يوفنتوس يهزم ميلان بثنائية كاسيريس في ذهاب نصف نهائي كأس إيطاليا

بداية جديدة للاعب الأوروغوياني على نغمة الأهداف مثلما فعل عام 2009

TT

أسقط يوفنتوس، متصدر الدوري الحالي، مضيفه ميلان، بطل الدوري 2 - 1 في ذهاب الدور نصف النهائي من مسابقة كأس إيطاليا لكرة القدم التي غاب لقبها عن خزائن الفريقين العملاقين منذ فترة طويلة.

وسجل الأوروغوياني مارتن كاسيريس هدفي يوفنتوس، بينما سجل ستيفان الشعراوي هدف ميلان.

وعلى ملعب سان سيرو تقدم كاسيريس بعد تسديدة من ماركو بورييلو صدها الحارس ماركو أميليا هدف يوفنتوس الأول في الدقيقة 53، ثم عادل ستيفان الشعراوي لميلان إثر تمريرة من ماسيمو أمبروزيني في الدقيقة 62، قبل أن يحقق كاسيريس الثنائية بعد تسديدة رائعة وقف أميليا حارس ميلان عاجزا وهو يتابعها بنظرة تدخل الشباك في الدقيقة (83).

وسعى روسونيري للاستفادة من عاملي الأرض والجمهور لكي يلحق بضيفه الهزيمة الأولى هذا الموسم والثأر منه بعد أن نجح اليوفي في الفوز عليه بثنائية نظيفة في المراحل الأولى من الدوري سجلها كلاوديو ماركيزيو في آخر ثلاث دقائق من المباراة.

وقد أثبت فريق يوفنتوس أنه يستطيع أن يركض، ويتجاوز، ويزأر حتى بصفوفه الثانية، وبالصفقات الجديدة التي شكك البعض فيها جدواها وبخاصة كاسيريس مسجل الهدفين.

ويبحث الفريقان عن تجديد الموعد مع اللقب بعد غياب طويل، إذ لم يتمكن ميلان من رفع الكأس منذ 2003 عندما توج بها للمرة الخامسة والأخيرة (من أصل 12 نهائي) بتغلبه في النهائي على روما (4 - 1 ذهابا و2 - 2 إيابا)، بينما يعود اللقب الأخير ليوفنتوس إلى عام 1995 عندما أحرزه للمرة التاسعة بفوزه في النهائي على بارما (1 - صفر ذهابا و2 - صفر إيابا)، علما بأن فريق السيدة العجوز بلغ النهائي للمرة الأخيرة والثالثة عشرة في مشواره عام 2004 حين خسر أمام لاتسيو الذي ودع نسخة هذا الموسم في الدور السابق على يد ميلان بالذات (1 - 3).

أما بالنسبة ليوفنتوس فهو وصل إلى دور الأربعة على حساب فريق العاصمة الآخر روما بالفوز عليه بثلاثية نظيفة.

ودخل ميلان ويوفنتوس إلى هذه المواجهة بعد اكتفائهما الأحد الماضي بنقطة واحدة في الدوري المحلي بتعادلهما مع طرفي المواجهة الثانية في نصف نهائي الكأس سيينا ونابولي على التوالي (صفر - صفر).

وكان المدرب ماسيميليانو أليغري يأمل أن يحسم لقاء الذهاب بنتيجة مريحة قبل السفر إلى تورينو لخوض لقاء الإياب يوم 21 مارس (آذار) المقبل، علما بأن الفريقين سيتواجهان في 26 الشهر الحالي على ملعب سان سيرو في المرحلة الخامسة والعشرين من الدوري المحلي.

واكتشف أليغري أن لديه فريقا أقل عمقا، وخاصة على المستوى المهاري. وأنه يتعين عليه استعادة بواتينغ وباتو وأكويلاني سريعا، وحينها سيوجد نوتشرينو أيضا والذي غاب عن لقاء أول من أمس للإيقاف.

إلى ذلك، يستمتع فريق اليوفي ومعه المدرب كونتي بالنجاح، حيث خاض 24 مباراة من دون هزيمة، وكذلك إثبات نجاح صفقات سوق الانتقالات الشتوية الأخيرة. بورييللو أبلى حسنا، وبادوين لم يكن خجولا أبدا، وكاسيريس كان مدهشا، وفي فصله الثاني بقميص اليوفي، نجح في التسجيل مرة أخرى في أول ظهور له (المرة الأولى كانت في موسم 2009 - 2010، وحينها سجل في روما أمام لاتسيو).

كانت لمسته بسيطة للغاية لتسجيل هدف التقدم بهدف نظيف، ثم الهدف الثاني العظيم، حيث انفجر بعدها نصف الاستاد، وبزغ جمهور يوفنتوس في كل مدرج. وصرح الوافد الجديد إلى اليوفي ونجم المباراة عقب اللقاء قائلا: «إنني سعيد، من أجلي ومن أجل الفريق». وكان قد تم الدفع بكاسيرس مكان ليشتيستاينر، وأبدى جاهزية لتغطية أي دور في الدفاع. هذا ما كان يبحث عنه المدرب كونتي، وهذا ما أقنع رئيس اليوفي أنييللي والمدير العام ماروتا لتغيير المسار نحو اللاعب الأوروغوياني الدولي على الرغم من وجود لاعب ثمين بين يديه وهو فريدي غوارين.

الآن، بات الدخول المباشر إلى دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل، هو الهدف الأدنى. هناك القليل ليتم القيام به، ويقول الملعب، إن يوفنتوس لديه خطوة أخرى، وبكلمات موجزة هو الأقوى. وجدير بالاحترام أيضا إدارة نادي لم تعد تخطئ ضربة واحدة بعد عام من التخبط. تهانينا للمدير الفني، أنطونيو كونتي الذي تمكن في ستة شهور من محو عامين كابوس، وأبعد عن معسكر الفريق الأشباح، والمخاوف والتواضع، وحمل إليه الشخصية، والإعداد، والكاريزما، فهو مدرب اللحظة».

ويختتم كاسيريس بعد أول ثنائية له: «لا يمكنني سوى التوجه لكونتي بالشكر، لقد اندمجت فورا، من دون مشكلات. والفضل يرجع للفريق الذي يحلق، ويعمل، ويتعاون في كل لحظة. بالفعل، ليست مشكلة أن أبلي حسنا في فريق هكذا».

على الجانب الآخر، لم يرد سلفيو برلسكوني رئيس الميلان الذي تحدى البرودة وكان موجودا في المقصورة الرئيسية للملعب، لكن إن كان قد شاهد المباراة في التلفزيون فلا يمكن أن يكون راضيا. بسبب النتيجة، وأيضا بسبب الأداء، هذا لأن الفريق الذي سمح لكاسيريس بالاختراق مرتين لم يظهر جدارته في الفوز. وتمثل الغيابات الكثيرة عذرا إلى حد ما لميلان، لكن الفريق لم يفز منذ 3 مباريات ولم يعد سان سيرو ذلك الحصن الصعب الذي رأيناه في عام 2011، فاثنتان من الثلاث هزائم التي تعرض لها في الشهر الأخير، جاءتا على ملعبه.

ظل ماسيميليانو أليغري مدرب ميلان، الذي يعاني نزلة برد، في المنطقة الفنية طوال المباراة في حالة هدوء ظاهري، ويمكننا فهم عدم إعجابه بفريق الميلان من تعبيراته أكثر من كلماته، حيث أقر بقوله: «في هذه اللحظة لا نلعب جيدا، ونسير بتشتت، علينا استعادة الكثافة والعمق، والهدف الثاني كان يمكن تجنبه، يحزنني الخسارة هكذا وإن كان اليوفي قد قدم مباراة طيبة. لكن للأسف لدينا إصابات ولا يمكننا إراحة أحد. حينما كانت النتيجة 1 - 1، انخدعنا بالرغبة في الفوز». لكن أليغري لا يريد سماع الحديث مجددا عن أزمة، وإن كان يقر بأنه «منذ فترة طويلة ولا يخسر الميلان ثلاث مباريات في شهر واحد، وبدأت تكون كثيرة بشكل زائد. أعرف قوة فريقي، إنها فقط لحظة صعبة، لا بد أن نبقى مطمئنين وسنخرج من الأزمة. ما زالت المباراة النهائية في المتناول وفي بطولة الدوري نحن في سباق مباشر ينبغي خوضه».

حافظ الميلان على إيقاعات منخفضة تماما وخاصة أنه احتاج للصفع من خلال هدف كاسيريس الأول من أجل النهوض من سباته وبدأ اللعب. تقريبا مثلما حدث مع نابولي، حينما منح طرد إبراهيموفيتش الدفعة للفريق، وهذا جانب آخر يحتاج للتحسين بحسب أليغري، ويتابع المدرب: «لقد تفاعلنا فقط بعد الهدف، ومن قبل كنا معتادين على الهجوم من البداية، لكن القيم لا تفقد في 15 يوما. إنني على يقين أنه حينما سنعود مكتملين سنبلي حسنا، وأنتظر مباراة نصف نهائي كبيرة في العودة وأداء كبيرا في دوري الأبطال مع الآرسنال». ثم تحدث أليغري بعدها عن اتصاله الأخير ببرلسكوني: «تحدثت إلى الرئيس، لكنه لم يعرب عن غضبه بسبب طردتي».

وفي المقابل، بالنسبة لكونتي، هي واحدة من الليالي الأكثر جمالا، وحينما يكون من السهل الاعتراف بالعمل الذي تم في شهور في الملعب، وحينما يتحرك الفريق بالذاكرة بغض النظر عن اللاعبين، حينما تكون النوتة الموسيقية التي يسيرون عليها أهم ممن يطبقونها، وحينما يكون الفريق ككل أعلى من الأفراد، فإن المدرب يكون سعيدا وراضيا بالفعل. كما تتوقف النتيجة أيضا على الأحداث، لكن أداء يوفنتوس في سان سيرو هو العرفان لعمل المدرب كونتي.

مع تغيير التشكيل جذريا، لم يفقد المدرب اهتمامه بالميلان أو الكأس. وإضافة إلى ذلك أشرك من يلعب أقل وكان في حاجة للظهور. يريد كونتي الفوز دائما، وكأس إيطاليا لا يمثل استثناء، وقد كافأ الملعب اختياراته، ويقول: «المجيء إلى سان سيرو لخوض مباراة نصف نهائي الكأس مع تغيير 8 لاعبين أساسيين كان ليبدو مغامرة ولو كنا خسرنا ربما كنت دفعت الثمن على المستوى الإعلامي، وكان ذلك ليقولوا إني قد بالغت. لكنني واصلت طريقي، أيضا احتراما للاعبين المذهلين الذين دائما ما كانوا متاحين. هذا داع للفخر والسعادة بالنسبة إلي، لأنه يظهر أن العمل القاسي الذي بدأ من أول يوم يؤتي ثمارا مهمة. بغض النظر عن النتيجة، لقد أعجبني كل شيء: الروح، والحماس، والتواضع وإنكار الذات والرغبة في الإذهال لدى هؤلاء اللاعبين».

الآن، مباراة النهائي أقرب، وإن كان كونتي لا يرى الأمر هكذا: «نظل بنفس احتمالية التأهل لأن الميلان قوي جدا، وتنتظرنا مباراة غاية في الصعوبة في استاد اليوفي. لكن كلي ثقة لأن فريقي متعطش ولا بد أن يكون كذلك، فمن منهم فاز بكأس إيطاليا؟ وبطولات أخرى؟ بخلاف ديل بييرو، بوفون وبيرلو، لا أحد فاز بشيء هنا. في الحياة لا بد أن يكون لديك حلم وفعل كل شيء من أجل تحقيقه. سنواصل العمل من أجل النجاح في ذلك». بفضل الصفقات الجديدة، هناك إمكانية أكبر لتحويل الحلم إلى واقع، ويختتم كونتي تصريحاته قائلا «كاسيريس أبلى بلاء حسنا للغاية في الشق الهجومي، لكن عليه تعلم الشق الدفاعي أفضل، فهو يحتاج للاندماج في آلياتنا. أعجبني بورييللو كثيرا، بادوين يعلم ما أريده ولم تكن لديه مشكلات».

لا أحد واجه مشكلات، هذا هو الجميل في فريق اليوفي والذي أنهى الأمسية مثلما يفعل كثيرا، محتفلا أمام مدرجات جماهيره.