على مدار أسبوعين قام الإيطالي جانفرانكو، مدرب وستهام السابق، بزيارة معلمي الكرة الإمتاعية: بيبي غوارديولا، مدرب برشلونة الإسباني، وزيمان، مدرب فريق بيسكارا في دوري الدرجة الثانية الإيطالي. وعلى طريقته الخاصة، وبحرية في التصرف، أهدى زولا نفسه رحلة تحديثية استثنائية مزدوجة أولا في أبروتسو ثم في مقاطعة كتالونيا الإسبانية. وجاءت نتائج تلك الرحلة أفضل من المتوقع؛ حيث صرح جانفرانكو بهذا الصدد قائلا: «كنت أود إثراء نفسي من الناحية المهنية وحصلت على فرصتين لا يمكن تصديقهما. فأنا كثيرا ما عشقت زيمان، وكنت شغوفا أيضا بمعرفة أسرار فريق البارسا. ليس بإمكاني سوى الرضا والقناعة بالترحيب الذي تلقيته والانطباعات التي حصلت عليها».
* ما هي الاستنتاجات التي خرجت بها من تلك الرحلة؟
- هناك فلسفتان متعارضتان في بعض النواحي.. موقفان مختلفان تماما ولكن بينهما قاسم مشترك: حماسة اللاعبين. غوارديولا وزيمان معلمان لكرة القدم، غير أنهما بالأحرى قادران على بث إرادتهما إلى نفوس اللاعبين.. أمر أشبه بالعدوى.
* وهل كنت تعرف زيمان قبل تلك الرحلة؟
- كمنافس.. لقد تذكرنا معا عندما حاول هو، بلا جدوى، حملي إلى صفوف روما ونابولي. دائما ما بهرتني فلسفته الكروية. من الواضح أنه ما زال لديه رغبة كبيرة وفريق بيسكارا يعزز ذلك: إنها مغامرة رائعة.
* يمتلك زيمان أيضا بين يديه بعض النجوم الصغيرة التي قمت بتدريبها..
- إيموبيلي لاعب بارع، وقد أدهشني انسيني.. لديه تصويبات على طريقة زولا. هل هو جدير بالانضمام إلى فريق نابولي؟ من الممكن ذلك.
* وفي برشلونة ماذا اكتشفت؟
- المواهب، بالتأكيد لا.. لقد رأيت من قريب فريقا استثنائيا في طريقة عيشته الطبيعية. بدءا من غوارديولا، فهو مدرب منفتح وفي خدمة الفريق وعاشق لما يفعله، وهو يبث كل ذلك إلى اللاعبين بشكل طبيعي. هناك الكثير من المدربين المحققين للانتصارات ولكن تعليم كرة القدم شيء آخر. وبيبي يفعل ذلك على أفضل وجه، مثل زيمان.
* ولكن فريق برشلونة يبدو في مشكلة..
- لا، لا أتذكر فرقا قادرة على اللعب بمستوى عال هكذا لفترة طويلة. ريال مدريد يقدم أشياء استثنائية.
* وما هو الفريق الذي تراه مرشحا لحصد اللقب الأوروبي؟
- برشلونة فاز، بالفعل، كثيرا ولا يخشى الزوال، فهذا الفريق يوجد الآن في تاريخ كرة القدم: كما كان الحال مع أياكس الهولندي بقيادة كرويف وميلان ساكي. كل شيء مفتوح، ولكن من الصعب إضعاف هؤلاء اللاعبين.
* هل فريق البارسا نموذج قابل للتصدير؟
- لويس إنريكي مع فريق روما يقدم أداء جيدا. أعتقد أن البحث عن تقديم الإمتاع في كرة القدم له ثمنه في كل مكان. وأنا أسير على هذا النحو.
* وكيف ترى مباراة الميلان – آرسنال اليوم (الأربعاء)؟
- الميلان ليس في أفضل حالاته، غير أني أراه مرشحا قليلا. الآرسنال فريق خطير في خط هجومه ولكن في الدفاع ضعيف.
* فريق أليغري يخوض مباريات كثيرة..
- كثيرا ما راق لي هذا المدرب؛ هو أيضا يبحث عن اللعب الإمتاعي، وفي الميلان يحاول التوفيق جيدا بين هذا المفهوم والحاجات إلى النتائج بأي تكلفة.
* ولكن أنطونيو كونتي يجعل الحياة صعبة أمام أليغري..
- كنت دائما أقدر كونتي كلاعب ولكني لم أكن اعرفه كمدرب. وأنا أقر أن فريق اليوفي هذا يلعب، حقا، كرة قدم جيدة. وسيكون صراعا رائعا مع الميلان على اللقب المحلي.
* وهل مباراة نابولي - تشيلسي تضعك في أزمة؟
- بعض الشيء.. قلبي مقسم بين هذين الفريقين، وليفُز باللقاء الفريق الأفضل.
* فريق والتر ماتزاري يعاني من لحظات صعود وهبوط كثيرة..
- هذا الأمر وارد الحدوث لجميع الفرق في أول موسم لهم بدوري الأبطال، أيضا بالنسبة إلي مع تشيلسي كان الأمر كذلك. إن المحفل الأوروبي محفز للغاية ويجعلك تحرق الكثير من طاقتك العصبية.
* وفريق تشيلسي الإنجليزي أيضا يتلعثم هذا الموسم..
- هناك الوضع مختلف؛ فقد تم تغيير مدرب الفريق وتم جلب أفكار ولاعبين جدد. إنه موسم انتقالي في استاد ستامفورد بريدج.
* في الدوري الإنجليزي تسيطر أندية مدينة مانشستر..
- بشكل عام ناديا يونايتد وسيتي يعدان بالمحفزات حتى نهاية من أجل اللقب المحلي، ولكن هذا الموسم ذو مستوى عال. أيضا تشيلسي وتوتنهام وآرسنال فرق منافسة في البطولة. أما في إسبانيا، على سبيل المثال، ليس الأمر كذلك فخلف البارسا والريال لا يوجد سوى الفراغ.
* وفي إيطاليا؟
- للأسف، لقد ولى زمن صراع الفرق الـ7 الكبار في إيطاليا. عندما كنت في بارما كان الصراع على اللقب الإيطالي مفتوحا للغاية. الآن الأمر أقل غير أني على ثقة.
* وماذا عن مستقبل زولا؟ فقد بدأت في وستهام بشكل جيد..
- الآن أنا في انتظار الفرصة الجيدة، ولكني لا أقف مكتوف اليدين. لدي رغبة في التعلم والتحدي لنفسي. حتى الآن أنا أستمتع بلعب الغولف وأسترخي كثيرا. ولكن كرة القدم الجميلة تدهشني بشدة.. وسوف نعيد الحديث عن هذا الأمر في الصيف المقبل.