مالي تعمق جراح غانا وتحرز المركز الثالث في أفضل إنجازاتها

حياتو منزعج من إحجام الجماهير عن متابعة كأس أمم أفريقيا بعد خروج الدولتين المستضيفتين

TT

أحرز المنتخب المالي المركز الثالث في بطولة كأس أمم أفريقيا 2012 لكرة القدم المقامة بغينيا الاستوائية والغابون بعدما تغلب على نظيره الغاني 2 - صفر في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع بمدينة مالابو بغينيا الاستوائية.

وحققت مالي بذلك ثاني أفضل إنجاز لها في تاريخ مشاركاتها في البطولة الأفريقية بعد أن أحرزت المركز الثاني في بطولة عام 1972 بالكاميرون.

ولم تشهد المباراة عددا كبيرا من الفرص التهديفية من جانب أي من الفريقين، حيث تمسك كل منهما بالحذر الدفاعي مع استغلال أي فرصة لاختراق دفاع المنافس.

وجاء هدف التقدم للمنتخب المالي في الدقيقة الـ23، وكان من نصيب سامبا دياكاتيه الذي أضاف الهدف الثاني له ولفريقه في الدقيقة الـ80، ليؤكد جدارة مالي بالفوز وإحراز المركز الثالث.

وقبل عامين فقط وصل المنتخب الغاني الملقب باسم «النجوم السوداء» إلى المباراة النهائية للبطولة الماضية في أنغولا، ولكنه خسرها أمام المنتخب المصري.

وكان المنتخب الغاني يمنّي نفسه بالوصول إلى النهائي في هذه البطولة للاقتراب خطوة جديدة من إحراز اللقب الذي سبق أن توج به أربع مرات كان آخرها في بطولة 1982.

ولكنه خسر أمام المنتخب الزامبي صفر - 1 في الدور قبل النهائي قبل أن يخسر مجددا صفر - 2 ويضيع هدفه الأخير وهو إحراز المركز الثالث.

وبدأت المباراة بإيقاع لعب سريع ولم تستمر فترة جس النبض كثيرا، حيث ضغط الفريقان في محاولة لتسجيل هدف مبكر يربك به حسابات منافسه. وجاءت أولى الفرص التهديفية في الدقيقة الرابعة وكانت من نصيب اللاعب المالي جارا ديمبلي، حيث تلقى تمريرة طولية داخل المنطقة وسدد بقوة، لكن الكرة اصطدمت بأحد مدافعي غانا لينحرف اتجاهها إلى خارج الشباك.

وبعدها تبادل الفريقان المحاولات المستمرة لاختراق منطقة الجزاء، لكنّ كلا منهما لجأ إلى تأمين الناحية الدفاعية.

وبمرور الوقت بدأ كل من المنتخبين التعرف على الثغرات في دفاع منافسه، وبدأ المهاجمون التسديد على المرميين، لكنّ الحارسين تصديا لأكثر من كرة خطيرة.

وفي الدقيقة الـ23 تصدى الحارس الغاني لكرة صاروخية من خارج منطقة الجزاء، لكنه لم يمسك بها لترتد إلى سامبا دياكاتيه الذي أسكنها الشباك دون تردد، ليعلن تقدم مالي 1 - صفر. وبعدها استمرت المحاولات الهجومية للفريقين، لكن الحذر الدفاعي والتسرع في الهجمات أحيانا حال دون تسجيل المزيد من الأهداف في الشوط الأول، لينتهي بتقدم مالي 1 - صفر.

وفي الشوط الثاني كثف المنتخب الغاني محاولاته الهجومية بحثا عن التعادل لتجديد أمله في انتزاع البرونزية الأفريقية.

ونجح المنتخب الغاني في هز شباك منافسه عن طريق النجم سولي مونتاري في الدقيقة الـ54، لكن الحكم المصري جهاد جريشة لم يحتسبها هدفا بدعوى التسلل. وزادت محنة المنتخب الغاني في الدقيقة الـ64 عندما طرد لاعبه ايسالك فورساه لحصوله على الإنذار الثاني بسبب الخشونة.

وقبل عشر دقائق من نهاية المباراة أكد المنتخب المالي جدارته بالفوز وأضاف الهدف الثاني في شباك نظيره الغاني، وكان من نصيب دياكاتيه أيضا الذي تلقى تمريرة عرضية داخل منطقة الجزاء، وسدد الكرة مباشرة إلى داخل الشباك.

ولم تسفر الدقائق المتبقية عن جديد، لينتهي اللقاء بفوز مالي 2 - صفر وإحرازها المركز الثالث.

من جهته أبدى رئيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم عيسى حياتو انزعاجه من المتابعة الضعيفة للجماهير للمباريات، وبخاصة بعد خروج الغابون وغينيا الاستوائية مستضيفَي كأس أفريقيا، لكنه أشار إلى أنه لا توجد أي قوة تجبر الجمهور على الحضور إلى الملاعب.

وقال حياتو: «ماذا تريدون أن يفعل الاتحاد الأفريقي؟ نحن نرغب في أن تكون الملاعب مملوءة بالجماهير، لكن ليس هناك أي قوة في العالم بإمكانها الذهاب إلى البيوت وتقول للناس اذهبوا إلى الملاعب».

وأضاف: «في أفريقيا، والأمر ذاته في أوروبا، عندما يخرج منتخب البلد المضيف يقل الحماس. عندما كان المنتخبان المضيفان في المنافسة كنا نرى ملاعب مليئة بالجمهور. لكن بمجرد إقصائهما فإن الشعب أصيب بخيبة أمل. لا السلطة السياسية ولا الشرطة ولا الاتحاد الأفريقي ولا الصحافيون بإمكانهم إرغام الناس على الحضور إلى الملاعب، لنكن واقعيين».

واعترف حياتو بضرورة تسوية هذه المشكلة في المستقبل من خلال «دعوة أطفال المدارس» قبل أن يسرد مثال مصر التي ملأت الملاعب بالعسكر خلال دورة 2006. وقال: «لكن وسائل الإعلام وقتها انتقدتنا قائلة: إنهم ليسوا مشجعين، وكأن العسكر ليسوا بشرا. القوات المسلحة المصرية دفعت ثمن التذاكر لإعطائها إلى العساكر من أجل الذهاب إلى الملعب».

وأقيمت مباريات كثيرة في النسخة الحالية في ملاعب شبه خالية من الجماهير حتى في المباريات التي يكون منتخبا البلدين المضيفين طرفا فيها، حيث سرعان ما يغادر الجمهور الملعب بمجرد نهاية مباراة منتخب بلاده المضيف.

كما أن عدد الجماهير في بعض الملاعب لم يتعد 150 متفرجا، وحضر 132 شخصا فقط مباراة السودان وبوركينا فاسو في الجولة الثالثة الأخيرة من منافسات المجموعة الثانية.

ومع ذكر مصر التي غابت عن البطولة الحالية قررت اللجنة التنفيذية للاتحاد الأفريقي التبرع بمبلغ 150 ألف دولار لأسر ضحايا مأساة بورسعيد التي أودت بحياة 74 شخصا وإصابة المئات بعد المباراة بين المصري البورسعيدي والأهلي ضمن الدوري المحلي.

وكان الاتحاد الأفريقي أعرب عن صدمته البالغة بخصوص الكارثة التي وقعت في مدينة بورسعيد المصرية قبل أيام، وقرر الوقوف دقيقة صمت تكريما لذكرى الضحايا قبل انطلاق المباريات الست المتبقية (ربع ونصف النهائي والمركز الثالث والمباراة النهائية)، كما قام بتنكيس علم الاتحاد القاري منذ الحادث المأساوي.

جدير بالذكر أن مقر الاتحاد الأفريقي لكرة القدم ومنذ تأسيسه عام 1957 يقع في العاصمة المصرية القاهرة. وكان الاتحاد الدولي (فيفا) أعلن أيضا أنه سيتبرع بنحو 250 ألف دولار لعائلات الضحايا.