أمواج الهلال العاتية تتحدى نواخذة الاتفاق في قمة البحث عن ذهب «ولي العهد»

دابو قال إن النهائي الكبير سيشهد صراعا خاصا بين قوة الوسط الأزرق وخطورة الهجوم الأخضر

TT

تشهد العاصمة السعودية الرياض، مساء اليوم، المباراة النهائية لكأس ولي العهد، التي ستجمع فريقي الهلال والاتفاق على ملعب الملك فهد الدولي في مواجهة يتوقع أن تظهر بأداء فني مثير للغاية، عطفا على المستويات والنتائج التي قدمها الفريقان في منافسات هذا الموسم، كما ينتظر أن تشهد المباراة حضورا جماهيريا كبيرا خاصة من أنصار الفريق الأزرق، الذي يلعب على أرضه وبين جماهيره، وهو الذي يسعى للاستفادة من ذلك لتحقيق لقبه الخامس على التوالي، في حين يبحث الفريق الاتفاقي عن رد اعتباره عندما خسر نهائي عام 2008 أمام الفريق الهلالي أيضا الذي انتصر آنذاك بنتيجة 2/ 0. وبالعودة لمشوار الفريقين في كأس ولي العهد هذا الموسم، نجد أن الهلال لعب مع الشعلة في دور الـ16، وتمكن من الفوز بنتيجة كبيرة قوامها 6 أهداف مقابل هدف واحد، قبل أن يلاقي غريمه التقليدي النصر في دور الثمانية ويتجاوزه أيضا بأربعة أهداف لهدف، ليتأهل للدور النصف النهائي ويواجه الاتحاد في الرياض ليتخطاه هو الآخر بهدفين دون مقابل، ليضمن بعد ذلك اللعب على كأس ولي العهد للمرة الخامسة على التوالي.

في المقابل، نجد أن الاتفاق افتتح مشواره في كأس ولي العهد بمواجهة الأنصار في دور الـ16 الذي تجاوزه دون عناء بهدفين دون رد، ليصعد لدور الثمانية ويلاقي نجران ويتمكن أيضا من إقصائه بثلاثة أهداف مقابل لا شيء، وفي الدور النصف النهائي واجه الاتفاق نظيره الأهلي على أرضه وبين أنصاره، ونجح فارس الدهناء آنذاك في خطف بطاقة التأهل للنهائي في الدقيقة الأخيرة من المباراة عندما تمكن مهاجمه الأرجنتيني تيغالي من ترجمة ضربة الجزاء التي حصل عليها الاتفاق في شباك الأهلي لينتهي اللقاء بفوز الاتفاق بنتيجة 2/ 1، ليصعد للقاء الهلال في المباراة النهائية اليوم.

الخبير الفني أمين دابو أوضح في رؤيته الفنية الخاصة لـ«الشرق الأوسط» مكامن القوة والضعف لدى كل فريق، إلى جانب الطريقة الفنية الأنجع لهما لكسب لقب كأس ولي العهد، بالإضافة إلى الأسلوب التكتيكي لكل مدرب، وإليكم التفاصيل:

أكد دابو أن مواجهة اليوم التي ستجمع الهلال والاتفاق في نهائي كأس ولي العهد ستكون صعبة للغاية على كلا الفريقين، بحكم أن مباريات الكؤوس يحدث فيها الكثير من المتغيرات سواء قبل أو أثناء المباراة، حيث يتدخل فيها الجانب الفني بشكل كبير في رسم التكتيك المناسب، ولو تحدثنا عن الفريقين من حيث الاستقرار الفني نجد أن الاتفاق هو الأكثر استقرارا من الهلال، إذ إن مدربه الكرواتي برانكو حاضر معه منذ انطلاقة الموسم، بعكس فريق الهلال الذي مرت عليه بعض الظروف التي أجبرته على تغيير جهازه الفني وإشراك عدد من الوجوه الجديدة نتيجة للإصابات المتلاحقة في صفوفه.

ولو تحدثنا عن خطوط الفريقين بشكل عام سنجد أنها متقاربة إلى حد كبير، بدليل النتائج والمستويات التي يقدمها لاعبو الفريقين في منافسات دوري «زين» السعودي، وبالنظر لتفاصيل مراكز اللعب ونبدأ بحراسة المرمى، فإننا سنجد في الهلال حارس الخبرة حسن العتيبي الذي يتفوق نسبيا على زميله حارس الاتفاق فايز السبيعي من حيث التركيز واليقظة والتمركز الجيد، وهذا ما جعله الحارس الأول بالفريق، أما في خط الدفاع نجد أن الاتفاق هو الأكثر استقرارا من حيث اللاعبين حيث دائما ما تجدهم هم نفس الأسماء بعكس الهلال الذي مر بظروف خلال الموسم اضطر معها إلى إجراء تغييرات عدة بسبب الإصابات، حيث نجد حسن خيرات وسلطان البيشي وماجد المرشدي تتغير مراكزهم بين الحين والآخر، الأمر الذي من المرجح أن يفقد خط الدفاع استقراره، أما بالنسبة لخط الوسط في الفريقين نجد أن الهلال يتفوق من خلال وجود نخبة من النجوم الذين يمتلكون الإمكانات الفنية والمهارية من خلال بناء الهجمات وإمداد خط الهجوم، حيث يجيد الفريق تطبيق طريقة 4/ 5/ 1 في ظل وجود الشلهوب «المتوقع» بعد عودته للتدريبات مؤخرا ونواف العابد وسالم الدوسري والسويدي فيلهامسون، فمتى ما كان هؤلاء اللاعبون في قمة مستواهم فإن فريق الاتفاق سيعاني كثيرا في الجوانب الدفاعية، لكنه هو الآخر يملك نخبة من النجوم، حيث يمتلك خط وسط متفاهما، ويعرف كيف يصل لمرمى المنافس من خلال وجود يحيى الشهري وحمد الحمد والبرازيلي لازاروني، الذين يملكون النزعة الهجومية وتجهيز الكرات للثنائي الخطير يوسف السالم وتيغالي.

ولو تحدثنا عن خط هجوم الفريقين، فسنجد أن فريق الاتفاق يمتلك أكثر من لاعب يتميز بالتسجيل، فالثنائي يوسف السالم وتيغالي يشكلان خطورة داخل منطقة الـ18، وأيضا اللاعب حمد الحمد الذي يتميز بالتصويب، وكذلك تحركات يحيى الشهري وتمريراته المتقنة التي ربما تسهم في ربكة الدفاع الهلالي. في المقابل، الفريق الهلالي يملك مهاجمين جيدين سواء كان ذلك بوجود الكوري الجنوبي يو بيونغ سو أو مشاركة عيسى المحياني، ولكن مشكلة الهلال تكمن في عدم وجود اللاعب الهداف في ظل الطريقة التي يلعبها يلعب بها 4/ 5/ 1، فهذه الطريقة حرمت الهلال الكثير من الأهداف، ولو نسترجع مباراة الهلال التي خسرها أمام الأهلي في دوري «زين»، فسنجد كمّا من الأهداف الضائعة في تلك المباراة، لذلك أعتقد أن الهلال يفتقد لرأس الحربة الصريح، خاصة بعد رحيل ياسر القحطاني الذي كان يشكل خطورة داخل الصندوق، ولكن في نفس الوقت من الممكن أن تكون هناك مساندة من لاعب الوسط المتقدم السويدي فيلهامسون المعروف بتحركاته السريعة.

وأضاف الخبير الفني أمين دابو: «مدربو الفريقين من أفضل المدربين من حيث التكتيك الفني، فعندما نتحدث عن مدرب الهلال نجد أنه لا يجد أي صعوبة في توظيف قدرات لاعبيه، والدليل عندما كلفت الإدارة الهلالية مدرب الفريق الأولمبي بعد إقالة المدرب الألماني توماس دول رأينا الفريق لم يتأثر أداؤه، حيث واصل اللاعبون تقديم عروضهم القوية، بمعنى أن المدرب ليس له ذلك الدور المؤثر، إذ إن لاعبي الهلال يملك قدرة رائعة للعب بشكل جيد».

وتابع: «المباريات النهائية لا تخضع لأي مقاييس فنية، فالمهم هو الاستعداد الذهني والعصبي للاعبين الذين سيكون لهم النصيب الأكبر في عملية تحديد النتيجة، ومن خلال متابعتي لمستويات الفريقين أجد من وجهة نظري أن الهلال هو الأقرب لتحقيق الفوز والبطولة بنسبة 55 في المائة، في حين أن الاتفاق لديه نسبة 45 في المائة، وجاء ترشيحي للهلال بناء على معطيات كثيرة لعل أبرزها أنه فريق يعتبر طرفا ثابتا في المباراة النهائية لبطولة كأس ولي العهد للعام الخامس على التوالي، وهذا يجعلنا نقول إن لاعبيه لديهم الخبرة الكافية في مثل هذه المباريات ويعرفون كيفية التعامل مع المباراة، وأعتقد أنهم يملكون الأفضلية بحكم أن المباراة أيضا ستقام في الرياض وسيجد الهلال مساندة جماهيرية كبيرة، أضف إلى ذلك أن فريق الاتفاق كان بعيدا عن المباريات النهائية وربما يشكل عليهم هذا ضغطا، في ظل قوة الفريق الهلالي».