ركلات الترجيح تبتسم لمالي وتطيح بأصحاب الأرض

الفرنسي جيريس ثأر لإقالته من تدريب الغابون

TT

أعرب مدرب مالي الفرنسي آلان جيريس عن سعادته بقيادة فريقه إلى الدور نصف النهائي لكأس الأمم الأفريقية لكرة القدم إثر الفوز على الغابون (المستضيفة) بركلات الترجيح في ربع النهائي.

وقال جيريس: «أنا سعيد بوجودي في الدور نصف النهائي مع فريقي مالي»، مضيفا «أنا لست من الذين يشمتون في الناس، صحيح أنني دربت الغابون ولم يرغب مسؤولوها في تجديد عقدي، كان ذلك رأيهم وأنا احترمته، وفوز فريقي على أصحاب الأرض ليس ردا للاعتبار، لأنني لم ولن أقول ذلك أبدا».

وتابع: «وسائل الإعلام كتبت أمورا كثيرة عن هذا الموضوع ولم أصرح بأي شيء في هذا الصدد. قلت دائما بأنني مهتم بفريقي مالي فقط، وتحقيق الأهداف التي سطرناها معا منذ تعاقدنا».

وأوضح جيريس: «أعددنا فريقا شابا بقيادة مخضرمين هما سيدو كيتا وسيدريك كانوتيه، ونعمل بجدية كبيرة استعدادا لكل مباراة وأعتقد أننا فخورون بذلك وبتأهلنا إلى نصف النهائي».

وأكد جيريس في معرض رده على سؤال حول ما إذا كانت معرفته بلاعبي الغابون ساعدت في تخطيها قائلا: «الاستعدادات للمباراة كانت عادية على غرار المباريات السابقة، تدربنا بجدية وتركيز ودرسنا المنتخب المنافس جيدا وبحثنا عن نقاط الضعف، ولا يسعنا الآن إلا أن نقول بأننا مرتاحون كثيرا للنتيجة التي حققناها».

من جهته، قال كيتا «أنا فخور بالدفاع عن هذا المنتخب، لم تكن مهمتي في تسديد الركلة الترجيحية الأخيرة سهلة، شعرت وكأنني في حلم، لأنها كانت ستضعنا في نصف النهائي»، مضيفا «فوزنا جاء وكأننا فزنا باللقب».

وأردف قائلا: «الفوز والتأهل كان مستحقا، لم يقدم لنا أي أحد هدايا، صحيح أننا لسنا في القمة ونعاني من بعض المشاكل، لكننا لسنا البرازيل أو برشلونة».

وبخصوص المباراة المقبلة أمام ساحل العاج، قال كيتا: «سنخلد إلى الراحة يوما ثم نبدأ استعداداتنا لساحل العاج، بالنسبة لنا ليس لدينا شيء نخسره فقد حققنا هدفنا وهو بلوغ نصف النهائي. الضغوطات ستكون كبيرة على ساحل العاج لأنها المرشحة إلى الظفر باللقب وإذا خسرنا أمامها فسيكون ذلك أمرا عاديا، وإذا فزنا فإن العاجيين يعرفون أن ذلك سيكون بمثابة قنبلة».

وحذر كيتا العاجيين الذين يتفوقون تاريخيا على مالي (14 فوزا مقابل خسارة واحدة وتعادل واحد)، وقال: «مواجهتنا الأربعاء لا علاقة لها بالتاريخ لأن كرة القدم الحالية لا تعترف بالماضي».

أما مدرب الغابون الألماني غيرنوت روهر فقال «من الصعب أن نهضم خسارة. لم نكن محظوظين لأن القائم حرمنا من التسجيل في مناسبتين وكنا الأفضل. كنا قريبين من الفوز لكن الحظ لم يحالفنا».

وأضاف: «عانينا من التعب في الدقائق الأخيرة ولدينا بعض اللاعبين الشباب الذين يلعبون محليا ولا يملكون خبرة البطولات. مالي لم تكن خصما سهلا ولعبت جيدا، عندما شاهدت (مهاجم مالي صاحب هدف التعادل) دياباتيه يدخل بديلا شعرت بالخطر مع أنني حذرت اللاعبين قبل المباراة منه لأنني أعرفه جيدا وجلبته إلى أجاكسيو عندما كنت أشرف على تدريب الأخير. هدف التعادل كان قاتلا».

وختم: «أهنئ اللاعبين الذين بذلوا كل ما في وسعهم لتحقيق الفوز وخرجوا مرفوعي الرأس، وأهنئ مالي على التأهل».

أما المهاجم أريك مولونغي صاحب هدف السبق للغابون فقال «من الصعب تقبل الخسارة، حاولنا بذل كل ما في وسعنا لحسم المباراة في الدقائق المتبقية من الوقت الأصلي دون جدوى والأمر ذاته في الوقت الإضافي».

وأضاف «إنها خيبة أمل كبيرة، قدمنا بطولة رائعة وحاولنا إمتاع الشعب الغابوني وللأسف خرجنا. لدينا منتخب شاب وعلينا الاستفادة من هذه البطولة لتصحيح الأخطاء حتى لا نرتكبها في المستقبل، خصوصا تصفيات أمم أفريقيا التي تنطلق قريبا». وتابع: «عانينا من انتقادات كبيرة قبل البطولة لكننا أكدنا للشعب الغابوني أننا نستطيع تحمل المسؤولية وشرفناه في النسخة الحالية».

وكان المنتخب الغابوني هو الطرف الأفضل والأكثر خطورة ونجح في ترجمة ذلك في الدقيقة 55 بهدف السبق الذي سجله مولونغي إثر تمريرة عرضية طولية من الناحية اليمنى من أوباميانغ تلقاها الأول داخل منطقة الجزاء وسدد مباشرة لتصطدم الكرة بالحارس وتسكن الشباك.

وكثف منتخب مالي بعد ذلك من محاولاته الهجومية أملا في اقتناص هدف التعادل في الوقت الذي لعب فيه الفريق الغابوني بتوازن بين الدفاع والهجوم سعيا للحفاظ على هدف التقدم حتى النهاية.

وأثمرت محاولات منتخب مالي عن هدف التعادل في الدقيقة 83 إثر تمريرة عرضية هيأها موديبو مايجا برأسه إلى اللاعب البديل تيدياني دياباتي الذي استدار بجسمه قبل أن يسدد الكرة في أقصى الشباك، ليعيد المباراة إلى نقطة الصفر.

ولجأ الفريقان إلى وقت إضافي مر دون جديد، لتكون كلمة الفصل عبر ضربات الجزاء الترجيحية التي حسمها منتخب مالي لصالحه. وأهدر بيير أوباميانغ ضربة الجزاء الرابعة للمنتخب الغابوني ليطيح ببلاده من البطولة بعد أن نجح منتخب مالي في تسجيل جميع ضرباته الخمس. ويصطدم المنتخب المالي في الدور قبل النهائي بنظيره العاجي، الذي أطاح بغينيا الاستوائية، الدولة الأخرى المنظمة للبطولة، بثلاثة أهداف نظيفة يوم السبت في دور الثمانية. وقبل انطلاق المباراة تم الوقوف دقيقة حدادا على روح أكثر من 73 مشجعا سقطوا يوم الأربعاء الماضي على استاد بورسعيد خلال مباراة الأهلي مع المصري بالدوري المصري لكرة القدم.