والمغربي اللذين كانا بين أبرز المرشحين إلى جانب غانا وساحل العاج للفوز باللقب، وقال: «انظروا الأداء الرائع الذي قدمه المنتخب السنغالي في مباراتيه أمام زامبيا وغينيا الاستوائية، لكنه خسر وودع مبكرا والأمر ذاته بالنسبة إلى الجار المغرب. المعادلة هي أنه إذا كنت تسعى إلى اللقب فالنتائج هي الأهم وليس الأداء».

وتابع: «لكن هذا لا يعني أننا لا نلعب بشكل جيد، بالعكس نحن نحاول أن نقدم أفضل العروض لكننا نضطر إلى تغيير خططنا بحسب ظروف المباراة. أمام المغرب والنيجر كانا سباقين إلى التهديف وأرغمنا على التراجع للدفاع عن تقدمنا، ولكن ليس تراجعا كليا وإلا لما كنا سجلنا الهدف الثاني».

وأوضح الطرابلسي أن المباراة أمام الغابون «مهمة جدا بالنسبة إلى المنتخبين، فكلانا يرغب في مواصلة انتصاراته والبقاء في ليبرفيل ورفع المعنويات قبل المباريات الإقصائية في الأدوار المقبلة مهمتنا ستكون صعبة لأننا نواجه منتخب البلد المضيف، كما أنها المباراة الأولى لنا على ملعب فرانسفيل».

واختتم: «عموما، نحن مستعدون لمواجهة الغابون مهما كانت الظروف، نحن هنا من أجل إحراز اللقب ولن نخاف من أي منتخب نواجهه. نحترم الجميع، ولكن لا نهاب أي شيء».

من جهته، قال مدرب الغابون الألماني غيرنوت روهر إن فريقه يهدف إلى إنهاء الدور الأول في صدارة المجموعة، وأضاف: «اللاعبون في حالة جيدة بعد الفوز المثير على المغرب. بدنيا هم في القمة وقد أظهروا ذلك أمام المغاربة. بذلوا جهودا كبيرة للبحث عن التعادل ثم الفوز».

وقال: «نرغب في إنهاء الدور الأول في الصدارة لأننا نريد البقاء في الغابون واللعب في هذا الملعب الرائع (ليبرفيل). سنخوض مباراتنا الثالثة أمام تونس بجدية حتى نبقى في الصدارة. التعادل يكفينا ولكن لن نلعب من أجله».

وفي تحصيل حاصل، يسعى المنتخب المغربي إلى إنقاذ ماء وجه عندما يلاقي النيجر الضيفة الجديدة على العرس القاري. وخيب المغرب بطل 1976 الآمال التي كانت معقودة عليه وخرج من الباب الضيق بخسارتين مؤلمتين أسالتا وستسيلان الكثير من المداد ناحية الترسانة الهامة من اللاعبين المحترفين المتألقين في القارة العجوز ومدربهم البلجيكي إريك غيريتس الذي علت الأصوات مطالبة بإقالته.

وهي المرة الأولى في المشاركات الـ14 لأسود الأطلس في العرس القاري، التي يفشلون فيها في تخطي الدور الأول في 3 نسخ متتالية، علما بأنهم غابوا عن النسخة الأخيرة في أنغولا، وبالتالي فإن الإخفاق هذه المرة يعتبر ذريعا، وقد يدفع ثمنه غيريتس. وقال غيريتس: «للأسف المنتخب (الضعيف) (الغابون) خلق المفاجأة وبلغ الدور ربع النهائي، والمنتخب (المرشح للقب) (المغرب) خرج من الدور الأول»، مضيفا: «لا يجب الاختفاء، يتعين علينا مواجهة الحقيقة، إنها كرة القدم، نفوز جميعا ونخسر جميعا. أنا أتحمل المسؤولية. يجب أن نهضم هذه الخسارة ونتعلم العديد من الأمور التي ستفيدنا في المستقبل».

وأعرب غيريتس عن أمله في أن يواصل مشواره مع المنتخب المغربي، وقال: «بدأت عملا رائعا مع الفريق وأرغب في إنهائه. صحيح أننا منينا بفشل ذريع في نصف المشوار لكنني أرغب في مواصلة عملي. إذا طلب (الاتحاد المغربي) مني البقاء فسأبقى، وإذا كانوا غير راضين عن عملي سيقولون لي ذلك. عموما منذ 15 شهرا وأنا على رأس المنتخب ولم يقل لي أي أحد إنني كنت مدربا سيئا. لكن في كرة القدم، أنت اليوم بطل، وغدا لا شيء».

يذكر أنها المرة الثامنة التي يخفق فيها المغرب في تخطي الدور الأول.