4 عوامل رئيسية تحدد هوية الفائز بلقب الدوري الإنجليزي

بعد تساوي سيتي ويونايتد في عدد النقاط وتربعهما على القمة

TT

يبدو أن صراع القمة في الدوري الإنجليزي لكرة القدم أصبح محصورا بين قطبي مدينة مانشستر، يونايتد وسيتي بعد أن تساويا في عدد النقاط، وبات السؤال الملح هو.. هل يستطيع روبرتو مانشيني مدرب سيتي التفوق على السير أليكس فيرغسون في سباق المنافسة على لقب الدوري؟

ولان الإجابة عن هذا السؤال تعد صعبة للغاية فإن ثمة أربعة عوامل رئيسية سيكون لها دور كبير في تحديد هوية الفريق الفائز بدرع الدوري الإنجليزي الممتاز خلال الموسم الحالي، في ضوء المنافسة حامية الوطيس بين مانشستر يونايتد ومانشستر سيتي. وعادة ما يعاني مانشستر سيتي نتيجة إيقاف لاعبيه أو اشتراكهم في بطولة كأس الأمم الأفريقية أكثر مما يعاني من لعنة الإصابات، حيث يعاني الفريق من غياب لاعبين بارزين لعل أبرزهم المدافع البلجيكي الدولي فيسنت كومباني بداعي الإيقاف والفيل الإيفواري يايا توريه نتيجة التحاقه بمنتخب بلاده للمشاركة في كأس الأمم الأفريقية، علاوة على المهاجم الإيطالي المثير للجدل ماريو بالوتيلي، وإن كان الأخير يمكن تعويض غيابه بسهولة بعكس كل من كومباني وتوريه. ولكن ماذا لو تعرض النجم الإسباني ديفيد سيلفا للإصابة وغاب عن صفوف الفريق لشهر أو أكثر؟ وقد ظهر مانشستر سيتي بصورة باهتة في غياب سيلفا الذي يتميز بتمريراته القاتلة وقوته الكبيرة التي لا يمكن تعويضها بسهولة، ولا سيما في المباريات الصعبة.

وعلى الجانب الآخر، ينطبق نفس الأمر على مانشستر يونايتد، وإن كان هناك اختلاف بسيط، حيث دائما ما يعاني الفريق في غياب الفتى الذهبي واين روني نتيجة إرادته القوية وتصميمه على الفوز، ناهيك عن قدرته الخارقة في الثلث الأخير من الملعب واقتناص أنصاف الفرص. وقد عانى مانشستر يونايتد كثيرا من الإصابات التي لاحقت نجومه، ولا سيما في الخط الخلفي الذي دائما ما يشهد تغييرات كثيرة. ولذلك، سوف يلعب الحظ دورا كبيرا في المنافسة على اللقب، حيث ستزداد فرصة الفريق الأكثر استقرارا. أما الأربعة عوامل الرئيسية التي ستساعد في تحديد هوية البطل فهي كما يلي:

1 ـ قوة الفريق تعد قوة الفريق، بطبيعة الحال، أحد العوامل المؤثرة للغاية في المنافسة على أي بطولة، حيث يتعين على البطل أن يكون مجهزا بالأسلحة الدفاعية والهجومية التي تمكنه من تخطي العقبات الصعبة. وعلاوة على الإصابات والإيقافات، يتعين على الفريق خلال آخر 16 مباراة من عمر الدوري أن يقوم بعمل بعض التغييرات في التشكيلة الأساسية، سواء كان ذلك بسبب انخفاض مستوى بعض اللاعبين أو إراحة لاعبين آخرين، ولا سيما عندما تنطلق منافسات دوري أوروبا الشهر المقبل.

وعلى الرغم من غياب نيمانيا فيديتش لفترة طويلة، فإن دفاع مانشستر يونايتد لم يتأثر كثيرا. وما لم يعان باتريس إيفرا من الإصابة، فسيعتمد عليه فيرغسون في مركز الظهير الأيسر حتى شهر مايو (أيار) المقبل. ويعد خط وسط مانشستر يونايتد أكثر خطوط الفريق ضعفا، حيث يعتمد الفريق على لاعبين كبار في السن وهما ريان غيغر وبول سكولز. وفي المقابل، يعاني مانشستر سيتي في قلب الدفاع بشكل كبير، وهو ما دفع المدير الفني الإيطالي روبرتو مانشيني للاستعانة باللاعب الشاب ستيفان سافيتش في هذا المركز، ولا سيما في ضوء تعذر الاستفادة من خدمات كل من يايا توريه وكولو توريه اللذين يشاركان مع منتخب بلادهما في كأس أمم أفريقيا. وباستثناء خط الدفاع، يملك مانشيني الكثير من الأدوات التي يمكنه توظيفها في الملعب لمنح الفريق القوة اللازمة.

2 ـ المحافظة على الثبات الانفعالي ينطبق هذا الأمر على اللاعبين والمديرين الفنيين على حد سواء، وأعتقد أن مانشستر يونايتد يتفوق في هذا الجانب، حيث تعرض المدير الفني الاسكوتلندي المخضرم فيرغسون للكثير من المواقف المشابهة في الماضي ويعرف ماذا يفعل وماذا يقول وفي أي وقت، ويعرف أيضا اللاعبين الذين يمكن الاعتماد عليهم خلال الفترات العصيبة. وعلاوة على ذلك، يملك مانشستر يونايتد الكثير من اللاعبين ذوي الخبرات الكبيرة والحاصلين على الكثير من البطولات.

وفي المقابل، يضم مانشستر سيتي الكثير من اللاعبين الذين لم يخوضوا هذه التجربة من قبل، في الدوري الإنجليزي على الأقل، وهو ما قد يدفعهم للخروج عن تركيزهم عندما تشتد المنافسة وتدخل مراحلها الحرجة. وهذه هي النقطة التي يتعين على مانشيني العمل عليها، ولا سيما أنه يملك الخبرة الكافية، حيث حصل من قبل على ثلاثة ألقاب للدوري الإيطالي ويعرف ما الذي يتعين عليه القيام به في تلك المواقف. ويجب على مانشيني أن يتحلى بالهدوء، لأن توتر المدير الفني ينعكس على لاعبيه بكل تأكيد.

3 ـ المباريات المتبقية نعرف جميعا أن مباريات كرة القدم لا تلعب على الورق، ولو كان الأمر كذلك لحصل مانشستر سيتي على الدوري الإنجليزي من الآن، لأن الفريق لم يعد له مباريات صعبة خارج ملعبه سوي مباراة آرسنال، حيث سيستضيف الفريق على ملعب الاتحاد كل من تشيلسي ومانشستر يونايتد، ولو حافظ مانشستر سيتي على سجله الرائع على ملعبه، فلن يكون صعبا عليه تحقيق اللقب في نهاية المطاف.

وينظر عشاق مانشستر سيتي إلى الثامن والعشرين من شهر أبريل (نيسان) على أنه يوم الحسم لأن الفوز على غريمهم التقليدي مانشستر يونايتد سوف يقربهم كثيرا من الحصول على اللقب. ويشعر عشاق مانشستر سيتي بتفاؤل كبير لأن مانشستر يونايتد سوف يخرج لملاقاة تشيلسي يوم الأحد، قبل أن يلعب خارج أرضه مجددا أمام توتنهام خلال الشهر المقبل، في الوقت الذي سيكون فيه مانشستر سيتي في نزهة كروية أمام فولهام وبولتون. ومع ذلك، لا يمكن التنبؤ بما سيحدث، لأن كل شيء وارد في عالم الساحرة المستديرة التي دائما ما تخالف كل التوقعات.

4 ـ التحكيم دائما ما تكون قرارات الحكام مؤثرة للغاية، ولا سيما في المباريات الحاسمة في نهاية المسابقة، فقد يتغير مسار البطولة نتيجة قرار تحكيمي أو لحظة من لحظات السحر والإبداع لأحد اللاعبين، كما حدث مع مانشستر سيتي خلال مباراته مع توتنهام والتي حقق فيها الفريق فوزا بشق الأنفس في الوقت القاتل في مباراة في قمة الإثارة والمتعة شهدت تقدم مانشستر سيتي بهدفين قبل أن يتمكن توتنهام من إدراك التعادل، ولكن مانشستر سيتي أحرز هدف الفوز في الوقت بدل الضائع من ركلة جزاء.