أزمة في الإنتر.. وجدل حول بقاء المدرب رانييري بعد رباعية روما

موراتي عانى من مرارة الهزيمة ووعد ببناء فريق المستقبل في الصيف

TT

وقع كلاوديو رانييري في 22 سبتمبر (أيلول) 2011 اتفاقا مع نادي الإنتر حتى نهاية يونيو (حزيران) 2013، ومن الآن، بعد المواجهة مع الفريق، لا ينبغي عليه أن يخطئ مجددا لأن موراتي محبط، والفريق يقدم إبداعا بلا دفاع والوصول إلى دوري الأبطال الموسم المقبل (ومن ثم المركز الثالث في البطولة المحلية) يعد لزاما. من أجل البقاء، واستعادة الثقة التي تبددت.

موراتي بدأ التخطيط: إن فريق الإنتر الذي يتلقى رباعية في الاستاد الأولمبي يحملنا إلى أسئلة ضخمة، وهكذا تتساءل الإدارة من الآن كيف سيكون موسم 2012 - 2013، وطرح هذه المسائل في شهر فبراير (شباط) ليس أمرا عاديا بالتأكيد. يعلم رانييري أن كل هذا التساؤلات هي نتيجة متوقعة، ويعلم أيضا أن موراتي قال «الآن في الإدارة علينا فهم ما ينبغي فعله، لا وقت يمكن إضاعته، لا بد أن تضع النار سواء على الفريق. رئيس النادي قال: في يونيو سنحدد فريق المستقبل أو المدير الفني، والذي تعود حوله بالضرورة علامات الاستفهام». مثلما عبر موراتي بخصوص اللاعبين إنهم «ينبغي عليهم مواصلة منح الروح».

ويزداد الاندهاش بعد ثمانية أهداف دخلت مرماه في مباراتين. ويرتفع الرصيد بذلك إلى 11 في المباريات الأربعة الأخيرة. لو فكرنا أن الإنتر لم تهتز شباكه بأربعة أهداف في مباراتين متتاليتين منذ نشأة البطولة بنظام المجموعة الواحدة، وبالتالي التحسن صفر. بعد هزيمة الملعب الأولمبي بروما قال رانييري: «أخبرت الفريق بالأخطاء التي ارتكبت ضد باليرمو، وكنت أتمنى ألا يحدث. وعلى العكس، فقد حدث». كما لو كان يقول: «اللاعبون لم يتعلموا الدرس، وربما لم يرق له جميعهم. الدفاع لا يتحمل الذنب وحده أبدا في مواقف كهذه، وإن كان مهارات الأفراد تفتح شقوقا في طريقة اللعب. لكن من الجدير بالملاحظة في ذلك تراجع في مستوى جوليو سيزار، ففي الفترة الأخيرة تبدو الكرات الأرضية احتمالية للتسجيل دائما». لنقل كل شيء: عن هذا تحديدا سيتحدث رانييري واللاعبون معا، ستكون مواجهة مهمة وواضحة وودية للغاية. ستكون هناك محاولة لإيجاد إجابات لأسئلة مثل «لماذا خرج باتزيني والنتيجة 0 - 2؟»، أو «لماذا الدفع بكامبياسو وليس بولي بصحبة بالومبو بعد الأداء الجيد للاعب سمبدوريا السابق أمام باليرمو؟»، و«لماذا الدفاع وكفى والانتهاء بالانحصار وبالتالي من دون أي هجوم لفريق مثل روما؟»، «ولماذا لاعب وسط يبدأ المباراة ويكون قليل البناء هكذا؟». سيتحدث رانييري والفريق في هذا أيضا، من دون إغفال الأفكار والتساؤلات. مع الإجابات التي ستكون ضرورية من أجل الانطلاق مجددا، ويأمل موراتي التماسك مجددا.

كما أن عودة شنايدر ستكون أساسية، وسيكون مهما أن يتحدث ويسلي لغته الخاصة من أجل ربط الفريق الممزق، وسيتعين على رانييري بناء فريق الإنتر حوله، الآن أكثر من أي وقت مضى. وربما جعل اللاعب الهولندي يركض أقل ووضع من يمتلك طاقة أكبر لمساندته. من ناحية الأداء، فإن المباراة التي يمكن استخلاص مؤشرات طيبة منها هي تلك التي واجه فيها ليتشي، ولعب الإنتر وصنع ست فرص للتهديف، ثم خسر لكنه لعب كرة قدم. ولم تهتز شباكه فقط.

سباليتي، بلان والمركز الثالث: لكل ما سبق، تعود مجددا إلى السطح أسماء من أجل المستقبل. ويعلم رانييري (وهو غير سعيد بسوق الانتقالات الأخيرة) أن عالم التدريب يسير هكذا، لأنه يظهر من فرنسا مجددا صوت بلان ومن الشرق صوت سباليتي والذي لم يجدد عقده بعد مع زينيت بطرسبورغ الروسي. رانييري يعلم ذلك، أن الإنتر سيكون فريقه في الموسم المقبل فقط لو وصل إلى دوري الأبطال.

موراتي: في زيارة مفاجئة لماسيمو موراتي، رئيس الإنتر، الذي عانى للتو من صدمة الهزيمة الساحقة أمام روما صرح الرئيس في الملعب الرئيسي «فياريجيو كاب»، قائلا «لا أعتبر ما حدث في مدينة روما مباراة كرة قدم، لذا لن أحكم عليها، فإذا تعين علي فعل ذلك فسيكون حكما قاسيا». فقد كانت مرارة الهزيمة برباعية تجعل الرئيس على صفيح ساخن يخفف من برودة الطقس من حوله، ولقد وصل موراتي إلى الملعب الرئيسي حينما بدأ فريق الناشئين للتو مباراة افتتاح نسخته الـ64.

دون الاستماع لرانييري: وقد ذهب الرئيس ليجلس بين ماريو كورسو وتارشيزيو بورنيتش، مسؤولي الإنتر حاليا ونجومه المتألقين سابقا، كما لو كان يطلب مسكنا للألم من فريق الإنتر الكبير الماضي. وقد استقبله العضو المنتدب إرنيستو باوليللو بابتسامة، وحاول موراتي الذي أدعى عدم إنصاته لرانييري تفسير أحد الظروف المحيطة، قائلا «كانت مباراة سيئة، ولكن شخصا ما عليه أن يفهم أن الدوري ما زال طويلا، وفي الملعب عليك إضفاء روح الفريق».

مباراة الهزيمة: يقاتل فريق ناشئي الإنتر في الملعب، ولكن الفريق البلجيكي متفوق بالفعل، وبينما يلعب الإيطاليون الهجمات المرتدة ترتعد المدرجات من الخوف. ولكن على العكس تختلف بشكل واضح معاناة فريق الإنتر الأخيرة أمام ليتشي وباليرمو وروما من خلال الهزيمة في مباراتين والتعادل في مباراة (علاوة على إقصاء فريق نابولي للإنتر من بطولة كأس إيطاليا). كما واصل الرئيس حديثه، قائلا «إلى ماذا يرجع التحول من سبع مباريات إلى الهزيمة السوداء؟ لست منجما، ونعقد الاجتماعات في الإدارة لكي نفهم السبب، وليس لدينا وقت لنهدره. ولقد أهدرنا في ليتشي الكثير من فرص تسجيل الأهداف. وأعتبر التعادل 4 - 4 أمام باليرمو فوزا. بينما كانت الهزيمة الأسوأ في استاد أولمبيكو، وبدا أن اللاعبين نزلوا إلى الملعب ظنا منهم أن الحكم يطلق صافرة انتهاء المباراة مثلما فعلت أيضا جماهير الإنتر الموجودة في الاستاد. وعلى هذا النحو دخل في مرمانا أربعة أهداف. ويعد صحيحا أن في مواجهة روما غاب عنا لاعبون مهمون، ولكن أداء الإنتر كان سيئا للغاية بشكل غير مقبول، حيث لعب عناصر الفريق بشكل سيئ للغاية. فهي هزيمة وجرح يستحق النسيان، وعلى اللاعبين إظهار الروح الصحيحة لتجاوز هذه الأزمة».

فريق المستقبل في يونيو: ولقد أوضح الرئيس فكرا محددا بعدها بقليل في ميكروفونات قناة الإنتر، قائلا «لا يتغير كل شيء في ضربة واحدة لأن اللاعبين ذوي الخبرة يعرفون اللعب جيدا حتى الآن. وبالتأكيد في يونيو المقبل سنحدد شكل فريق الإنتر المستقبلي بطريقة أفضل، ولكن علينا لعب هذا الموسم أولا، وإذا واجهناه جيدا فسيصبح الوضع أفضل». إذن، يتعين على الإنتر اللعب الآن دون إعادة تأسيسه ودون الندم على عدم استغلال فرصة تعادل اليوفي والميلان، حيث أنهى موراتي حديثه، قائلا «لا بأس، كان من الممكن أن يسوء الوضع أكثر من ذلك».