أبدى محمد الشلهوب، مايسترو خط وسط فريق الهلال، سعادته الكبيرة بتحقيق فريقه لقب كأس ولي العهد للمرة الخامسة على التوالي، مبينا أنه لا يمكن أن يصف مشاعره لأن الفوز بكأس كبيرة ككأس ولي العهد يعد أمرا عظيما لأي لاعب يشارك في البطولة، مشددا على أن أكثر ما أسعده هو رؤية الجماهير الهلالية وهي تخرج بعد تتويجهم بالكأس، وهم في غاية الفرح والسرور.
وأوضح الشلهوب أنهم سعوا إلى الضغط المبكر على مرمى الاتفاق من أجل تسجيل هدف مبكر يريحهم في بقية مجريات المباراة، وهو الأمر الذي طبقوه منذ انطلاق صافرة الحكم الإيطالي ريزولي، حتى تمكنوا من تحقيق ذلك في الدقيقة التاسعة عن طريق السويدي كريستيان فيلهامسون، وأتبعوه بهدف ثان في الدقيقة 21 عن طريق نواف العابد، الأمر الذي أسهم في جعلهم يكملون اللقاء دون أي ضغوط كبيرة، منوها في نفس الوقت بأن منافسهم الاتفاق قدم معهم مباراة جميلة ورائعة، فهو فريق مبدع يقدم هذا الموسم مستويات كبيرة تستحق التقدير والاحترام.
ولم يفوت «الموهوب» فرصة الثناء على اللاعبين الشبان في فريقه، الذين قدموا أداء كبيرا في هذا البطولة أسهم في جعل الفريق يلامس الذهب للمرة الخامسة على التوالي، حيث أشاد بعطاء كل من نواف العابد وسالم الدوسري وعبد العزيز الدوسري وسلمان الفرج ومحمد القرني، قائلا إنهم يذكرونه ببداياته مع الهلال عام 2000. الكثير من الأمور التي تطرق لها محمد الشلهوب، كالسر الذي يربطه «شخصيا» بكأس ولي العهد، وسبب حملهم المنضم حديثا لصفوفهم من نادي النصر، سعد الحارثي، على الأعناق بعد نهاية المباراة، تجدونها في هذا الحوار الخاص لـ«الشرق الأوسط».
* في البداية، نبارك لكم تحقيق كأس ولي العهد، حدثنا عن مشاعرك.
- في الحقيقة، المشاعر من الصعب وصفها، فالفوز بكأس كبيرة ككأس ولي العهد أمر عظيم لأي لاعب يشارك في هذه البطولة، وأنا سعيد للغاية بتحقيق اللقب ورؤية الجماهير الهلالية الوفية تخرج من الملعب وهي في قمة السعادة.
* ما رأيك في مستوى المباراة؟ وما أصعب اللحظات أثناءها؟
- المباراة كما كان المتوقع لها ظهرت بمستوى كبير وأداء فني رفيع من الفريقين، لأنهما من الفرق التي تقدم كرة قدم جميلة، والحمد لله كانت البداية قوية من جهتنا حيث كانت لدينا رغبة في مفاجأة الفريق الاتفاقي بالضغط الهجومي بغية تسجيل هدف مبكر يسهل مهمتنا في المباراة، وهو ما تحقق واستطعنا أن نسجل هدفين في الشوط الأول، وفي الشوط الثاني من الطبيعي أن يكون الاتفاق هو الأكثر استحواذا على الكرة، لأنه يريد أن يعود للقاء بتسجيل هدف التعادل، مع أنه سنحت لنا عدد من الفرص لمضاعفة الهدفين، لكننا لم نوفق في ترجمتها للشباك الاتفاقية، عموما أعتقد أننا استحققنا الفوز والظفر بالبطولة.
* هل أسهم خروج فيلهامسون مصابا في خلق تأثير سلبي على أدائكم؟
- فيلهامسون نجم كبير، وهو بكل أمانة لاعب تكتيكي من الدرجة الأولى، وعودته للهلال أعطت الفريق قوة إضافية، وأي فريق يخسر خدمات لاعب مؤثر لا بد أن يكون لذلك تأثير، لكن الحمد لله لاعبو الهلال أكملوا المهمة باقتدار.
* ما رأيك في كتيبة اللاعبين الشبان بفريق الهلال؟
- هم الآن حديث المجتمع الرياضي، فالكل يشيد بهم وبعطائهم وما قدموه يدعنا نفخر بهم، فالهلال يتميز بالاعتماد على شبابه طوال تاريخه، فلاعبون مثل نواف العابد وعبد العزيز الدوسري وسلطان البيشي وسالم الدوسري وسلمان الفرج ومحمد القرني وبقية زملائهم هم فخر لنا جميعا، وكان لهم الدور الأكبر في تفوق الهلال في المباريات الأخيرة، وزيادة سرعة «رتم» الأداء نظير تحركهم السريع بكرة ومن دون كرة، فهم الآن يذكرونني ببداياتي مع الهلال عام 2000، وأتمنى لهم التوفيق والاستمرار في تقديم المستويات الكبيرة.
* ما الذي ميز الهلال في المباراة النهائية أمام الاتفاق؟
- الشيء المميز في لاعبي الهلال أنهم كانوا يلعبون من أجل الفريق، ولم يكن هناك فردية بل كان اللعب الجماعي هو الطاغي على أسلوب لعبنا، فكل لاعب يساعد الآخر، وكما شاهد الجميع كان هناك روح وحماس كبيران من جميع اللاعبين، الأمر الذي ساعدنا على الظفر بلقب الكأس للمرة الخامسة على التوالي.
* ماذا عن منافسكم الاتفاق؟
- في الحقيقة، الاتفاق قدم مباراة كبيرة وشاركنا في إظهار مباراة نهائية بطريقة ممتعة بشهادة الجميع، فحتى ونحن متقدمون عليهم بهدفين نظيفين كنا نعلم أن المباراة لم تنتهِ لإدراكنا بقوة فريق الاتفاق الذي يقدم هذا الموسم مستويات كبيرة تستحق التقدير والاحترام.
* ما سر العشق الذي يجمع الشلهوب وكأس ولي العهد؟
- السر يكمن في الحب والغرام بيننا (قالها ضاحكا).. الحمد لله أنا سعيد أن يقترن اسمي بهذه الكأس الذهبية الغالية التي تحمل اسما غاليا علينا، وهو ولي العهد الأمير نايف بن عبد العزيز، وكما يعلم الجميع هذه هي الكأس التاسعة التي أسهم في تحقيقها، وهذا مصدر فخر لي وما زلت حتى الآن أتذكر هدفي في أول بطولة لكأس ولي العهد في بداياتي مع الهلال عام 2000، ووقتها فزنا على الشباب بنتيجة 3/ 0، وللعلم فأنا لم أكن أعلم أنني حققت هذا العدد من البطولات إلا بعد تحقيقنا لبطولة كأس ولي العهد أمام الوحدة في الموسم الماضي، فحينها عرفت أنني حققت 8 بطولات من 10 شاركت بها مع الهلال، وها أنا ذا أحقق البطولة الـ9 لي من أصل 11 بطولة، وهذا بكل تأكيد مصدر فخر وسعادة بالنسبة لي.
* تحقيقكم بطولة كأس ولي العهد للمرة الخامسة على التوالي ليس بالأمر السهل.. كيف استطعتم تحقيق هذا الإنجاز القياسي؟
- بعد توفيق الله، أعتقد أن العمل الجماعي والتكاملي الموجود في الهلال هو من أسهم في تحقيق بطولة بحجم كأس ولي العهد لخمس مرات متتالية، فالهلال متميز جدا في هذه البطولة فهو لم يخسرها إلا مرة واحدة، وكان ذلك عام 1999 أمام الشباب، فالهلال متميز على مستوى جميع البطولات وليست بطولة كأس ولي العهد فحسب، فنحن الأكثر فوزا بكل البطولات باستثناء كأس الملك.
* قمتم كلاعبين بحمل زميلكم سعد الحارثي المنتقل حديثا من النصر على الأعناق.. ماذا قصدتم من ذلك؟
- سعد الحارثي لاعب كبير وله تاريخه مع النصر والمنتخب، لكن كل ما في الأمر أن هذه هي أول بطولة يحققها مع الهلال، لذلك أردت أنا وزملائي اللاعبين مفاجأته بهذه البادرة التي تنم عن حب لاعبي الهلال لبعضهم بعضا، فلا تفرقة بين أي لاعب وآخر.
* الهلال والبطولات وجهان لعملة واحدة، ما سر هذا الارتباط بين الهلال والبطولات؟
- الهلال يعيش حالة عشق مستديمة مع البطولات الحمد لله، وأعتقد أن سر هذا التميز للهلال في تحقيق البطولات على مدى أعوام طويلة تزيد على 35 عاما هو رجالات الهلال المحبون للكيان الأزرق، فهم يبذلون الغالي والنفيس من أجل ناديهم ودائما يقفون مع اللاعبين ويسهمون في حل مشكلاتهم مهما استعصت، الأمر الذي جعل البيئة الهلالية بيئة مناسبة للعب كرة القدم، فالتربة الزرقاء خصبة لإنبات المواهب التي تعلو في سماء الكرة المحلية والقارية، فالهلال هو النادي الوحيد الذي لا يقف عند أي نجم كبير مهما كان اسمه، وهذا هو ديدن الهلاليين.
* ما الشيء المميز لكم في هذه الكأس؟ على الرغم من أنكم حاملو اللقب في آخر 4 أعوام؟
- سر سعادتنا بهذه الكأس يكمن في أنها أول بطولة تحمل اسم ولي العهد الأمير نايف بن عبد العزيز، كما أن السلام عليه كان بمثابة الأمنية، والحمد لله أنها تحققت لي.
* أخيرا.. لمن تهدي هذا اللقب والكأس الذهبية؟
- أهدي هذا الفوز لكل هلالي وعلى رأسهم الأمير عبد الرحمن بن مساعد ونائبه الأمير نواف بن سعد وجميع أعضاء الشرف وكل محب لمحمد الشلهوب، وأخص بالتهنئة خالتي التي كنت عندها قبل المباراة وطلبت منها الدعاء لي.