سقط فريق الإنتر مجددا في الدوري الإيطالي «الكالشيو» بعد خسارته أمام ضيفه نوفارا بهدف دون رد يوم أول من أمس (الأحد) ضمن الجولة 23. جاء هدف اللقاء الوحيد عن طريق كاراتشولو، مهاجم نوفارا، في الدقيقة 56، وبهذه النتيجة تجمد رصيد أصحاب الأرض والجمهور عند النقطة 36 في المركز الخامس، بينما ارتفع رصيد نوفارا إلى النقطة 16، غير أنه ما زال متذيلا للترتيب. يذكر أن الخسارة تأتي بعد سقوط الإنتر برباعية نظيفة أمام روما في الاستاد الأولمبي، ولكن الهزيمة على ملعب سان سيرو أمام صاحب المركز الأخير في البطولة أمر أكثر مرارة. لا سيما أن مباراة الذهاب بين الفريقين كانت قد انتهت أيضا بفوز نوفارا (3/1) وإقالة غاسبريني، مدرب الإنتر السابق، وانتهى لقاء العودة أول من أمس أيضا بخسارة الإنتر (0/1)، ولكن هل ستصحبها إقالة كلاوديو رانييري؟ ولكن مباريات الدور الـ16 من دوري أبطال أوروبا على الأبواب، ولن يكون هذا هو الاختيار السليم.
أوقات أخرى: ما زال أمام كلاوديو رانييري فرصتان قويتان لاستعادة الطريق الصحيح والعودة إلى المراكز التي تليق بالفريق (أمام بولونيا بالدوري المحلي ومارسيليا الفرنسي في الشامبيونز ليغ)، ولكن ثمة بعض الأسئلة الملحة الواقعة على ظهره والتي أجاب عنها مدرب الإنتر جميعها تقريبا عقب المباراة بعبارات مثل: «تعرضنا أمام نوفارا للكرة رقم 13 التي تصطدم بالقائم» أو «كان لنا ضربة جزاء في اللقاء لم يتم احتسابها» أو «يتم معاقبتنا كثيرا هذا الموسم». ولكن النقطة المهمة هي أيضا: لماذا منذ لقاءين لم تصل تشكيلة الفريق الصحيحة (تقريبا) إلا في الشوط الثاني من المباراة؟ ففي روما كانت تشكيلة الفريق في الشوط الثاني أكثر منطقية وكذلك أمام نوفارا، كان رأسي الحربة في الشوط الثاني لهما معنى أوقع مقارنة بطريقة شجرة عيد الميلاد التي استهل بها رانييري المباراة.
سوق الانتقالات: وأجاب مدرب الإنتر عن تساؤل آخر، ولكن أيضا دون رد واضح، فعندما تم سؤاله عما إذا كان ينتظر ضم ظهير مهاجم لصفوف الفريق في سوق الانتقالات الشتوية الفائتة (وإذا كان ينتظر وصول بالاسيو)، أجاب رانييري بابتسامة مريرة: «سوق الانتقالات انتهى». جدير بالذكر أن صفقات الإنتر في سوق الانتقالات الشتوية الماضية لم تقنع المدرب.
التغييرات: قام كلاوديو خلال المباراة بتبديل بولي (أحد أكثر لاعبي الإنتر طاقة في اللقاء) وحل مكانه فورلان، وفي الشوط الثاني فحسب تحديدا في الدقيقة 25 دفع بلاعب آخر يجيد الركض داخل الملعب (الياباني ناغاتومو) لفريق الإنتر الذي كان ملتصقا بأرضية الملعب، وهذا ما وضع رانييري أمام أسئلة أخرى أجاب عنها قائلا «لقد قمت بتغيير بولي لأننا تحولنا إلى طريقة لعب (4 - 2 – 4)، وكنت في حاجة إلى لاعبين ذوي خبرة هناك في الوسط مثل ستانكوفيتش وكامبياسو. ثم من المعلوم أن بولي دائما يصاب بشد عضلي. فورلان؟ أعلم أن مركزه داخل الملعب، إما رأس حربة ثان أو أول، ولكن كان يتعين علي فتح اللعب». وهنا بدأ الشعور بالنقص العددي في مركز الظهير المهاجم (الذي طالب به رانييري ولم يحصل عليه)، ولكن الإحساس أيضا بالارتباك في الدفع أولا بصانعي ألعاب ثم أربعة رؤوس حربة ثم لاعب يرى المرمى بعيدا عن المرمى ذاته: مثل الأرجنتيني ميليتو في الشوط الأول.
التمرد: وبدا أيضا تطبيق مبدأ تناوب الأدوار في الإنتر غير متوقع. كان رانييري قد صرح يوما ما قائلا «اجعل كبار اللاعبين يشاركون في المباريات أيضا من أجل الامتنان لما حصدوه من ألقاب». ولكن، هل انتهت مرحلة الشكر؟ هل كان الأمر سيصبح فضيحة لو خرج كامبياسو (المشارك مع الفريق حتى الآن في 31 مباراة من إجمالي 32) بدلا من بولي؟ ثمة سؤال آخر: أين انتهى الحال برانوكيا؟ وصرح باريزي، مساعد مدرب الإنتر، بهذا الصدد قائلا «اللاعب كان يعاني مشكلات في الأمعاء»، وذلك لتفسير استبداله بكوردوبا في تشكيلة الفريق. صحيح أن رانوكيا كان يعاني من معدته ولكن ذلك كان في يوم الثلاثاء الفائت وليس في الأيام اللاحقة. وماذا عن الهولندي شنايدر؟ كان يعاني من الحمى أيضا مساء السبت الفائت، غير أنه شارك أمام نوفارا. وكان رانييري قد صرح بشأن شنايدر من قبل قائلا «ينبغي لشنايدر تحدث اللغة الإيطالية». وعندما تم سؤال مدرب الإنتر: لماذا زانيتي فحسب هو من منح شعور برد الفعل بعد الخسارة أمام روما؟ أجاب رانييري: «لاعبو الفريق لم يتراجعوا أو يستسلموا». «إذن ليس هناك أي تمرد، ولكن مباراة بولونيا القادمة ستمنحنا ردودا كثيرة».
بعد الخسارة أمام نوفارا، ترك بعض لاعبي الإنتر ملعب سان سيرو من أبواب ثانوية. وتحدث شنايدر إلى رانييري الذي كان قد صرح من قبل (زينيت الروسي يرغب في ضم شنايدر؟ لقد قال لي اللاعب إنه يشعر بكونه مهما هنا وإنه يود البقاء معنا)، أم الآخرون فلجأوا إلى المراوغة، حيث صرح كوردوبا قائلا «لدي ابني الذي ينتظرني في المنزل» بينما بدا البعض مصدوما (كامبياسو) والتزم ناغاتومو الصمت.
ستانكوفيتش، هدف جديد: وأضاف ستانكوفيتش بعد المباراة: «أقدم التهاني لكاراتشولو. الآن، يتعين علينا استعادة العقل أكثر من الأقدام. هناك قلق بشأن التراجع عن المركز الثالث في الدوري وسواء أمام مارسيليا في دوري الأبطال. علينا أن نبحث عن هدف جديد لنا، وهو ألا نفقد المشاركة في الشامبيونز ليغ القادمة. من الطبيعي أن تكون الجماهير غاضبة. موراتي جاء إلينا في غرفة خلع الملابس، كما يفعل غالبا. لم يمكنني القول بأنه كان مطمئنا، ولكن لم يكن هناك شيء خاص».
وعلى الجانب الآخر، قال إيميليانو موندونيكو، مدرب نوفارا، عقب الفوز: «لقد حققنا الفوز بتطبيق كرة قدم بسيطة هدمها الكثيرون ولكنها تعمل. نطلق عليها الهجمة المرتدة. كرة القدم شيء بسيط، أكثر سهولة مما يريد الكثيرون أن يجعلوها. إن خوض مباراة خططية أمام فريق أقوى منك لا يعني التراجع. نوفارا قدم مباراة مثالية». يذكر أن جماهير سان سيرو رحبت بعودة موندونيكو إلى التدريب، رافعة لافتة تعبر عن ذلك الشعور. وقد أضاف مدرب نوفارا: «يروق لي كمعلق متابعة برشلونة، غير أن فريق نوفارا قدم مباراة غير عادية من وجهة النظر الخططية. لقد حاول الإنتر تحقيق الفوز بكل الطرق: ولكن الاختلاف أننا كنا واقعيين. لقد قمنا بالدفاع في اللقاء لأننا الفريق الأضعف واستطعنا تسجيل هدف، وبقليل من التوفيق فزنا بالمباراة. لقد كنا حائطا حقيقيا أمام الإنتر، وفزنا بجائزة مهرجان سان ريمو الغنائي: من الوارد أن تشارك في هذا المهرجان وتفوز بالجائزة». يذكر أن هذه هي المرة الثانية التي يفوز فيها موندونيكو في استاد سان سيرو: حيث كانت المرة الأولى في 20 نوفمبر (تشرين الثاني) 1988 خلال مباراة ميلان – أتلانتا التي انتهت بفوز الأخير (2/1).