روى المهاجم الأرجنتيني كارلوس تيفيز المبعد عن فريقه مانشستر سيتي متصدر ترتيب الدوري الانجليز لكرة القدم، تفاصيل الواقعة التي حدثت مع المدرب الإيطالي روبرتو مانشيتي التي أدت إلى إبعاده عن الفريق.
واستبعد مانشيني تيفيز من الفريق الإنجليزي في سبتمبر (أيلول) الماضي بسبب رفض المهاجم الأرجنتيني تعليمات مدربه بالإحماء استعدادا للدخول بديلا في المباراة ضد بايرن ميونيخ الألماني في دوري أبطال أوروبا، ثم رفضه الاعتذار بعد ذلك للعودة إلى تشكيلة الفريق.
واتهم تيفيز مدربه الإيطالي بأنه قام بالسباب في وجهه خلال المباراة وعامله مثل «الكلب» خلال عملية الإحماء. وقال تيفيز لشبكة «سكاي سبورتس» البريطانية: «لا أعتقد أنني أخطأت، لكن إذا ظن (النادي) كذلك، سأعتذر. أنا مستعد للعودة.. للفوز وتقديم كل ما أملك لقميص النادي. آمل أن أساعد سيتي ليحرز اللقب مجددا».
لكن وصف تيفيز لأحداث ميونيخ قد يفتح صفحة عاصفة جديدة مع مدربه: «كنت في مزاج سيء عندما استدعى (لاعب الوسط الهولندي نايجل) دي يونغ للدخول بدلا من (المهاجم البوسني ادين) ديزيكو، بعدما كنا متخلفين صفر - 2. اعتقدت أنه تبديل دفاعي فقررت الجلوس مجددا على مقعد البدلاء». وأضاف تيفيز الذي توقع عودته إلى الملاعب بعد أسبوعين: «كنت قد أجريت عملية الإحماء سابقا بعشر دقائق، وتبين أنه يريد الخسارة صفر - 2 بدلا من صفر - 4. لذا، جلست وفي الوقت عينه خرج دزيكو غاضبا من مانشيني، ثم رأى أن النفق كان مغلقا، فاضطر للجلوس بجانبه وبدأ الجدال بينهما».
وتابع مهاجم مانشستر يونايتد السابق: «كان دزيكو يتحدث بالبوسنية، ومانشيني يهينه بالإيطالية، فكانت فوضى حقيقية. ذهبت وجلست ولم يلاحظ ذلك لأنه كان يناقش دزيكو. لكن عندما التفت وشاهدني، يمكنكم تصور ما حدث». وأضاف تيفيز الذي اعتبر أن مانشيني أصبح يتعامل معه بطريقة مختلفة منذ قدوم مواطنه سيرخيو أغويرو من أتليتكو مدريد الإسباني: «في وسط الجدال، طلب مني العودة إلى الإحماء وعاملني مثل الكلب. عندما تحدث معي بهذه النبرة، قلت: (لا، لن أعود). كنت أرغب في اللعب لكن المدرب كان في مزاج سيئ بسبب الجدال مع دزيكو. ثم بدأ بالسباب في وجهي، لأنني كنت في غاية الهدوء... قال لي مانشيني أشياء رهيبة».
وكان بول ماكارثي، أحد وكلاء اللاعب، ذكر أن تيفيز سيعود إلى مدينة مانشستر الإنجليزية بنية اللعب مجددا مع فريقه مانشستر سيتي: «سيعود كارلوس. يريد لعب كرة القدم لأنه الشيء الذي يجيده. هو بحاجة للعودة وارتداء قميص سيتي مجددا». وتابع ماكارثي: «يريد مساعدة سيتي لإحراز اللقب، واعتقد أن مانشيني فتح له الباب. عندما يستعيد كارلوس لياقته سيشكل إضافة لسيتي». وقال مانشيني في تصريحات للإعلام الإنجليزي الأحد الماضي: «إذا عاد الأسبوع المقبل، فربما يمكنه مساعدتنا في الأشهر الثلاثة المتبقية من الموسم». وعرض مانشستر سيتي تيفيز للبيع، لكنه لم يتوصل إلى اتفاق مع أي جهة للتخلي عنه في سوق الانتقالات الشتوية، رغم العروض الكثيرة التي تلقاها؛ وأبرزها من باريس سان جرمان الفرنسي، إذ بقي متمسكا بعرضه لبيع مهاجمه مقابل نحو 25 مليون جنيه إسترليني.
وكان الإيطالي روبرتو مانشيني مدرب مانشستر سيتي أعلن أنه لا يستبعد إشراك تيفيز مجددا في صفوف الفريق هذا الموسم. وتابع مانشيني: «يعرف كارلوس الوضع وسنتحدث في حال عودته، لا مشكلة في ذلك، لست أدري إن كان جاهزا، لكن لا أعتقد ذلك، إلا أنه من اللاعبين الذين يستعيدون مستواهم بسرعة». وأضاف: «الكل يعرف أن تيفيز لاعب على مستوى عال وهو قادر على تغيير مجرى العديد من المباريات».
وقال مانشيني الأحد الماضي بعد فوز فريقه على أستون فيلا 1 – صفر: «أتمنى أن يأتي هنا هذا الأسبوع. النادي ليس لديه أي مشكلة معه، الأمر يعتمد عليه»، قبل أن يضع شرطا للعفو قائلا: «فقط عليه أن يعتذر للنادي». وأضاف المدير الفني «سأصافحه، لا أمتنع عن مصافحة أحد». وقال مانشيني: «كارلوس يعرف أنه لاعب في سيتي»، ولكن أبدى شكوكه مرة أخرى في ما يتعلق بالحالة البدينة للمهاجم الذي سافر إلى الأرجنتين منذ نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي دون إذن النادي.
وكان تيفيز قد صرح في وقت سابق أنه سيعود إلى مانشستر سيتي الإنجليزي بهدف كسب قلوب الجماهير مرة أخرى وبأمل «مساعدة» الفريق على التتويج بطلا، بعد أربعة أشهر دون مشاركة بسبب خلافات مع مانشيني. وقال المهاجم خلال مقابلة أذاعتها محطة «فوكس سبورتس»: «هدفي هو كسب المشجعين مرة أخرى، وأتمنى أن أساعد سيتي على أن يتوج بطلا. أقرر العودة لسبب شخصي، سيكون ذلك صعبا، لكنه تحد بالنسبة لي. كنت أتألم عندما كنت أراهم يسبونني». ومع عدم اكتمال مفاوضات اللاعب مع أي ناد للرحيل عن فريقه الحالي خلال موسم الانتقالات الشتوية الأوروبية، سينضم تيفيز إلى سيتي متصدر الدوري الإنجليزي و«خلال أسبوعين» سيكون في حالة بدنية لائقة للعب.
وقال تيفيز: «أود العودة لكسب الجماهير. المشجعون أصبحوا ضدي بعدما حدث في مباراة بايرن، لكن ما علموه لم يكن صحيحا. قالوا لهم إنني رفضت اللعب والأمور لم تكن كذلك. في وقتها، تفهمت الجماهير لأنني قدمت كل ما لدي للنادي. كان يؤلمني أن أراهم يحرقون قميصي أو يسبونني». واعتبر المهاجم أنه منح «الكثير من الأشياء للنادي» مما يجعله لا يستحق «الرحيل من البوابة الخلفية» وأكد أنه «ممتلئ بالطاقة» بعد أربعة أشهر قال إنه افتقد فيها «للرغبة» في التدريب أو ارتداء حذاء الكرة. وأكد: «لم أفعل شيئا سيئا للنادي، وأود إثبات أنني قادر على العودة والتألق. أعرف أن الأمر سيكون صعبا، لكنه تحد بالنسبة لي. خلال أسبوعين سأكون لائقا للعب».
وروى تيفيز أنه عندما رحل عن إنجلترا حمل أشياءه وانصرف «دون أن يخبر» أحدا. وقال: «كانوا يبعثون لي برسائل كل يوم، وحتى اليوم لا يزالون يفعلون. كانوا يريدون أن يعرفوا كيف حالي ولماذا لم أكن أستطيع العودة، وماذا كان يحدث لي».
وفي ما يتعلق بآخر تصريحات مانشيني، التي ربما فتحت له طريق العودة إلى النادي، أعرب المهاجم عن شكوكه. وقال تيفيز: «إذا كان ما قاله حقا، بالتأكيد يروق لي، لكن لو كان قاله من أجل الصحافة، فلا يروق لي على الإطلاق. إنه أمر مختلف تماما. لقد رحلت عن النادي وهو (مانشيني) خرج ليصرح بأنه ما دام مديرا فنيا للنادي فلن ألعب. والآن يقول إنه يريدني». وبالنسبة للمهاجم الأرجنتيني: «قويت شوكة» مانشيني كثيرا بضم مواطنه سيرخيو أغويرو، «في العام الماضي كان يعتمد كثيرا على تيفيز. بل إننا كثيرا ما تشاجرنا داخل غرف اللاعبين ولم يخرج ليصرح بأنه لا يريدني. لقد وصل بنا الأمر في مرة أن كنا على وشك الاشتباك».
وحول عملية الإحماء في مباراة بايرن ميونيخ، أكد تيفيز: «المدير الفني أخطأ عندما صرح كما فعل. كان يمكنه تجنب كل شيء لو لم يدفع بي وقال لاحقا إن السبب كان مشكلة بدنية أو أي شيء آخر. الخلافات موجودة، لكن ليس هناك حاجة لإعلانها».
أخيرا، اعتبر تيفيز أن مانشستر سيتي سيكافح من أجل الفوز باللقب «حتى النهاية» مع فريقه السابق مانشستر يونايتد الذي رحل عنه متعللا بخلافات مع مديره الفني أليكس فيرغسون، إلا أنه يثني عليه الآن. وقال: «أعرف أن مانشستر يونايتد سيكافح حتى النهاية. فيرغسون و(مارسيلو) بييلسا هما أفضل من دربني. فيرغسون عاملني بشكل سيئ، لكنها مسألة مختلفة. دائما سأتمنى وجوده في فريقي بعيدا عما حدث معي».