لاتسيو الرائع يوقف قطار الميلان بثنائية هيرنانيز وروكي

أليغري يعترف بأن فريقه يحتاج إلى شراسة أكبر أمام المنافسين الكبار

TT

أهدر فريق ميلان فرصة الصعود مؤقتا إلى صدارة الدوري الإيطالي لكرة القدم وسقط على ملعب لاتسيو صفر-2 في المرحلة الحادية والعشرين من المسابقة.

وسجل أندرسون هيرنانيز وتوماسو روكي هدفي فريق لاتسيو في الدقيقتين 77 و85.

وتجمد رصيد ميلان عند 43 نقطة في المركز الثاني بفارق نقطة واحدة خلف يوفنتوس المتصدر، والذي ألغيت مباراته على ملعب بارما مساء الثلاثاء بسبب تساقط الثلوج.

في المقابل رفع فريق لاتسيو رصيده إلى 39 نقطة في المركز الرابع بفارق نقطتين خلف أودينيزي صاحب المركز الثالث.

هيرنانيز الحقيقي كان يغيب عن فريق لاتسيو، وقد اختار اللقاء والخصم المناسبين من أجل استعادة المشهد أمام الميلان، والذي لم يتمكن لاتسيو من هزيمته في الدوري منذ 14 عاما. وكان هيرنانيز مرشحا للانضمام لفريق الميلان ورواده ثم تركه، عاد هيرنانيز اللاعب الممتع والحاسم الذي رأيناه في موسمه الأول في إيطاليا. وقد ضل اللاعب البرازيلي الطريق بعض الوقت، وكان أيضا أسيرا لتكتيك يجبره على التحرك بعيدا عن المرمى، كلاعب أوسط أكثر منه كصانع ألعاب. هناك، في الزحام الذي ينشأ في وسط الملعب، يعاني هيرنانيز في إيجاد الوقت والمساحات المناسبة. وأول من أمس، أيضا بسبب من رحلوا في سوق الانتقالات (سيسيه) ومن أصيبوا في اللحظات الأخيرة (كلوزه)، وضعه المدرب رييا على خط منطقة جزاء الخصم، كصانع ألعاب صريح، برأس حربة وحيد أمامه (روكي).

عاد اللاعب البرازيلي إلى مكانه في العام الماضي، عاد اللاعب البرازيلي إلى تحرير مهارته ولعباته الحاسمة، وأثمر ذلك قبل ربع ساعة من نهاية اللقاء، حينما أتيحت له الفرصة تماما للتسجيل في الميلان، وقد فعل ذلك بتلقائية وخفة المعتادين على ذلك. هيرنانيز هكذا، يمتلك نعمة جعل الأمور سهلة وتافهة في ظاهرها، وإن لم تكن كذلك بالمرة في واقع الأمر. ثم جاء الهدف الثاني قبل دقائق من نهاية المباراة من تسديدة روكي من كرة لوليتش التي اصطدمت بالعارضة وعادت، لكن من حرر اللاعب البوسني في منطقة الجزاء كان هيرنانيز أيضا، والملهم أكثر من أي وقت مضى أمام فريق الميلان الذي كان ممكنا أن يكون لاعبا فيه. ونصح ليوناردو، حينما كان مجرد إداري، غالياني بشرائه، وفكر مسؤول الميلان الكبير طويلا، ثم اخترق طرقا أخرى.

ويقسم هيرنانيز إنه لا يشعر بأي ثأر حينما يرى قميص الميلان أمامه، لكن في أي مرة يواجه فيها هذا الفريق فإنه يؤدي بمستوى عال، ويحكي اللاعب البرازيلي في النهاية: «إنني سعيد، ونحن جميعا سعداء. كنا في حاجة لهذا الفوز تحديدا، أيضا لأن الأمور سارت بشكل سيئ أمام اليوفي والإنتر من قبل، على الرغم من الأداء الكبير». ربما غاب هيرنانيز الحقيقي عن لاتسيو أمام اليوفي والإنتر، ويقر: «حمدا لله، حيث أتطور أكثر من شهور مضت، لكن إن كنت ألعب بشكل جيد فالفضل لا يرجع لي، وإنما للفريق بأسره. هذا الفوز الرائع جدا هو فوز لفريق لاتسيو كله، وليس فقط لهيرنانيز».

إلى ذلك، يقول تاريخ بطولة دوري الدرجة الأولى الإيطالي إن الميلان قوي أمام الفرق الصغيرة، حينما تكفي أحيانا عبقرية إبراهيموفيتش من أجل الفوز، وضعيف أمام الفرق الكبيرة، حينما يحتاج لشيء أكثر، ولنعد سرد المباريات: خسر الميلان أمام اليوفي (المتصدر)، ولاتسيو (الرابع)، والإنتر (الخامس)، ونابولي (السابع). وتعادل في لقاء الذهاب أمام لاتسيو وأودينيزي (الثالث). ومن بين السبعة الأوائل لترتيب الدوري، إذن، فاز الميلان فقط على روما، والذي يحتل حاليا المركز السادس بفارق 13 نقطة عن الصدارة، ومن بين الـ21 نقطة المتاحة في المباريات السبع التي لعبها أمام الفرق الكبرى، حصد الميلان 5 نقاط فقط، وفي المباريات السبع نفسها (اثنتين أمام أودينيزي بدلا من لاتسيو)، حصل اليوفي على 15 نقطة.

النقاط متساوية سواء أمام الفرق الكبيرة أو الصغيرة، بالطبع. لكن هذا يظل بيانا إحصائيا له معنى ولا يمكن لماسيمليانو أليغري مدرب الميلان ألا يأخذ ذلك في الاعتبار، ويقول: «بالتأكيد لو كنا حققنا نقاطا أكثر في المواجهات الكبيرة لكنا في راحة الآن». لكن ما زالت تتبقى مباريات عديدة حتى النهاية، ولا يفقد أليغري الأمل، بل إنه يجد طريقة للنظر إلى المستقبل بتفاؤل.. «إنها خسارة صحية بالنسبة لنا. في المباريات الأخيرة، وإن كنا قد فزنا، لم نر في الملعب الرجولية والشراسة اللازمتين من أجل الفوز بدرع الدوري. لقد كان لدينا تركيز قليل وشراسة قليلة، لاتسيو لم يجعلنا نلعب ونحن سهلنا عليه الأمور». مساء أمس، نزل الميلان إلى الملعب بثلاثي الهجوم، ويقول المدير الفني للميلان: «إنها المرة الثانية التي نلعب معا بهذه الطريقة، ولم يكن ينبغي لروبينهو والشعراوي إعطاء نقاط مرجعية».

بخصوص رؤوس الحربة، وبينما تنشد جماهير الميلان هتافات من أجل فيليبو إنزاغي، كان زلاتان إبراهيموفيتش أقل قوة من المعتاد، ومنح كرتين مثيرتين لنوتشرينو والشعراوي، ثم اقترب من تسجيل هدف الـ1-2 بكرة أرضية بسيطة إلى حد ما، وربما في ليال كهذه يستشعر غياب باتو أكثر، وهو الذي يجيد حل المباريات، أمام الفرق الصغيرة، والكبيرة أيضا.

إنه الفوز الذي انتظره لاتسيو منذ 14 عاما، وقد نجح رييا في ذلك، على الرغم من انتقادات الجماهير بسبب عدم إبرام صفقات جديدة بخصوص سوق الانتقالات.. وعلى الرغم من إصابة كلوزه، ولم يكن المدرب والطاقم الفني يتشككان حول توظيفه، وقد تواجه رييا وتاري وكلوزه نفسه، استسلم اللاعب الألماني، وكان متاحا أمام المدرب روكي فقط. ويقول رييا: «كما أنني دفعت لأول مرة بروتزي (مواليد 1994). أرأيتم أننا لسنا معتمدين تماما على كلوزه؟ إنها سعادة كبيرة، ومباراة كبيرة» على الرغم من الطوارئ. في العصر كان اللقاء بين المدرب وتاري، وتأكد وجود كسر لدى كلوزه، ويؤكد رييا: «كانت هناك بعض المرارة». وبينما ينفي المدير الرياضي ما أثير بشأن غوارين المنتقل حديثا إلى الإنتر ويقول: «لم نفاوضه شهرا، وإنما يوم الأحد فقط»، يبرز المدير الفني: «لقد رحل خمسة لاعبين، وجاء كاندريفا. كنت أنتظر ما هو أكثر، ولم نركز على الأهداف. كان هذا هو العام المناسب للطموح في أهداف كبرى، وعلى العكس أنا بلا لاعبين، ولا أدري إن كنا سنصمد».