السؤال الذي تردد صداه كثيرا: لماذا يفشل الكوريون في الملاعب السعودية؟!

لي يونغ الاستثناء الوحيد.. والصحافي الإنجليزي ديوردن يؤكد: فتش عن الانسجام

TT

«لماذا لا ينجح الكوريون في ملاعبنا؟» سؤال كثيرا ما جال في أذهان الكثير من متابعي المشهد الكروي السعودي الذين يرون أصحاب العيون الضيقة يتوافدون سنويا إلى الأندية السعودية سنويا منذ إقرار الاتحاد الآسيوي لكرة القدم «نظام 3+1» حتى بلغ عدد الكوريين الذين لعبوا في الدوري السعودي سبعة لاعبين لم ينجح منهم أحد سوى لاعب الهلال السابق الظهير لي يونغ بيو بينما ما زال لاعبا الهلال والنصر سو يونغ بيو وكيم بيونغ سوك يحاولان وضع بصمة لهما حتى لا يصنفا مع من فشل سابقا. أولى التجارب الكورية كانت من نصيب سول كي هيون المهاجم الدولي المعروف الذي أتى بصفقة إعارة لمدة 6 أشهر بين إدارتي الهلال وفولهام الإنجليزي، لكن المهاجم العملاق لم يستطع إظهار أي من قدراته الفنية وأصبح حبيسا لدكة البدلاء في فترتي أولاريو كوزمين والبلجيكي جورج ليكنز، وفي مباراته قبل الأخيرة سجل سول الهدف الأول له مع الهلال في مرمى فريق الشباب بإياب نصف نهائي كأس الملك 2009 بعد صيام لعدة مباريات خاضها بين مسابقات دوري المحترفين وكأس ولي العهد وكأس الملك وبطولة دوري أبطال آسيا. التجربة الثانية كانت في الجانب الآخر من غرب العاصمة الرياض، حضر لي تشن سو إلى النصر وسط ضجة إعلامية كبيرة صاحبت توقيعه كون الكوري يعتبر من أبرز اللاعبين على المستوى الآسيوي وأول كوري يلعب في الدوري الإسباني مع فريقي ريال سوسيداد ونومانثيا كما سبق له الوجود في الدوري الهولندي بصفوف فيينورد، لكن اللاعب الكوري المعروف بمشاكله نقل المتاعب إلى داخل أسوار نادي النصر وغاب عن المشاركة مع الفريق بعدما بدأ الدوري أساسيا، زاد على ذلك أنه لم يكمل الموسم حينما ترك صفوف فريقه وهرب من ناديه النصر ليلتحق بالدوري الياباني لتكون مسيرته مع النصر معنية فقط بـ4 أهداف سجلها فقط. أما التجربة المثالية الوحيدة بالنسبة للاعبي كوريا الجنوبية في الدوري السعودي فكانت تجربة لي يونغ بيو الذي حضر إلى الهلال لموسم واحد في صيف 2009 مقابل مليون يورو. واستمر لي يونغ بتقديم الأداء المتميز جريا على عادته عندما كان يمثل توتنهام الإنجليزي وبروسيا دورتموند الألماني وبعد نهاية الموسم قرر الهلال تمديد تعاقده مع اللاعب لمدة موسمين وأكمل لي في الموسم الثاني تقديم عطاءاته المتجددة، لكنه وبعد نهاية الموسم قرر الرحيل والعودة إلى بلاده رافضا عددا من العروض المحلية والخارجية. ولم يستمر التعاقد بين نادي الشباب ولاعب المحور سونغ تشونغ الملقب بالمكنسة الكهربائية سوى 6 أشهر كونه لم يقدم المستوى المأمول واستبدلته الإدارة الشبابية بالمدافع الكويتي مساعد ندا.

وتستحق صفقة الاتفاق مع المدافع لي تشونغ صفة أكثر التجارب الكورية غير الناجحة مع الأندية السعودية، حيث عانت إدارة الاتفاق كثيرا للحصول على بطاقة اللاعب الموقوف في بلاده بسبب قضايا تلاعب في نتائج المباريات، ولم يلعب لي سوى دقيقة واحدة منذ قدومه للفريق الشرقاوي الذي عانى لإصدار بطاقة بديلة له قبل أن يطرد أمام الرائد في مباراة الدور الأول من دوري هذا العام وخلال الدقيقة الأولى حينما ارتكب سوء سلوك بضربه لاعبا منافسا. الصحافي البريطاني الشهير جون ديوردن والكاتب في صحيفة «غارديان» وموقع «اي إس بي إن» والمتخصص بشؤون كرة القدم الآسيوية والمقيم في العاصمة الكورية سيول تحدث لـ«الشرق الأوسط» عن هذا الموضوع قائلا بأن أبرز الأسباب التي تمنع اللاعب الكوري من تقديم مستوى مرض في الملاعب السعودية هو الانسجام مع الأجواء الكروية وهي التي تختلف كثيرا عما تأقلم عليه اللاعب في بلاده «التأقلم مع محيط كرة القدم السعودية أمر في غاية الصعوبة على اللاعب الأجنبي والكوري بالتحديد كونه أتى من محيط مختلف تماما».

وأثنى ديوردن على احترافية لاعب الهلال السابق لي يونغ بيو بينما استغرب كثيرا من إقدام ناديي الشباب والنصر على التوقيع مع المحترفين سونغ تشونغ ولي تشن سو على الرغم من مشاكلهما المتعددة «بالنسبة لي أرى أن لي يونغ بيو لاعب استثنائي، فهو محترف بمعنى الكلمة وهو قادر على التأقلم مع أي وضع وفي أي مكان في العالم والدليل تنقله بين عدد من الدول وتقديمه ذات المستويات الجيدة مع كل الفرق التي لعب لها». وأضاف: «في المقابل عانى تشونغ وتشن سو من مشاكل كثيرة تتعلق بالتأقلم والاستقرار في هولندا قبل مجيئهما للسعودية وكان واضحا أن اللاعبين لن يستطيعا التأقلم مع الحياة في الرياض لكن إدارتي الشباب والنصر أحضرتهما دون الالتفات لهذا الجانب والنتيجة بالنهاية فشل التجربتين».

ويقول جون بأن بعض وكلاء الأعمال لا يهمهم سوى المال ولذا تجدهم يضعون موكليهم في أوضاع محرجة مع فرقهم أو جماهير تلك الفرق «بعض وكلاء الأعمال لا يهمهم سوى الحصول على عمولتهم من صفقة الانتقال دون التأكد من مناسبة الأوضاع في الفريق أو في البلد للاعب». ويرى الحل بأن يبحث كل من النادي واللاعب عن معلومات تفيدهما قبل إتمام الصفقة «على النادي واللاعب البحث أكثر عن معلومات إضافية تفيدهما أكثر بحيث يتأكد النادي من قدرة اللاعب الفنية وقدرته على التأقلم مع المجتمعات الأجنبية ويتأكد اللاعب من وضعية النادي وطبيعة الحياة في البلد قبل إنهاء الصفقة». ولا ينفي ديوردن حقيقة احترافية انضباط غالبية لاعبي كرة القدم الكوريين لكنهم يحتاجون إلى التواصل بشكل أفضل «الغالبية العظمى من اللاعبين الكوريين منضبطون ومحترفون جدا لكنهم يحتاجون لتواصل أفضل مع زملائهم السعوديين».