كابيللو: استقلت لشعوري بالإهانة والتعدي على سلطاتي

الإعلام الإنجليزي يرحب برحيل مدرب منتخب إنجلترا ويطالب بريدناب بديلا

TT

أعرب الإيطالي فابيو كابيللو الذي استقال من منصبه كمدير فني للمنتخب الإنجليزي لكرة القدم، عن استيائه من الأسلوب الذي تعامل به الاتحاد الإنجليزي معه، وأشار إلى أنه تعرض للإهانة والتعدي على سلطاته فقرر الرحيل.

وكان كابيللو قد اجتمع مع رئيس الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم ديفيد برنستين واليكس هورن الأمين العام في استاد ويمبلي لمناقشة قرار الأخير بسحب شارة قيادة المنتخب من مدافع تشيلسي جون تيري حتى يمثل أمام المحكمة في يوليو (تموز) بسبب اتهامه بتوجيه إساءة عنصرية إلى انطون فرديناند مدافع كوينز بارك رينجرز، إلا أن كابيللو اعتبر ذلك من صميم سلطاته فقرر الاستقالة.

وقال برنستين إن رحيل كابيللو «أمر مؤسف» ولكن الاتحاد الإنجليزي «لديه الحق الكامل» في قرار تجريد تيري من شارة قيادة المنتخب فيما يتعلق بمحاكمة مدافع تشيلسي عقب يورو 2012 بسبب الادعاءات حول الإهانة العنصرية. وأضاف «فابيو حقق سجلا رائعا، وعقدنا جلسة صريحة للغاية معه وكانت متحضرة للغاية، وفي النهاية قرر الاستقالة».

وأوضح كابيللو أن تصرفات الاتحاد الإنجليزي سهلت عليه كثيرا قرار الرحيل، وقال: «لقد أهانوني حقا وأضروا بسلطاتي»، مشيرا إلى أن «أكثر ما صدمني وأجبرني على اتخاذ هذا القرار كان المخالفة الصارخة لمبدأ العدالة الإنجليزية، بالنظر إلى أنهم أول من يقول إن المتهم بريء حتى تثبت إدانته». وتابع: «في قضية تيري، أهانوني بشكل خطير وأضروا بسلطاتي في إدارة الفريق، مما خلق مشكلة بالطبع للفريق.. أنا لم أسمح قط بأي تجاوز للحدود، لذا كان من السهل علي أن أحسم قراري بالرحيل».

ويبدو أن الصحف الإنجليزية التي طالما هاجمت كابيللو كانت تتوقع القرار لدرجة أنها أجمعت أمس على المطالبة بالتعاقد مع هاري ريدناب مدرب توتنهام حاليا بديلا له لقيادة الأسود الثلاثة في نهائيات كأس الأمم الأوروبية المقررة الصيف المقبل في بولندا وأوكرانيا. وعنونت صحيفتا «الصن» و«دايلي ميرور» باللغة الإيطالية «اريفيديرتشي» أي وداعا. وأضافت «الصن»، «الآن يجب أن يمنح هذا المنصب إلى ريدناب البريء»، في إشارة إلى تبرئة محكمة لندن لمدرب توتنهام من تهمة التهرب الضريبي بعد 3 أسابيع من المداولات. وأشادت الصحيفة بريدناب واعتبرت أنه «خيار الشعب واللاعبين لإنقاذ منتخب إنجلترا»، خصوصا بعد العروض المخيبة التي قدمها المنتخب الإنجليزي في كأس العالم الأخيرة في جنوب أفريقيا وخروجه أمام ألمانيا من الدور الثاني بعد خسارة قاسية 1 - 4.

أما «دايلي ميرور» فأضافت بتهكم متوجهة إلى المدرب الإيطالي بـ«التوفيق»، مشيرة إلى أن عهد كابيللو «تميز بنوع من الارتباك، وسوء العروض وبلا مبالاة». واعتبر الكاتب في «دايلي ميرور» مارك لاورنسون أن ريدناب يستطيع أن يجلب «الشغف والأسلوب والرغبة في تحقيق الانتصارات التي كان يفتقدها عهد كابيللو».

وكان لسان حال «الغارديان» مماثلا بقولها «لم يكترث فابيو كابيللو إطلاقا في تعلم اللغة الإنجليزية، ولم يشأ معرفة المزيد عن إنجلترا، يبدو أن أجره السنوي الذي يقدر بـ9.5 مليون دولار لم يكن كافيا له للتعرف أكثر على ثقافة هذه الدولة التي سلمته منتخبها الوطني في محاولة للظفر بلقب كبير». واعتبرت «التايمز» أن ريدناب «وجد من أجل هذا المنصب»، وأضافت «نتمنى التوفيق لهاري ريدناب، لأنه في حاجة إلى الحظ».

من جهته عبر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عن أسفه لاستقالة كابيللو وقال كاميرون: «أنا آسف لرحيل فابيو. أعتقد أنه كان مدربا جيدا ورجلا جيدا أيضا. لا أعتقد أنه كان محقا في قضية جون تيري. لا يمكنك أن تكون قائدا للفريق وهناك سؤال كبير لا توجد إجابة عنه». وتابع كاميرون: «تحتاج إنجلترا إلى مدرب جديد وقائد جديد، وآمل أن نستفيد من فرصتنا هذا الصيف (في كأس أوروبا 2012». وحول إمكانية تولي هاري ريدناب مدرب توتنهام مهمة تدريب المنتخب، قال كاميرون: «عندما يعين رئيس الوزراء مدرب منتخب إنجلترا، سيكون يوما سيئا للغاية لكرة القدم، لكني متأكد أننا سنجد مدربا جيدا».

من جانبه أعلن هاري ريدناب المرشح الأوفر حظا لخلافة كابيللو أنه «مركز على توتنهام». وقال لشبكة «سكاي سبورت» البريطانية أمس: «لا أعرف شيئا عن منتخب إنجلترا، لم أفكر أصلا في ذلك. لدي عمل أقوم به مع توتنهام. أنا أركز على توتنهام. مسؤولو النادي كانوا رائعين معي. لن يكون عادلا أن أركز على موضوع غير توتنهام». كما اعتبر ريدناب الذي تمت تبرئته من التهرب من دفع الضرائب قبل ساعات قليلة من إقالة كابييلو، أنه «مذهول ومتفاجئ» لاستقالة المدرب الإيطالي في هذا التوقيت: «لم أتوقع ذلك.. كنا نعرف أنه سيرحل في الصيف (بعد كأس أوروبا)، لكننا لم نعتقد أن ذلك سيحصل الآن».

وفي موضوع خلافة كابيللو، قال ريدناب: «لم أفكر في ذلك. سيتخذون (الاتحاد الإنجليزي) قرارهم وآمل أن يكون الأمثل للبلاد. لكن كما قلت، أركز الآن بشكل كامل على توتنهام».

وكان ريو فرديناند وواين روني نجما مانشستر يونايتد من اللاعبين الإنجليز الذين طالبوا بتعيين ريدناب مدربا للمنتخب. وكتب فرديناند مدافع إنجلترا عبر صفحته على موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي «أعتقد أننا بحاجة الآن إلى مدرب إنجليزي. لا نريد ضياع أي شيء في الترجمة بعد الآن.. هاري ريدناب هو اختياري المفضل تماما».

ووضعت استقالة كابيللو المنتخب في وضع صعب قبل أربعة أشهر فقط من نهائيات كأس الأمم الأوروبية حيث ينتظر أن يخوض الفريق مباراة إعدادية أمام نظيره الهولندي في استاد ويمبلي اللندني في 29 فبراير (شباط) الجاري، تقرر أن يقوده خلالها ستيوارت بيرس مدرب منتخب إنجلترا تحت 21 عاما ومدرب المنتخب الأولمبي وهو الذي كان يعمل أيضا مساعدا لكابيللو في المنتخب الأول ويعلم خطط الإعداد للنهائيات الأوروبية التي ستقام في بولندا وأوكرانيا في الصيف المقبل.

وكان كابيللو قد صرح لقناة «راي 1» الإيطالية قبل أيام، قائلا: «إنني لا أتفق على الإطلاق مع قرار الاتحاد الإنجليزي حول جون تيري وقلت ذلك لرئيس الاتحاد».

حينها، قال كابيللو الذي حصل على مساندة المدير الفني لمانشستر يونايتد ورمز الكرة الإنجليزية المدرب المخضرم أليكس فيرغسون، «اعتبرت تيري وما زلت أعتبره قائد إنجلترا. أعتقد أنه علينا أولا انتظار انتهاء القضية». وينتهي عقد كابيللو بنهاية بطولة الأمم الأوروبية، التي تقام خلال الفترة بين الثامن من يونيو (حزيران) إلى الأول من يوليو (تموز).

وتولى كابيللو تدريب إنجلترا في يناير (كانون الثاني) 2008 بعد فشل المنتخب الإنجليزي في بلوغ نهائيات بطولة أوروبا تحت قيادة ستيف مكلارين. وانتهت مباراته الأولى وكانت ودية ضد سويسرا قبل أربع سنوات بالفوز 2 - 1 وقاد إنجلترا في 42 مباراة حقق الفوز في 28 منها وتعادل ثماني مرات وخسر ست مباريات فقط. وضمن هذه المباريات الست كانت الخسارة الثقيلة 4 - 1 أمام ألمانيا في نهائيات كأس العالم قبل 18 شهرا. وكانت هذه أسوأ هزيمة للمنتخب الإنجليزي في النهائيات وأدت إلى دعوات بإقالة المدرب الإيطالي.

واحتفظ كابيللو بوظيفته وقاد إنجلترا بسجل خال من الهزيمة إلى نهائيات بطولة أوروبا هذا العام في بولندا وأوكرانيا. وحفلت مسيرة كابيللو مع إنجلترا بالكثير من مراحل الصعود والهبوط. وبعيدا عن كأس العالم كانت أقل هذه المراحل متعلقة بتيري. وتم تجريد تيري للمرة الأولى من شارة قيادة إنجلترا بعد مزاعم تتعلق بعلاقة خارج إطار الزواج مع الصديقة السابقة لزميله السابق في تشيلسي وين بريدج.

وأعاد كابيللو - الذي كان راتبه السنوي يبلغ ستة ملايين جنيه استرليني (9.5 مليون دولار) - تيري قائدا للفريق في مارس (آذار) الماضي. ومع ذلك أدت الواقعة الأخيرة إلى استقالة المدرب الإيطالي. وبعد أن لعب 32 مباراة دولية مع إيطاليا استمتع كابيللو بمسيرة مذهلة كمدرب. وأحرز لقب دوري الدرجة الأولى الإيطالي أربع مرات مع ميلانو ومرة واحدة مع روما بالإضافة للقبين في دوري الدرجة الأولى الإسباني مع ريال مدريد. كما قاد يوفنتوس لإحراز لقب الدوري الإيطالي مرتين متتاليين لكن تم تجريد النادي منهما لاحقا بسبب فضيحة تلاعب في نتائج المباريات.