الميلان يعبر نفق الخوف ويحول تأخره إلى فوز ثنائي أمام أودينيزي

استعاد نغمة الانتصارات بهدفي لوبيز والشعراوي وتصدر «الكالشيو» مؤقتا

TT

نجح فريق الميلان في تحويل تأخره أمام مضيفه أودينيزي إلى فوز 2 - 1 في المباراة التي جمعتهما أول من أمس (السبت) ضمن الجولة الـ23 من دوري الدرجة الأولى الإيطالي. في البداية تقدم أنطونيو دي ناتالي لأصحاب الأرض والجمهور بهدف في الدقيقة الـ19 ثم تمكن البديل ماكسي لوبيز من إدراك هدف التعادل في الدقيقة الـ77، وقبل خمس دقائق من نهاية الوقت الأصلي انتزع الفرعون المصري ستيفان الشعراوي هدف الفوز للضيوف. وبهذه النتيجة ارتفع رصيد الميلان إلى النقطة الـ47 متصدرا الدوري بشكل مؤقت (وبفارق نقطتين عن اليوفي) فيما تجمد رصيد أودينيزي عند النقطة الـ41 في المركز الرابع. ونجح فريق الميلان في استعادة نغمة الانتصارات بعد هزيمتين وتعادل. لعب فريق ماسيمليانو أليغري نحو ساعة بشكل سيئ غير أن عدم خبرة أودينيزي ساهم في عودة الميلان إلى اللقاء. وكان اميليا، حارس مرمى الميلان، مذهلا. وإذا نظرنا إلى الشوط الأول من المباراة يمكن وصفه بأسوأ أداء للفريق خلال حقبة ماسيمليانو أليغري: حيث تفاقم الأداء البطيء الذي ظهر عليه الميلان أمام نابولي واليوفي مسبقا. وفي ظل غياب السويدي إبراهيموفيتش للإيقاف بدا لاعبو أليغري تائهين واستقبلت شباك الميلان هدف دي ناتالي الشخصي رقم 17 هذا الموسم ولم يستطع الفريق الضيف الرد خلال الشوط الأول. ولكن الأمور تغيرت تماما في الشوط الثاني بعد خروج ايزلا، أحد أفضل لاعبي أودينيزي، على النقالة للإصابة وبات أصحاب الأرض والجمهور مع باسكوالي أكثر حذرا وإجهادا. ويعتبر دخول الأرجنتيني ماكسي لوبيز في الدقيقة الـ67 بدلا من نوتشيرينو هو العامل الثاني في تكوين العالم الجديد الذي شهده اللقاء. ثم جاءت الصرخة التي بددت ظلام الميلان قبل خمس دقائق من نهاية المباراة، عندما سجل الشعراوي هدف التقدم لفريقه منتزعا صرخة جميع الجالسين على مقاعد بدلاء الميلان وكأن هذا الشيء لم يحدث من قبل هذا الموسم. وهكذا عبر فريق أليغري نفق الخوف من إمكانية التأخر بفارق سبع نقاط عن اليوفي إلى صدارة الدوري الإيطالي بشكل مؤقت. وبعد إطلاق صافرة نهاية المباراة ركض الجميع نحو منتصف الملعب للعناق والتوجه بعد ذلك لتحية جماهير الفريق، لأن هذا الفوز يحمل قيمة لا تقدر بثمن ويعد أساسيا في رحلة الصراع على الدرع المحلية. وليس من قبيل الصدفة أن يكون امبروزيني هو أفضل لاعب في فريق الميلان أول من أمس فهو اللاعب الوحيد الذي لم يتخلّ عن السفينة خلال شوط الأول اتسم بالتثبيط. وقد صرح امبروزيني عقب انتهاء المباراة قائلا «ذلك ما كنا نبحث عنه الأداء إلى جانب الفوز. لقد رأيت الروح التي غابت عنا منذ فترة. في أوديني ألقينا الظروف جانبا والآن نحن في حاجة إلى الاستمرارية. لو تمكنا من الفوز بالدرع المحلية هذا الموسم سنذكر تلك المباراة بوصفها أساسية في تحقيق ذلك».

نحن في الصدارة: كان ماسيمليانو أليغري ثائرا للغاية، وعاش اللحظات الأخيرة من عمر المباراة في شبه غيبوبة وغاب عن الأنظار قبل الدقيقة الـ90 بقليل. وبهذا الشأن تحدث مدرب الميلان عقب المباراة قائلا «لقد كنت غاضبا لأن الشعراوي لم يكن يذهب نحو حارس المرمى. ولكني سعيد بأداء الفريق، فلو كنا خسرنا اللقاء لانتزع أودينيزي الثلاث نقاط وبات بإمكان اليوفي الابتعاد بصدارة الدوري غير أننا، على العكس، أبقينا الفريق المنافس على بعد ست نقاط عنا ولاتسيو على بعد خمس نقاط، ونحن في صدارة الجدول إلى جانب اليوفي الذي ما زال يتعين عليه خوض مباراتين. روح الفريق هي التي صنعت الفارق، في الشوط الثاني كان الميلان أكثر شجاعة وحسما».

الآن دوري الأبطال: ومن تلك الأمسية تتبقى فحسب ذكر ذلك الشوط الأول السيئ الذي ربما يعد الأسوأ في حقبة أليغري مع الميلان. ولكن مدرب الفريق لا يتفق مع ذلك الأمر: «لقد بدأنا اللقاء بشكل جيد، ولكن مع أول نصف فرصة أتيحت للخصم تلقت شباكنا هدفا. لقد أغلق أودينيزي المساحات ولعب على الهجمات المرتدة. اتسم أداؤنا بالقلق بعض الشيء لأننا قادمون من هزيمتين، يتعين علينا الآن التفكير في دوري الأبطال، عندما تفوز تواجه المباراة اللاحقة بروح مختلفة». إنها حماسة مهمة قبل مباراة الأربعاء المقبل أمام الآرسنال في سان سيرو في ذهاب دور الـ16 من دوري أبطال أوروبا.

وعلى الجانب الآخر، كان وقع خسارة أودينيزي على مدرب الفريق فرانشيسكو غويدولين سيئا للغاية. ومن الطبيعي أن يكون الأمر كذلك لأن الخسارة أمام جنوا واليوفي وفيورنتينا والميلان أمر مبالغ فيه. وقد صرح غويدولين عقب انتهاء المباراة قائلا «هذا يؤكد أننا لسنا قادرين على المنافسة من أجل الوصول إلى دوري الأبطال. ثمة شيء ما لا يعمل في الآلية العامة لفريق أودينيزي وينبغي حله سريعا. لا يمكن إهدار مباراة بتلك الطريقة، وهذه المرة أيضا نحن من أضعنا الفوز من بين أيدينا. لقد لعبنا نحو 80 دقيقة بشكل جيد للغاية وثم تراجع الأداء في آخر 10 دقائق. لقد كانت المباراة في قبضتنا حتى وصلت تلك الكرة الركنية الملعونة التي أحرز منها الميلان هدف التعادل. لقد استقبلنا هدفين من هجمات مرتدة. كان يكفينا أن نكون أكثر حذرا حينها كان الميلان سيجد صعوبة بالغة في اللحاق بنا. ينبغي علينا النضج والتأمل بذكاء. إن أسفي الأكبر، على أية حال، هو إصابة ايزلا لأننا أيضا لم يكن لدينا لاعب آخر قادر على القيام بهذا العمل التنافسي واستئناف الهجمة من العمق. أخشى أن أفتقد خدماته لفترة طويلة، أما إصابة دي ناتالي فأعتقد أنها ليست خطيرة ولكن هو الذي طلب مني التبديل». سيكون أمرا مأساويا لو افتقد غويدولين أيضا خدمات مهاجم استطاع أن يسجل 17 هدفا في 23 مباراة.