برشلونة يفوز على ليفركوزن في ألمانيا ويضع قدمه في ربع النهائي

ليون ينهي مقاومة أبويل ويسقطه في دوري الأبطال

TT

أعرب مدرب برشلونة الإسباني حامل اللقب جوسيب غوارديولا عن سعادته بالأداء المتكامل الذي قدمه فريقه أمام مضيفه باير ليفركوزن الألماني (3 - 1) في ذهاب الدور ثمن النهائي من مسابقة دوري أبطال أوروبا. ونجح غوارديولا على ملعب «باي ارينا» في تحقيق فوزه الأول بعيدا عن «كامب نو» في الدور الثاني من المسابقة الأوروبية الأم، بينما حافظ النادي الكاتالوني على سجله الخالي من الهزائم في هذه المسابقة للمباراة الثالثة عشرة على التوالي، أي منذ خسارته أمام آرسنال الإنجليزي (1 - 2) في 16 فبراير (شباط) الماضي في ذهاب الدور ذاته.

وكان الفوز على ليفركوزن السادس على التوالي لبرشلونة خارج قواعده، وهذه أفضل نتيجة في تاريخ النادي الكاتالوني على الصعيد الأوروبي. وقد علق غوارديولا على مجريات مباراة أول من أمس قائلا: «كنا جيدين على كل الأصعدة»، مضيفا: «دائما ما تجعلك الأندية الألمانية تعاني أمامها. بحسب خبرتي وحتى وإن لم يلعبوا جيدا فهم دائما يعودون إلى اللقاء في مرحلة من المراحل».

واختبر برشلونة هذا الأمر أمام ليفركوزن، إذ كان البادئ بالتسجيل في الدقيقة الـ41 عبر التشيلي أليكسيس سانشيز، لكن الفريق الألماني الباحث عن لقبه الأوروبي الثاني بعد تتويجه بكأس الاتحاد الأوروبي عام 1988 نجح في بداية الشوط الثاني في إدراك التعادل عبر التشيكي ميكال كالديتش. وجاء الرد الكاتالوني سريعا حيث تمكن سانشيز في إعادة فريقه إلى المقدمة قبل أن يضيف الأرجنتيني ليونيل ميسي هدف الاطمئنان قبل دقيقتين على النهاية، مسجلا هدفه السابع في نسخة هذا الموسم والرابع والأربعين له من أصل 63 مباراة خاضها في المسابقة.

وواصل غوارديولا حديثه عن اللقاء قائلا: «كان الشوط الأول باهتا بالنسبة لنا مقارنة بالشوط الثاني. في الدقائق الـ45 الأولى أغلقوا الملعب وكانوا متراصين في الخلف، لكننا تمكنا من خلق الفرص. إن تسجل ثلاثة أهداف خارج ملعبك أمر جيد جدا. نحن راضون جدا». وتابع: «إنهم فريق يتمتع بطول القامة ويلعبون تمريرات طويلة في المنطقة الحرة. وقال غوارديولا: «كانت الأمور أصعب شيئا ما في الشوط الثاني، ولكنها نتيجة جيدة بشكل عام». وأضاف في إشارة إلى الصحوة الهجومية لليفركوزن في الشوط الثاني، التي كادت أن تقلب موازين اللقاء: «لا يجب الاستهانة بفريق ألماني، فقد رأينا ما كان يمكنهم أن يفعلوه في الشوط الثاني». وأضاف: «سيكون علينا الاحتراس في لقاء الإياب... الشوط الثاني ناسبنا بشكل أفضل من الأول»، مشيدا بسانشيز الذي قدم مباراة مميزة جدا وبميسي الذي يعرف كيف يتعامل مع مباريات من هذا النوع.

وأردف قائلا: «كلاعب، لم أكن أسجل الكثير من الأهداف، وبالتالي لا يمكنني تناول هذه المسألة (تسجيل الأهداف) مستندا إلى خبرتي. لكني أعتقد أن الهدافين يحتاجون إلى تسجيل الأهداف. ميسي لا يواجه أي مشكلة في التعامل مع هذه الأمور. لقد سجل فعلا هدفا رائعا وكان محور الكثير من الأمور. إنه يواصل إظهار قوته، وهذا أمر حيوي جدا بالنسبة لنا. أما أليكسيس (سانشيز) فهو يقوم بعمل كبير ويسجل الكثير من الأهداف. لقد فتح الملعب بالنسبة لنا، وتحركاته رائعة. أنا سعيد من أجله. إنه رجل متواضع جدا».

من جهته اعترف سانشيز بصعوبة المباراة وقال: «كانت مباراة صعبة بالنسبة لنا. لم تكن المنافسة سهلة، خصوصا بعدما تلقت شباكنا هدفا (في الدقيقة الـ52). ولكننا استطعنا أن نستعيد توازننا بالهدف الثاني (في الدقيقة الـ55)».

وفي الجهة المقابلة، تحدث مدرب ليفركوزن، روبن دوت، عن اللقاء قائلا: «قدم دفاعنا مباراة جيدة جدا في الشوط الأول، لكننا احترمناهم كثيرا (أي أن فريقه لم يهاجم تخوفا من نجوم برشلونة). لكن القصة كانت مختلفة تماما في الشوط الثاني. خلال استراحة الشوطين طلبت من لاعبي فريقي أن يأخذوا المبادرة و(المشاركة) في المباراة. لقد تسببنا لبرشلونة في الكثير من المشكلات خلال الشوط الثاني. كنا الأفضل خلال الدقائق الـ15 الأولى وقدمنا كرة جيدة فعلا».

وواصل: «أما بالنسبة لمباراة كامب نو فالمنطق يقول إننا لا نملك أي فرصة، لكن لا أحد يعلم الغيب. قبل عدة أعوام شاهدت برشلونة يفوز على بازل (5 - صفر) في سويسرا ثم تعادل معه 1 - 1 في المباراة الثانية في إسبانيا، وبالتالي أي شيء ممكن».

من المؤكد أن كل شيء ممكن في كرة القدم، لكن سيكون من الصعب جدا على ليفركوزن تعويض النتيجة في «كامب نو» وبلوغ الدور ربع النهائي لأول مرة منذ موسم 2001 - 2002 عندما خسر النهائي أمام العملاق الإسباني الآخر ريال مدريد، خصوصا أن النادي الكاتالوني لم يذق طعم الهزيمة في 18 مباراة خاضها بين جماهيره هذا الموسم في جميع المسابقات، كما أن هزيمته الأخيرة بين جماهيره تعود إلى 30 أبريل (نيسان) 2011، وكانت على يد ريا سوسييداد (1 - 2) في الدوري المحلي.

* ليون - أبويل نيقوسيا

* وعلى استاد «جيرلان» بقي باب التأهل إلى ربع النهائي مفتوحا بين ليون وضيفه أبويل نيقوسيا الذي أصبح أول فريق قبرصي يتجاوز الدور الأول من المسابقة الأوروبية الأم، بعدما فاجأ الجميع بتصدره مجموعته أمام زينيت سان بطرسبرغ الروسي وبورتو البرتغالي وشاختار دانييتسك الأوكراني. وما زال بإمكان فريق العاصمة القبرصية أن يواصل الحلم لأن بإمكانه تعويض فارق الهدف الذي خسر به في مباراة أول من أمس عندما يستضيف منافسه الفرنسي في السابع من الشهر المقبل.

وكان الفريق المضيف الذي يخوض الدور الثاني للموسم التاسع على التوالي الأفضل في الشوط الأول، حيث استحوذ على الكرة بنسبة 63 في المائة وسدد على مرمى ضيفه 13 مرة دون أي تسديدة للأخير. وقد هدد النادي الفرنسي مرمى ضيفه القبرصي في أكثر من مناسبة، بينها تسديدة للبرازيلي ميشال باستوس الذي وصلت إليه الكرة داخل المنطقة بعدما ارتدت تسديدة زميله أنتوني ريفايير من المدافعين فأطلقها قوية، لكن محاولته علت عارضة مرمى الحارس ديونيسيوس خيوتيس في الدقيقة الـ25، ثم أتبعها زميله الشاب ألكسندر لاكازيت بتسديدة علت أيضا العارضة بقليل في الدقيقة الـ30، وبأخرى صاروخية تصدى لها الحارس القبرصي ببراعة وأنقذ فريقه في الدقيقة الـ41.

وفي بداية الشوط الثاني كاد ليون أن يفتتح التسجيل عندما مرر باستوس الكرة لمواطنه ايدرسون الذي تخلص من الحارس خيوتيس قبل أن يسدد نحو المرمى الخالي، لكن البرتغالي باولو غوميش تدخل في الوقت المناسب ليبعد الكرة عن خط المرمى في الدقيقة الـ47. وجاء الفرج لفريق المدرب ريمي غارد في الدقيقة الـ58 عندما صعد المدافع البرازيلي أليكس بالكرة عند حدود المنطقة قبل أن يمررها للاكازيت على الجهة اليسرى فتخلص المهاجم الشاب من المدافع القبرصي قبل أن يسدد نحو المرمى فتحولت الكرة من باولو غوميش وخدعت حارسه خيوتيس الذي حرم النادي الفرنسي من هدف ثانٍ بعد دقيقتين فقط بتصديه لتسديدة لباستوس في الدقيقة الـ58.

وأعرب أعضاء فريق ليون عن أملهم في مواجهة منافسه أبويل نيقوسيا بنفس السلاح عندما يتقابل الفريقان في إياب دور الستة عشر في قبرص الشهر المقبل.

وتماسك أبويل ولعب على الهجمات المرتدة في مباراة الذهاب في فرنسا، لكنه خسر بهدف لاكازيت في الشوط الثاني لينهي مقاومة الفريق القبرصي. وسيحتاج أبويل إلى اللعب بتوازن بين الدفاع الصلد والهجوم الفعال إذا أراد تحقيق مفاجأة بعدما أصبح أول فريق قبرصي يتأهل لدور الستة عشر في دوري أبطال أوروبا، بعد أن تصدر مجموعة ضمت زينيت سان بطرسبرغ الروسي وشاختار دونيتسك الأوكراني وبورتو البرتغالي.