تبدو القصة وكأنها رواية كتبها الأخوان غريم، حيث هناك البطل - ماكسي لوبيز - الذي وجد نفسه يتنقل فجأة في أماكن غريبة (الغرفة والصالة الرياضية لأحد الفنادق في مدينة ليست مدينته)، وفي قتال أعداء لا يمكن رؤيتهم تقريبا (كارلوس تيفيز)، لكنه ينهي مغامرته بنهاية سعيدة، فهو البطل الذي أخرج الميلان من ظلام الأحراش ووضعه مجددا على الطريق الصحيح، درب يوفنتوس، وهو أيضا الدرب الذي يقوده إلى درع الدوري. إنها حكاية مليئة بالمشاعر الطيبة، التي تحركت فيها مشاعر اللاعب المنحدر من بيونس آيرس في نهايتها السعيدة، على الرغم من علمه أن كل شيء كان ممكنا أن ينتهي في رواية من السراب. وقد فاز. كما كان غالياني واضحا معه، فلو كان وصل تيفيز إلى صفوف الفريق كان ليصعد ماكسي لوبيز على طائرة العودة إلى كاتانيا، حيث فريقه السابق، ومع ذلك كان المهاجم الأرجنتيني متمسكا، وأبقى حلمه باللعب في الميلان على قيد الحياة.
كانت هناك لحظات وجد نفسه على بعد خطوة من سلّم تلك الطائرة، لكن دائما ما كان يحدث شيء ما يقرّبه إلى الميلان ويطيل من الانتظار، حتى تيفيز نهائيا على رادار مسؤولي نادي الميلان، وبالنسبة لماكسي لوبيز انتهت العزلة في الفندق. وكانت الأيام الخمسة الأغرب في حياته مقتصرة على النزول إلى صالة الألعاب البدنية وتناول العشاء في غرفته مع وضع هاتفه الجوال في مرمى بصره باستمرار، في انتظار اتصال من وكيل أعماله أو من غالياني. بالتأكيد، كان هذا قدره، وكان ماكسي قد وعد بالانتقال إلى الميلان في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وتم الإمساك به كنوع من التفضيل لدى الميلان. لكن أيضا في هذه الحالة، لم يكن الأمر يتوقف عليه وإنما على ما سيحققه الميلان في سوق الانتقالات. لنقُل الحقيقة: لو أراد ماكسي لكان لديه كل الحق كي يقول للميلان إنه مخنوق من البقاء في المادة الحافظة، وإنه لم يرق له مسألة توقف انضمامه على تيفيز. لم يفعل كذلك، وغالياني لم يكف بعد، ومعه الحق عن شكره على هذا.
من يوم السبت الماضي، هناك سبب إضافي للقيام بذلك، فنزول اللاعب الأرجنتيني غيّر من مسار المباراة أمام أودينيزي، وهي أمور تليق بنجم كبير. وأشياء طبيعية بالنسبة لمهاجم، والتي صارت ضرورية جدا في سياق واحدة من أسوأ المباريات في عهد المدرب أليغري. سجل ماكسي هدفا، وحمى كثيرا من الكرات، وساعد في مرحلة التغطية، حتى إن المدير الفني قد فكر عشية اللقاء في الاعتماد عليه أساسيا، ثم غيّر رأيه، ويقول: «فكرت في بدء المباراة بصورة مختلفة، مع رأسي حربة أكثر خفّة من أجل فتح دفاعهم. كما منحنا نزوله عمقا». هذا بينما يستخدم غالياني مسميات أخرى: «معه زاد الثقل والقوة البدنية».
ويعيد ماكسي قراءة حكايته، ويصرح عقب اللقاء: «التسجيل بهذا القميص يعد حلما وقد تحقق. إنها مباراة تعوضني كل الانتظار.. إنني سعيد أيضا من أجل الفريق، لأن الفوز كان يغيب منذ فترة، وإيجاده مجددا على هذا الملعب يمنحنا ثقة. من جانبي، أحاول إضافة شيء ما إلى الفريق، ومنح اختيار إضافي إلى المدير الفني. الميلان موجود، ونحن في الصدارة حاليا ونريد البقاء بها، وعلينا المواصلة بهذه الرغبة. الحصول على ثلاث نقاط أمام فريق مثل أودينيزي يمنحنا ثقة كبيرة بالنسبة لكيف كانت تسير الأمور في الفترة الأخيرة».