الاتحاد يبحث عن الذات.. والهلال ينشد مواصلة الإبداع في كلاسيكو زين «الناري»

الحسيني حذر النصر من المجازفة الهجومية أمام الأنصار اليوم في الجولة الـ20 من الدوري

TT

تتواصل منافسات الجولة الـ20 من دوري زين السعودي للمحترفين مساء اليوم بإقامة ثلاث مباريات تجمع الأولى الاتحاد صاحب المركز السادس برصيد 25 نقطة مع نظيره الهلال الذي يحتل المركز الثالث بـ43 نقطة، وذلك على ملعب الأمير عبد الله الفيصل بمدينة جدة، حيث يأمل الاتحاديون في كسب النقاط الثلاث للحاق بمراكز متقدمة ولتحسين الصورة الفنية للفريق، بينما يحرص الهلاليون على الظفر بها لمواصلة مطاردة المتصدر في انتظار أي تعثر.

وفي اللقاء الثاني، يسعى فريق الشباب للعض بنواجذه على الصدارة التي خطفها مجددا في الجولة الماضية حين وصل إلى النقطة 47، وذلك عندما يحل في ملعب الملك عبد الله بن عبد العزيز ضيفا «ثقيلا» على التعاون الذي يطمح إلى تعديل أوضاعه سريعا بعد سقوطه للمرة الأولى في المركز قبل الأخير بـ14 نقطة، وفي العاصمة الرياض سيستضيف النصر سابع دوري زين بـ25 نقطة منافسه الأنصار صاحب المركز الأخير برصيد 4 نقاط على ملعب الأمير فيصل بن فهد بالملز، بينما أجل الاتحاد السعودي لكرة القدم المباراة الأخيرة في هذه الجولة والتي كان من المقرر إقامتها اليوم بين الفتح والاتفاق كإجراء تسهيلي للأخير الذي تنتظره مواجهة مهمة أمام الاستقلال الإيراني يوم السبت المقبل ضمن الأدوار التمهيدية لدوري أبطال آسيا.

الخبير الفني عبد اللطيف الحسيني الذي يعمل كأحد مساعدي مدرب المنتخب السعودي الأول فرانك ريكارد أوضح في رؤيته الفنية الخاصة لـ«الشرق الأوسط» النهج المتوقع لكل مدرب في لقاء فريقه اليوم، كاشفا كذلك عن الخيارات المتاحة لتغيير نمط اللعب، وإليكم التفاصيل:

* الاتحاد × الهلال

* من المؤكد أن تصيب لاعبي الهلال حالة من الخمول بعد ظفرهم بلقب ولي العهد، لكنني أظن أن هناك بعض التعديلات الطفيفة بين العناصر الأساسية التي شاركت في نهائي البطولة الأخيرة للفريق الأزرق، وبينها في مباراة الاتحاد، إذ من الطبيعي أن يتغير عنصران أو ثلاثة على الأكثر في مباراة اليوم لأمر يتعلق بتنشيط الفريق، والمباراة ستكون صعبة للغاية ومفترق طرق بالنسبة للضيوف، إذ إنه ثالث المتنافسين على لقب دوري زين هذا العام.

وبينما الاتحاد، فإن مدربه عبد الله غراب قادر على إعادة الثقة في فريقه ومن ثم العودة إلى واجهة زين، وإذا ما انتصر الاتحاد اليوم فسيعود قريبا إلى حالته الطبيعية.

وبين الحسيني السبل التي بوسعها إنقاذ الاتحاد من الخسارة المرجحة أمام الهلال، على اعتبار أن الضيوف يجيدون بدء هجماتهم من الخلف، مبينا أن أمام الاتحاد خيارا وحيدا لإحباط الصناعة الخلفية لهجمات منافسه، وذلك عن طريق اللعب بطريقة 4-4-2، لمحاولة الضغط على مدافعي الهلال عبر المهاجمين للحيلولة دون بناء هجمة منظمة، ففي اعتقادي أن أصحاب الأرض إن أفلحوا في الضغط على مدافعي الهلال فسينتزعون أفضلية المباراة من ضيفهم العنيد، معتبرا أن الاتحاد سيتضرر بإيقاف مدافعه أسامة المولد، أكثر من الضرر الذي سيحدثه غياب مدافع الهلال وقائده أسامة هوساوي. عموما يجب على لاعبي الاتحاد الضغط على مدافعي الهلال حتى لا تتجاوزهم الكرات إلى الوسط الهلالي، وبالتالي سيجبر ذلك مدافعي الهلال على لعب الكرات الطويلة مباشرة إلى مهاجمي الهلال، «وذلك ما لا يحسن صنعه الهلاليون».

* التعاون × الشباب

* عندما ننظر إلى فارق الإمكانات فسنقف أمام فروقات شاسعة لمصلحة الشباب في العناصر الفنية سواء المحلية أو الأجنبية، أو على صعيد المعنويات المرتفعة كمتصدر يرغب في الحفاظ على صدارته، مستدركا «مع العلم أن الصدارة تتسبب أيضا في زيادة الضغوط على اللاعبين»، مشيرا إلى عدم تناسب نتائج أصحاب الأرض مع مستوياتهم، فالتعاون يقدم مستوى جيدا لكنه لا يصحب بالنتائج الإيجابية، محذرا من إمكانية حدوث المفاجأة بفوز التعاون أمام ضيفه اليوم.

وحرص مدرب الشباب، البلجيكي برودوم، على الظفر بجميع النقاط وقدرته على وضع أنسب تكتيك لكل مباراة بفضل معرفته الجيدة لدوري زين ستضع حواجز عالية أمام التعاون لقلب التوقعات في المباراة، فالشباب لا يختلف كثيرا في التشكيل الأساسي أو الطريقة ولكن التباين عن كل مباراة للشباب ينحصر في تكتيك المباراة وكيفية مهاجمة الشباب لمنافسه «سواء من العمق أو الأطراف» مع احتفاظ المدرب البلجيكي بالأسماء والطريقة، وقدم الحسيني وصية لمدرب الشباب تتضمن الانتباه من الهجمات المرتدة التي يجيدها التعاون وسجل منها في معظم الأحيان، كاشفا عن أن سلاح أصحاب الأرض في المباراة هو إغلاق جميع المنافذ في المناطق الخلفية للفريق بشكل جيد، مع الحرص على عدم ارتكاب هفوات بالقرب من مرماهم، وبالأخص أمام الأوزبكي جيباروف الذي يستطيع التسديد المباشر، وكذلك ناصر الشمراني من مناطق قريبة للمرمى.

* النصر × الأنصار

* الفريق المستضيف يبحث عن هويته المفقودة، لأن الفريق الأصفر في عهد مدربه الأرجنتيني السابق غوستافو كوستاس لم يكن جيدا في الجانب الفني، أما في الفترة الحالية مع المدرب الكولومبي ماتورانا تحسن الفريق فنيا، ولكن يعوقه الإجهاد الظاهر على اللاعبين، وقد يكون الإعياء والتعب البادي على لاعبي النصر سببه تكثيف المدرب الجديد للتمارين في سبيل التعرف أكثر على المستويات مما يجعلهم عرضة للإجهاد البدني، مشيرا إلى أن الفريق المستضيف يملك لاعبين شبانا قد يحققون التوازن في طاقة الفريق كعبد العزيز العازمي ومصعب العتيبي وعبد الإله النصار، مضيفا: «لدى أولئك الشباب القدرة على تقديم أنفسهم بشكل جيد إلى جانب لاعبي الخبرة كحسين عبد الغني خصوصا في الفترة الحالية».

وعلى الطرف الآخر، من المؤكد أن الأنصار يعيش حالة الانتعاش بعد انتصاره الأول في الدوري أمام التعاون، ومن المؤكد أيضا أن يسعى لاستغلال ظروف النصر السيئة، لكن أصغر المتابعين يستطيع تصور السيناريو الذي يتوقع أن تسير عليه المباراة، وهو إغلاق الأنصار للمناطق الخلفية ومحاولة تثبيط مهاجمي النصر مع الاعتماد على المرتدات في الحالة الهجومية، وبالتالي فمن الطبيعي أن يهاجم النصر بوفرة وإن جازف بالهجوم فقد يكلفه ذلك نقاط المباراة.