الاتفاقي السابق عبد الله يحيى: لن أنسى رباعيتنا الكبيرة في شباك الهلال قبل 45 عاما

أول محترف سعودي خارجيا طالب نجوم فريقه باحترام المنافس وعدم الخشية من النهائي

TT

استعاد لاعب فريق الاتفاق السابق عبد الله يحيى، الذي مثل الفريق منذ عام 1963 وحتى عام 1981، ذكريات مسيرته الرياضية مع الاتفاق التي تكللت بتحقيق البطولات، حيث أبان أن البطولة الأغلى بالنسبة له كانت مع فريقه الاتفاق أمام الهلال في نهائي كأس الملك، وهي البطولة التي تمكن الاتفاق من الظفر بها عام 1967 بعد أن تمكن من الفوز على الفريق العاصمي بأربعة أهداف مقابل هدفين.

وشدد عبد الله يحيى في حوار لـ«الشرق الأوسط» على أن لاعبي الاتفاق بحاجة اليوم لاحترام منافسهم الهلال حتى يستطيعوا الفوز بكأس ولي العهد، مشيرا إلى أن الاحترام يجب ألا يصل إلى حد الخشية من المنافس، بل أن يكون في إطار الند للند فقط، حيث طالب اللاعبين باللعب بروح عالية وحماس كبير وبذل أكبر قدر ممكن من الجهد لملامسة الذهب الذي غاب عن الاتفاق منذ فترة طويلة، موضحا أنه في هذا الموسم يستمتع كثيرا بالأداء الذي قدمه لاعبو الاتفاق سواء في مباريات كأس ولي العهد أو في منافسات دوري زين السعودي للمحترفين، مضيفا «أكبر دليل على روعة الأداء الاتفاقي وجماليته وقوته وصول الفريق إلى المباراة النهائية لكأس ولي العهد، إلى جانب وجوده ضمن الأربعة الكبار في دوري زين السعودي»، مشيدا في الوقت نفسه بالعمل الكبير الذي يبذله مدرب الفريق الكروي الأول بناديه الكرواتي برانكو إيفانوفيتش، حيث إنه نجح في جعل الاتفاق قوة لا يستهان بها بين مصاف الأندية السعودية.

الكثير من الأمور تطرق لها لاعب الاتفاق السابق، مثل تجربته الاحترافية القديمة مع النادي الأهلي الإماراتي، إلى جانب تعامل الإدارة معهم كلاعبين في تلك الحقبة من الزمن، وهو ما تجدونه في هذا الحوار الخاص لـ«الشرق الأوسط».. وإليكم التفاصيل:

* مسيرة عبد الله يحيى الرياضية طويلة ومليئة بتحقيق البطولات، حدثنا عن شيء من ذكرياتك في النهائيات بمناسبة لقاء اليوم..

- إحدى ذكرياتي الجميلة كانت في المباراة النهائية لكأس ولي العهد أمام فريق الاتحاد عام 1965 في مدينة جدة، وحققنا فيها الفوز بثلاثة أهداف نظيفة في مباراة ستبقى محفورة في ذاكرتي، لأننا وصلنا إلى جدة في نفس يوم المباراة حيث تقرر انطلاق النهائي بصورة مفاجئة، وألزمونا بالسفر إلى مدينة جدة في نفس اليوم، فكنا نعاني من إرهاق السفر ورغم ذلك فقد حققنا الفوز بثلاثية أمام فريق كبير كالاتحاد، فتلك المباراة تعتبر أبرز ذكرياتي الرائعة في اللقاءات الختامية.

* هل التقيت بالهلال المنافس القادم لناديك الاتفاق في لقاء نهائي اليوم، ومتى كان ذلك؟

- البطولة الأغلى بالنسبة لعبدالله يحيى طوال مشواره الرياضي مع نادي الاتفاق كانت عندما التقينا بنادي الهلال في نهائي كأس الملك في عام 1967 وتمكنا يومها من تحقيق فوز عريض على ناد كبير كنادي الهلال حيث فزنا يومها بأربعة أهداف مقابل هدفين في مباراة تاريخية استطعنا فيها أن نتفوق فيها على الهلال الذي يعتبر من أفضل فرق السعودية وحققنا كأس الملك حينها.

* كيف كان تعامل إدارة النادي معكم حينها.. وهل كنتم تجدون منها الدعم الذي تحتاجونه؟

- تعامل الإدارة معنا في ذلك الوقت كان راقيا ينبع من احترام الجميع لبعضهم بعضا، فلم يكن هنالك أي فرق بين لاعب كبير وآخر أقل شهرة وصيتا منه، وهذا كان من أهم أسرار تفوق الاتفاق في تلك الفترة، كما لا أنسى أن قيادة الاتفاق في تلك الحقبة كانت لإداريين مرموقين لديهم الخبرة والدراية الكاملة والرغبة الصادقة لخدمة الكيان الاتفاقي، حتى استطاعوا أن يبنوا له مجدا ويتركوا بصماتهم ظاهرة للعيان على جدرانه.

* حدثنا عن تجربتك الاحترافية في النادي الأهلي الإماراتي التي تعتبر من أقدم التجارب الاحترافية في تاريخ الكرة السعودية..

- كانت تجربة مفيدة لي وناجحة، بالانتقال من الهواية إلى الاحتراف كأول من عرف ذلك من بين لاعبي السعودية.. حيث تمكنت من الاستفادة من هذه التجربة كثيرا، فكان لها تأثير كبير في مسيرتي الرياضية، إذ إنني تعرفت على ثقافة مجتمع جديدة، وأساليب لعب مختلفة عندما لعبت في الإمارات، ومن أجمل ذكرياتي أنني تمكنت من تحقيق كأس رئيس الإمارات أثناء مشاركتي هناك، وهو أمر رائع تشرفت به.

* ما هو الفرق بين لاعبي الأمس واليوم؟

- عندما تسألني عن الفرق بين لاعبي الكرة في الأمس واليوم، أقول لك بكل صدق إن هنالك فرقا كبيرا من حيث الملاعب المجهزة والمعسكرات المريحة والمدربين الكبار، والأهم نعمة الاحتراف التي صنعت الفارق بالنسبة للاعبي اليوم، وكل هذه المميزات كانت مفقودة أيام الجيل الذي كنا نلعب فيه، لكننا كنا نلعب حبا في اللعبة ولإشباع رغباتنا وهواياتنا ولذلك كانت فترتنا مميزة وزاهية وطافحة بالجماليات والذكريات الرائعة.

* كيف تجد فريق الاتفاق في وقتنا الحالي؟

- فريق الاتفاق بنجومه الحاليين قادر على تحقيق كل الطموحات المرجوة، فالفريق يضم لاعبين متميزين يمتلكون الموهبة والاستعداد البدني والموهبة الفطرية، ونجد بجانب ذلك إخلاصهم الكبير لشعار نادي الاتفاق وحبهم لجماهيره، وأهم ما يميز فريق الاتفاق في هذه الفترة أنه يضم لاعبين شبابا مجتمعين مع عناصر خبرة مميزين، فعندما نجد في الفريق خليطا بين عنفوان الشباب والخبرة المميزة فهذا الأمر هو الذي يسهم بصورة كبيرة في تطوير المستوى من مباراة إلى أخرى، وفي تقديري أن الفريق الاتفاقي مؤهل حاليا لإحراز كأس ولي العهد أكثر من أي وقت مضى، وهو قادر على إعادة السيناريو القديم الذي مر عليه أكثر من 46 عاما من الزمن.

* ما الذي يحتاجه الاتفاق لتحقيق بطولة كأس ولي العهد اليوم أمام نادي الهلال؟

- يحتاج لأقصر الطرق لتحقيق اللقب المتمثلة في احترام المنافس وفي الوقت نفسه عدم خشيته بشكل مبالغ فيه، بالإضافة إلى اللعب بروح معنوية عالية وبذل أكبر قدر من الجهد والعطاء لا سيما أن الاتفاق سيواجه واحدا من أفضل الفرق في تاريخ الكرة السعودية وهو الهلال، لذلك أستطيع أن أقول إن جماهير الكرة موعودة بلقاء نهائي تتوافر فيه كل مقومات المتعة والإبداع والتشويق.

* من يعجبك من اللاعبين الموجودين الآن في نادي الاتفاق؟

- كل نجوم الاتفاق الحاليين يمتعونني ويمتعون الجماهير، وأكبر دليل على ذلك انتصاراتهم المتوالية ومستوياتهم الكبيرة المصحوبة بأداء فني رائع في الملعب، والمستويات التي قدموها قاموا بتتويجها بالوصول إلى نهائي كأس ولي العهد والبقاء مع أفضل أربعة فرق في دوري زين السعودي للمحترفين.

* كيف تجد عمل مدرب الفريق الكرواتي برانكو إيفانوفيتش، خاصة أن النقاد يصفون عمله بسر ما يقدمه الاتفاق هذا الموسم؟

- المدرب برانكو مدرب كبير وقدير، بالفعل عمله له جزء كبير في ما يتعلق بأداء الاتفاق هذا الموسم، وأقول لكم إن شهادتي فيه مجروحة، فالرجل أعماله تتحدث عنه وأترك تقييمه للمراقبين والنقاد والمتخصصين في الأمور الفنية، لأنه قدم شيئا طيبا ونال محبة اللاعبين والجماهير الاتفاقية.

* أخيرا، هل هناك شيء تود قوله؟

- أشكركم في جريدة «الشرق الأوسط» على هذه الاستضافة الرائعة ومحاولة إعادتي إلى ذلك الزمن الجميل، وأقول من هذا المنبر لكل لاعب صاعد يعشق اللعبة إنه يجب أن يتفانى في التمارين ويعطي اللعبة كل ما تستحق من اهتمام، وأن يعمل على تطوير مستواه ويبتعد عن كل ما من شأنه أن يؤثر على مسيرته الكروية، لا سيما أن الكرة باتت مصدر رزق مهما في ظل عالم الاحتراف.