زامبيا وساحل العاج مرشحتان لوقف أحلام السودان وغينيا الاستوائية

المفاجآت واردة في ربع نهائي كأس أمم أفريقيا

TT

بعد أن نجح منتخبا غينيا الاستوائية والسودان في مخالفة التوقعات وتجاوز دور المجموعات ببطولة كأس الأمم الأفريقية 2012 المقامة حاليا في غينيا الاستوائية والغابون، يتطلع الفريقان إلى مواصلة المفاجآت عندما تنطلق منافسات دور الثمانية اليوم.

* السودان × زامبيا

* يطمح المنتخب السوداني إلى مواصلة إنجازاته التاريخية في النسخة الثامنة والعشرين لنهائيات كأس الأمم الأفريقية، وبلوغ دور الأربعة للمرة الأولى منذ 42 عاما، عندما يلاقي زامبيا اليوم في باتا في الدور ربع النهائي. لم يرشح أي من الخبراء أو الجماهير بما فيها السودانية «صقور الجديان» إلى تخطي الدور الأول، لكن «تماسيح النيل»، وهو اللقب الثاني للمنتخب السوداني، أبلوا البلاء الحسن منذ مباراتهم الأولى أمام ساحل العاج، عندما خسروا بصعوبة صفر/1، وكانوا قاب قوسين أو أدنى من الفوز أو التعادل على الأقل، قبل أن يحققوا إنجازين تاريخيين، بالتعادل مع أنغولا 2/2 بثنائية محمد أحمد بشير الذي فك صياما سودانيا عن التهديف في النهائيات منذ 1976، ثم بفوز تاريخي على بوركينا فاسو بثنائية لمدثر الطيب، هو الأول للسودان منذ 42 عاما وتحديدا منذ تغلبه على غانا 1/صفر في 16 فبراير (شباط) في المباراة النهائية للنسخة التي استضافها عام 1970.

وأسهم الفوز على بوركينا فاسو في بلوغ المنتخب السوداني الدور ربع النهائي للمرة الأولى منذ تتويجه باللقب عام 1970، والأولى في تاريخه، لأنه عندما حل وصيفا عامي 1959 و1963 وثالثا عام 1957 شهدت البطولة مشاركة 4 منتخبات عام 1957 و3 منتخبات عام 1959 و6 منتخبات عام 1963، كما أنه عندما توج باللقب عام 1970 شاركت 8 منتخبات فقط توزعت على مجموعتين، وتأهل الأول والثاني مباشرة إلى نصف النهائي.

ولم يكن مصير المنتخب السوداني بيده في الجولة الأخيرة، وتوقف على فوزه على بوركينا فاسو، وفوز ساحل العاج على أنغولا، فكان له ما أراد. وتعتبر مباراة اليوم ثأرية بالنسبة إلى المنتخب السوداني الذي مني بخسارة مذلة أمام زامبيا وبثلاثية نظيفة في الجولة الأولى من نسخة عام 2008، عندما عاد إلى النهائيات للمرة الأولى منذ 32 عاما، لكن شتان بين مستوى سودان 2008 والمنتخب الحالي الذي أعرب مدربه محمد مازدا عن أمله في أن يواصل «روح الانتصارات» والذهاب إلى أبعد حد ممكن في النسخة الحالية.

وأوضح مازدا «زامبيا منتخب قوي ويملك خبرة أكثر منا في البطولة. ليس لدينا ما نخسره الآن بعدما حققنا هدفنا وهو تخطي الدور الأول. سنبذل كل ما في وسعنا لمواصلة تشريف كرة القدم السودانية خاصة والعربية عامة». ويعول السودان على هدافي الهلال بشير والطيب لزعزعة الدفاع الزامبي. وقال بشير «كنا مصرين على تحقيق الحلم الذي تمكنا بالفعل من بلوغه من أجل المنتخب وكل الشعب السوداني. الآن نرغب في الذهاب لأبعد نقطة ممكنة»، وشاطره الطيب الرأي بقوله «بلوغنا ربع النهائي أعطانا دافعا معنويا كبيرا، ونتائج البطولة الحالية أكدت أنه لا مجال للمنطق، وأن كل شيء ممكن، ومن هذا الأساس سنواجه زامبيا من دون أي مركب نقص».

ولن تكون مهمة السودان سهلة أمام زامبيا التي تطمح بدورها إلى بلوغ دور الأربعة للمرة الأولى منذ 16 عاما وتحديدا منذ خسارتها أمام تونس في نسخة جنوب أفريقيا عام 1996، وتعويض خيبة أملها في النسخة الأخيرة عندما حرمتها ركلات الترجيح من تخطي ربع النهائي أمام نيجيريا. ومنذ الخسارة أمام تونس 4/2 عام 1996، منيت زامبيا بفشل ذريع في العرس القاري، وودعت النهائيات من الدور الأول في 5 نسخ متتالية، قبل أن يعيدها مدربها الفرنسي هيرفيه رينار إلى خانة الكبار بقيادتها إلى ربع النهائي في النسخة الأخيرة في أنغولا.

وفجرت زامبيا مفاجأة من العيار الثقيل في اليوم الأول من النسخة الحالية عندما تغلبت 1/2 على السنغال التي كانت بين أبرز المرشحين لإحراز اللقب، ثم سقطت في فخ التعادل أمام «فرسان المتوسط» ثوار ليبيا 2/2، قبل أن توقف مغامرة غينيا الاستوائية صاحبة الضيافة 1/صفر بفضل قائدها ونجمها كريستوفر كاتونغو. وتلهث زامبيا منذ عام 1993 وراء إحراز اللقب القاري للمرة الأولى في تاريخها وإهدائه لروح ضحايا الكارثة الجوية التي أدت إلى مصرع جميع لاعبي منتخب بلادها باستثناء نجمهم السابق رئيس الاتحاد المحلي كالوشا بواليا الذي لم يكن في الطائرة لتأخر التحاقه بمنتخب بلاده بسبب مباراة لفريقه وقتها أيندهوفن الهولندي.

وقال رينار «تخيلوا لو أحرزنا الكأس في النسخة الحالية، سيكون ذلك رائعا لتكريم اللاعبين الذين راحوا ضحية الدفاع عن منتخب بلادهم»، وتوجه إلى لاعبيه قائلا «لتحقيق ذلك يجب فقط الدفاع بقتالية عن ألوان بلدكم ومنتخبكم الوطني». وأكد رينار أن مهمة زامبيا لن تكون سهلة أمام السودان «لأن السودانيين لم يحضروا عن طريق الصدفة إلى النهائيات. لقد تعادلوا مع غانا في أكرا، ولم يكونوا بعيدين عن النجوم السوداء في التصفيات. قوة هذا المنتخب في لاعبيه الذين يلعبون جميعا في الدوري المحلي. لقد كان الأمر ذاته مع مصر التي توجت بالنسخ في المرات الثلاث الأخيرة».

وأضاف «السودان منتخب قوي وعنيد ولا يستسلم. لديه لاعبون جيدون جدا مثل رقم 10 وقدمه اليسرى (مهند الطاهر). ضد ساحل العاج (خسروا صفر/1)، وسنحت لهم العديد من الفرص. يلعبون كرة قدم تعتمد على التمريرات القصيرة والفنيات بالإضافة إلى القتالية». وتابع «نحترم المنتخب السوداني ولن نواجهه بإفراط في الثقة. استعدنا عافيتنا والجميع مستعد للمباراة. عندما نفكر في أننا بلغنا ربع النهائي بإمكاننا القول بأننا بلغنا الهدف الأول، لكن في كرة القدم عندما تسترخي فإنك تلقى الضربة القاضية. يجب علينا الآن تحقيق الهدف الأسمى وهو بلوغ نصف النهائي، وهذا الأمر لم تحققه زامبيا منذ 16 عاما»، في إشارة إلى خروجها من دور الأربعة عام 1996 في جنوب أفريقيا بخسارتها أمام تونس 4/2، قبل أن تحل ثالثة على حساب غانا 1/صفر. والتقى المنتخبان 9 مرات حتى الآن، وتميل كفة زامبيا بأربعة انتصارات مقابل ثلاث هزائم وتعادلين.

* ساحل العاج × غينيا الاستوائية في المباراة الأخرى تبدو ساحل العاج مرشحة بقوة إلى وقف مغامرة غينيا الاستوائية المضيفة في النسخة الثامنة والعشرين من نهائيات كأس الأمم الأفريقية، عندما تلاقيها اليوم في مالابو في الدور ربع النهائي. وفجرت غينيا الاستوائية مفاجأتين مدويتين في الدور الأول، وحققت فوزين تاريخيين على كل من ليبيا 1/صفر والسنغال 1/2 في أول مشاركة لها في العرس القاري الذي لم تكن لتحلم بخوض غماره لولا منحها شرف الاستضافة المشتركة مع الغابون بالنظر إلى تواضعها قاريا وعالميا، حيث تحتل المركزين 42 و151 على التوالي.

وخالفت غينيا الاستوائية كل التوقعات، ونجحت في خطف بطاقة تاريخية إلى الدور ربع النهائي، وهو إنجاز عجز عن تحقيقه المنتخبان الضيفان الآخران على البطولة وهما النيجر وبوتسوانا، حيث ودعا معا من الدور الأول وبثلاث هزائم متتالية لكل منهما. وحظي المنتخب الغيني الاستوائي بتشجيع كبير من المسؤولين في بلاده، وتحديدا تيودورين أوبيانغ نغيما وزير الزراعة ونجل رئيس البلاد تيودورو أوبيانغ. وخص الوزير لاعبيه بمكافأة مالية بقيمة 760 ألف يورو للفوز على ليبيا 1/صفر، ومثلها للفوز على السنغال. ووعد تيودورين لاعبيه بمواصلة المكافآت كلما استمرت الانتصارات.

وتعول غينيا الاستوائية على جماهيرها الغفيرة التي ستملأ مدرجات الملعب الأولمبي في مالابو، لتحقيق إنجاز تاريخي ثالث على حساب ساحل العاج.

وتركز غينيا الاستوائية على لاعبيها المجنسين في مقدمتهم حارس المرمى دانيلو البرازيلي الأصل، والمدافعان لاورنس دوي من ليبيريا وفوسيني كاميسوكو من ساحل العاج، ولاعب الوسط تييري فيدجو من الكاميرون. وأكد مدرب غينيا الاستوائية البرازيلي جيلسون باولو «استعداداتنا لمواجهة ساحل العاج كانت عادية وبشكل طبيعي»، مضيفا «استعدنا حماسنا وتركيزنا بعد الخسارة أمام زامبيا، نتمنى أن نكون في قمة مستوانا في ربع النهائي». وتابع «سنخوض المباراة بارتياح كبير ودون أي ضغوطات لأنه لا مجال للمقارنة بيننا وبين الفيلة، لكننا سنعول على أن كل شيء ممكن في كرة القدم، وسنبذل كل ما في وسعنا لتحقيق نتيجة إيجابية».

بيد أن مغامرة غينيا الاستوائية قد تتوقف في ربع النهائي لأنها تصطدم بأحد أقوى المنتخبات في النسخة الحالية ساحل العاج، التي تمني النفس بالظفر باللقب القاري الثاني في تاريخها والأول منذ عام 1992 عندما ظفرت بالكأس الغالية بتغلبها على غانا في المباراة النهائية بعد ركلات ترجيح ماراثونية في السنغال. وحققت ساحل العاج العلامة الكاملة في الدور الأول على حساب السودان 1/صفر وبوركينا فاسو وأنغولا بنتيجة واحدة 2/صفر، وهي المنتخب الوحيد الذي لم تهتز شباكه حتى الآن.

وتستعيد ساحل العاج نجومها في مباراة اليوم، خصوصا القائد ديدييه دروغبا ويحيى توريه وسالمون كالو وجيرفينهو، حيث أراحهم المدرب فرانسوا زاهوي في المباراة الأخيرة أمام أنغولا. وشدد زاهوي على ضرورة عدم الاستهانة بمنتخب غينيا الاستوائية التي يملك أفضلية اللعب على أرضه وأمام جماهيره. وقال في معرض رده عن سؤال حول الحالة التي سيواجه بها منتخب بلاده غينيا الاستوائية الأضعف في البطولة «لقد قيل لي في السابق إن السودان منتخب ضعيف. (منتخب ضعيف) مصطلح صحافي أحترمه، لكن الحقيقة بالنسبة لي هي أرضية الملعب. عندما يصل منتخب ما إلى ربع النهائي فإن ذلك لا يكون صدفة، وفضلا عن ذلك فإن هذا المنتخب يلعب على أرضه وسيكون مدعما من جماهيره».

وتابع «لم نرفض أبدا ترشيحات الجميع لنا بإحراز اللقب، لكننا لا نعتقد أننا سنواجه منتخبا ضعيفا.. نتوقع مباراة صعبة أمام منافس سيلعب بنسبة 300 في المائة من إمكانياته. إنها مرحلة جديدة في البطولة، كما أنها مباريات لا مجال فيها للخطأ، والفوز بها يتوقف على جزئيات صغيرة». وأضاف «نحن مصرون على مبادئنا في مواجهة المنافسين: برودة الأعصاب، وأقصى درجات التواضع والاحترام واللعب بقتالية، من أجل تحقيق الفوز وبلوغ هدفنا ألا وهو التتويج باللقب». وتابع «إذا كنت ترغب في نيل اللقب، فإن الفوز هو الطريق الصحيح. نحن هنا من أجل تحقيق ذلك، علمتنا التجارب السابقة أن النتيجة هي الحكم وليست العروض الجيدة. هدفنا هو التتويج باللقب وذلك يمر بالفوز. حققنا العلامة الكاملة في الدور الأول، وسنسعى إلى تحقيقها حتى المباراة النهائية».