الإنتر يفشل في تخطي باليرمو ويقنع بالتعادل 4/4

ميكولي يتألق بثلاثية وميليتو يسطع نجمه ويرد برباعية

TT

تعادل الإنتر أمام فريق باليرمو بأربعة أهداف لكل منهما في المباراة التي أقيمت على استاد سان سيرو في الجولة 21 من دوري الدرجة الأولى الإيطالي. افتتح التسجيل مانتوفاني في الدقيقة 17 لصالح فريق باليرمو، ثم جاء رد ميليتو للإنتر سريعا في الدقيقة 22 من الشوط الأول ليتعادل الفريقان. وسجل ميكولي الهدف الثاني لصالح فريق باليرمو في الدقيقة 7 من الشوط الثاني، ثم تألق ميليتو بتسجيله هدفين من ركلتي جزاء في الدقيقة 11 و16 من الشوط ذاته، واستأنف ميكولي تألقه بتسجيله الهدف الثالث لصالح فريقه في الدقيقة 21، وسطع نجم ميليتو بتسجيله الهدف الرابع في الدقيقة 24، ولكن انتزع منه ميكولي فرحة الفوز بتحقيق التعادل بالهدف الرابع في الدقيقة 40 من الشوط ذاته. وهكذا كانت الحرب بين ميكولي وميليتو في تسجيل الأهداف في ظل حماس الجماهير المتزايد الذي يشتعل جنونه بالأهداف ويتحدث عنها ويهتف لها ويصفق.

ولقد عاش ميليتو ليلة لم يكن فيها أمير المباراة بل عاشها كملك، فبعد أن بدا عليه كبر السن والإنهاك في كرة القدم، عاد للتألق من جديد بحيوية سادت مباراة، تلك التي رغب نادي باريس سان جيرمان تتويجها، ولكن على العكس اختار الأمير ألا يتربع إلا على عرش استاد سان سيرو. فلقد سجل 4 أهداف أحدها برأسه وهدف آخر بالقرب من المرمى واثنان من ركلتي جزاء خاطفتين في مباراة شيطانية سدد فيها بسرعة البرق. ولقد سجل ميليتو 9 أهداف في الخمس مباريات الأخيرة بشكل يعكس براعة اللاعب الفذ صاحب الـ34 سنة. ولقد بدأ في تسديد أهدافه المتتابعة في 21 ديسمبر (كانون الأول) الماضي في مرمى ليتشي في إطار تعويض الجولة الأولى المؤجلة، والتي انتهت بفوز فريق الإنتر 4 - 1، ثم سجل هدفين في مرمى بارما وهدفا في مرمى الميلان وآخر في مرمى لاتسيو وأربعة أهداف في مرمى باليرمو. ولم تكن تلك المرة الأولى التي يسجل فيها دييغو ميليتو 4 أهداف في مباراة واحدة، فقد فعل ذلك من قبل بقميص سرقسطة الإسباني في مرمى ريال مدريد في إطار بطولة كأس إسبانيا 2006. وظل فريق باليرمو هو الضحية المفضلة للأمير حيث سجل في مرماه 11 هدفا، وعقب المباراة، خرج ميليتو مسرعا من الاستاد، قائلا: «سأعلق لاحقا»، حيث يعد تسجيل 4 أهداف وعدم تحقيق الفوز أمرا ليس سهلا.

وعلى نفس الشاكلة، لا يمزح ميكولي أيضا في كرة القدم، حيث سجل بقميص باليرمو 8 أهداف في 9 مباريات أمام فريق الإنتر. وفي كل مرة يرى فيها موراتي، رئيس نادي الإنتر، ميكولي في الملعب يضطر إلى أن يزيد من إعجابه باللاعب، فبعد هزيمة فريق الإنتر الأخيرة أمام فريق ليتشي بهدف في مباراة العودة، يرى خطرا آخر يكاد يقترب من فرصة الإنتر في الصعود في ترتيب دوري الدرجة الأولى الإيطالي. كما صرح باريتو، لاعب وسط باليرمو، قائلا: «لقد أبلى الجميع حسنا اليوم، الجميع ما عدا ميكولي الذي تألق ببراعة».

على صعيد آخر، كانت رسالة ماسيمو موراتي الرئيسية تطلب تعايش كافة عناصر الفريق في السراء والضراء وبشكل خاص المدرب رانييري والهولندي ويسلي شنايدر بأن يظلا معا ويحاربا من أجل مصلحة فريق الإنتر. وقد حاول الرئيس التخفيف من حدة المسألة، قائلا: «تمر العلاقات بفترات قوة وضعف داخل الفريق، ولكني أعتقد أن رانييري وشنايدر يتمتعان بالشخصية والقوة والرغبة في تقديم الأفضل دائما. وأنا واثق للغاية في شنايدر وفي إنه سيفيد فريقنا كثيرا. فهو لاعب يستحوذ على إعجابك بحيويته وإن كان مختلفا لم يكن لينتمي لهذا النوع من اللاعبين».

وقد أغلق موراتي باب الحديث في هذا الأمر كما تم إغلاق سوق الانتقالات الشتوية، حيث سيبدأ مسؤولو الإنتر بالفعل الشهر المقبل في العمل من أجل سوق الانتقالات الصيفية المقبلة، إذن ينبغي تحديد بعض الأمور مثل إذا ما كان نادي الإنتر سيحتفظ بزاراتي وبالومبو وغوارين، وأجاب الرئيس على هذا التساؤل، قائلا: «بالومبو؟ يتمتع بالكفاءة والخبرة، ماذا أعلم عن غوارين الوافد الجديد إلى صفوف الإنتر؟ أعلم أنه ما زال يتعين عليه التماثل للشفاء وأن الأمر يتعلق بلاعب يتحدثون عنه بطريقة جيدة للغاية، ووفقا لما رأيت اليوم فإن حديثهم صحيح»، يعد غوارين قوي كالأسد ولكن يلزمه 3 أو 4 أسابيع ليتحسن.

فشلت التجارب على الرغم من أن شنايدر قد أعطى الانطباع بأنه يقدم أكثر مما كان يلعب على الجانب الأيسر في طريقة لعب 4 - 4 - 2 التي قامت بالصحوة (السابقة) في الفريق. ولقد أوضح رانييري هذا الأمر، قائلا: «في الواقع، بعد قليل من الدقائق أخبرته أن يتجه إلى الأجناب لأن المدافع مونوز لن يستسلم أبدا. وكنا حتى الأمس نتجنب التعادل الذي حصلنا عليه في مباراة واحدة من 17 مباراة في الدوري الإيطالي. ولم تكن المشكلة تتعلق بشنايدر فحسب، فقد كانت مشكلتي مع الثلاثة مهاجمين الذين لم يحاربوا من أجل الفريق في المباراة الماضية أمام فريق ليتشي. ولقد تميز تماسك طريقة لعب 4 - 4 - 2 في مباراة الديربي الماضية وعند عودتنا إلى طريقة الرومبو فقدنا بعض المسافات لدرجة لكن أمام فريق باليرمو كان أداؤنا أفضل حينما لعب شنايدر على الأجناب، وهو يتميز بالكفاءة الكبيرة، يتعين علي إيجاد الطريقة التي يتمكن فيها من تقديم أفضل ما بوسعه. ولقد أصيب في قدمه اليمنى ومن الصعب أن يشارك في المباراة المقبلة أمام فريق روما. ولقد أبلى الجميع حسنا في هذه المباراة الرائعة التي لم يستسلم فيها أحد حتى النهاية. وأعتقد إني لم أرَ أبدا لاعبا يسجل 4 أهداف في مباراة ولا يفوز بها فريقه. وأشعر بالأسف تجاه هذا التعادل لأنهم أيضا سددوا 4 أهداف من 5 ركلات نحو المرمى. وفي الدفاع، أخطأنا بعض الشيء وصامويل لم يكن بأفضل حالاته، وكان علي أن أمنحه بعض الراحة. ولكني أتقبل نتيجة التعادل 4 - 4، ونحن في قتال حقيقي من أجل انتزاع المركز الثالث».

ومع رحيل تياغو موتا يرى الكثير إن فريق الإنتر بات ضعيفا، ولكن لا يتفق رانييري مع هذا الرأي، حتى وإن كان يحاول إقناعنا أكثر بذلك الإنكار، قائلا: «أقول لكم إن في سوق الانتقالات لم أشعر بأنه لم يتم الاستماع إليّ، وكنت أود الاحتفاظ بموتا، ولكن إذا أصر اللاعب على الرحيل قائلا بأن وقته في هذا الفريق قد انتهى، فلا يمكنني فعل شيء. ولقد حاولنا الحصول على مهاجم على الأجناب ولكننا لم ننجح في ذلك. ولكن الفريق ما زال صالحا، ولقد قمنا بصفقات ممتازة وعلينا المضي قدما. أقل قوة من ذي قبل؟ سنرى ذلك مع مرور الوقت، ولكني سأظل واثقا لأن شنايدر وفورلان لم يلعبا معا حتى الآن. وأنتظر تألق غوارين وجوان».

وختم رانييري الحديث موجها الشكر إلى «كل الذين عملوا بجد من أجل إمتاع الجماهير»، مع اعتراض بعض الجماهير على فريق الإنتر الذي حقق التعادل، في حين أثار خافيير زانيتي، قائد الإنتر، بعض اللغط في الممر حينما أراد العودة مجددا إلى الملعب لإسكات الجماهير المعترضة وجعلهم يفهمون كيف يقدرون المجهود الذي بذله زملاؤه في الفريق، ولهذا لم يكن زانيتي قائدا للفريق بمحض الصدفة.