كاتونغو قائد زامبيا: ساحل العاج «بطل» مرشح على الورق

المنتخب يترقب النهائي الأفريقي ويستلهم تفوقه من المصريين.. ويخلد ذكرى ضحايا 1993

TT

أكد لاعبو المنتخب الزامبي لكرة القدم أمس تصميمهم على إحراز لقب النسخة الثامنة والعشرين لنهائيات كأس الأمم الأفريقية التي تختتم غدا بمواجهة ساحل العاج في العاصمة الغابونية ليبرفيل. وقال القائد كريستوفر كاتونغو في مؤتمر صحافي قبل يومين من المباراة النهائية «إنها فرصتنا للتعريف بأنفسنا ومؤهلاتنا وقدراتنا وقوتنا»، مضيفا «هذا المنتخب يرغب في تحقيق إنجاز ما لكرة القدم الزامبية التي لامست الكأس مرتين عام 1974 و1994، وأتمنى أن تكون الثالثة ثابتة».

وتابع كاتونغو «بلغنا المباراة النهائية عن جدارة واستحقاق، لا أدري لماذا يعتبر الجميع أن وصولنا إلى النهائي مفاجأة، جميع المنتخبات المتأهلة إلى النهائية تملك حظوظا متساوية للفوز باللقب وبالتالي ليس هناك منتخب مرشح للفوز باللقب أكثر من منتخب آخر، يمكن القول إن هناك مرشحا على الورق لكن الواقع قد يسفر عن شيء آخر، وهو ما نجحنا في تحقيقه حتى الآن».

وأردف قائلا «هناك العديد من المفاتيح التي فتحت لنا الأبواب نحو النهائي منها ما هو تكتيكي ندين به إلى المدرب ومنها الروح القتالية والتضامنية للاعبين الذين خاض 75 في المائة منهم الكؤوس القارية وبالتالي يملكون خبرة لا بأس بها». وأشار إلى أنه وزملاءه استلهموا تفوقهم في النسخة الحالية من المنتخب المصري الغائب الأكبر عن العرس القاري، وقال «توجت مصر باللقب في النسخ الثلاث الأخيرة بفضل الروح القوية والمتضامنة للاعبيها، لم تضم تشكيلة مصر نجوما في البطولات الأوروبية ورغم ذلك تفوقوا على منتخبات تعج صفوفها بالنجوم، وذلك لأنهم يركزون على المباراة وليس على النجوم التي يواجهونها، والأمر ذاته بالنسبة إلينا. عموما الكلمة الفصل هي أرضية الملعب وسنبذل كل ما في وسعنا من أجل إحراز اللقب».

من جهته، قال حارس المرمى كيندي مويني «العمل الجيد هو الذي أوصلنا إلى المباراة النهائية، لم يكن أحد من المنتخبات التي واجهناها يعرفنا ولا يملك أي شيء عن أسلوب لعبنا وعن لاعبينا، وكل ذلك صب في مصلحتنا». وأضاف «ليست علينا أي ضغوط، سنلعب مباراة على غرار المباريات السابقة لأن المهم هو المعنويات والانسجام الكبير بين صفوفنا، فنحن نعرف بعضنا منذ فترة طويلة وتحديدا منذ دفاعنا عن ألوان منتخبات الفئات العمرية وهذا سر قوتنا».

وأكد المهاجم إيمانويل مايوكا صاحب هدف الفوز في مرمى غانا في دور الأربعة: «مباراة الأحد لن تكون سهلة لأنها أمام منتخب قوي ومرشح منذ البداية إلى اللقب كما أنه يملك أقوى خط دفاع في البطولة حتى الآن، لكننا لن نستسلم وسنقاتل على غرار مبارياتنا السابقة، لدينا أسلحتنا، سنلعب دون أي مركب نقص من أجل تسجيل الأهداف لأنها السبيل الوحيدة لإحراز اللقب». وأعرب مايوكا صاحب 3 أهداف في البطولة حتى الآن على غرار كاتونغو، عن أمله في أن ينهي البطولة بلقب أفضل هداف، وقال «كل مهاجم يحلم بإنهاء البطولة في صدارة الهدافين وأتمنى أن أحظى بهذا الشرف، لكن اللقب الأغلى هو الكأس ولا أعتقد أنني أفكر في شيء آخر غير ذلك».

ووسط الاستعدادات الجادة للمباراة النهائية لبطولة كأس الأمم الأفريقية، لم يتوان المنتخب الزامبي عن إحياء ذكرى ضحاياه السابقين الذين لقوا حتفهم في حادث تحطم الطائرة الشهير في عام 1993. وخاض المنتخب الزامبي جميع مبارياته الخمس في الدور الأول ودور الثمانية وقبل النهائي بغينيا الاستوائية التي تستضيف البطولة بالتنظيم المشترك مع جارتها الغابون. ولكن الفريق المعروف بلقب «الرصاصات النحاسية» انتقل أول من أمس إلى ليبرفيل استعدادا للمباراة النهائية.

ومع وصول الفريق إلى ليبرفيل، حرص لاعبوه على إحياء ذكرى الضحايا في نفس الموقع الذي شهد كارثة عام 1993 والتي أودت بحياة 30 شخصا من بينهم 18 من لاعبي المنتخب الزامبي. وتحطمت الطائرة التي كانت تقل المنتخب الزامبي بالقرب من شواطئ ليبرفيل حيث كانت في طريقها إلى السنغال لخوض مباراة مع المنتخب السنغالي في التصفيات الأفريقية المؤهلة لبطولة كأس العالم 1994.

وبعد تزود الطائرة بالوقود من ليبرفيل، تحطمت على بعد 500 متر فحسب من شاطئ ليبرفيل. ولذلك، حرص لاعبو المنتخب الزامبي والطاقم التدريبي للفريق على الاتجاه أول من أمس إلى شاطئ «صن ست» بإحدى ضواحي ليبرفيل القريبة من موقع الحادث.

وعمد أعضاء الفريق بقيادة اللاعب كريستوفر كاتونغو قائد الفريق وكالوشا بواليا رئيس الاتحاد الزامبي للعبة إلى إلقاء الزهور في المياه باتجاه موقع الحادث.

وقال بواليا والدموع تنهمر من عينيه «أثق في أن أشقاءنا الراحلين الذين فقدوا حياتهم هنا قبل 19 عاما ساعدونا كثيرا في الوصول إلى هذه المرحلة من البطولة» في إشارة إلى الدافع المعنوي لدى اللاعبين لبلوغ المباراة النهائية للبطولة في ليبرفيل.

وكان بواليا قائدا للفريق في عام 1993 ولكنه لم يكن على متن الطائرة التي تحطمت، حيث كان محترفا بصفوف أيندهوفن الهولندي واستقل رحلة أخرى إلى السنغال مباشرة. وأضاف بواليا «في عام 1993، أتى المنتخب الزامبي إلى هنا لتحقيق وعد. ولم ينجح الفريق، ومنح لاعبوه أرواحهم بشجاعة لمجد بلدهم.. إنه نفس السبب الذي أتى بنا إلى هنا. الفارق الوحيد هو أننا أحياء بينما لم يعد زملاؤنا السابقون هنا». وأوضح «أعتقد أن أرواحهم ستطل علينا عندما نخوض مباراة الأحد.. كانت الرحلة طويلة حتى وصلنا إلى هنا. وأشعر بالامتنان لأن العناية الإلهية منحتني الأيام الكافية لأصل إلى هنا. الأمر الآن يتعلق بالفريق الحالي ليصنع تاريخه».

وقاد كاتونغو لاعبي الفريق في الدعاء لأرواح ضحايا 1993 ثم قال إن النهائي غدا سيكون مناسبة خاصة. وأوضح «هذا النهائي مهم ليس لي فقط ولكن للشعب الزامبي. إنهم يبكون منذ 19 عاما وبالتحديد منذ وقوع هذه المأساة التي نوجد حاليا في مكان حدوثها.. كان لدينا فريق جيد وكان على وشك تحقيق أحلام جماهيره ثم وقع الحادث. ولذلك، لدينا الفرصة الآن لتحقيق ما حرموا منه».

وبدا المدرب الفرنسي هيرفي رينار المدير الفني للمنتخب الزامبي متأثرا أيضا خلال قذفه بالزهور في الماء. وقال رينار «أتمنى الفوز بالمباراة أمام المنتخب العاجي من أجل جميع الضحايا وكذلك من أجل كالوشا بواليا رئيس الاتحاد الزامبي». وأضاف «منحنا الله هذه الفرصة للفوز بكأس الأمم الأفريقية لتخليد ذكرى منتخب زامبيا 1993».

من جهته، قال رئيس جمهورية زامبيا مايكل ساتا إن المنتخب الزامبي المشارك في بطولة كأس أمم أفريقيا يمكنه أن يداوي آلام البلاد لفقدان منتخب سابق بأكمله في حادث تحطم طائرة قبل 19 عاما. وقال ساتا في بيان «البلاد تثق في قدراتكم وتشاطركم الطموح والتطلعات.. فلتمضوا قدما». وأضاف ساتا «بعد أن وصلتم إلى النهائي، أناديكم بالكفاح لبلادكم من أجل مداواة آلام فقدان زملائكم الذين لقوا حتفهم بالقرب من سواحل الغابون في عام 1993. واصلوا عملكم الجاد وولاءكم وتصميمكم».