ما بين الأهداف والحلم الأوروبي.. من يصل أعلى بين إبراهيموفيتش وفان بيرسي

باربارا برلسكوني تساند أليغري مدرب الميلان.. وعودة المصابين نيستا وبواتينغ وباتو

TT

إنهما قادمان من عالمين مختلفين، ويبحثان عن طريقهما وسط طرق متشابكة. نشأ زلاتان إبراهيموفيتش وروبين فان بيرسي في مكانين بعيدين نسبيا، لكنهما متشابهان كثيرا، في بلدة مالمو السويسرية الخاصة بالمهاجرين البلقان، ومدينة روتردام الهولندية الأكثر قربا إلى الإسلام دائما. لقد جاء الاثنان هكذا، وهما يلعبان الكرة مثل كثيرين، ولكن كانت لديهما بعض المهارة أكثر من غيرهما. زلاتان هو خليفة فان باستن في الملاعب، وهو ما يوصف به اللاعب الهولندي من حين لآخر، الذي هو - أي روبين - الفتي المدلل لبيركامب ويشبه بشكل خاص بيت كيزر. وقد كان كيزر الداعم المثالي لكرويف، ورقص على الطاولة حينما أعلن رينوس ميتشيلز تركه المنتخب. وفان بيرسي سعيد مع فينغر، الرجل الذي اكتشفه وأكده كمهاجم. لكن سمعته «الفتى السيئ» باقية، مثل نظرية أهدافه الطويلة.

فن الكرة: قائمة الأهداف طويلة، وكذا تلك الخاصة بالأشخاص الذين تشابك معهم. لا يمتلك فان بيرسي شخصية سهلة، وقبل كل شيء جرى الحديث في مونديال عام 2006 عن مشاجرته مع روبين. ويعد مهاجم الآرسنال فنانا ابن فنان؛ فقد رباه الأب الرسام في حي روتردام الذي يمثل العرب غالبية سكانه بشكل كبير، وتزوج فان بيرسي المغربية بشرى، لكن إن كنتم تودون الانتقال سريعا إلى قائمته السوداء يكفي أن تسألوه عما إذا كان قد اعتنق الإسلام، فهو ملتزم بشؤونه الخاصة ويستخدم «تويتر» لإعلام معجبيه وأحيانا أيضا لتكذيب الصحافيين.

الانتظار: الشخصيتان متشابهتان، إبرا وفان بيرسي، إنهما اثنان يمتلكان الموهبة في جيبيهما ويعلمان ذلك. وقد لعب الهولندي، الأساسي والثابت دائما في منتخب بلاده مع المدرب فان مارفييك، كثيرا في مونديال جنوب أفريقيا الأخير، إلا أنه سجل هدفا واحدا فقط. بينما فاز السويدي بـ8 بطولات دوري محلي، لكنه لم يوجد في مونديال 2010، كما يغيب عن المشاركة في نهائي دوري أبطال أوروبا. وفي هذه النقطة الأخيرة يتساوى الاثنان، نظرا لأن فان بيرسي قد ظل على مقعد البدلاء بينما كان آرسنال يخسر فرصته الكبيرة أمام البارسا في نهائي عام 2006. إذن أوروبا بالنسبة إلى كل من المهاجمين تعد هدفا، وإن لم تكن تفكيرا مسيطرا، ويؤكد زلاتان في تصريحات لمجلة البطولة الأوروبية: «منذ أعوام كثيرة كانت بطولة (الشامبيونز) هدفا لي ينبغي تحقيقه وكفى، لكن لو جعلتها شيئا كبيرا أو اعتبرتها مهمة بشكل زائد فسينتهي الأمر بعدم الفوز بها أبدا. إن فزت بها، فبها ونعمة، وإن لم أفز فهذا لا يقلل من مسيرتي». ويتابع: «لو اعتزلت اليوم فسأقول إنني سعيد بمسيرتي. هدفي كان دائما أن كون لاعبا مكتملا قدر الإمكان، وقد حققت ذلك. إنني أعلم ما ينبغي علي فعله وإنني مستعد للتضحية من أجل النجاح في هذا الأمر. المرء لا يفوز لأنه الأفضل، وإنما لأنه لاعب في الفريق الأفضل».

الأهداف والمشاجرات: لا ميلان ولا آرسنال الفريق الأفضل في أوروبا، لكن يمكن التعويل على هذين المهاجمين: إبرا هو قائد الميلان، وفان بيرسي هو «كابتن» فريق آرسنال. كما أن السويدي هو اللاعب الذي كثيرا ما ينفجر في الملعب، والهولندي هو ذلك اللاعب الذي واجه مشكلات واتهامات ثقيلة في الماضي، بما فيها قضية اغتصاب مزعومة، ومنذ فترة قليلة شرح أنه لم يحتفل بالهدف على طريقة التحية النازية. إبرا وفان بيرسي معقدان مثل الأهداف التي يسجلانها، فهما لاعبان من العيار الثقيل بمعدلات عالية وجعبة جوائز فقيرة للغاية في أوروبا. وبين الموسم الماضي والحالي، سجل اللاعب الهولندي أكثر، فمعدله هدف كل 100 دقيقة، بينما توقف إبراهيموفيتش عند هدف كل 140 دقيقة. كما أن متوسط درجات فان بيرسي عقب كل مباراة هو 6.75 من 10، بينما متوسط السويدي هو 6.88 درجة. وسجل زلاتان في بطولة دوري الأبطال الحالية 4 أهداف، والشيء نفسه مع فان بيرسي. التحدي مفتوح، وفي النهاية سنرى إن كانت أوروبا ستظل مجرد حلم.

من جهة أخرى وصلت باربارا برلسكوني، ابنة رئيس النادي. في النهاية، بعد أيام من المشكلات، وبعدما ذكرت في الأيام الماضية أن الميلان في هذه اللحظة في حاجة إلى أن يجد دعما ووحدة، ذهبت باربارا شخصيا للحديث عن هذه الأشياء مع المدرب ماسيمليانو أليغري، وتناولت الغداء معه وبعض اللاعبين. استغرق اللقاء للدردشة عن كرة القدم وخصوصا للتعبير عن مساندة العائلة المالكة للنادي تجاه المدير الفني الذي كان محل جدل بعد الإخفاقات الأخيرة، وربما لم ترق لسلفيو برلسكوني اختيارات بعينها، لكن العائلة تدعو إلى الوحدة، وكانت باربارا مبعوثة الحالة المزاجية لرئيس النادي.

بواتينغ موجود: ليس هذا هو النبأ السار الوحيد بالنسبة لأليغري، بل هناك الكثير من الأخبار المهمة الأخرى، حيث واصل الفريق تدريباته، أمس، وكان أكثر عددا مقارنة بالأسابيع الأخيرة. ليس ثمة قلق بشأن أليساندرو نيستا، الذي تم ادخاره في كأس إيطاليا وبطولة الدوري تحديدا من أجل منح المدافع إمكانية الراحة والعودة في أفضل حالة من أجل دوري الأبطال. وأمام آرسنال، يعود بواتينغ أيضا، وهو لاعب أساسي في التركيبة التي صنعها أليغري في العام الماضي. لكن من المفترض أن يجلس اللاعب الغاني احتياطيا، مثل باتو، وهو لاعب آخر عاد للظهور على ملعب التدريب في لحظة مناسبة، ومن بين العائدين نيستا فقط هو من قد يشارك من أول دقيقة.

خيارات: إن غياب بعض اللاعبين وإرهاق البعض الآخر تحديدا قد منح عذرا للميلان لدى خروجه من ثمن النهائي في الموسم الماضي أمام توتنهام، والآن الموقف حساس بالقدر ذاته، وإنما في تحسن كامل. لكن أليغري لا ينخدع بالتفاؤل الشديد، فالدفع بكل اللاعبين العائدين من إصابة من البداية قد يمثل خيارا به قدر كبير من المغامرة، إذا ما فكرنا في كل ارتباطات هذا الشهر المعقد.

ثقة: إذن، تمت استعادة نيستا، بينما سوف يتوخى الحذر مع بواتينغ وباتو، اللذين يأتيان من موقفين مختلفين عن موقف المدافع. لكن استعادة نيستا في قلب الدفاع، بخبرته وأعصابه المتماسكة، يعد شيئا طيبا بالنسبة لأليغري. «الشيء المهم في مواجهة آرسنال اليوم هو اللعب جيدا»، هكذا صرح فلاميني لشبكة سكاي وهو لاعب آخر يرى مجددا ملاعب ميلانيللو، ويتابع: «إنه فريق يمتلك لاعبين كبارا، ويمتلكون مهارة فنية كبيرة، لكن الشيء المهم بالنسبة إليهم هو تقديم كرة طيبة». الكرة الطيبة التي يريدها برلسكوني ويغضب لغيابها، لكن أليغري يواصل العمل بما لديه، وإذا كان يضيع نقاط فحسنا بالقدر ذاته بالنسبة إليه.