الاختصاصي النفسي إبراهيم الصيني: «المثلث السحري» مربط الفرس في النهائي الكبير

قال إن عامل الأرض والجمهور يقف مع الهلال.. و«الوقت» سلاح الاتفاق المثير

TT

في المباريات النهائية والمصيرية الحاسمة كالتي تجمع فريقي الهلال والاتفاق مساء اليوم «الجمعة» في نهائي كأس ولي العهد السعودي يكون للجوانب النفسية دور مهم في تحديد هوية البطل إضافة إلى ما يُقدمه الفريق من أمور فنية داخل الميدان، و«الشرق الأوسط» بدورها فتحت العديد من الملفات المهمة المتعلقة بنهائي كأس ولي العهد مع اختصاصي تطوير القدرات والتنمية البشرية الدكتور إبراهيم الصيني، الذي علق على نقاط كثيرة بهذا الشأن، إضافة إلى الحديث عن منافسات دوري زين السعودي والذي دخل منافسات الحسم وتحديد هوية البطل.

«اللحظة الحاضرة»: في البداية أشار الدكتور الصيني إلى أن النهائي الذي جمع الفريقين في موسم 2008 ليس له علاقة بالنهائي اليوم، فالفريق الناجح والإنسان الناجح يعيش اللحظة الحاضرة والحكم يكون على آخر تجربة، فالاتفاق خاض تجربة أمام النصر وانتصر، والهلال أمام القادسية وانتصر، وهذا سيكون له أثر في المواجهة، ودائما وأبدا الحاضر لا يساوي الماضي إلا في حالة واحدة، إذا الشخص أحضر الماضي لحاضره بطريقة تفكيره فهنا يكون الماضي مستمرا، وهنا يكون تنازع بين الاثنين، فالاتفاق إذا عاش الماضي وأنه مهزوم لن ينجح في الحاضر، ولا بد أن يدرك الهلال أن الاتفاق ليس كـ2008 فهناك فرق كبير جدا، فالاتفاق مستواه في تصاعد رهيب ولاعبوه يخلقون تجانسا سريعا وعجيبا فيما بينهم، فهو يعزف سيمفونية حقيقية داخل الملعب، والتي تسير في هدف واحد لتؤدي نغمة، وهذا ما يحدث من جهد جماعي يظهر الفريق بهذه الصورة.

«فرصة وقطف ثمرة»: عنوان لمدربي الفريقين الكرواتي برانكو مدرب الاتفاق والتشيكي هاسيك مدرب الهلال، فالفرصة موجودة عند مدرب الهلال وقطف الثمرة يملكها مدرب الاتفاق، فمدرب الهلال حضر على مباراة وفرصة ذهبية له فهو من خلالها يستطيع أن يضع عقله أمام الجميع، ويظهر فكره التدريبي وهذا بمثابة اختبار القبول للبطولات الآسيوية والمحلية المتبقية، أما مدرب الاتفاق فهو يبحث عن قطف ثمرة الجهد الذي بدأ فيه من بداية الموسم، فأصبح الصراع بين صاحب الفرصة وقطف الثمرة فالأول طريقه طويل (برانكو) وعدم أخذه للبطولة سيؤثر عليه لأنه بذل مجهودا من بداية الموسم، أما مدرب الهلال «إيفان» فلن يؤثر عليه كما سيتأثر مدرب الاتفاق ولكنه سيؤثر على بداياته لأن البدايات مهمة «الفواتح عنوان الخواتم ومن صحت بدايته صحت نهايته»، مواصلا حديثه: مدرب الهلال بدأ بمباريات الدوري لكن الآن جاء الدور على النهائيات، وفكر البدايات عن النهائيات يختلف وإذا دخل هذه المواجهة على أنها كأي مواجهة فهذا ليس تفكيرا صحيحا، أما إذا فكر أنه جاء على إنجاز إما أن يضيف له أو ينقص منه فهذا هو الفكر السليم، والإنسان في المنطقة الضيقة تظهر قدراته وأنت أمام مباراة واحدة فقط وبعدها إنجاز، فهنا تظهر القدرات، مضيفا: هذه الفرصة وقطف الثمرة تنطبق أيضا على مركز الحراسة في الفريقين فالحارس السبيعي يسعى لقطف الثمرة، كونه مستمرا من بداية الموسم أما في الهلال فهناك تنازع لإثبات الوجود بين العتيبي وشراحيلي فهناك يبحث عن قطف ثمرة وهنا عن قنص فرصة.

«مباراة المثلثات»: هناك العديد من المثلثات في هذه المباراة بالنسبة للفريقين من يفعلها بطريقة مثالية سيكون هو المنتصر في هذه المواجهة، المُثلث الأول مكون من (القائد الروحي والقائد الفني والقائد الميداني) فالروحي جانب إداري ومتعلق بها، أما الفني فهو جانب تدريبي وتكتيكي من قبل المدرب ومساعديه، أما القائد الميداني فهنا تتعلق بكابتن الفريق وما يفعله داخل الميدان، أما المثلث الآخر فهو «مثلث القوة الضاربة» وهذا خاص باللاعبين وداخل الميدان فمثلث القوة الضاربة في الاتفاق (حمد الحمد والأرجنتيني تيغالي ويوسف السالم) وفي الهلال (محمد الشلهوب وفيلهامسون والمهاجم الكوري الجنوبي).

«صراع الأفضلية والضربة القاضية»: بناء على الإحصائية التي تقدمها «الشرق الأوسط» اليوم والمتعلقة بعدد مرات الفوز حيث يظهر انتصار الهلال في 19 مواجهة منذ 2001 على الاتفاق، وذلك حتى آخر مواجهة جمعت بين الفريقين في حين سجل الاتفاق انتصارا وحيدا، قال الدكتور الصيني: من خلال الإحصائية يظهر أن الهلال بحاجة للفوز كل مرة لأجل أن يثبت تفوقه، أما الاتفاق فهو بحاجة لأن يفوز مرة واحدة، فالاتفاق لو انهزم وفقد البطولة لن تكون لديه مشكلة كفريق الهلال في حال لو انهزم، فهذا عامل نفسي خطير ومهم، والإنسان الذي يحتاج للفوز في مرة واحدة أسهل ممن يحتاج إليها كل مرة، فكما ذكرت؛ الهلال بحاجة لأن يفوز كل مرة في حين أن الاتفاق يحتاج للضربة القاضية.

«وجهان لعملة واحدة»: دائما الإنسان يبني على آخر تجربة والتي كان فيها الاتفاق يلعب للمتعة، والهلال يلعب تحت الضغط والحصول على النقاط وملاحقة قطار الصدارة، ونتيجة لذلك بعد المواجهة سيكون لاعبو الهلال بذلوا مجهودا أكبر من لاعبي الاتفاق، فلهذا لو استغل الأخير الفرصة سيكون جانبا إيجابيا له، أما الهلال فلو عكس القاعدة في المباراة ولعب لأجل المتعة وقلب القاعدة فسيكون وضعه أفضل وأقرب للفوز، ووقت المتعة لا تشعر بالألم لأن العامل النفسي يلعب دورا كبيرا في هذا الجانب وتصبح المتعة طاردة للألم، أيضا التجربة التي صاحبت المتعة يتمنى الشخص تكرارها.

«قاعدة العشرين المُركزة»: مهم جدا الـ10 دقائق الأولى في مباريات الكؤوس والحسم إضافة لأهمية الـ10 دقائق الأخيرة، فهنا لدينا قاعدة 20-70 فهي العشرون المركزة، بمعنى أن المباراة تسعون دقيقة والمهم منها العشر الأولى والعشر الأخيرة، واللعب السريع إضافة لمن يمتلك لاعبوه المهارات والحلول الفردية سيكون مهما في هذه الدقائق، أيضا الهلال في نهائي النسخة الماضية عندما فكر في الأهداف أحرز الكأس أمام الوحدة، وهذا الهلال دائما عندما يفكر في الأهداف يفوز ولا يستطيع الفريق الثاني ملاحقته، لكن الاتفاق إذا تمكن من تسجيل هدف مبكر في الهلال سيختلف الوضع كليا.

«فيلهامسون والحارثي والحمد والسبيعي.. تحت المجهر»: البداية مع السويدي فيلهامسون في الهلال الذي عاد للهلال مجددا هل سيكون فيلهامسون كما هو مؤثرا وفعالا أم سيبحث عن نفسه من جديد، وأضاف: فيلهامسون هو ذات اللاعب ومع ذات الفريق والمنافسة هي نفسها لا تتغير، وما يفتقده فيلهامسون هو التوليفة الثلاثية في الخارطة الجديدة للهلال، فهو ينتظرها رغم أنه ليس جديدا على البيت الأزرق ولكنه فقدها بسبب رحيل اللاعبين «ياسر القحطاني ورادوي»، أما سعد الحارثي والذي ستكون البطولة الأولى له مع الهلال إذا حققها ومدى التأثير النفسي السلبي في حال لم يحقق الهلال البطولة، مواصلا حديثه: لا بد أن يفصل الجميع بين «البطل والبطولة» فالبطل سعد الحارثي، وإذا تم الربط بين الاثنين تتأثر بالمباراة، وإذا تم الفصل بين الاثنين سيكون تأثيره إيجابي فيها ويجب على الحارثي عدم ربط ذاته بحادثة معينة، وعن لاعبي الاتفاق وبالأخص حمد الحمد وفايز السبيعي وعدم انضمامهما للمنتخب وهل ذلك سيؤثر عليهما سلبا أم إيجابا، قال الدكتور: هذا يعود بحسب طريقة تفكير الشخص، فالبعض عندما تذهب الفرصة يبحث عن خلق فرصة جديدة أما البعض فهناك صعوبة في خلق فرصة جديدة له، وهنا يتوقف الطموح وتصبح مشكلة ويتضح التأثير على اللاعب.

«سلاح الأرض والجمهور»: المباراة تقام في الرياض وبين جماهير الهلال وهذا له دور كبير وفعال، فالأرض والجمهور من قوانين الاحتمالات التي تزيد احتمالات النجاح في حالة واحدة، فالأرض والجمهور سلاحان مرتبطان بالدقائق، فالاتفاق بجانبه دقائق المباراة، والهلال بجانبه المدرج فكلما مضى الوقت والهلال لم يسجل أو يفعل شيئا سيؤثر جمهوره بالضغط النفسي عكس الاتفاق، الذي ينتظر ويستفيد من مضي الوقت بالضغط النفسي على لاعبي الهلال.